عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-11-09, 01:14 AM
زينب من المغرب زينب من المغرب غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-14
المكان: tangier morocco
المشاركات: 1,013
مذكراتي مع سامي


لم أكن أود تدوينها لكن حصل ما حثني على ذلك وسأبدأ بهذا الحدث.
اليوم قررت أن أدعوا لسامي طول الوقت في الصلاة و أنا كنت في معهد القرآن. وفي صلاة المغرب بعد إقامة الصلاة أيظا دعوت له وكنت أتمنى له أن يهديه الله و يهدي به. والمفاجأة كانت أول آية ابتدأ بها الإمام هي " أ
فحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون". هالني سماع الآية و كأنني أسمعها أول مرة في حياتي مع العلم أنني كنت قبل ذهابي للمعهد قرأتها في مشاركة الأخ الفاضل صهيب. ولكن في الصلاة كان لها طعم آخر و أنا لا تزال ردود سامي في رأسي مسجلة. كان وقعها صدمة بالنسبة لي. لا أدري أحسست بمسؤولية تجاه أولئك الذين لم يذوقوا معناها و أولئك الذين غفلوا عنها.
فبكيت وأن
ا أسمعها تخترق أذني لتصل إلى قلبي أردت أن أقول لكل العالم إصح فالله يعاتبنا.
ولكن هذه كانت كما قلت دافعا لي للكتابة. أما الذي حدث قبلها فكان غريبا.
في أول يوم بدأت حوار سامي.
شخص من الذين أعرفهم، حكى لي عن ح
الة أصابته. أصيب بصدمة عصبية، نتيجة فشل في تجربة عمل كانت سببا من بين الأسباب. المهم بدأت أسأله كيف حدتث فقط لأحاول التخفيف عنه فهو لا يزال في فترة نقاهة ولكنه حاول بكل جهده أن يسرد لي التفاصيل.
المهم
قال لي بدأت بتيار قوي في رأسي. صداع خطير بدأ بالصداع و كنت أصرخ من شدة الألم وبعد ساعات توقف؛ فهدأت قليلا و نمت. ولكن صحوت بعدها وكل
ي أنتفض من الرعب وفي رأسي أفكار متضاربة وقلبي يدق بشدة فخفت و بدأت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم . ولكن كانت في رأسي أفكار تأبى أن تتوقف أسئلة من أنا و أين أنا ، وكنت أحاول بكل جهدي ردها لكن أبت أن تفارقني .
وقد أحسست فعلا بأنه لا زال يعاني من أثارها لأنه كل لحظة كان يتنهد بألم و يقول لي والله كانت حالة صعبة. حاولت أن أفهم منه، المهم أخبرني أنه ليس انفصام شخصية؛ و هذا ما أخبره به الطبيب.
تفاقمت
الحالة حيث بدأ يفقد الإحساس بالموجود. قال لي، تصوري أن أمي كانت تكلمني وأذهب لألمسها حتى أتحسس وجودها و بعدها فقد الإحساس بوجوده هو أيظا يقول لي أكون في الصلاة و حين أربع يدي ويبدأ ذلك الاحساس ينتابني أتحسس جسمي و يدي و أحس أن رأسي ليس مني فأتحسسه. فعلا لا أدري ولكن كأنني لا وجود لي كأنني سراب و هكذا كنت أخاف من الناس كلها لأنني أحسست أنهم غير موجودون وحتى الأطفال كنت أخاف من كل شيء وبدأت أغير الأطباء والأدوية ودون جدوى و نصحني أحدهم بالرقية الشرعية و فعلا كنت أقرأ في إناء سورة البقرة وبعض السور وأظيف عليها من كثر خوفي من تلك الأفكار و حين أشربها أهدأ قليلا و أقول لقد انتهى ذلك الاحساس وما يلبث إلا أن يعود. وأعود لتلك الحالة من الشتات وقلبي كنت أنتظر أن يتوقف في أي لحظة من شدة النبض.
أحسست كيف كان حاله صعب أشفقت عليه و تخيلت نفسي في تلك الحالة و الله صعبة جدا جدا. لأنني لن أستطيع أن أصفها في أسطر فهو ظل يتحدث لأكثر من 4 ساعات وكنت أحس وكأنه إنسان عائد من الحرب عندها لم أكن بدأت التفكير في الأجوبة التي سأكتب لسامي؛
المهم قال لي كدت أجن و كنت أبكي و أضح
ك دون رغبة.إلى أن وصلت لمرحلة أصعب ما تكون فقد بدأت الأفكار توحي لي بأن الله ليس موجود و تصوري هذا ما لم أصدقه تصوري أنني لا أرى الله و لكن أبدا ولا مرة صدقت هذه الفكرة وظل يعيد كلمة هذا ما لم أصدقه و كأنه فرحان جدا بها . وهنا تذكرت الإلحاد فوجدتها فرصة أسأله كيف لم تصدق قال لي لم يهتز إيماني ولو لحظة أن الله ليس موجودا. أجل لن تصدقي أنني لا أحس بذاتي وأصدق أن الله موجود ولكن هكذا كان لي يقين أن الله موجود. و هنا قال جملة تمنيت لو كان في حاله الطبيعي لأسأله كيف ذلك قال لي "من هذا اليقين بأن الله موجود بدأت أحس بالأشياء الأخرى"
جملة رائعة هزتني .
أنذاك فكرت كيف يفقد إنسان مضطرب كل هذا الإضطراب الإحساس بالدنيا كلها إلا الإيمان بالله. وقلتها له أنذاك قلت له والله إني أغبطك على هذا الإيمان. أتذكرها وأبكي على حالي هل أنا بهذه القوة في اليقين بالله. والله غبطته و قلت له ان الله يحبك بشرى لك.
وسألت نفسي لماذا فقد سامي الإحساس بوجود الله و صدق عقله ذلك؟؟؟؟
لماذا هذا المريض لم يفقد وهو في أسوأ حال رأيت أحدا فيه. أذكر أنني سألته حين قال لي في بداية الكلام . يا أختي إنني سأحكي عن مرض فقلت له وهل هو مرض معدي يعني أنا فكرت في السرطان لأنه وصفه بهذا الشكل فقال لي إن السرطان لا شيء أمام ما أصابني. علمت مدى قوة ذلك المرض.
المهم أنا لم أسأله كيف استطاع الوصول للشفاء العاجل أكيد بالدواء و الرقية ولكن كان الإحساس بأن الله موجود هو كل شيء في العلاج .
وطيلة يوم وأنا أفكر. كيف إستطاع الناس إنكار وجود الله؟؟؟ لماذا ؟؟ ما السبب؟؟؟؟
فذهبت في مشوار صباحا و أنا أحدث نفسي في الطريق عما جرى بيني و بين سامي خاصة يوم السبت فقد تزاحمت صورة ذلك الفتى و سامي في عقلي.
فكنت أنظر للناس في الطريق وأرى صنعة الله في كل شيء وأقول ألم ير سامي هذه و هذه ???????
لماذا اختلث ثقته . ت
منيت فعلا أن يرى ما أرى إنني أرى رحمة الله في كل شيء تذكرت فكرته عن عدل الله سبحانه و تعالى. فقلت كيف يرى أن الله غير عادل ؟؟؟
إن كان الله غير عادل ولا يحب عباده فلماذا :
يضرب الوالد ابنه و بعد ذلك يقبله؟؟؟ هل يكره هذا الوالد ولده ؟؟؟
لماذا يشتغل ذلك الأب في ما يذله أحيانا من أجل إبنته و هو على علم أنها ستكون لشخص آخر بعد زمن ؟؟
ألم يرى الحب في كل هذا ؟؟؟
ألم يسأل نفسه من زرع هذا النوع من الحب في صدر هذا الأب وتلك الأم التي تعذبت و هي حامل و تعذبت و هي تلد و تعذبت و هي ترضع لكن تعطيك عينها ولا تمس ولدها؟؟؟
ألم يرى هذه المفارقات ؟؟؟ ألم يرى رحمة الله في كل هذا ؟؟؟؟
حزنت فعلا
وفي طريقي للمعهد فتحت كتابا لأقرأه كما العادة وجدت هذه الأسطر تحدثني بصدق حيث ابتدأ بها الكاتب و كانت تصل إلى قلبي مباشرة " الحمد لله رب العالمين؛الرحمان الرحيم ملك يوم الدين إياك نعبد و إياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين. الحمد لل
ه الذي لا فوز إلا في طاعته؛ و لا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الإفتقار إلى رحمته، ولا هدى إلا في الإستهداء بنوره؛ ولا حياة إلا في رضاه؛ و لا نعيم إلا في قربه، ولا صلاح للقلب ولا فرح إلا في الإخلاص له،و توحيد حبه، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عصي تاب و غفر؛ و إذا دعي أجاب وإذا عومل أثاب.
يا سامي كل شيء من حولي كان يردد حبه لله و توحيده واسمك يقف أمام عيني لا تفارق كلماتك دماغي
كنت أرى كل الناس حولي تنبض باسم الله . بكيت وأنا أتذكر
ك تمنيت لو تصلك هذه الأفكار التي في داخلي. كنت أود أن أجرك من يديك و أطوف بك العالم وأريك قدرة الله و رحمته في كل شيء.
تمنيت أن أقول له شرفا لكم أنكم أبناء تلك الأرض التي تقول عنها أن أهلها معذبين. لا و من قال لك ذلك ؟؟؟
لماذا اذن لم يفارقوا أرضهم ؟؟؟
لأن حب الله طغى على كل إحساس بالألم . ليس لأن أولئك لا يتألمون لا لا لا بل لأن حب الله في عروقهم ينبض يا سامي آسفة لم أكن أود كتابة هذه الأحداث لكن صوت داخلي نبض مع تلك الآية و كان يقول لي اكتبيها قولي له و للعالم انظروا إلى الدنيا من منظور أن الله يحبكم
أسأل الله لنا الهداية .
حاولت نقل الأوضاع كما مرت وباختصإر شديد. فإن لم تصلكم الفكرة فذاك من تقصيري وإن وصلت فذاك فعلا ما هزني و دفعني للكتابة
لا أريد أن تقول لي إنني أهلوس يا سامي ولا أريد أن تفهم إلا ما أردت إيصاله لك . والله تمنيت فعلا أن أسمع أنك تدعوا الناس للايمان .
يوم السبت 7 نونبر 2009

رد مع اقتباس