الموضوع: لماذا ؟
عرض مشاركة واحدة
  #97  
قديم 2014-04-02, 11:13 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

اقتباس:
9- إعراب قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً
ادعى ضيفنا أن " إنما " في آية التطهير تفيد حصر مفهوم أهل البيت بأصحاب الكساء، وهذا الكلام مردود لغة وعقلاً ومذهباً عند الرافضة، وسأبدأ من النهاية إلى البداية.
فهو مردود مذهباً عند الرافضة، فالرافضة يؤمنون بأن الأحاديث يجب أن تعرض على كتاب الله عز وجل، فما وافقها أخذوا به، وما عارضها تركوه، وعلى الرغم من أن هذه القاعدة باطلة ولا تصمد حتى أمام نفسها، فالله سبحانه قال وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ولم يقل ((قاعرضوه على كتاب الله))، وقال تعالى فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ، ولم يقل ((ردوه إلى الله وحده))، إلا أن الرافضة يتمسكون بهذه العبارة ويجملونها في عيون الناس، وكوننا ندينهم من أفواههم قلنا لهم أن آية التطهير يسبقها الكلام عن نساء النبي ، ويتبعها الكلام عن نساء النبي ، فحسب قاعدتهم هذه فعليهم أن يلقوا بحديث الكساء عرض الحائط لأن علياً والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين من الرجال، لكن يتحجج القوم بأن الله سبحانه قال في آية التطهير عنكم ، ولو كان المراد بأهل البيت النساء لوجبت أن تكون ((عنكن))، وهذا من سوء أو عدم معرفتهم باللغة العربية، فكلمة أهل كلمة جمع مذكرة يراد بها في الأصل المؤنث سواء بالإفراد أو التثنية أو الجمع، فأما التذكير والتأنيث فمثله " أسامة " و " عنترة " و " ربيعة "، فكلها كلمات مؤنثة يراد بها مذكر، وأما الإفراد والتثنية والجمع فمنه قوله تعالى قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فالمخاطب هنا امرأة إبراهيم عليه السلام، وهي مؤنث مفرد، لكن الضمير المتصل بحرف الجر " على " كان الكاف مع الميم، أي الجمع المذكر.
وكلام ضيفنا مردود عقلاً، فلا يصح أن ألزم نصاً بما جاء في نص آخر إلا إن كان من باب التفسير، لكن الحالة هنا ليست تفسيراً، فحادثة الكساء ليست تفسيراً لآية التطهير، وإنما هي قصة حصلت واستخدم فيها رسول الله الآية.
وكلام ضيفنا مردود لغة، فـ " إنما " تعرب على أنها " إن " و " ما " وهي كافة ومكفوفة تفيد التوكيد والحصر، وقولنا كافة ومكفوفة يعني أن " ما " كفت عمل " إن "، فـ " إن " في الأصل تدخل على الجملة الإسمية، فتنصب المبتدأ وترفع الخبر، وتفيد التوكيد، ومثالها قوله صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات)) وفي رواية ((بالنية))، فالأصل هو جملة ((الأعمال بالنيات))، فـ " الأعمال " مبيتدأ مرفوع، وشبه الجملة " بالنيات " في محل رفع خبر، لكن لما أراد رسول الله أن يؤكد الأمر صار لزاماً وضع " إن " قبلها لتصبح ((إن الأعمال بالنيات))، فـ " الأعمال " اسم " إن " منصوب، وشبه الجملة " بالنيات " في محل رفع خبر " إن "، فلما أراد رسول الله أن يضيف على التوكيد الحصر قال ((إنما الأعمال بالنيات))، فعادت " الأعمال " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " بالنيات " في محل رفع خبر.
مثال آخر وهو قوله تعالى إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، فأصل الجملة المقدر كان ((يتقبل الله من المتقين))، و " إن " هنا لا تدخل على الجملة كونها فعلية، فإن أردنا جعلها اسمية قدرنا الكلام بما يوافقه ليصبح ((القبول للمتقين))، فـ " القبول " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " للمتقين " في محل رفع خبر، وهذه يمكننا توكيدها بـ " إن " فتصبح ((إن القبول للمتقين))، و " القبول " هنا اسم " إن " منصوب، وشبه الجملة " للمتقين " في محل رفع خبر " إن "، فإن أردنا حصر القبول بأنه فقط من المتقين، حينها تصبح الجملة ((إنما القبول للمتقين))، و " القبول " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " للمتقين " في محل رفع خبر، وهي نفس الجملة المقدرة الأولى، وعليه فلا مانع لغوي من العودة إلى الأصل، فنجد حينها قوله تعالى ماثل أمامنا إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .
نفس الأمر الآن نطبقه على آية التطهير وهي قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ، فالجملة في تقديرها ((إرادة الله إذهاب رجس وتطهير أهل البيت))، ولنختصرها أكثر وأكثر ((الإرادة في تطهير أهل البيت))، فـ " الإرادة " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " في تطهير أهل البيت " في محل رفع خبر، و " تطهير " اسم مجرور وهو مضاف، و " أهل " في الجملة المقدرة مضاف إليه وهو مضاف أيضاً، و " البيت " مضاف إليه، وفي العربية يمكن أن نضيف " ال " التعريف للمضاف ونحذف المضاف إليه دون أن يتأثر المعنى، تماماً كما فعلنا سابقاً في تحويل ((إرادة الله)) إلى ((الإرادة))، فتصبح الجملة ((الإرادة في تطهير الأهل))، و "تطهير " هنا مضاف، و " الأهل " مضاف إليه، ونكررها ثانية لتصبح ((الإرادة في التطهير))، فـ " الإرادة " مبتدأ مرفوع، و " في التطهير " في محل رفع خبر، وهذه يمكننا توكيدها بـ " إن " فتصبح ((إن الإرادة في التطهير))، فـ " الإرادة " هنا اسم " إن " منصوب، وشبه الجملة " في التطهير " في محل رفع خبر " إن "، فإن أردنا حصر الإرادة من الأوامر والنواهي بأنها فقط في التطهير، حينها تصبح الجملة ((إنما الإرادة في التطهير))، و " الإرادة " مبتدأ مرفوع، وشبه الجملة " في التطهير " في محل رفع خبر، وهي نفس آخر جملة مقدرة، وعليه فلا مانع لغوي من العودة إلى الأصل، فنجد حينها قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا .
لاحظ عزيزي القارئ أني قلت ((الإرادة من الأوامر والنواهي)) ولم أذكر أهل البيت، والسبب أن " أهل البيت " لم يردوا في آخر جملة مقدرة وهي ((الإرادة في التطهير)) التي يمكن أن تكون ((إرادة الله في تطهير أهل البيت))، ويمكن أن تكون ((إرادة الطبيب في تطهير الجرح))، ولأن الطبيب لف الجرح، فإرادته من لف الجرح في تطهيره، فكذلك لغوياً إرادة الله في الأوامر والنواهي تطهير أهل البيت، فالحصر هنا هو حصر الإرادة في الأوامر والنواهي في جعل أهل البيت مطهرين.
هذا الكلام كاف لرد شبهة ضيفنا، لكني أعلم علم اليقين أن الرافضة لا يفقهون العربية، وأنى لهم أن يفقهوها، لذلك سأفترض أن ضيفنا اعترض علي في جعلي " أهل " و " البيت " مضافاً إليه في أول جملة مقدرة، وأرد أن المعنى يستقيم بذلك، فإن عاند أكثر وأصر على أنها مرتبطة بـ " إنما "، سألناه ما إعراب " أهل " في الآية؟ وليلاحظ الجميع أن " أهل " في الآية منصوبة بالفتحة الظاهرة على آخرها، و " إنما " كافة ومكفوفة، فلا تنصب مبتدأ ولا ترفع خبر، فكيف صارت " أهل " منصوبة في الآية؟ هذه لن يجيب عليها ضيفنا ولو تركته سنين طويلة، لكني سأجيب على هذا السؤال وأقول أن " أهل " أما منصوبة على الاختصاص بحيث تكون الجملة ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس -أخص بذلك أهل البيت- ويطهركم تطهيراً))، أو أن تكون منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وأداة النداء محذوفة، بحيث تكون الجملة ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس -يا أهل البيت- ويطهركم تطهيراً))، وسواء أكان هذا أم ذلك فجملة " أهل البيت " معترضة يمكن حذفها دون أن يتأثر المعنى.
بل ووجدت في كتاب إعراب القرآن وبيانه للدرويش رحمه الله قوله ((وجملة إنما يريد تعليل لجميع ما تقدم)).
فهل بعد هذا يصح مقال ضيفنا في أن " إنما " في آية التطهير تفيد حصر مفهوم أهل البيت بأصحاب الكساء؟

وللحديث بقية إن كان في العمر بقية,
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.