عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 2015-07-23, 06:34 PM
فارووق فارووق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-04-08
المشاركات: 116
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبيدة أمارة مشاهدة المشاركة
وإن من شيء إلا يسبح بحمده

هل يعلمون أن كل شيء في جسد الحي وغيره يسبح الله !
وقد توصل العلماء إلى صوت ذبذبات معينة تطلقها مثلا : الخلايا الجلدية وغيرها (اصواتا خفية ) !! ..........
فكيف إذا كانت الذرة نفسها تسبح الله ؟؟!!!
فهل نعجب أن الفطرة السليمة-والتي خلقها الله تعالى - تعرف الله ! وهي مسلمة له !!!
ونحن نعلم أن كل مولود يولد على الفطرة !!!!
وهذه لا ينكرها ووجودها من يلحظ أي طفل صغير فنرى البراءة منه والفطرة السليمة !
ولله عز وجل فقد أسلم له كل شيء طوعا وكرها .
هذا إضافة بسيطة ! ولي عودة إن شاء الله تعالى !!!!
أتمم الآية التي ذكرت:
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)}(الإسراء)،....
{وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}!!! فكل تسبيح غير تسبيح الانسان بلغةٍ البشر المفهومة لا يمكن لأحد إدراكه، فهذا من الغيبيات، و من ادعى، من غير نبي أو رسول، أنه سمع أو فقه تسبيح أي شيئ غير تسبيح الانسان فقد كذب! و من أَوَّلَ دبدات معينة على أنها تسبيح و تعني مثلا الجلالة أو غير ذلك فقد كذب و دلس! فتسبيح المخلوقات كلها غير البشر لا يستطيع الانسان أرصاده و لا فقهه، فهذا من الغيبيات مثلها مثل تسبيح الملائكة، فإن الملائكة تحف مجالسنا و لا نراها، و تسبح لله بكرة و عشيا و لا نسمعها، و لن نسمعها، .... !!!

فلاشك أن كل شيئ يسبح لله، و ربما يجوز حمل قول الله {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} على العموم فتشمل الآية أيضاً اعضاء أجسامنا و الخلايا الخ (و الله اعلم)، لكن كيف يسحبون و بأَيَّة لغةٍ فهذا من الغيبيات، و كون اعضاء جسمنا تسبح لله، فهذا لا علاقة له بإيماننا نحن، فالمطلوب إيماننا نحن البشر و ليس اعضاء جسمنا التي على ما يبدو مسلمة لله خاشعة و مسبحة له! ... بل إن اعضاء جسمنا ستكون شاهدة علينا يوم القيامة فتُخبر بما كنا نفعل:
{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)}(النور)
{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)}(يس)
{حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22)}(فصلت)،
{وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} اي و ما كنتم تظنون أو تحسبون أن اعضاء جسمكم هاته ستشهد ضدكم، و هذا يدل أيضاً على أن الانسان في الدنيا لا و لن يفقه ما تقوله اعضاء جسمه و تسجله بما في ذلك تسبيحهم!

فتسبيح اعضاء الجسم و إيمانها - الشيء الغيبي الذي لا و لن ندركه- ليس له علاقة بإيماننا نحن كبشر مكلفين، فالايمان المطلوب منا نحن ليس شيئ عضوي مادي بحيث يمكن للباحثين في الطب و علوم الاحياء او الفيزياء او الكيمياء تحديده في عضو أو خلايا أو جينات، و لا يمكنهم البحث في الايمان و لا كيف يهتدي الانسان الى الايمان ! ... فالله وحده هو الذي بيده هداية الناس للإيمان، فإذا أبدى الانسان الإرادة في الخضوع لله الخالق و دعى الله خالصا لهدايته هداه الله للإيمان، فالمسألة ليست مادية و لا بيد الباحثين بالعلوم الدنيوية أو حتى الدينية، فالله يقول: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}(الأنعام)، فالله يقول أن الهداية الى الايمان ليست بتقديم حجج و ادلة مادية حتى لو كانت الادلة بكشف شيئ من الغيب للإنسان، كالملائكة و تكليم الموتى للناس {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ}، و لكن الهداية للإيمان بيد الله وحده! ... فحتى لو افترضنا و سَلَّمْنا جدلا أن الانسان يمكنه إدراك تسبيح الحيوانات و اعضاء الجسم لله، فهل هذا سيدفعهم للإيمان بالله؟ الجواب قطعا لا!

فلا تتبعوا ايها المسلمون نظرة الغرب المادية، و لا تتركوا الماديات تطغى عليكم، فالغرب لِكُفره بالله و بالغيب ينظر الى كل شيئ من منظور مادي محض، و بالتالي حتى الايمان يريد أن يحدده في جينٍ معين أو عضو معين الخ! ... لا ليس هذا سبيل المؤمنين، بل اهم خاصيات و شروط الايمان و الدخول في الاسلام هو الايمان بالغيب {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (3)}(البقرة)، و الإدراك أن الهداية للإسلام و الايمان من الله وحده، و أن الذي يصرف القلوب هو الله و ليس اي شيئ سواه: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)}(الأنعام)، .... {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}(الأنفال)،

قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا"(صحيح مسلم)! فمن غوى بهذا ليكفر بعد إيمانه، و من هدى الآخر ليسلم بعد كفره؟ هل جينات معينة أو اعضاء معينة من الجسم تغيرت عند هذا أو ذاك، أو توقفت عن التسبيح عند هذا، و زادت في التسبيح عند ذاك؟

فمن أراد الهداية فليدع الله و يلتجأ اليه، و من أراد الثبات على الايمان فليدع الله و يلتجأ اليه، فلا جينات و لا اعضاء الجسم، و لا تسبيح الخلايا و لا تسبيح الشجر و الحجر و البقر سيهدي الانسان الى الاسلام أو يثبته على الايمان!

فنبيكم محمد عليه أزكى الصلوات و السلام كان يُكْثر من دعاء: "يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ"، فقيل له: يا نبيَّ اللَّهِ آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فَهل تخافُ علَينا؟ فقالَ صلى الله عليه و سلم: "نعَم إنَّ القلوبَ بينَ إصبَعَينِ من أصابعِ اللَّهِ يقلِّبُها كيفَ شاءَ"(سنن الترمدي).

اللهم اهدينا الى الحق و ثبتنا عليه، و اشرح صدورنا الى الايمان، فإننا نعلم أن الايمان بك لا يتحقق إلا بمشيئتك انت وحدك و بعونك، و نعلم انه لا سلطان لا لشياطين الجن و لا لشياطين الإنس و لا لأعضاء الجسم و لا لجينات الخلايا و لا لأي مادة صماء انت خلقتها، نعلم أن كل هذا لا سلطان له على اسلام الانسان و هدايته، بل الامر كله بيدك انت وحدك يا رب!

....

آخر تعديل بواسطة أبو عبيدة أمارة ، 2015-07-27 الساعة 11:13 PM
رد مع اقتباس