الموضوع: نظرية عبطم
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2018-09-27, 06:31 PM
موحد مسلم موحد مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2018-07-19
المشاركات: 1,537
افتراضي رد: نظرية عبطم

اللغة العربية جميلة جدا

الكلام عن الاشياء
بعض الاشياء تسمى موجودات ان كانت ترى بالعين او تحس
مثلا في قولهم هذا جبل وهذا جمل فانت ترى جملا وترى جبلا وحتى الاعمي ممكن تجيب الجبل لحده وتلمسه الصخور بيده وتقول له هذا هو الجبل

ما هي صعبة

لكن هناك اشياء لا يمكن ان تراها بالعين انما ترسم صورة في الخيال وهذه الصورة تختلف من شخص لشخص

كمثال عندما يقول الشاعر يا دار مية
يتخيل دارا هذه الدار صورتها تكون حسب بيئة الشخص او ثقافته لكن هناك عدة صور متخيلة

المتخيلات هذه اهتم بها الشعراء كثيرا فمثلا في معلقة عنترة هو اورد بعض الابيات لينقلك من الموجود الى المتخيل

في معلقته يقول
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي

حرف النداء هنا يستخدم اصلا في نداء الموجود فمثلا تقول يا محمد يا احمد والسامع يعلم ان هنا شخص اسمه محمد لكن ينتظر منه فقط ان يقول نعم او يلتفت ليعرف من هو واين مكانه

بينما في معلقة عنترة هنا النداء للدار هذه لن ترد عليه لذا نقلك بباقي الابيات في القصيدة من الموجود الى المتخيل فقال

هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجواء تكلمي و عمي صباحاً دار عبلة و اسلمي
فوقفت فيها ناقتي و كأنها فدنٌ لأقضي حاجة المتلوم
و تحل عبلة بالجواء و أهلنا بالحزن فالصمان فالمتثلم
حييت من طللٍ تقادم عهده أقوى و أقفر بعد أم الهيثم
حلت بأرض الزائرين فأصبحت عسراً علي طلابك ابنة محرمٍ
علقتها عرضاً و أقتل قومها زعماً لعمر أبيك ليس بمزعم
و لقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
كيف المزار و قد تربع أهلها بعنيزتين و أهلنا بالغيلم
إن كنت أزمعت الفراق فإنما زمت ركابكم بليلٍ مظلم
ما راعني إلا حمولة أهلها وسط الديار تسف حب الخمخم


هذه الابيات نقلت السامع من متابعة الموجود المعتاد بالنداء الى متابعة قصة المتخيل وهذا المتخيل هنا ممكن تكون دار كمنزل صغير او فيلا او قصر او خيمة لكن هنا الشاعر يتكلم عن رحلة قبيلة عبله بكاملها فالدار هنا لها عدة معاني فهي دار عبلة اي المكان الذي كانت خيمتها فيه او دار القبيلة المكان الذي كانت تحل فيه

حسن عمر هنا يحتج بالاية : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)

كمغالطة منه لما يتكلم عنه او يريد ان يوصله بان العرب كانت تعرف هذه الاركان قبل الاسلام

كان الكلام معه عن فترتين هما فترة قبل البعثة وفترة بعد البعثة و عن فترة قبل البعثة ادعى دعواه فكان المطلوب منه اثبات ان هناك عبادات كان يعرفها العرب بصورة صحيحة

احتج بهذه الاية وقال هذا هو الدين القيم الذي ندين الله به وتعرفه العرب لانها تحرم هذه الاشهر الحرم

الاية هي من اللغة العربية وليست من لغة اخرى واكيد ستستخدم نفس اساليب اللغة العربية فهنا الله سبحانه وتعالى في بداية الاية اعطى السامع شيئا يمكنه ان يتخيله مع ان هذه الشهور لا ترى بالعين المجردة او بالمجهر فلم نسمع بعالم انه شاهد محرم وصفر لكن هذه الشهور مع الايام تحس وتعاش وللانسان في كل يوم له عشرات الذواكر فمرة في بيته ومرة في الشارع ومرة في المسجد وهكذا هو يعيش هذه الايام او يحس بها اليوم هو ثواني ودقائق وهذه لا ترى بل تحس وتعاش لكن لا نتخيل الثواني والدقائق

لكن الاية هنا جعلت هذه الشهور من المتخيلات التي يمكن للانسان يترك خياله يمرح فيها

لماذا
لماذا صارت هذه الاية الشهور فيها من المختيلات لان الله تكلم عن هذه الشهور وانه جعلها بهذا العدد يوم خلق الله السماوات والارض وحينها لم يكن هناك حتى ملاك هو خلق الكون ثم خلق الاحياء فيه

انظر الجزء من الاية : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا

فهنا الكلام عن الشهور والخيال يذهب لحقبة خلق الكون والسماء والارض فالمجال مفتوح للخيال ان يتخيل سدما باشكال معينة وكواكب تتكون ونجوم
يعني ليس هناك حد للخيال بسبب قوله تعالى : يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ .
يمكن ان تتخيل اي شيء حول هذه الايام والشهور

هنا صار الكلام مع المخالف عن ثلاث فترات هي فترة بعد البعثة وفترة قبل البعثة وفترة سابقة بزمن طويل جدا قبل خلق الكون او يوم خلق الله الكون

هذا المعتوه يرى ان الخيال هنا عن حقبة لا نتكلم عنها اصلا ولو جرى فيها الكلام نتخيلها فقط ولا نعلم عنها شيء حتى علم الكون وان كان بعضه حق فاغلبه نظريات تبحث عن ادلة اثبات الا انه جعل هذا الخيال حقيقة ، والزمن قبل خلق الكون لا نعلمه ايضا لكن الذي نعلمه من الاية ان هنا خلق للسماء والارض وجعل الله عدد الشهور 12 شهرا فقط

لكن هذا الجعل للشهور بهذا العدد هل هو خاص بالكون ام خاص بالارض فقط يعني لو قلت الشهور في الارض 12 شهر هل السماء الثانية ايضا شهورها 12
هذا علمه عند الله لكن يمكن ان تتخيل هذا

كيف جعل المخالف المتخيلات حقيقة
لا ادري
مع انها مغالطة منه انه نقل فترة ما قبل وبعد خلق الكون الى فترة الجاهلية وصار الكلام هنا بدلا عن فترة خلق السموات والارض في الاية الى فترة الجاهلية ثم صنع المغالطة التالية التي بناها على نقل فترة خلق السماء والارض الى زمن الجاهلية

فقال قال الله تعالى : مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ

هذا الدين الذي كانت تعرفه العرب في الجاهلية قبل البعثة لانها تحرم الشهور الحرم

مع ان هذا الدين القيم الذي ورد في الاية اشير اليه باسم الاشارة ذلك والذي يستخدم للبعيد بينما اسم الاشارة هذا يستخدم للقريب انظر الاية للتأكيد : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ....

ليفهم منه ان الكلام كان عن خلق وتقدير منه للسماء والارض بأن يكون عدد الشهور في الارض 12 شهر يوم خلق الله السماء والارض يعني في ذلك الزمن البعيد

طبعا هنا هو لا يفرق بين اسم الاشارة هذا وذلك

ايضا كلمة الدين هذه من المتخيلات فانت تسمع بدين اليهود تتخيل رجالا لهم لبس ما وهيئة ما ودين بوذي تتخيل شخص جالس وله عدة ايدي وهكذا واسم الاشارة لو دخل على كلمة دين فقيل هذا دين الاسلام لا يمكن ان تقول ان الاسلام موجود امامك الان يمكن ان تلمسه او تراه بعينك مقارنة بقولهم هذا محمد فمحمد امامك واقف وتراه بعينك يعني موجود بينما ذلك الدين تعني شيء يمكن تخيله
هذا العبيط لا يفرق بين موجود ومتخيل




ايضا لا نقول ان ذلك في الاية تعني دين الرسول او دين السماء او دين الارض فلم يكن هناك مكلف بل حتى لا يمكن ان نقول هذا دين ادم او نوح لان الكلام هنا عن يوم خلق الله السماوات والارض .

هذه مغالطة حسن عمر التي ايد بها مغالطته السابقة التي اقتبسها عن افلاطون
رد مع اقتباس