عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2014-09-10, 04:28 PM
مناظر سلفي مناظر سلفي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-05-01
المكان: بلد التوحيد سعودي النشأة تونسي الأصل
المشاركات: 607
افتراضي


فمِن فَعائل الخوارج:

1- أنَّ شبيبًا الخارجيَّ ادَّعى الخﻼ‌فة في عهد عبد الملك، ولم ينلْها، [وفيات اﻷ‌عيان]
(2 / 455).

2- وفي سَنة 140 للهجرة، دُعي بالخﻼ‌فة لرأس اﻹ‌باضيَّة عبد اﻷ‌على بن السَّمح المعافري، واستمرَّ أربع سنوات، ثم قتله المنصور عام 144هـ [تاريخ ابن خلدون] (4 / 241).

3- وفي طَنْجة دُعي للخِﻼ‌فة ﻷ‌مير الخوارج، وخاطبوه بأمير المؤمنين، ثم قتله خالدُ بن حبيب الفهريُّ. [تاريخ ابن خلدون] (6 / 145).

4- ومِن هؤﻻ‌ء الملك المعز إسماعيل؛ وهو مِن أصلٍ كُردي، ادَّعى أنَّه قُرشي من بني أُميَّة، وخطَب لنفسه بالخﻼ‌فة، وتلقَّب بالهادي، ثم هلَك سنة 598هـ. [مختصر تاريخ دمشق] (26/390).

5- بل ربَّما دَعا أكثرُ من واحدٍ لنفْسه بالخِﻼ‌فة في وقتٍ واحد! وهذا ما حصَل في اﻷ‌ندلس، حتى إنَّه (كان في المائة الخامسة باﻷ‌ندلس وحدها سِتَّةُ أنفُس كلُّهم يتسمَّى بالخﻼ‌فة). [الوافي بالوفيات] (18/5).

أمَّا دعوات المهديَّة، فهي أكثرُ من أن تُحصى، ويَكفي أنْ أُشير هنا إلى نموذجٍ معاصرٍ لها:

فقد مرَّت اﻷ‌مَّة في هذه البِﻼ‌د (بﻼ‌د الحرمين الشَّريفينِ) بشَيءٍ من ذلك عندما ظهرتْ في أواخِر القرن الرابع عشرَ (1385-1399)

مجموعةٌ من طلَّاب العلم الذين تلقَّوُا العِلمَ على أيدي علماء كِبار، كالشَّيخ ابن باز واﻷ‌لباني رحمهما الله، وكان سَمْتُهم السُّنة، ويَظهر عليهم التقشُّفُ والتبذُّل، يَحتقِر اﻹ‌نسانُ عبادتَه مع عبادتهم، وكان فيهم شيءٌ من الغلوِّ مع صِدق وإخﻼ‌ص، كان زعيمُهم جُهيمان العتيبي ﻻ‌ يَفتأ يُسافر إلى دول الخليج، يدْعو إلى التوحيد وإلى مِلَّة إبراهيمَ عليه السﻼ‌م، حتى اجتمَع حولَه كثيرٌ من الشَّباب بعيدًا عن نظر العلماء.

ثم جاءت الفتنةُ العَظيمة - التي أُشبهها بفِتنة إعﻼ‌ن الخِﻼ‌فة اليوم - ألَا وهي إعﻼ‌ن المهديَّة لمحمَّد بن عبد الله القَحطانيِّ صِهر جُهيمان، وكنتُ قد التقيتُ القحطانيَّ عام 1399هـ، وجالستُه، وصليتُ خلْفَه صﻼ‌ةً جهريَّةً تحتقر صﻼ‌تَك معها؛ كان اﻹ‌عﻼ‌ن عن هذه المهديَّة في غُرَّة محرَّم من عام 1400هـ، حيث دخل جُهيمان وجماعتُه المسجد الحرام ﻷ‌داء صﻼ‌ة الفجر، وما إنِ انقضتْ صﻼ‌ة الفجر، حتى قام جهيمان وصِهرُه أمامَ المصلِّين في المسجد الحرام؛ ليعلنَ للناس - عبْر مكبِّر صوت إمام المسجد الحرام، وكانت الصَّﻼ‌ة تُنقل عبْرَ المِذياع - نبأَ ظُهورِ المهديِّ المنتظَر، واعتصامه بالمسجد الحرام!

قدَّم جهيمان صهرَه بأنَّه المهديُّ المنتظَر، ومجدِّد هذا الدِّين، ثم قام جُهيمان وأتباعُه بمبايعة "المهدي المنتظَر" أمامَ جموع المصلِّين، وطلب منهم مبايعتَه، فقام عددٌ منهم وبايع، وتناقَل الناسُ الخبر، وافتتن به كثيرٌ من الشَّباب -كفتنةِ بعضهم اليوم بإعﻼ‌نِ الخﻼ‌فة-؛ فمنهم مَن سافر ليبايعَه، ومنهم مَن بايع وهو في مكانه، ومنهم من تردَّد واحتار!

وكان يُقال لهم:
هذه فتنةٌ دهماء، يُرجَع فيها إلى العلماء الرَّبانيِّين الصادقين؛ فإنَّ الله تعالى ﻻ‌ يَجمع قولهم على ضﻼ‌لة، فتضل بهم أمَّةُ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، فلمَّا رأى كثيرٌ من الشَّباب آنذاك أنَّ علماء المسلمين، وكبار طلَّاب العِلم والدُّعاة الصادقين في كلِّ أنحاء العالم، أنكروا هذه المهديَّةَ؛ ﻷ‌نَّ اﻷ‌حاديثَ الصَّحيحة والحسنةَ في المهديِّ ﻻ‌ تنطبِق على صِهر جهيمان، رجَع كثيرٌ منهم، وبقِي بعضُهم على رأيه، حتى تمَّ القضاء على هذه الفِتنة، وقُتل مهديُّهم، وأُعدم جُهيمان ورِفاقُه، فاستيقظوا من نومِهم، وتَبدَّد حُلْمُهم، فما أشبهَ اليومَ باﻷ‌مس!

منقول.

آخر تعديل بواسطة مناظر سلفي ، 2014-10-02 الساعة 06:52 AM
رد مع اقتباس