عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 2018-01-27, 03:29 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,830
افتراضي رد: معجم طبقات المتكلمين في الرجال _ الطبقة الاولى نمودجا _

" الفريابي قال اجتمع سفيان والأوزاعي وعباد بن كثير بمكة فقال سفيان: يا أبا عمرو حدثنا حديثك مع عبد الله بن علي -يعني عم السفاح- فقال: لما قدم الشام وقَتَل بني أمية جلس يوما على سريره وعبي أصحابه أربعة
أصناف؛ صنف بالسيوف المسللة، وصنف معهم الجرزة، وصنف معهم الأعمدة، وصنف معهم الكافر كوب، ثم بعث إلي، فلما صرت إلى الباب انزلوني عن دابتي وأخذ اثنان بعضدي وأدخلوني بين الصفوف حتى أقاموني بحيث يسمع كلامي، فقال لي: أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير. قال: ما تقول في دماء بني أمية؟ قلت: قد كان بينك وبينهم عهود وكان ينبغي أن تفوا بها. قال: ويحك اجعلني وإياهم لا عهد بيننا، فأجهشت نفسي وكرهت القتل، فذكرت مقامي بين يدي الله فلفظتها فقلت: دماؤهم عليك حرام. فغضب، وانتفخت أوداجه، واحمرت عيناه، فقال لي: ويحك. ولم قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: ثيب زانٍ، ونفس بنفس، وتارك لدينه" (1), قال: ويحك أوليس الأمر لنا ديانة؟ قلت: كيف ذاك؟ قال: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى لعلي؟ قلت: لو أوصى إليه لم حُكم الحكمين. فسكت وقد اجتمع غضبا، فجعلت أتوقع رأسي يسقط بين يدي فقال بيده هكذا؛ أومى أن: أخرجوه، فخرجت فما أبعدت حتى لحقني فارس فنزلت وقلت: قد بعث ليأخذ رأسي أصلي ركعتين فكبرت فجاء وأنا أصلي فسلم وقال: إن الأمير بعث إليك هذه الدنانير قال: ففرقتها قبل أن أدخل بيتي "(2) ..
فالاوزاعي لم يهب الأمير أن قال له الحق ، و جعله يطلق لسانه به الا أن تذكر مقامه بين يدي ربي ، و أن عليه ان يقدم للمسألة جواب يومئذ ، فكان همه الأول و الأخير ان يرضي ربه مهما كان ما سيئول اليه الأمر. .
و من هذا أيضا ما ذكره الامام أحمد عن بن أبي ذئب من أنه دخل على المنصور فلم يهبه أن قال له الحق ، و : " الظلم ببابك فاش ، و أبو الجعفر أبو الجعفر " (3) . و قال أبو النعيم : " حججت عام حج أبو جعفر ومعه ابن ذئب ومالك فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد؟ قال: إنه ليتحرى العدل، فقال له ما تقول فيّ؟ وأعاد عليه فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر، قال فأخذ الربيع بلحيته فقال له أبو جعفر: كف يا بن اللخناء, وأمر له بثلاثمائة دينار "(4)
و من أمثلة هذا أيضا ما قاله الذهبي عن الثوري من أنه لم يكن يخاف في الله لومة لائم ، و أنه كان ينكر





______________________
(1) رواه البخاري كتاب الديات باب 6 رقم 6878. مسلم في كتاب القسامة باب حديث 25 .
(2) التذكرة (1/ 136)
(3)انظر ترجمة بن ابي ذئب (4) التذكرة (1/143_144)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس