كان الرسول يبلغ قريش شفويا وبالتالي فالمعنى الذي ذهبت اليه حضرتك لا ينسجم مع التبليغ الشفوي اذ ما الحاجة لنفي الكتابة والتبليغ ليس بتسليم كتب جاهزة؛ ومن ناحية اخرى لو تدبرت الآية جيدا لعلمت ان المراد هو نفي وتفنيد تهمة الأخذ من الكتب السابقة فلاحظ قول الله تعالى ما كنت تتلو قبله اي قبل القرءان من كتاب وهذه نافيه للجنس كله اي جنس الكتب؛ ثم يقول وما كنت تخطه وهذه تعبيرا عن الأمية ولو أراد التعبير عن التأليف لقال مثل قوله ويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم؛ فالخط تعبيرا عن الكتابة؛ ولو كان الرسول يعرف القراءة والكتابة لكان من المفترض ان يقول له جبريل اكتب وليس اقرأ وخصوصا انه مرسل لإبلاغه آيات ربه؛ الا اذا كان جبريل قادم ومعه كتب جاهزة اي مكتوبة مسبقا عند ذلك يكون من المنطق ان يقول له اقرأ ولكن هذا المنطق استحال مع نص الآيات اقرأ بسم ربك؛ فهذا دليل على عدم وجود شيء مكتوب وجاهز للقراءة؛ ثم ان كلمة اقرأ عند العرب تستخدم أيضاً للتبليغ كمثل القول أقرء فلانا السلام اي بلغه أني اسلم عليه؛ اما قولك ان الآية الاخرى تنفي ما اريد إثباته فهذه مغالطة لان الذي أردت إثباته هنا ان الرسول ليس معني إطلاقا بالتوراة والإنجيل والآية دليلا على ذلك اما اذ كنت تقصد السنه فهذا موضوع اخر واقرأ العنوان جيدا.
|