عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2015-04-05, 09:13 PM
أمجد مصطفى أمجد مصطفى غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-04-02
المشاركات: 13
افتراضي ما الفرق بين اليهود والمعتزلة في نسبة النقص إلى الله

إن منهج الصحابة والتابعين في التعامل مع أسماء الله عزوجل وصفاته لهو أعظم المناهج وأعلمها وأسلمها وأحكمها وأنفعها لقلب الإنسان وعقله ، فكم من ضال ظن أن عقله خير من عقول الصحابة وظن أن فهمه أقوم ثم ما لبث أن رجع إلى فهمهم هذا إن كان طالباً للحق ومن كان منهم غير مريد للحق فلم يوفق إليه ..

فهذا صحابي يسمع أن من صفات الله الضحك فيقول " والله لن نعدم خيراً من رب يضحك " وهذا آخر يسمع آيات تحث المؤمنين على النفقة في سبيل الله عزوجل وفيها " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً " فيسارع ويقرض ربه حائطاً به 600 نخلة من نخل المدينة ثروة تعادل ملايين !!

هكذا تعاملوا فارتاحت قلوبهم وعقولهم وأقرهم الوحي برضاه عن فهمهم فكانوا خير قرن في الفهم والعمل والسلوك ، ثم جاء أهل البدع والأهواء وخاصةً فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته فضلوا وأضلوا كالمعطلة والاتحادية والحلولية والجهمية والمعتزلة والأشاعرة فهم في غيهم وضلالهم درجات ..

وكان من بين هؤلاء المعتزلة الذي نسبوا إلى الله النقص من حيث أرادوا المدح والثناء ، وسبب ذلك هو الغرور والعجب إذ ظنوا أنهم أعلم من الله عزوجل بمراده سبحانه من أسمائه وصفاته فتعالى الله عزوجل عن ذلك علواً كبيراً ..

فقالوا :

1- أن أسماء الله أعلام محضة فالكريم لا تدل على الكرم والعليم لا تدل على العلم والسميع لا تدل على السمع فهو كريم بلا كرم وعليم بلا علم وسميع بلا سمع وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإن أهل السنة ليجعلون من كمال الله عزوجل أن أسمائه أعلام وأوصاف بعكس البشر فمن البشر من يتسمى بكريم وهو أبخل الخلق بعكس الملك سبحانه فاسمه الكريم وصفته الكرم وهو أكرم الأكرمين وهكذا ..

2- أنه ليس ثمة ارتباط بين الأسماء والصفات الواردة في نهاية الآيات والآيات والسور وكذا في الدعاء لكون الأسماء كلها تدل على الذات ولا تدل على صفة معينة وإنما هي أعلام فقط فعندهم يسوغ أن تقول " اللهم اغفر لي يا منتقم " و " اللهم عليك بالظالمين يا رحيم " و " اللهم وفقني يا مخزي الكافرين " وهكذا وهم بذلك أغلقوا أحد أعظم أبواب التدبر في كتاب الله عزوجل وهو علاقة الأسماء والصفات بالآيات والسور ..

وغيرها من الضلالات فهم نفوا عن الله عزوجل كل كمال وأغلقوا على القلوب باب الحمد على المجد والكمال وأغلقوا أحد أعظم أبواب التدبر في كتاب الله عزوجل بل سلبوا القرآن جماله ورونقه وإعجازه للعرب لقوة بلاغته !!

وهذا نهاية إقدام العقول فيما لم تُخلق له بل وبعيداً عن نور الوحي العظيم فاللهم وفقنا لما تحب وترضى ومتعنا بدعائك بأسمائك وصفاتك وأعنا على تدبرها ..

المعتزلة نسبوا النقص إلى الله تعريضاً واليهود نسبوه تصريحاً ولا أجد فرقاً آخر .
رد مع اقتباس