عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2015-03-03, 12:12 AM
الهذلي الهذلي غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-07-14
المشاركات: 197
منقول علماء المسلمين و ماقالوه للموسوسين ..


أكد الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء السعودية أنه ينبغي على المسلم ألا ينساق وراء ما يعرف بالوسواس القهري وألا يضع له اى قيمة أو اعتبار، كما عليه أن يتقرب إلى الله عز وجل بعصيان هذا الوسواس وعدم الاستجابة له لأن التقرب إلى الله وترك الوسواس هو العلاج الأمثل له .

وقال الشثري في حديثه لبرنامج يستفتونك الذي تبثه فضائية الرسالة الفضائية أن العبد عليه أن يعلم أن ورود الوسواس على قلبه لا يؤثر على عبادته وطاعته لله لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تجاوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها مالم تعمل به أو تتكلم " .

وأضاف أن العبد إذا جاءه الوسواس وتصرف تصرفا معينا بناءا على هذا الوسواس فإنه يحرم عليه هذا الفعل الذي قام به وبالتالي فإن من توضأ وجاءه وسواس بأن وضوءه غير صحيح وتوضأ مرة أخرى فإن وضوءه الثاني حرام ويأثم به ولا يؤجر عليه ويخالف الشرع كما أنه مخالفة للمولى عز وجل وطاعة للشيطان.

وكان العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله قد أفتى بأن الوساوس التي تأتى للمسلم في الصلاة والوضوء هي من الشيطان، والواجب علي الإنسان عدم الالتفات إليها، وإكمال وضوئه وصلاته؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شكى إليه الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) متفق عليه، وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)، بهذين الحديثين وما جاء في معناهما من الأحاديث يعلم كل مؤمن ومؤمنة أنه لا ينبغي له الانصراف من صلاته ولا من وضوئه بما يحصل من الوساوس، بل يشرع له الإعراض عنها، حتى يعلم يقيناً أنه خرج منه شيء، وحتى يعلم يقيناً في موضوع الوضوء أنه قد انتقض وضوءه.

أما الشيخ عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله فقد أفتى بأن الوساوس من الشيطان الذي قال الله فيه {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} فهو يوسوس أحيانًا ليُشكك في العقيدة ويوقع الإنسان في حيرة من أمر دينه ويُشككه في أمر الرسالة وتحقيق هذه الشهادة، وفي أمر البعث والجزاء مع قيام الأدلة، كما يُشككه أيضًا في النية والإخلاص في الصلاة والصدقة حتى يُحجم عن العمل ويُوهمه أنه يُرائي، وهكذا يُشككه في الطهارة ويُوهمه انتقاض الوضوء وخروج ريح أو بول فيُخيل إليه أن عبادته قد بطلت، والقصد أن يمل من هذه العبادة وتثقل عليه ويؤدي به ذلك إلى تركها، وهذا ما يطلبه الشيطان وهو ترك العبادة التي تكون ثقيلة على النفس بسبب التخيلات في انتقاض الوضوء لخروج ريح أو قطرة بول أو بعدم إخلاص في النية.

وأضاف أن الوسواس أدى بكثير من الموسوسين إلى ترك العبادة، وهكذا يُوسوس في أمر الطلاق ليُفرق بين المرء وزوجه مع الاستقامة وحسن المُعاملة، وعدم الأسباب التي تُسبب إيقاع الطلاق فيُخيل إليه أنه أوقع طلقة أو طلقات وأن زوجته خرجت من ذمته بهذا التلفظ وكل ذلك من وسوسة الشيطان.

وأوضح أن الإنسان لا ذنب عليه بسبب هذه الوسوسة؛ لأنه مُبتلى وعليه أن يكمل أعماله ولا يلتفت إلى هذه التوهمات لأن الشيطان يوسوس للإنسان في الأعمال الصالحة أنه يُرائي بها أو أنه يقصد مصلحة دنيوية؛ كما إذا ألقى نصيحة أو مُحاضرة أو حضر درسًا أو أمر بالمعروف أو نهى عن المُنكر، فإذا ألقى الشيطان في روعه أنه لم يُخلص في هذا العمل فعليه أن يستعيذ من الشيطان، فلا يلزمه أن يتكلم لينفي ما حدث له ولا ليجزم بأنه في طاعة الله.

وأشار إلى أن الإنسان عليه أن يستمر في دعائه أن يُزيل الله عنه هذا البلاء، وأن يستعيذ من الشيطان كما أن عليه أن يتحصن بالله ويعتصم به ويلجأ إليه ويحتمي بحماه ويلوذ به؛ ليطرد عنه الشيطان ووسوسته؛ لقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} وعليه أن يكثر من قراءة سورة الناس.

أما العلامة محمد بن صالح العثيمين فقال في فتواه المنشورة على موقع الرسمي إن الوسواس مبتلى به كثير من الناس فما أكثر هذا فيهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، ودواء الوسواس كثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولاسيما من قراءة المعوذتين، واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والعزيمة الصادقة، بحيث لا يلتفت الإنسان لما يرد على قلبه من الوساوس.

وأضاف: لو أن الإنسان شعر في صلاته أو وقع في نفسه أنه لم يكبر للإحرام لا يلتفت لذلك، فيمضي في صلاته ويكملها، وكذلك -أيضاً- لو خطر في قلبه من سب الله عز وجل أو سب المصحف أو غير ذلك من الكفر فلا يلتفت لهذا ولا يضره، حتى لو فرض أنه جرى على لسانه مثل هذا الشيء وهو بغير اختيار فإنه لا شيء عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا طلاق في إغلاق) فإذا كان طلاق الموسوس لا يقع؛ فهذا أولى بالعفو.

وأوضح أن الشيطان لو أوقع في قلب الإنسان التشكيك في الله، أو ما أشبه ذلك؛ لا يهمه؛ لأنه ما تألم من هذا الشك إلا لإيمانه، فغير المؤمن لا يهمه شك أو لم يشك؛ لكن الذي يتألم من هذه الشكوك والوساوس يعني أنه مؤمن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: (ذلك صريح الإيمان) يعني: أن ما يلقي الشيطان في قلوبكم من مثل هذه الأمور صريح الإيمان -أي: خالصه- جعله من خالص الإيمان مع أن الشك يرد على القلب؛ لأن هذا الذي ورد على قلبه الشك لا يطمئن لهذا الشك ولا يلتفت إليه ويتألم منه ولا يريده، والشيطان لا يأتي إلا القلوب العامرة حتى يدمرها، فالقلوب الدامرة لا يأتيها؛ لأنها دامرة، قيل لابن عباس أو ابن مسعود: إن اليهود يقولون نحن لا نوسوس في صلاتنا. قال: [نعم. وما يصنع الشيطان بقلب خراب؟!].

وأوضح أن العلاج الناجع للوساوس، سواء كانت في العقيدة أو في الأعمال، هو أن يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم، وأن ينتهي عن ذلك انتهاءً كاملا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عمّا يجده الإنسان في نفسه فيما يتعلق بالله تبارك وتعالي، فأمر بأمرين: الأول الانتهاء والإعراض وعدم المبالاة، وأن يغفل عن ذلك غفلة تامة، والثاني: أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإذا فعل ذلك فإنه يرتفع عنه هذا الوسواس بمشيئة الله تعالى.
رد مع اقتباس