[أحمد جميل مسعد]

بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
أخي الكريم أيسر هناك مغالطة وقعت فيها وهي ظنّك أنّ موضوع الدّخول في الإسلام يتعلّق بالذّكاء .. والحقيقة أنّه يتعلّق بالصّدق ..
ويمكنك أن تجد مسلما غبيا جدّا لكنّ إيمانه في أعلى درجاته لأنّه لم يكذب يوما ..
فرجاء أخي الكريم صحّح مفاهيمك ..
صحيح أنّ الذّكاء عامل مهمّ للإيمان بالإسلام لكن ينبغي التّنبّه لأمر يجهله الكثيرون حتّى لا نتّهم الله جلّ جلاله في عدالته المطلقة ..
هناك دراسات تشير إلى أنّ نسبة الصّادقين بين الأذكياء أكبر من نسبة الصّادقين بين الأغبياء وكذلك نسبة الكاذبين بين الأغبياء أكبر من نسبة الكاذبين بين الأذكياء ..
وحتّى لا يفهمني القرّاء خطأ .. فالموضوع ليس قاعدة مطلقة ولكنّه يدخل ضمن نظريّة الاحتمالات ..
وهو أمر منطقيّ نوعا ما .. فالكذب إذا كان صفة سيكوباثيّة تلازم صاحبها منذ الصّغر .. فقد يؤدّي هذا الأمر مع مرور الوقت إلى تراكم للتّوتّر وتراكم إفرازات هرمونيّة غير طبيعيّة في الجسم قد يؤدّي في النّهاية إلى استغلاق قدرات الذّكاء والتّركيز في الدّماغ ..
والعكس بالعكس .. فالّذي يعتاد الصّدق منذ الصّغر يصل إلى درجة كبيرة من الطّمأنينة تنعكس إيجابيّا على قدرات الذّكاء والتّركيز في الدّماغ ..
وأجهزة كشف الكذب الحديثة أكبر دليل على هذا الأمر ..
وأعيد وأكرّر أنّ هذا الأمر ليس قاعدة مطلقة إنّما يدخل ضمن نظريّة الاحتمالات ..
ويا أخي أيسر إعلم أنّ الدّخول في الإسلام يكفيه درجة ذكاء هي من البساطة فوق ما تتصوّر إذا كان الإنسان صادقا مع نفسه ..
فإذا كان الإنسان دون تلك الدّرجة المتواضعة جدّا جدّا من الذّكاء فهو حتما ليس صادقا بناء على ما تقدّم .. فلا يلومنّ إلّا نفسه ..

أخي الكريم موحّد مسلم السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعتقد أخي الكريم والله أعلم أنّه لا عذر لأحد سواء وصلته رسالة الإسلام أم لم تصله .. والدّليل قصّة زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه ..
تحيّاتي للجميع ..