[ايوب نصر]

(2)
لقد اكتفيت في المقال الاول ، بعرض حجج العقلاني الفذ ، و المجدد الاريب ، ابي حفص ، دون اي تدخل مني ، و ما يمكن ان اصف به ذلك الكلام هو انه : ألفاظ مركبة تفيد بالوضع العربي ، و ما تفيده من معاني لا تستحضر في الذهن الا عند استحضار الخلاء او في الخلاء .

و قد اوحى الشيطان اليه ، اننا قوم ضعفاء ، و انه سيستعلينا بضعفنا لا بقوته ، فاخذ يتكلم في القران بغير علم ، و يبسط القول في تأويله ، و يضرب الامثال الفاشلة ، و ساخصص مقالا لتلك الامثال ، و التي من نوع الخلاء .

و اعتذر اليك اخي القارئ لاطالتي الكلام في المقدمة ، قبل ان امر للشبهات ، و الان نمر للحجة الاولى التي دفعته لانكار عذاب القبر ، و هي :

1 _ ان الايات تتحدث فقط عن عذابين

و هو يقصد بهما عذابي الاخرة ، اي النار و الزمهرير ، و نحن _ و بمنهجه _ نطالبه بدليل صريح على وجود عذابين في الاخرة ، فاين هو ؟؟؟
اما عذاب القبر فتابع معي اخي القارئ هذه المقالات و ساثبته لك من اوجه

2_ ان العذاب لا يكون الا بعد الحساب

الم اقل لك اخي القارئ ان هذا ، الذي لا يذكر الا في الخلاء ، من اغبياء العالم و جهلاء بني ادم ؟؟؟ فهو يقول ان العذاب لا يكون الا يوم الحساب ، فهل هو اصدق ام الله ؟؟؟ طبعا اخي الله اصدق قولا ، فالله ذكر في كتابه انه عذب اقواما قبلنا فهل ناقشهم الحساب ؟؟ هل حاسبهم ؟؟؟ اكيد لا ، اذن ابو حفص يكذب على الله عز و جل ، و نعوذ بالله من الخذلان و الضلال و خفة الحصافة .

3 _ انه يريد دليل صريح من القران

يا سلام ، يريد ان يستعلينا بضعفه ، و ان يعجزنا ايضا برايه ، و قبل ان ناتيه بدليلنا نسأله : هل كل شيء في القران صريح ؟؟؟ فانت تنكر الاحاد فاين هو الدليل الصريح من القران على انكار الاحاد ؟؟؟ و اين هو الدليل الصريح على وجود عذابين في الاخرة ؟؟؟ و اين هو الدليل الصريح على العيدين و الاشهر المعلومات ؟؟؟
اما دليلنا الصريح على وجود حياة في القبر هو قوله تعالى (( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ))الزمر 68 ، صعق من في السماوات و من في الارض جميعا ، الا من شاء الله ، احياؤهم و امواتهم ، فكيف يصعقون و هم اموات ؟؟؟ اذن الذين في القبور ليسوا اموات بل احياء و الا ما شملتهم الاية ، و لكن هذه المعاني لا يفقهها الاغبياء .
و نزيده من القصيدة بيتا ، قال تعالى (( كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين )) التكاثر . انظر قوله تعالى (( لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين )) فقبل دخولها ، ستراها ، ثم تراها عين اليقين ، ثم عند دخولها تسأل عن النعيم ، فما هي الرؤية الاولى اذا لم تكن الرؤية في القبر ، و الثاني يوم القيامة .

4 _ العذاب يستلزم حياة فكم هناك من حياة حتى تكون هناك حياة في القبر

نعم صحيح العذاب يستلزم حياة ، و لذلك قلنا :" قال تعالى (( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ))الزمر 68 ، صعق من في السماوات و من في الارض جميعا ، الا من شاء الله ، احياؤهم و امواتهم ، فكيف يصعقون و هم اموات ؟؟؟ اذن الذين في القبور ليسوا اموات بل احياء و الا ما شملتهم الاية " فهناك حياة في القبر يا جميل ، و الا ما نال ساكني القبور الصعق ، و لجاءت الاية مطلقة ، و اما التقييد فخص الاحياء .

5_ قال قال الكفار (َ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ )) و لو كانو يعذبون في القبر لما يتحصرون و لو كان هناك عذاب في القبر لما تحصروا ، و لماذا يفاجئ يوم القيامة ان كان يعرف في القبر انه اما من الصالحين او من الطالحين

هذه الشبهة وصلتنا سنة 2016 ، اي قبل سنتين ، في منتدى انصار السنة و كنت ممن تعرض للرد عليها و كان ردي كالتالي :
" و عندي اضافة ، قال تعالى في سورة غافر (( و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الارض)) و قال في الاية التي بعدها (( و نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون))
صعق حتى الذين في القبور لعموم الاية ، و صعقوا يعني غابوا عن الوعي ، ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام و هم في ارض المحشر فمن الطبيعي ان تطولهم اهوال الحشر "
اذن تحصرهم و تفاجئهم ليس مرده انهم لم يكونوا احياء في القبور ، بل مرده انهم صعقوا ، و نعرف كم الفترة التي تفصل بين الصعق و اعادة الاحياء ، فاستيقضوا و هم في ارض المحشر فلابد من الذعر لما راوه و شاهدوه من الاهوال ، ثم اننا نحن المسلمين سينولنا هذا الذعر مع اننا نعلم علما يقينيا اننا ملاقوا ربنا .
فهذا الجاهل انما يردد شبهات اكل عليها الدهر و شرب ، و لم ياتنا باي جديد ، و انما مثله مثل الببغاء
و يستمر العرض

كتب : الجمعة 27 جمادى الثانية 1439 (16/03/2018)