عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2014-08-05, 10:15 PM
313 313 غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-07-13
المشاركات: 207
افتراضي

لا شك في أن القرآن الكريم مدح صحابة النبي(ص) مدحاً عظيماً في آيات كثيرة، وذكر جهادهم، مهاجرين وأنصاراً، في المراحل العديدة التي عاشتها البعثة النبوية الشريفة. ولكن كما أن هناك آيات في كتاب الله مدح فيها الصحابة، فإن هناك آيات أخرى ذمّوا فيها إلا قليلاً منهم. من ذلك ما يلي:

ï´؟إنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَï´¾ (الحجرات:4).

ï´؟وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًاï´¾ (الأحزاب:12) فالذين في قلوبهم مرض غير المنافقين، وإنما هم ضعفاء الإيمان. وهذه الآية تخص يوم الأحزاب (الخندق).

ï´؟وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَï´¾ (براءة:25) وهي هزيمة المسلمين جميعاً يوم حنين في حرب ثقيف وهوازن، إلا أمير المؤمنين(ع) وعمه العباس(رض)، بعد أن قال قائلهم عجباً: «لن نغلب اليوم من قلة» ناسياً أن الناصر هو الله تعالى، هذه الهزيمة التي جعلت النبي(ص) يصيح من على ظهر بغلته وهو يضرب الكافرين بسيفه: ‹‹أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب›› وكأنه يريد أن يذكرهم بأساس الإسلام وهي رسالته.

ï´؟وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍï´¾ (براءة:101). والمنافقون في هذه الآية وفي غيرها من الصحابة قطعاً، لأنهم من سكنة المدينة على عهد الرسول(ص) ممن رأى الرسول وسمع كلامه، وهم بذلك صحابة حسب التعريف الوارد أعلاه للصحبة والصحابة. كما أنهم ليسوا عبد الله بن أبي سلول وبضعة أنفار آخرين كما يحلو للبعض أن يقول، وإلا ما أنزل الله الآيات الكثيرة في ذمهم وفضح خططهم حتى أنزل فيهم سورة بإسمهم هي سورة المنافقين، بل إن سورة براءة سميّت الفاضحة لفضحها أحوال بعض الصحابة.

بل نستطيع القول أنه حتى في آيات المدح فإن هناك تفريقاً بين بعض الصحابة والبعض الآخر. من ذلك ما يلي:

ï´؟إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًاï´¾ (الفتح:10)، وهي تحدد شروط نيل الأجر العظيم بالوفاء بالعهد وعدم نكثه، بعد أن تجعلهم قسمين: الناكث والموفي.

ï´؟ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ... وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًاï´¾ (الفتح:29) وهي صريحة في أن الوعد الإلهي بالجنة والرضوان يخص الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم، وليس جميعهم.
رد مع اقتباس