عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2014-11-18, 12:26 PM
احمد عبد الحفيظ احمد غيث احمد عبد الحفيظ احمد غيث غير متواجد حالياً
مشرف ومحـــاور
 
تاريخ التسجيل: 2014-08-21
المكان: عمان - المملكة الاردنية الهاشمية
المشاركات: 654
افتراضي معرفة الرجال: أهميته عند العرب قبل وبعد الإسلام ودوره في غربلة النقل وتصحيحه!!!

ما بين الفترة والأخرى يطل علي أحد المعارف ويأتيني بمعلومة غريبة!!!! فمرة جاءني أحد الأصدقاء يخبرني عن معلومة قرأها في أحدى الكتب وهي أن معاوية بن أبي سفيان هو المدبر والمخطط لمقتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينوي عزل معاوية عن الشام بعد ما رآه في رحلته إلى الشام من مظاهر ترف!!! فقلت لصديقي حينها وهل ما تعرفه عن عمر بن الخطاب يسمح لك بأن تصدق أنه كان لينتظر حتى العودة إلى المدينة ليعزل معاوية بن أبي سفيان!!!؟؟؟؛ إلا تذكر بأنه عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش وما زالت المعركة قائمة!!!
وفي مرة جاءني أحدهم ليخبرني بأن أبو بكر الصديق حين قال "من كان يعبد محمد فأن محمد قد مات" كان يقصد فعليا بأن هنالك من كان يعبد محمد عليه الصلاة والسلام من العرب؛ فقلت له مستغربا وهل ما ورد عن أطباع العرب قبل وبعد الإسلام يسمح باحتمال ولو بسيط بأنهم يعبدون الأشخاص؛ لقد عرف عن العرب كل أنواع الشرك إلا هذه!!! أي تأليه وعبادة الأشخاص؛ بدليل أن العرب لم يكن عليهم لا ملكا ولا هرقلا ولا كسرى؛ وكان حكمهم لمن يستحق؛ فمن يقدر على الرفادة فهي له ومن يقدر على الراية فهي له؛ وقصة الحجر الأسود أكبر شاهد على طبع العرب؛ فهل نظرنا إلى الجانب المليء من الكوب!!!! ثم وفي الإسلام ألم يكن هنالك الشورى بين محمد عليه الصلاة والسلام وبين أصحابه؛ وكثيرا هي قصص الشورى والحمد لله.
ومرة أخرى يأتيني أحدهم يطعن في معاوية بن أبي سفيان فقلت له أريد أن أخبرك قصة حدثت بعد موت معاوية وبعد زوال ملك بني أمية لعلك بعد ذلك وحين تسمع شيء من هنا وهناك تعيد النظر فيه فأخبرته هذه القصة: في أحدى جلسات الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور سأل من كان حوله؛ من صقر قريش؟؟؟ قالوا: أنت يا أمير المؤمنين؛ فقال: لم تقولوا شيئا؛ فقالوا: معاوية بن أبي سفيان؛ فقال: لم تقولوا شيئا؛ فقالوا: عبد الملك بن مروان؛ فقال: لم تقولوا شيئا؛ فقالوا: من؛ قال: عبد الرحمن بن معاوية بن هشام دخل بلدا أعجميا منفردا فقيرا فأقام ملكا عظيما!!! ولعلك تلاحظ يا صديقي أن من كانوا حول أبو جعفر المنصور رشحوا معاوية أمام عدو له ليكون أول من يستحق لقب صقر قريش بعده؛ فعلام يدل ذلك وماذا تفهم منه!!!
قد يخبرك أحدهم بأن الرسول عليه الصلاة والسلام أخذ أبو بكر الصديق معه في هجرته لأنه صادفه وهو مهاجر فخاف أن يفشي به فأخذه معه!! فأنظر إلى الكذب وكيف أنه يتجاهل معرفة أطباع الرجال!!! فمن السهل على من لا يعرف الرجال أن يصدق أي شيء عنهم.
هنالك أطباع للرجال يعرفوا بها ويمتازوا بها وتكون معيارا لما نصدقه أو لا نصدقه عنهم؛ وقد أهتم العرب أكثر من باقي الأمم وقبل الإسلام وبعده بمعرفة الرجال وبيان فضائلهم ومساوئهم على حد سواء.
بل أن العلم الوحيد الذي كان عند العرب قبل الإسلام هو علم الرجال لأن الشعر الجاهلي الذي يمثل العلم الوحيد للعرب قبل الإسلام في حقيقته ما هو إلى تدوين لهم أي للرجال؛ وأن الله أختار العرب للإسلام؛ فكانت هذه الخصلة في العرب أي الاهتمام بمعرفة الرجال لها أهمية كبرى في النقل عن الرسول عليه الصلاة والسلام؛ بحيث أنها أصبحت خصلة لكل المسلمين من العرب وغيرهم؛ فالدين في حقيقته نقل وهذا يستوجب معرفة الرجال.
وخلاصة القول بأن العرب قد اختصوا بهذه المعرفة فكان اهتمامهم بها معلوما وبالتالي فأن الإسلام تأثر بهذه المعرفة وتحديدا في مجال النقل عن الرسول؛ علما بأن المستشرقون كذابون بخصوص قولهم بأن الأحاديث دونت بعد مائتي عام من وفاة الرسول؛ فالذي حدث بعد مائتي عام من وفاته علية الصلاة والسلام هو تصحيح البخاري للأحاديث وليس تدوينها فتدوينها موجود مسبقا؛ وتناقلها وتداولها لم يغب يوما عن تاريخ الإسلام.
وبالتالي فأن مبدأ الإسناد في النقل كان شائعا قبل وأثناء وبعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ وذلك لأن مبدأ الإسناد مرتبط بالتصديق من عدمه؛ فإذا كان الإسناد مرتبطا برجل صادق أخذ به والعكس صحيح؛ لذلك فأن الله سبحانه كان يظهر هذا الإسناد أيضا بدليل قوله: إن هو إلا وحي يوحى . علمه شديد القوى.
والخلاصة يا سادة بأن المستشرقون والمستغربون أرادوا أن يطعنوا بمسألة لها جذورها وتأصيلها وتاريخها الطويل؛ وهذا جهلا منهم وحماقة!!!.
رد مع اقتباس