عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2014-11-20, 03:05 PM
احمد عبد الحفيظ احمد غيث احمد عبد الحفيظ احمد غيث غير متواجد حالياً
مشرف ومحـــاور
 
تاريخ التسجيل: 2014-08-21
المكان: عمان - المملكة الاردنية الهاشمية
المشاركات: 654
افتراضي الآيات القرآنية الدالة على صحة معتقد أهل السنة بمسألة عدم تكفير المسلم بذنب

لقد أحببت أن أكتب هذا الموضوع في هذا القسم أي قسم القرآنيين مع أنه يناسب فرق إسلامية أخرى؛ وذلك من باب أن القرآنيين يعتقدون بأن هذا المعتقد لأهل السنة متأتي من السنن النبوية فقط؛ فأحببت أن أبين لهم بأن آيات الله في القرآن هي التي تقول ذلك.
الكفر في اللغة معناه (تغطية الشيء) فيقال كفر الليل الحقول أي غطاها بظلمته؛ وهذه الكلمة من الناحية الدينية تستخدم لتدل على وجود فعل حقيقي يمثل كفرا أي تغطية للحق أو حجب للنور؛ لذلك جاءت الكثير من الآيات التي تتحدث عن الكفر موضحة ومفسرة لتلك الأفعال التي تمثل موضع الكفر.
1. إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون.
2. الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم.
3. لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة.
4. لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.
ونلاحظ هنا أن الكفر ينطوي على أعمال كفرية واضحة تتمثل في الصد عن سبيل الله أولا أي الكفر بوجود الله أصلا فالإشارة إلى سبيل الله تبدأ بالأيمان به ثم السير على طريق التوحيد الموصلة إليه وبالتالي فالصد عن سبيل الله هو الصد عن الله؛ولأن سبيل الله هو سبيل وطريق التوحيد بشكل رئيسي فأن الشرك أيضا يمثل أهم مظهر من مظاهر الكفر لأنه يعارض التوحيد؛ فالكفر أكبر وأشمل من الشرك لأنه أي الكفر هو أصلا الصد عن الله ومثل ذلك الملحدين؛ أما الشرك فهو الأيمان بشركاء له ومثل ذلك اليهود والنصارى وغيرهم ممن جعلوا لله شركاء؛ ومصير الكفر والشرك هو الخلود في النار بدليل قوله بأنه من أشرك بالله حرمت عليه الجنة.
ومن هذا المنطلق فأن ما دون الشرك يحتمل مغفرة الله بدليل قوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما؛ وبالتالي ومن البديهي بأن المسلم لا يمكن أن يكون كافرا طالما أنه لم يرتد فألحد بالله وطالما أنه لم يشرك به أحدا.
ولا بد هنا أيضا أن نذكر فرقا مهما بين الكفر وبين التحذير من أعمال تؤدي إلى الكفر فعلى سبيل المثال ورد في شرح النووي لصحيح مسلم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) قيل في معناه سبعة أقوال : أحدها : أن ذلك كفر في حق المستحل بغير حق ، والثاني : المراد كفر النعمة وحق الإسلام ، والثالث : أنه يقرب من الكفر ويؤدي إليه ، والرابع : أنه فعل كفعل الكفار ، والخامس : المراد حقيقة الكفر ومعناه لا تكفروا بل دوموا مسلمين ، والسادس : حكاه الخطابي وغيره أن المراد بالكفار المتكفرون بالسلاح ، يقال تكفر الرجل بسلاحه إذا لبسه . قال الأزهري في كتابه " تهذيب اللغة " يقال للابس السلاح كافر ، والسابع : قاله الخطابي معناه لا يكفر بعضكم بعضا فتستحلوا قتال بعضكم بعضا.
رد مع اقتباس