[ايوب نصر]

لقد كشفت لك عما ابتليت به ، مما يخص اسلوبي في التعامل مع كتب و منهجي في قرائتها ، و مما قلته لك ، و اشكل على البعض هو قولي " ثم فتحت بعده بعض الكتب ، التي قضيت وطري منها ، فوجدت الامر نفسه ، فأقلها مرافقة لي ، قضى في احضاني سنة ، و كانت هذه العادة السيئة التي ابتليت بها سببا في عدم اطلاعي على كتب كثيرة . "
صحيح لم اطلع على كتب كثيرة ، بسبب هذه العلة ، لكن وجب ان اضع لك الصورة كاملة ، لان ما اصلته لنفسي ، من منهج في القراءة و كيفية تحصيلي للعلوم ، له استثناءات : منها ما يخص المتون العلمية و بعض الرسائل ، كالاصول الثلاثة و القواعد الاربعة ، و كتاب التوحيد ، و اصول السنة للحميدي ، و اصول السنة لاحمد ، و شرح السنة للبربهاري ( و الذي احفظه ) ، و متن الورقات ، و البيقونية ، و غيرها من المتون و الرسائل .
فهذه الكتب لم يشملها كلامي ، و اكاد احفظها كلها ، اضافة الى ان كل متن منها استمعت لشرحه من عالمين او ثلاثة ( و هنا يرجع منهجي ليطفوا على السطح )
و ايضا من استثناءات تلك المنهجية ، تجد الكتب التي فتحتها في معرض انجاز بحث علمي ، او لدراسة مسألة بذاتها .

و انما منهجي الذي اصلته لنفسي يخص المصنفات و المؤلفات ، و هذه هي التي اعطيها وقتي ، و اعمل فيها نظري و فكري ، فتجدني امسك الكتاب ساعة ، و لا اقرا فيه اكثر من ورقة او ورقة و نصف ، فيحصل لي من ذلك الكتاب ما قد يحصل لغيري من عشرة كتب او اكثر ، و قد بينت لك ذلك في المقال فراجعه ان نسيت .

و ازيدك من الشعر بيتا ، فهدفي من هذا كله ، ليس فقط تحصيل العلوم و تكديسها في ذهني ، بل همي _ ايضا _ هو مشاركة الاولين عقولهم ، و اسلوب تفكيرهم ، مع يقين عندي انه لو لم تعلم جامعاتنا طلابنا الا: كيف كان يفكر علماؤنا ، لكفوهم المؤونة .

كتب: الاثنين 15 جمادى الثانية 1439 ( 05/03/2018)