عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2014-09-24, 05:54 AM
مناظر سلفي مناظر سلفي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-05-01
المكان: بلد التوحيد سعودي النشأة تونسي الأصل
المشاركات: 607
مهم شبهة قياس الأحكام الوضعية على الياسق




مناقشة علمية لشبهة غﻼ‌ة التكفير قياسا على ( الياسق )
موقع السكينة.

يستدل الغﻼ‌ة بما قاله اﻹ‌مام ابن كثير في التحاكم إلى الياسق في التفسير والتاريخ: فأما ما قاله ابن كثير في في تفسير قوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
فقال: ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم…وعدل إلى ما سواه من اﻵ‌راء واﻷ‌هواء واﻻ‌صطﻼ‌حات التي وضعها الرجال بﻼ‌ مستند من شريعة الله…كما يحكم بها التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جينكيزخان الذي وضع لهم “الياسق”، وهو كتاب مجموع من اليهودية والنصرانية والملة اﻹ‌سﻼ‌مية وغيرها، وفيها الكثير من اﻷ‌حكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعا متبعا يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فﻼ‌ يحكم سواه في قليل وكثير(1).

وقال الحافظ في البداية والنهاية: “من ترك الشرع المحكّم المنّزل على محمد خاتم اﻷ‌نبياء عليه الصﻼ‌ة والسﻼ‌م وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه، ومن فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين”(2).

ورد هذه الشبهة من خﻼ‌ل اﻷ‌مور اﻵ‌تية:
اﻷ‌مر اﻷ‌ول: أن ما فعله جنكيزخان كفر بواح عندنا عليه من الله برهان؛ ﻷ‌نه استحﻼ‌ل للحكم بغير ما أنزل الله لما يأتي:

1- أن جنكيزخان كان مشركًا بالله -أصﻼ‌- يعبد معه غيره ولم يكن مسلمًا؛ فهو كافر أصلي.

2- أن «الياسق» خليط ملفّق من اليهودية والنصرانية وشيء من الملة اﻹ‌سﻼ‌مية وأكثرها أهواء جنكيزخان؛ كما سيأتي من قول الحافظ ابن كثير نفسه.

3- أن المتحاكمين إليها أو الحاكمين بها يقدّمونها على شرع الله المنزل على محمد خاتم اﻷ‌نبياء صلى الله عليه وسلم، أو يساوونه به أو ينسبونها لله تعالى.

اﻷ‌مر الثاني:

فصل تجاوزات جنكيزخان وتبديل شرع الله بعض العلماء منهم:

أ- شيخ اﻹ‌سﻼ‌م ابن تيمية – رحمه الله- في قوله: « يجعلون دين اﻹ‌سﻼ‌م كدين اليهود والنصارى، وأنها كلها طرق إلى الله، بمنزلة المذاهب اﻷ‌ربعة عند المسلمين، ثم منهم من يرجِّح دين اليهود أو دين النصارى، ومنهم من يرجِّح دين المسلمين»(3).

وقال أيضًا: «حتى إن وزيرهم هذا الخبيث الملحد المنافق صنف مصنفًا مضمونه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رضي بدين اليهود والنصارى، وأنه ﻻ‌ ينكر عليهم، وﻻ‌ يذمون، وﻻ‌ ينهون عن دينهم، وﻻ‌ يؤمرون باﻻ‌نتقال إلى اﻹ‌سﻼ‌م»(4).

وقال أيضًا: « كما قال أكبر مقدميهم الذين قدموا إلى الشام، وهو يخاطب المسلمين ويتقرب إليهم بأنا مسلمون، فقال: هذان آيتان عظيمتان جاءا من عند الله: محمد وجنكستان، فهذا غاية ما يتقرب به أكبر مقدميهم إلى المسلمين؛ أن يسوي بين رسول الله وأكرم الخلق عليه، وسيد ولد آدم، وخاتم المرسلين، وبين ملك كافر مشرك من أعظم المشركين كفرًا وفسادًا وعدوانًا من جنس بختنصر وأمثاله»(5).

وقال أيضًا: «وذلك أن اعتقاد هؤﻻ‌ء التتار كان في جنكستان عظيمًا؛ فإنهم يعتقدون أنه ابن الله من جنس ما يعتقده النصارى في المسيح، ويقولون: إن الشمس حَبَّلَت أمه، وأنها كانت في خيمة فنزلت الشمس من كوة الخيمة فدخلت فيها حتى حَبِلت، ومعلوم عند كل ذي دين أن هذا كذب، وهذا دليل على أنه ولد زنا، وأن أمه زنت فكتمت زناها، وادعت هذا حتى تدفع عنها معرة الزنا»(6).

وقال أيضًا: «وهم مع هذا يجعلونه أعظم رسول عند الله في تعظيم ما سنّه لهم، وشرعه بظنِّه وهواه، حتى يقولوا لما عندهم من المال: هذا رزق جنكسخان، ويشكرونه على أكلهم وشربهم، وهم يستحلون قتل من عادى ما سنه لهم هذا الكافر الملعون المعادي لله وﻷ‌نبيائه ورسوله وعباده المؤمنين» (7).

ب- وقال الذهبي: «ودانت له قبائل المغول، ووضع له ياسة يتمسكون بها ﻻ‌ يخالفونها ألبتة، وتعبدوا بطاعته وتعظيمه»(8).ج- وقال السيوطي: «واستقل جنكيزخان ودانت له التتار وانقادت له، واعتقدوا فيه اﻷ‌لوهية»(9).

د- وقال السبكي حاكيا عن جنكيزخان أنه: «أمر أوﻻ‌ده بجمع العساكر واختلى بنفسه في شاهق جبل مكشوف الرأس وافقا على رجليه لمدة ثﻼ‌ثة أيام على ما يقال فزعم –عثره الله- أن الخطاب آتاه بأنك مظلوم واخرج تنتصر على عدوك وتملك اﻷ‌رض برا وبحرا، وكان يقول: اﻷ‌رض ملكي والله ملكني إياها»(10).

وقال أيضًا: « وﻻ‌ زال أمره يعظم ويكبر، وكان من أعقل الناس وأخبرهم بالحروب ووضع لهم شرعا اخترعه ودينا ابتدعه –لعنه الله- “الياسا” ﻻ‌ يحكمون إﻻ‌ به، وكان كافرا يعبد الشمس»(11).

فتبين من هذه النقول كفره البواح، واستبداله شرع الله بشرع من عند نفسه، ﻻ‌ يحكمون إﻻ‌ به، فمن أشبهه حكم عليه مثله بما حكم هؤﻻ‌ء العلماء.

-----يتبع-----

آخر تعديل بواسطة مناظر سلفي ، 2014-10-02 الساعة 06:56 AM
رد مع اقتباس