[كريم المصري]

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ الفاضل أبو أروى الأنصاري السلام عليكم ورحمة الله

احب ان اوضح لك ثلاث مغالطات في مداخلتك السابقة

الاولي اني لم اشك ان الرسول سحره رجل يهودي .. بل انا علي يقين تام لا يخالطه شك ان النبي لم يقع تحت سحر هذا النكرة .. وقلت بالنص ان هذا الحديث يتعارض مع ثوابت ايماني ويطعن في رسولي ويشككني في ديني .. لذلك انا ارفض هذه الروايات جملة وتفصيلا وقد قرات كافة الردود ولم اقتنع باي شيء منها علي الاطلاق .. وما كنت اسال عنه هو الحكم في هذا الامر .. وتعلم ان هذا الامر مصيري لذلك طلبت ان يكون الرد من اهل العلم.

الثانية علي فرض ان نبي الله موسي او جميع انبياء الله تم سحرهم من قبل اليهود او غير اليهود.. فلا يمكننا اطلاقا ان نقبل ان يكون رسول الله قد وقع في هذا الامر لان القران الكريم نفي بشكل قاطع وحاسم ان يكون النبي قد وقع تحت تاسير السحر باي شكل وباي نوع..ولا يمكنني ان القي بايات الله وراء ظهري واكذب الله واصدق قول المشركين الضالين..وقد ضربت مثالا لم يفهمه الاخ ابو عبيدة وكان مصرا علي تجاهله..فقلت ان المشركين اتهموا الرسول بانه شاعر فجاء القران الكريم ونفي هذا الامر بشكل قاطع..ومع ان الشعر جائز علي جميع البشر..فلو اتي لنا اعلم اهل الارض ممن لا نشك في صدقهم وايمانهم وروي لنا قصيدة واحدة او حتي بيت شعر واحد عن الرسول فحتما لن نقبل منه ذلك..لا نقول انه كاذب او انه كافر بل نقول انه توهم هذا الامر وهذا جائز لانه بشر يمكن ان يخطيء ويصيب

الثالثة ان السحر الذي اتي به سحرة فرعون امام موسي ما هو الا خدعة بصرية جعلت النبي موسي وكل من يشاهد سحرهم يتخيل ان حبالهم وعصيهم تحولت الي ثعابين علي غير الحقيقة..وهذا عين ما يفعله السحرة في يومنا هذا فتري الواحد منهم يجعلك تتخيل انه يخرج الحمامة من المنديل فعلا..لاكن هذا حقيقة لا يحدث..فلا يمكننا ان نعتقد ان السحرة اوقعوا السحر علي موسي او انهم اوقعوا السحر علي كل الحاضرين..وحينما تشاهد فيديو لساحر علي شاشة التلفاذ او علي الانترنت فلا يمكن ان تعتقد انك في كل مرة يتم القاء السحر عليك .. هذا شيء لا يقبله عاقل .. اما السحر الذي وقع تحته رسول الله كما ترويه الاحاديث فلا يمكن تفسيره بان لبيد بن الاعصم قد قام بعمل خدعة بصرية..فهذا محال..وقد سالناكم ما هي الالية التي سحر بها لبيد بن الاعصم رسول الله..فالروايات تقول انه استخدم مشط ومشاطة فلماذا يا تري؟؟

فهناك فرق شاسع يا اخي الكريم بين ان اري شخص فيخيل لي انه يخرج الحمامة من المنديل او انه يحول العصي الي ثعبان او يجعل قطعة نقود تختفي وتظهر بشكل اخر .. وبين شخص اخر ربما يكون في بلد اخري غير بلدي ولاكنه تمكن من ان يوقعني في السحر ويجعلني اتخيل اني افعل الشيء ولا افعله. فما الاول الا خدعة بصرية تعلمها هذا الساحر ممن هم قبله او ابتكرها هو وقام بها بخفة يد ودهاء و يمكن بمذيد من التدقيق اكتشافها ومعرفة كيفيه عملها .. ويمكن ايضا كشف زيفها كما فعل النبي موسي حينما القي عصاه فالتقفت ما صنع السحرة فعلموا ان ما اتي به موسي ليس سحرا او خدعة بصرية كالتي يفعلونها لذلك خروا لله ساجدين مؤمنين..اما الامر الثاني .. فالحقيقة اننا نريد منكم ان تشرحو لنا كيف قام ذاك اليهودي النكرة بايقاع رسول الله تحت تاثير السحر حتي جعله يتخيل انه يفعل الشيء ولم يكن يفعله.

وبعيدا عن هذه النقاط الثلاثة فمداخلتك في قمة الرقي والاحترام .. وليست قضيتنا ان تكون اعلم اهل الارض او ان تكون طويلب علم .. فالقضية هي هل لديك من المنطق السليم ومن البرهان القويم ما يقيم الحجة .. ام انك تظن وتعتقد ولربما يكون هذا او ذاك؟؟

فالانبياء عندنا نحن اهل السنة معصومين في العقل +
في تبليغ دعوة الله "الرسالة "

وهذه النقطة تحديدا اثلجت صدري فقد كدت افقد الامل حقيقة .. وفيها رد علي ما رموه الاخوة علي نبينا الكريم فجزاك الله خيرا .. ودعني اسالك اخي الكريم سؤالا يكون فاتحة خير بيننا باذن الله

هل انت علي يقين تام لا يدع اي مجال للشك بان النبي الكريم سحره يهودي اسمه لبيد بن الاعصم من بني زريق حتي جعل الرسول يخيل اليه ان يفعل الشيء ولم يكن فعله؟؟..اما ان الموضوع بالنسبة لك مجرد حادثة مروية في كتب الصحاح عن الرسول والغالب انها قد تكون صحيحة ومن الممكن ان يكون هناك احتمال ولو ضعيف جدا جدا الا تكون قد حدثت؟؟

اتمني ان تجيب بكل صدق علي هذا السؤال .. واهلا بك اخي الفاضل اذا كنت تريد حوارا مبني علي الدليل والبرهان

وصلي الله وسلم وبارك علي حبيبنا المصطفي