[ايوب نصر]

السلام عليكم و رحمة الله
" يؤخذ بالاحاد في العمل لا في الاعتقاد " ، ان اطعن بخنجر اهون علي من سماع هذه الجملة ، و التي ان كانت تدل على شيء ، فانها تدل على جهل قائلها ، فهل يوجد عمل بلا اعتقاد ؟؟؟ ايوجد شخص يصلي من غير ان يلزمه ذلك انه يعتقد وجوب الصلاة ؟؟؟ ايهما يسبق الاعتقاد ام العمل ؟؟؟ اي هبل هذا ؟؟؟ .
اترك عنك هذا و استحضر معي في ذهنك المقال الاول من هذه السلسلة ، و الذي قلت لك في نهايته " قال رسول الله ، قال جبريل ، قال الحق تبارك و تعالى : (( الحمد لله رب العالمين ))
هذا سند ثلاثي احاد ، فالرسول واحد لم يبلغ التواتر ، و جبريل واحد لم يبلغ التواتر
و هنا عندي سؤال لمنكري الاحاد : ما الحكمة من هذا ؟؟؟
الا يستطيع الله ان يجعل اكثر من ملك ؟؟؟ او لا يستطيع ان يوحي الكتاب مباشرة الى نبيه كما فعل من قبل مع موسى ؟؟؟
اكيد هناك حكمة ، بل هناك حكم كثيرة من بينها بيان حجية الاحاد ، و ان اصل الدين احاد " . انتهى
و حتى هذا الذي ذكرتك به و نقلته لك ، اتركه فلا حاجة لنا به الان ، فالذي علي نحت القوافي ، و اقول لك : قال _ صل الله عليه و سلم _ قال جبريل _ عليه السلام _ قال الله_ تبارك و تعالى _ ((وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا)) النساء 157 . و الذين قتلوه و صلبوه هم جمع بلغ التواتر ، و مع ذلك قدمنا عليه الاحاد الذي هو ( قال _ صل الله عليه و سلم _ قال جبريل _ عليه السلام _ قال الله_ تبارك و تعالى _ ) ، و الذي جاء فيه : (( و لكن شبه لهم )) و في هذا حجية الاحاد لمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد .

و قد تقول لي : ان بانتصارك للاحاد تطعن في المتواتر ، اقول لك : ارجع لتعريف المتواتر و ستجدهم يعرفونه بقولهم " ما رواه جمع لا يمكن تواطؤهم وتوافقهم على الكذب عن مثلهم ، ومستند خبرهم الحس "
فالمتواتر لا يكون متواترا الا بشرطين : ان يكون رجال كل طبقة من طبقاته جمع و ان يكونوا ثقات ، فلوا كانوا ثقات و ليسوا بجمع لا يسمى متواترا ، و اذا كانوا جمعا و ليسوا بثقات ، فهذا تواتر مجروح ، و قد رد الخبر المتواتر الذي في القتل و الصلب بخبر احاد (( و لكن شبه لهم )) لان اساس التواتر هو الثقة ، و تواتر بني اسرائيل مجروح فرد بخبر احاد .

و بهذا اختم هذا العرض ، و ان كانت الحجج على حجية الاحاد تتواتر في ذهني ، و لكن نترك شيئا للزمن ، و اعتذر منك يا صاحبي ان كنت اخذت من وقتك او فرضت عليك نوعا من الكلام و الحجج لم تألفه ، و لكن الامر يستحق .

كتب : يوم الثلاثاء 26 جمادى الاولى 1439 (13/02/2018)