الأخ الكريم ،
قوله تعالى: (يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاجتنبوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) ، لا يخصص النهي بما تذكره من "النكاح" فقط ويبيح ما دون ذلك من المباشرة.. ولو نظر الواحد في الآية لوجدها تؤكد على الأمر بالاجتناب وعدم القرب ، والمباشرة السابقة تخالف هذا النص الواضح فضلاً عن كونها تنسب هذه المخالفة إلى النبي -ولم يكن ليخالف القرآن الذي أمر باتباعه- ، وهي أيضاً تتضمن إساءة بالغة للنبي ، وكأنه لم يكن يجد من زوجاته غير الحائض التي نهي عن القرب منها -وحاشاه-..
وكما ترى أن المسألة هنا ليست تحليل المعاشرة الجنسية وقت الحيض في السنة ، وإنما تحليل ماهو أدنى من ذلك -وهو منهي عنه بنص الآية- ، ونسبة هذه المخالفة إلى الرسول ، وآخراً ما يتضمنه هذا من تشويه لصورة الرسول وأخلاقه..
والأمر الآخر أن الآية واضحة في كون النهي في شأن الحيض مخصوصاً بالمعاشرة الجنسية ، ولا يمتد هذا للمؤاكلة والمجالسة إلخ.. أما بنو إسرائيل فمن أحكامهم أن المرأة إذا حاضت تخرج لتسكن في غير بيتها في أماكن مخصصة، وهذا من التشديد على بني إسرائيل لكثرة وقوعهم وتحايلهم على ما ينهون عنه -وهو هنا الوطء في الحيض- ، وهذا حدث فيهم ولا يخفى على أحد -وهو منصوص عليه في القرآن والكتاب المقدس-: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم)..
وليس غريباً أن يكون هذا النهي أيضاً عند بني إسرائيل (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم) ، وتشريعات الإسلام ليست بدعاً -وهذا واضح وكثير في القرآن الكريم فلاحاجة للإطالة فيه-..
|