عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 2015-11-09, 08:36 PM
أبو بلال المصرى أبو بلال المصرى غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-11-08
المشاركات: 1,528
افتراضي

الحكم على المسلمين بالكفر بسبب وجودهم فى بلاد لا تحكم بما أنزل الله وهى ما تسمى حكم الديار
قال شيخ الإسلام فى مجلد 18 مجموع الفتاوى
وكون الأرض دار كفر ودار إيمان أو دار فاسقين ليست صفة لازمة لها بل هى صفة عارضة بحسب سكانها فكل أرض سكانها المؤمنون المتقون هى دار أولياء الله فى ذلك الوقت وكل أرض سكانها الكفار فهى دار كفر فى ذلك الوقت وكل أرض سكانها الفساق فهى دار فسوف فى ذلك الوقت فإن سكنها غير ما ذكرنا وتبدلت بغيرهم فهى دارهم
وكذلك المسجد إذا تبدل بخمارة أو صار دار فسق أو دار ظلم أو كنيسة يشرك فيها بالله كان بحسب سكانه وكذلك دار الخمر والفسوق ونحوها إذا جعلت مسجدا يعبد الله فيه جل وعز كان بحسب وكذلك الرجل الصالح يصير فاسقا والكافر يصير مؤمنا أو المؤمن يصير كافرا أو نحو ذلك كل بحسب إنتقال الأحوال من حال إلى حال
وقد قال تعالى وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة الآية نزلت فى مكة لما كانت دار كفر وهى ما زالت فى نفسها خير ارض الله وأحب أرض الله إليه وإنما أراد سكانها فقد روى الترمذى مرفوعا أنه قال لمكة وهو واقف بالحزورة والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أن قومى أخرجونى منك لما خرجت وفى رواية خير أرض الله وأحب أرض الله إلى فبين أنها أحب أرض الله إلى الله ورسوله وكان مقامه بالمدينة ومقام
من معه من المؤمنين أفضل من مقامهم بمكة لأجل أنها دار هجرتهم ولهذا كان الرباط بالثغور أفضل من مجاورة مكة والمدينة كما ثبت فى الصحيح رباط يوم وليلة فى سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا مات مجاهدا وجرى عليه عمله وأجرى رزقه من الجنة وأمن الفتان
وفى السنن عن عثمان عن النبى أنه قال رباط يوم فى سبيل الله خير من ألف فيما سواه من المنازل وقال أبو هريرة لأن أرابط ليلة فى سبيل الله أحب إلى من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود ولهذا كان أفضل الأرض فى حق كل إنسان أرض يكون فيها أطوع لله ورسوله وهذا يختلف بإختلاف الأحوال ولا تتعين أرض يكون مقام الإنسان فيها افضل وإنما يكون الأفضل فى حق كل إنسان بحسب التقوى والطاعة والخشوع والخضوع والحضور وقد كتب أبوالدرداء إلى سلمان هلم إلى الأرض المقدسة فكتب إليه سليمان أن الأرض لا تقدس احدا وإنما يقدس العبد عمله وكان النبى قد آخى بين سلمان وابى الدرداء وكان سلمان أفقه من أبىالدرداء فى أشياء من جملتها هذا
وقد قال الله تعالى لموسى عليه السلام سأريكم دار الفاسقين وهى الدار التى كان بها أولئك العمالقة ثم صارت بعد هذا دار المؤمنين وهى الدار التى دل عليها القرآن من الأرض المقدسة

وأرض مصر التى أورثها الله بنى إسرائيل فأحوال البلاد كأحوال العباد فيكون الرجل تارة مسلما وتارة كافرا وتارة مؤمنا وتارة منافقا وتارة برا تقيا وتارة فاسقا وتارة فاجرا شقيا
وهكذا المساكن بحسب سكانها فهجرة الإنسان من مكان الكفر والمعاصى إلى مكان الإيمان والطاعة كتوبته وإنتقاله من الكفر المعصية إلى الإيمان والطاعة وهذا أمر باق إلى يوم القيامة والله تعالى قال والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم
قالت طائفة من السلف هذا يدخل فيه من آمن وهاجر وجاهد إلى يوم القيامة وهكذا قوله تعالى والذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم يدخل فى معناها كل من فتنه الشيطان عن دينه أو أوقعه فى معصية ثم هجر السيئات وجاهد نفسه وغيرها من العدو وجاهد المنافقين بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وغير ذلك وصبر على ما اصابه من قول أو فعل والله سبحانه وتعالى أعلم
فتوى ماردين


سئل شيخ الإسلام عن بلد ماردين هل هي بلد حرب أم بلد سلم ؟ وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا ؟ وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر وساعد أعداء المسلمين بنفسه أو ماله , هل يأثم في ذلك ؟ وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه به أم لا ؟
…الجواب
الحمد لله دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة , سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم والمقيم بها إن كان عاجزا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه , وإلا استحبت ولم تجب ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال , محرمة عليهم , ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأي طريق أمكنهم من تغيب , أو تعريض , أو مصانعة , فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت , ولا يحل سبهم عموما ورميهم بالنفاق , بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة , فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم . وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان ليست بمنزلة دار السلم التي يجري عليها أحكام الإسلام , لكون جندها مسلمين , ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار , بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه أ.هـ
رد مع اقتباس