عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2015-05-01, 05:12 PM
حجازيه حجازيه غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-03
المكان: مـكـة الـمـكـرمـة
المشاركات: 1,808
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المنتجب123 مشاهدة المشاركة


اشكرك اختي الفاضلة حجازية ومن جهتي فأنا مقتنع وجزاك الله عني خيراً وأرجو أن لا أكون قد أزعجتك انما انا أُراسل أحدهم ويراسلني فبعد ما رددت عليه مقتبساً أو ناسِخاً لموضوعك وإِجابتك الشافية بِأذن الله ارسل لي بحثاً مطولاً مليئاً بالكثير من الأستفسارات والشبهات لعل الله يقويكي على الرد عليها ونسفها تماماً وهي كما يلي:

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ورضي الله عن أصحابه البررة المتقين المنتجبين .
أما بعد :
فالسيد أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كان يحوط النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحميه ويدافع عنه وحبس معه في الشعب(1) عند فرض قريش الحصار عليه صلى الله عليه وآله وسلم ونقلت أشعار عن السيد أبي طالب في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن دينه هو دين الحق إلى غير ذلك ، وسمي عام وفاته هو والسيدة خديجة عام الحزن فهل يعقل أن هذا الشخص لم يؤمن وأنه مات على الكفر بعد هذا كله ؟!
فلنعقد ههنا فصولاً لنصل إلى حقيقة الأمر في إيمان أبي طالب فنقول :





فصل


سرد ما ورد من أنه كان ينصر الدين ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويمدح النبي والإسلام
ويمكننا أن نلخص هذا الأمر بالنقاط التالية :
1- لقـــد اعترف الجميع حتى القائلون بكفـــر أبي طالــب رضي الله عنه على أنه كان ينصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمنعه ، ومن ذلك قول الحافظ ابن حجر في (( الفتح ))(2) (7/194) : (( واستمر على نصره بعد أن بعث إلى أن مات أبو طالب ... وكان يذب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويرد عنه كل من يؤذيه ))(3) .
وثبت عن ابن مسعود أنه قال : (( فأما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب ))(4) .
وروى البخاري (3883) ومسلم (209) عن العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك ... ))(5) .
وفي روايةٍ لمسلم (209) : ((كان يحوطك وينصرك )) .
2- وقال أبو طالب مادحاً النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
وأبيض يُسْتَسْقَى الغمام بوجهه
يلوذ به الهُلاك من آل هاشم
ثمال اليتامى عصمة للأرامل(6)
فهم عنده في نعمة وفواضل

قال ابن كثير(7) : إن هذه القصيدة بليغة جداً لا يستطيع أن يقولها إلا مَنْ نُسِبَت إليه ، وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى .
وأخرج البيهقي(8) عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشكا الجدب والقحط وأنشد أبياتاً ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى صعد المنبر فرفع يديه إلى السماء ودعا فما رَدَّ يديه حتى ألقت السماء بأبراقها ، ثم بعــد ذلك جاؤا يضجـون من كثرة المطر خوف الغرق ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
(( اللهم حوالينا ولا علينا ))(9) .
وضحك صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال :
(( لله در أبي طالب لو كان حياً لَقَرَّتْ عيناه ، مَنْ ينشدنا قوله ؟ )) فقال علي رضي الله عنه وكرم وجهه : كأنك تريد قوله :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثِمَال اليتامى عصمة للأرامــل
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (( أجل ))(10) .
3- ومما يدل على إيمانه من شعره : ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/194) : [ وأخباره في حياطته والذب عنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ معروفة مشهورة ، ومما اشتهر من شعره في ذلك قوله :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسـد في التراب دفينــا
وقوله :
كذبتم وبيت الله نبزي محمداً ولما نقاتل حـوله ونناضـل ] .
انتهى من (( فتح الباري )) .
ومن المشهور عنه أيضاً :
والله لن يصلوا اليك بجمعهم
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
ودعوتني وعلمت أنك صادق
ولقد علمت بأن دين محمد
حتى أوسد في التراب دفينا
وابشر بذاك وقر منك عيونا
ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا
من خير أديان البرية دينا

وهذه الأبيات ذكرها القرطبي في (( تفسيره )) (6/406)(11) .
4- عام الحزن ، وقد حزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على موت عمه أبي طالب وزوجته خديجة في السنة العاشرة للبعثة وسمي ذلك العام عام الحزن(12) .
وقال الحاكم في (( المستدرك )) (2/621) : (( وتواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما مات عمه أبو طالب لقي هو والمسلمون أذى من المشركين بعد موته .. )) .
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشاً تهجمـوا على أذيته قال : يا عم ما أسرع ما وَجَدْتُ فَقْدَك(13) .
وبعد هذا كله نقول : رجل ربَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاف عليه ونصره وحماه من أعدائه وله أشعار في صحة دينه وفي مدحه وحزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لموته محال أن يكون إلا مسلماً مؤمناً .
ولماذا لا يكون حاله كمؤمن آل فرعون الذي قال الله تعالى عنه : { وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يكن كاذباً فعليه كذبه وإن يكن صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب } غافر : 28 .
فإن قالوا : للأحاديث الصحيحة الواردة في أنه مات على الكفر ..
قلنا : لم تصح هذه الأحاديث عندنا لما سنبينه إن شاء الله تعالى وهي من صنع الأمويين وأذنابهم الذين كانوا يشتمون سيدنا علياً وآل البيت ويحتقرونهم ، والذين جعلوا أبويه صلى الله عليه وآله وسلم في النار .


فصل



ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب


روى البخاري (3884) ومسلم (24) عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ :
(( أَيْ عَمِّ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ )) فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَالا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ : عَلَى مِلَّةِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( لاسْتَغْفِــرَنَّ لَكَ مَـا لَـمْ أُنْهَ عَنْهُ فَنَزَلَتْ { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } وَنَزَلَتْ { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } (14) .
أقول : هذا حديث شاذ مردود غير مقبول ولا يجوز التعويل عليه ! وبيان ذلك :
اعترف الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) (7/195) أن في نزولها في أبي طالب نظر ، وهذا طعن صريح في حديث ابن المسيب عن أبيه في رواية قصة موت أبي طالب التي في الصحيحين .
وذكر في الفتح (8/508) أنها نزلت في عمه وقال : (( هذا فيه إشكال ، لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقاً ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أتى
قبر أمه(15) لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية ، والأصل عدم تكرر النزول )) .
أقول : وقوله هنا ( ثبت ) أنها نزلت لما أتى قبر أمه . باطل مردود لا سيما وهي من أهل الفترة(16) .
وجاء في مسند أحمد (1/99و130) كما أقر بذلك الحافظ في (( الفتح )) (8/508) عن سيدنا علي عليه السلام قال : سمعت رجلاً يستغفر لوالديه وهما مشركان فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله { ما كان للنبي ..} الآية . وهذا حديث صحيح الإسناد(17) .
وهذه الروايات توجب الاضطراب في سبب نزول الآية وعدم صحة الاستدلال بها على أنها نزلت في أبي طالب أو في والدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وانظر كيف ينزلون الآيات وينقلون الأحاديث في الطعن في أمه صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه وعمه وهناك أحاديث ذكرناها في موضوع ( عذاب القبر )(18) يُذكر فيها أن القبر ضم بنتيه صلى الله عليه وآله وسلم وابنه القاسم عليهم سلام الله تعالى وهذا يدلك إلى أن أيدي النواصب الأثيمة التي كانت صاحبة النفوذ والدولة في العهد الأموي والعباسي أدخلت وصنعت تلك الروايات وبثتها ليعتقدها الناس ، ونحن والحمد لله تعالى لسنا ممن ينطلي عليهم ذلك .
وبهذا بطل الحديث وبالتالي بطل كون هاتين الآيتين نزلتا في أبي طالب .
بيان الأوجه الأخرى التي لا يصح بها نزول { إنك لا تهدي من أحببت } في أبي طالب :
وأما قوله تعالى { إنك لا تهدي من أحببت .. } الآية ، فيمكن الجواب عنها من أوجه منها :
1- أن سياق الآية هو : { وإذا سمعـوا اللغو أعرضـوا عنه وقالوا لنا أعمالنـا ولكم أعمالكـم سلام عليكم لا نبتغي الجاهليـن ، إنك لا تهـدي من أحببت ولكــن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتديــن ، وقالـوا إن نتبع الهـدى معـك نتخطـف مـن أرضنـا أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون } القصص : 55-57 .
وهذا خطاب لجماعة وليس لأبي طالب مثل قوله تعالى { ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء } ! وأبو طالب لم يخف أن يتخطف من أرضه بدليل مناصرته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو خاف من ذلك لما دافع عنه وحصر في الشعب معه إلى آخر ما هو معلوم !
2- كيف يصح عود الضمير على أبي طالب في قوله تعالى { من أحببتَ } (19) وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يحب الكفار ! فقد قال تعـالى ﴿ إنه لا يحب الكافرين ﴾ الروم : 45 ، وقال تعالى : ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم ... ﴾ الآية ، المجادلة : 22 .
( تنبيه ) : لاحظوا كيف آل الأمر في أن تَجْعَل العوامل الأموية الناصبية عم النبي ووالديه عليهم سلام الله تعالى في النار(20) وكيف يدافعون عن أبي سفيان ومعاوية الذي بقي عدواً لآل البيت معلناً ذلك مقترفاً للمعاصي حتى مات .
بل وصل الحال بهم وبأذنابهم المعاصرين أن يدافعوا عن مروان بن الحكم ووالده طريد رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جـاء فيهما قول النبي صلى الله عليــه وآله
وسلم (( إنه الوزغ ابن الوزغ ))(21) ، وكذا يدافعون عن يزيد والحجاج وأمثال هؤلاء الظالمين ويصنفوا فيهم التصانيف للذب عنهم !
أعاذنا الله تعالى من هذا الظلم المبين !
وبقي هنا أن نقول : بأن أبا هريرة روى أن آية { إنك لا تهــدي من أحببت } نزلت في أبي طالب عند مسلم (رقم25) !
ونجيب : بأن في سنـد هذه الــرواية يزيد بن كيســان وهـو ضعيـف كما سيـأتي في التعليـق على بعض أحــاديث هذا الكتـاب وراويه أبو هـريرة لم يحضـر القصـة لأنه أسلـم سنة سبـتع من الهجرة كما يقولـون ! فهـو عـلى أقل التقـديرات رواهـا عـن حديث ابن المسيب وقد أبطلناه ! والتحقيق أن كل ذلك من تلاعب الأيدي الناصبية الأثيمة !
فحديث أبي هريرة هنا إن صح عنه ولم يكن موضوعاً فهو من مرسلات الصحابة وكان ينبغي أن يخبرنا عمن رواه ! لا سيما وأنه أرسل أحاديث ثم حوقق فيها فتبين بعد ذلك أنها لا تصح(22) !
[ فائدة ] : بيان أن هناك أحاديث في الصحيحين وغيرهما زعموا فيها أن هناك آيات نزلت في فلان أو في حوادث معينة وليس الأمر كذلك :
1- جاء في البخاري (3812) أن آية { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم } نزلت في عبدالله بن سلام الإسرائيلي !!
ونقل الحافظ في الشرح (7/130) أنه مشكل ونقل إنكار ذلك عن بعض السلف فقال : (( وقد استنكر الشعبي فيما رواه عبد بن حميد عن النضر بن شميل عن ابن عون عنه نزولها في عبدالله بن سلام لأنه إنما أسلم بالمدينة والسورة مكية )) ، ثم نقل تمحلاً مردوداً في تأويل ذلك !
وقال ابن كثير في تفسيره (4/168) : (( فإن هذه الآية مكية نزلت قبل إسلام عبدالله بن سلام )) . والحديث في فضائل ابن سلام(23) باطل عندنا لا يصح !
2- ذكر الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )) (10/230) في شرح الحديث الذي فيه ذكر سحر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ذلك كان سبب نزول المعوذتين ! وهذا غير صحيح لأن المعوذتين مكيتان وقضية السحر مدنية(24) !
بقية الأحاديث التي ذكروا فيها أن أبا طالب مات على كفره :
أورد البخاري في صحيحه(25) ثلاثة أحاديث يستدل بها كفر أبي طالب وكونه في النار !! منها حديث الزهري عن ابن المسيب عن أبيه الذي فيه نزول آيتين في إثبـــات
كفر أبي طالب وقد قدمنا الكلام على ذلك وإبطاله ورده ، وبقي الحديثان الآخران وهما :
1- حديث عبدالله بن الحارث قال : حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : ما أغنيت عن عمك ؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟
قال : (( هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل
من النار )) .
قلت : هذا غير صحيح البتة عندنا ! فلا يليق بالعباس رضي الله عنه أن يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ( ما أغنيت عن عمك ؟! ) !
وأمـا من الناحيـة الحديثيـة : فقــــد روى هـــــــذا الحـديث ابـن سعــد فـي (( الطبقات )) (1/125) ولفظــه عن العبــــاس رضي الله عنهــما أنه ســـأل رســول الله صـلى الله عليـه وآله وسلـم : ما ترجــو لأبي طالــب ؟ قـال : (( كل الخير أرجو من ربي )) .
وهذا اللفظ يعكر على لفظ الصحيحين ويحكم عليها بالاضطراب على حسب القواعد التي يسلكونها ويعولون عليها .
والراوي لها عن العباس هو عبد الله بن الحارث بن نوفل : وهو أموي المشرب أمه هند بنت أبي سفيان أخت معاوية ، اصطلح عليه أهل البصرة حين مات يزيد بن معاوية ، فأقره عبدالله ابن الزبير ، والعباس رضي الله عنه عم جَدِّه !
وقد روى عبدالله بن الحارث هذا روايات منكرة ومشكلة وعليها عندنا علامات استفهام ! وخاصة ما يتعلَّق منها بالصفــات(26) ! وكان يروي عن كعب الأحبار ترجمته في (( تهذيب الكمال )) (14/396) .
2- روى البخاري (3885) ومسلم (210) عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر عنده عمه فقال : (( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه )) .
قلت : هذا الحديث يجاب عنه من وجوه :
( الأول ) : أنه مخالف القرآن صراحة !
فقد أخبر الله تعالى عن الكفار بأنهم { لا يخفف عنهم من عذابها }(27)، وبأنهم { لا يُفَتَّرُ عنهم (28)، وبأنهم ما هـــم منها بمخـــرجين(29) ، وبأنهــم لا { تنفعهم شفاعة الشافعين }(30) ، إلى غير ذلك .
والقائلون بعدم إيمان أبي طالب وكفره يقولون بموجب هذا الحديث أنه يخفف عنه من العذاب بشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم !!
ونقول لهم : بأن من شروط الشفاعة أن لا تكون إلا لمن ارتضــاه الله تعالى ! لقوله جلَّ وعزَّ : { لا يشفعون إلا لمن ارتضى } الأنبياء : 28 .
والمقرر عند أهل الأصول أن خبر الآحاد متى عارض نص القرآن القطعي سقط الاستدلال به(31) .
( ثانياً ) : هذا الحديث أورده ابن عدي في كتابه (( الكامل في ضعفاء
الرجال )) (4/236) في ترجمة عبدالله بن خباب والظاهر أنه من منكراته ، وذكر ابن عدي في ترجمته أيضاً : (( قال السعدي : عبدالله بن الخباب الذي يروي عنه ابن الهاد سألت عنه فلم أرهم يقفون على جده ومعرفته )) .
( ثالثاً ) : كيف ورد في حـديث العبـاس الذي في مسلـم (209) أنه صـلى الله عليـه وآله وسلـم قال : (( وجدتـه في غمـرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح )) وهنا يقول : (( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار )) وهذا تناقض واضح !
( ملاحظة ) : من الغريب العجيب فيما رووه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه صلى على ابن أبي سلول المنافق ( والمنافقون في الدرك الأسفل من النار ) واستغفر له وكفنه بقميصه كما هو مروي في الصحيحين وغيرهما ، فإذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نهاه الله تعالى قبل ذلك بسنين عن أن يستغفر للكفار ـ الذين منهم أبو طالب ـ فكيف يستغفر بعد ذلك لابن أبي سلول ويخالف ما أمره الله تعالى به ؟!
وهذا مما يؤكد لنا بطلان ما رووه في أبي طالب والله تعالى أعلم .



فصل
في ذكر العلماء الذين قالوا بإيمان أبي طالب ونجاته


ذكر مفتي الشافعية في مكة المكرمة في وقته السيد أحمد زيني دحـلان في كتابه هذا (( أسنى المطالب في نجاة أبي طالب )) أسماء بعض العلماء الذين قالوا بنجاته وإيمانه رضي الله عنه وهم : العلامة الشريف محمد بن رسول البرزنجي صاحب الأصل ، والأجهوري، والتلمساني ، والحافظ السيوطي الشافعي ، وأحمد بن الحسين الموصلي الحنفي ، ومحمد بن سلامة القضاعي ، والقرطبي ، والسبكي ، والشعراني .
وذكر الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) (7/195) أن السهيلي (( رأى في بعض كتب المسعودي أنه أسلم ))(32) .
أقول : وقـد وقفت على بعـض أسماء مؤلفـات من قال بنجـاة أبي طالب وإليـــك ذلك :
1- (( بغية الطالب لإيمان أبي طالب وحسن خاتمته )) تأليف العلامة البرزنجي ، مخطوط بدار الكتب المصرية .
وهذا الكتاب منسوب إلى الإمام الحافظ السيوطي ولما أتينا بمخطوطته من دار الكتب المصرية وجدناه للعلامـة البرزنجي وهو موضوع بين رسائل للحافظ السيوطي .
2- (( إثبات إسلام أبي طالب )) تأليف : مولانا محمد معين الهندي السندي التتوي الحنفي (ت1161هـ) .
3- (( السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب )) تأليف أبو الهدى محمد أفندي بن حسن الصيادي الرفاعي (1266هـ -1327هـ) كما في الأعلام (6/94) .
4- (( غاية المطالب في بحث إيمان أبي طالب )) تأليف السيد علي كبير بن علي جعفر الحسيني الهندي الإله أبادي (1212هـ -1285هـ) . انظر نزهة الخواطر (7/342) .
5- (( فيض الواهب في نجاة أبي طالب )) تأليف الشيخ : أحمد فيضي بن علي عارف الجورومي الخالدي الرومي الحنفي (1253هـ ـ1327هـ) . انظر هدية العارفين (1/195) .
6- (( أبو طالب بطل الإسلام )) تأليف صديقنا القاضي الفاضل السيد حيدر ابن العلامة السيد محمد سعيد العرفي حفظـه الله تعالى ، وللعـلامة السيد محمد سعيد العرفي مراسلات مع السيد محمد بن عقيل الباعلـوي صاحب (( النصائح الكافية )) و (( العتب الجميل )) أثبتنا جملة منها في مقدمة تحقيقنا (( للعتب الجميل )) وهي مهمة فلينظرها من شاء .
وهناك كتب أخرى يمكن تتبعها في (( معجم ما ألف عن أبي طالب عليه السلام )) لعبدالله صالح المنتفكي في مجلة ( تراثنا ) العدد الثالث والرابع سنة 1421هـ .
7- وأما الإمامية ففي كتاب (( الميزان في تفسير القرآن )) (16/57) ما نصه :
(( وروايات أئمة أهل البيت عليهم السلام مستفيضة على إيمانه ، والمنقول من أشعاره مشحون بالإقرار على صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحقيّة دينه ... )) .
8- وقال الشيخ الطوسي في تفسيره (( التبيان )) (8/164) :
(( وعن أبي عبدالله وأبي جعفر أن أبا طالب كان مسلماً وعليه إجماع الإمامية لا يختلفون فيه ، ولهم على ذلك أدلة قاطعة موجبة للعلم ليس هذا محل ذكرها )) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
الحواشي :

(1) انظر طبقات ابن سعد (1/209) ، وتاريخ ابن كثير (( البداية والنهاية )) (3/84) .
(2) قبل شرح الحديث رقم (3883) في أول باب قصة أبي طالب في كتاب مناقب الأنصار .
(3) وانظر أيضاً (( البداية والنهاية )) لابن كثير (3/133) .
(4) حسن . رواه ابن حبان في الصحيح (15/558برقم7083) وابن أبي شيبة في المصنف (6/396) و (7/337) والبيهقي في السنن الكبرى (8/209) وأحمد في المسند (1/404) وابن ماجه (150) والحاكم (3/284) والبزار (5/233) وغيرهم وصححه متناقض عصرنا الألباني في (( صحيح ابن ماجه )) (1/30برقم122) .
(5) رواه البخاري (3883) ومسلم (209) مع أن في هذه الرواية ما لا نأخذ به لأمور أخرى لكن الأمر الذي استشهدنا واستدللنا به ثابت مقطوع به .
(6) ثبت في البخاري (1009) أن هذا البيت لأبي طالب في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )) (2/496) : [ وهذا البيت من أبياتٍ في قصيدة لأبي طالب ذكرها بن إسحاق في السيرة بطولها ، وهي أكثر من ثمانين بيتاً ، قالها لما تمالأت قريش على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونفروا عنه من يريد الإسلام ، أولها : ولما رأيت القوم لا ود فيهم وقد قطعوا كل العرا والوسائل ، وقد جاهرونا بالعداوة والأذى وقد طاوعوا أمر العدو المزايل ، ويقول فيها : أعبد مناف أنتم خير قومكم فلا تشركوا في أمركم كل واغل ، فقد خفت إن لم يصلح الله أمركم تكونوا كما كانت أحاديث وائل ، ويقول فيها : أعوذ برب الناس من كل طاعن علينا بسوء أو ملح بباطل ، وثور ومن أرسى ثبيراً مكانه وراق لبر في حراء ونازل ، وبالبيت حق البيت من بطن مكة وبالله أن الله ليس بغافل ، ويقول فيها : كذبتم وبيت الله نبزي محمداً ولما نطاعن حوله ونناضل ، ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل ، ويقول فيها : وما ترك قوم لا أبالك سيداً يحوط الذمار بين بكر بن وائل ، وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل ، يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل .
قال السهيلي : فإن قيل كيف قال أبو طالب ( يستسقى الغمام بوجهه ) ولم يره قط استسقى إنما كان ذلك منه بعد الهجرة ، وأجاب بما حاصله : أن أبا طالب أشار إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي صلى الله عليه واله وسلم معه غلام . انتهى
ويحتمل أن يكون أبو طالب مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه وإن لم يشاهد وقوعه ] انتهى كلام ابن حجر من (( الفتح )) .
(7) في (( البداية والنهاية )) (3/57) .
(8) هذا صحيح ثابت فقد روى البيت ( وأبيض يستسقى الغمام ) البخاري (1009) ولفظ
( اللهم حوالينا ولا علينا ) البخاري ومسلم كما سيأتي ، وهذا السياق رواه الأصبهاني في دلائل النبوة (1/184) وذكره الحافظ في الفتح (2/295) وعزاه للبيهقي في (( دلائل النبوة )) وقال
هناك : (( وإسناد حديث أنس وإن كان فيه ضعف لكنه يصلح للمتابعة ، وقد ذكره ابن هشام في زوائده في السيرة تعليقاً عمن يثق به )) .
(9) هذا النص (( اللهم حوالينا ولا علينا )) رواه البخاري(933و1013و1014و1015و1020
و1021 و1033و3582و6093و6342) في عشرة مواضع ، ومسلم (897) وغيرهما .
(10) رواه ابن عدي في الكامل (3/408-409) .
(11) وأورد الحافظ ابن حجـر البيتين الأخيريـن في (( الإصابة )) (7/236) وعبــر عنهما بأنه مما نسب إلى أبي طالب وهــذا منـه خطأ في التعبيـر لأنه كان في مقـام الرد على أحـد الشيعـة ، ولما ذكـر البيت الأول في (( الفتح )) قال : (( ومما اشتهر من شعره )) !! وهذه عادته في التعبير حتى عن الأشياء الثابتة وهي عادة غير محمودة ! ففي (( فتح الباري )) (13/410) يقول عند إثبات
مسألة ( حوادث لا أول لها ) التي يقول بها ابن تيمية : (( وهي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية )) مع أنه يثبتها .
(12) انظر (( التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة )) (1/12) للحافظ السخاوي ، وكتاب
(( الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصا )) (1/67) للناصري ، وكتاب (( لسان العرب )) (13/112) لابن منظور .
(13) حسن ، رواه الطبراني في الأوسط (4/141) وأبو نعيم في الحلية (8/308) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/15) : (( رواه الطبراني في الأوسط عن شخص لقي ابن سعيد الرازي قال الدارقطني : ليس بذاك ، وعيسى بن عبد السلام لم أعرفه وبقية رجاله ثقات )) .
ومن الأحاديث الواردة في ذلك عن السيدة عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( ما زالت قريش كافة ( وفي لفظ كاعة ) عني حتى مات أبو طالب )) رواه الطبراني في الأوسط (1/188) ، والديلمي في مسند الفردوس (4/98) وقال الهيثمي في (( مجمع الزوائد )) (6/15) : (( وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف )) قلت : ضعفه الدارقطني وأورده ابن حبان في (( الثقات )) (9/199) ومعناه صحيح مطابق للواقع المنقول في كتب التواريخ والسير فالحديث حسن عندنا .
(14) راوي هذا الحديث عن المسيب هو الزهري ! وهو أموي المشرب ! وإليك بعض ذلك :
ذكر الذهبي في (( سير النبلاء )) (5/331) : أن الزهري قال : (( وتوفي عبدالملك فلزمت ابنه الوليد ، ثم سليمان ، ثم عمر بن عبد العزيز ، ثم يزيد ، فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري .... ثم لزمت هشام بن عبد الملك ، وصير هشام الزهري مع أولاده يعلمهم ويحج معهم )) .
وقال الذهبي هناك ص (337) أيضاً : (( كان رحمه الله محتشماً جليلاً بزي الأجناد له صورة كبيرة في دولة بني أمية )) . راجع كتابنا (( تناقضات الألباني )) (3/336) فإننا هناك توسعنا في الكلام على الزهري .
ومما يجب التنبه إليه ههنا أنه هو راوي قصة الانتحار التي في البخاري وهي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما فتر الوحي عنه أراد أن يتردى من شواهق الجبال ! قال الحافظ ابن حجر في
(( الفتح )) (12/359/6982) : (( وهو من بلاغات الزهري وليس موصولاً )) .
(15) وقد بينت عدم صحة الحديث الذي رواه مسلم (976) من أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يؤذن له في الاستغفار لأمه صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك في (( صحيح شرح العقيدة
الطحاوية )) ص (84-86) .
(16) وقد بينت ذلك مفصلاً في (( صحيح شرح الطحاوية )) ص (82-95) .
(17) وعبد الله بن الخليل الراوي عن سيدنا علي عليه السلام وثقه الذهبي في (( الكاشف )) ، وابن حبان في (( ثقاته )) (5/29) وقال : (( روى عنه أبو إسحاق السبيعي وأهل الكوفة )) ، وقد روى هذا الحديث الترمذي (3101) وحَسَّنَه .
(18) في (( صحيح شرح العقيدة الطحاوية )) ص (481-482) .
(19) قال الماوردي في تفسيره (4/259) : (( قوله تعالى ﴿ إنك لا تهدي من أحببت ﴾ فيه وجهان : ... الثاني : من أحببته لقرابته . قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن .... )) . فلاحظ هذا !
(20) وقد بينت ذلك مفصلاً في (( صحيح شرح العقيدة الطحاوية )) ص (84-86) وما بعدها .
(21) رواه الحاكم في المستدرك (4/479) من حديث عبد الرحمن بن عوف ، ونعيم بن حماد في
الفتن (1/131) .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/11) : (( وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جياد )) ، قلت : ممن روى هذا اللعن أحمد في مسنده (4/5) والبزار (6/159) والضياء في المختارة (9/310) وانظر مجمع الزوائد (5/241) حيث قال إن رجاله رجال الصحيح .
(22) منها حديث عبد الرحمن بن عَتَّاب قال : كان أبو هريرة يقول : من أصبح جنباً فلا
صوم له ، قال : فأرسلني مروان بن الحكم أنا ورجلاً آخر إلى عائشة وأم سلمة نسألهما عن الجنب يصبح في رمضان قبل أن يغتسل ، قال : فقالت إحداهما : قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصبح جنباً ثم يغتسل ويتم صيام يومه ، قال : وقالـت الأخرى : كان يصبـح جنباً من غير أن يحتلم ثم يتم صومه ، قال : فرجعا فأخبرا مروان بذلك ، فقال لعبد الرحمن : أخبر أبا هريرة بما قالتاه ، فقال أبو هريرة : كذا كنت أحسب وكذا كنت أظنُّ ، قال : فقال له مروان : بأظن وبأحسب تفتي الناس .
رواه أحمد في المسند (6/184) واللفظ له ، ورواه البخاري في صحيحه (1926) في كتاب
الصيام / باب الصائم يصبح جنباً ، وجاء في رواية البخاري أن أبا هريرة قال : (( كذلك حدثني الفضل بن عباس وهُنَّ أعلم )) وقال الحافظ في الفتح في شرحه لهذا الحديث (4/145) : (( وفي رواية معمر عن ابن شهاب : فتلوَّن وجه أبي هريرة ثم قال : هكذا حدثني الفضل )) .
(23) انظر ما كتبته عنه في مقدمة كتاب (( العلو )) للذهبي ص (24-26) .
(24) وقد تكلمت على هذا الأمر ببعض بسط فيه في (( صحيح شرح الطحاوية )) ص (401-402) فراجعه إن شئت .
(25) انظر (( فتح الباري )) (7/193/3883-3885) كتاب مناقب الأنصار / باب قصة أبي طالب .
(26) انظر تحقيقنا على كتاب العلو الحديث رقم (19،154،149،259،278) .
(27) الآية : ﴿ والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ﴾ فاطر : 36 .
(28) الآية : ﴿ لا يُفَتَّرُ عنهم وهم فيه مُبْلِسُون ﴾ الزخرف : 75 .
(29) الآية : ﴿ وما هم بخارجين من النار ﴾ البقرة : 167 ، وقوله تعالى ﴿ يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ﴾ المائدة : 37 .
(30) الآية : ﴿ فما تنفعهم شفاعة الشافعين ﴾ المدثر : 48 .
(31) ممن نص على ذلك الخطيب البغدادي في كتاب (( الفقيه والمتفقه )) (1/132) وانظر لتحقيق هذه المسألة مقدمتنا لكتاب (( دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه )) ص (27-45) ومقدمة كتابنا
(( صحيح شرح العقيدة الطحاوية )) (124) .
(32) وما علق به محب الدين الخطيب الناصبي على (( الفتح )) من قوله بأن المسعودي : ( شيعي قح من دعاتهم ) مما لا يلتفت العاقل إليه لما عرف من نصب الخطيب وأنه من دعاة النصب الخبيث عافانا الله من ذلك بمنه وكرمه ، فيقال للخطيب : وأنت ناصبي خبيث من دعاتهم ! فلا حياك الله تعالى ولا بياك !
وللعلامة المحدث الكوثري كتاب خاص في صفع هذا الخطيب سماه (( صفعات البرهان على صفحات العدوان )) .
والمسعودي رحمه الله تعالى هو علي بن الحسين بن علي المسعودي ، شافعي ترجمه السبكي في
(( طبقات الشافعية الكبرى )) (3/456) .


هذه هى الشبهة التي تود الرد عليها ..

سأتناول أبرز ما جاء في البحث و أرجو من الله التوفيق ..