عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2018-12-22, 03:55 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,738
افتراضي لكَ مُهجتي والعالمينَ فداءُ

[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( لكَ مُهجتي والعالمينَ فداءُ ))
انتصارا للحبيب المصطفى
أبكي جواً ويهيجُني الإقذاءُ = ويُفتِّتُ الكَبدَ السَّقيمَ عَناءُ
وتَمورُ بين جوانحي مَقرورَةٌ = نفسٌ تَسَعَّرَ غيظُها هَوجاءُ
وتثورُ في قلبي العييِّ عواصفٌ = هوجٌ تُردِّدُ رَجْعَها الأصداءُ
وأهيمُ يُلهبُني الحنينُ تَوَجُّعاً = ويكادُ يَخُنقُ دَمعتي الإعياءُ
حتّى متى سَنظلُّ نكبتُ أدمعاً = حرّى ويَحبسُ جَريَها استحياءُ
* ** *
ياسيّدي ما قُمتُ عنكَ مدافعاً = أنتَ القويُّ وإننا ضُعفاءُ
وهُداكَ عنوانُ الفَخارِ مُدوِّياً = وعُلاكَ ليسَ تنالُهُ الجوزاءُ
ومَعين نورِك عَمَّ أرجاء الورى = وسَناكَ فوقَ سَمائِنا وضَّاءُ
فالحقُّ أقوى من تفاهَةِ باطلٍ = وله يُرفرِفُ في الشُّموخِ لواءُ
وأنا بهديك إذ ألوذُ وأحتمي = لكَ مُهجتى والعالمينَ فداءُ
أرجو الشَّفاعةَ إذ تجلّى ربُّنا = يومَ التَّغابنِ فالورى خُصماءُ
فجلالُ قدرِكَ لا يُطالُ مَهابةً = وأمامَ فضلِكَ يخفِضُ العظماءُ
* ** *
يا سيدي مدحي إليك تقرُّباً = ويزيدُني شَرَفاً بك الإطراءُ
لم أمتدِحْكَ لكي أزيدَكَ رِفعةً = لكنَّنا بكَ سَيّدي شُفعاءُ
ماذا يزيدُ الكأسُ حينَ تصُبُّهُ = في البَحرِ هل في ذا يُقالُ عَطاءُ
لكنَّهُ إذْ خالطَ البحرَ العظيمَ فقد غَدا = جُزءاً فأولاهُ السُّموَّ نَماءُ
وشوامخُ الشُّمِّ الجبالِ وقدْ سَمَتْ = أيزيدُ في عَليائِها حَصباءُ؟
بكَ يزدهي القولُ الجميلُ وزُيِّنَتْ = بالمدحِ فيكَ قَصائدٌ عَصماءُ
إن يجحدوا شَمسَ النهارِ تعنُّتاً = فَسَناكَ ذاكَ الفَرقدُ الوَضَّاءُ
عجباً وما عَجَبي لسوءِ صَنيعهم = وبأنهُ يُغرى بكَ السُّفهاءُ
لكنما العَجَبُ العُجابُ بأننا = حادتْ بنا عن مجدِنا الأهواءُ
كنّا وكان الكونُ تحتَ لوائنا = يَمضي وتَشهدُ مَجدَنا العلياءُ
* ** *
يا سيِّدي عُذراً فلستُ بعاتبٍ = أبداً عليهمْ. إنهمْ جُهلاءُ
ماذا يُضيرُكَ من مَقالةِ تافهٍ = هَمْلٍ وتلكَ جَهالةٌ عَمياءُ
فتطاولُ القَعْرِ الدَّنيِّ على الذُّرى = حُمْقٌ يزيدُ سُموَّها وهُراءُ
ما صَوَّروا الإرهابَ فيكَ لأنهمْ = شَهدوا بأنكْ فاتكٌ عَدّاءُ
لكنَّهُ ذُعرُ المُسيءِ وقدْ جَنى = جُرْماً فيخشى أن يُنالَ جزاءُ
إني لأَستَحيي لواقِعِ أمَّتي = في أننا لكَ سيِّدي نُسَباءُ
* ** *
هُنَّا فأيقظَ ضَعفُنا أضغانَهمُ = لَهَباً وزاد سعيرَهُ الإغراءُ
لو كانَ فينا قوَّةٌ لم يجرؤوا = أن يَقدَحوا بكَ إنهمْ جُبَناءُ
حتى مَ نرضى الذُّلَّ في أعقابِنا = ويزودُنا عن حَوضِنا الأعداءُ
نُغضي وتنبضُ بالخواءِ عروقُنا = ونَهيمُ قد ضلَّتْ بنا الأهواءُ
أفلا يثورُ بنا مَعينُ كرامةٍ = وتَهيجُ فينا للعُلا العلياءُ
أفليسَ حُرّاً ينضوي بظلالِهِ = ويَسيرُ تحتَ لوائهِ العُلماءُ
* ** *
يا رَحمةً للكونِ جِئتَ مُبشِّراً = بالنُّورِ إذْ غَشيَ الوجودَ عَماءُ
لم يشْهَدْ التّاريخُ مثلَكَ فاتحاً = قدْ هلَّلتْ لقدومهِ البطحاءُ
لمَّا وَقَفتَ على الجموعِ وقدْ غَدَوا = أسْرى لديكَ وكُلُّهم أعداءُ
كم دبَّروا كي يقتلوكَ مكائداً = وتعاهَدوا هذا وهمْ زُعماءُ
مَكروا ومَكْرُ اللهِ أَحبَطَ مكرَهمْ = وغووا وهم في زَعمهمْ فُصحاءُ
وقفوا وقد خفضَ الهَوانَ رؤوسَهم = كم حاولوا الغّدرَ المَقيتَ وباؤوا
ويفتِّتُ الحقدُ المكينُ قلوبَهمْ = ولغَيظِهمُ تتقطَّعُ الأحشاءُ
وتفرفَصَتْ هَلَعاً لسوءِ صَنيعهمْ = أوصالُهمْ وعلا الوجوهَ عَياءُ
لو أنَّهم ظهروا عليكَ ومُكِّنوا = لتناثرَتْ من صَحبِكَ الأشلاءُ
وتقولُ إذْ هم رَهنُ أمرِكَ بعدما = ضاقتْ بهمْ في رُحبِها الأجواءُ
ماذا تظُنّوا أن يكونَ جزاءُكمْ = هيّا انهضوا، فلأنتمُ الطُّلَقاءُ
هذا إلى الإرهابِ يدعوا ويلكُمْ = تُعساً فأنتم مَعْشرٌ حُمَقاءُ
هذا صنيعُكَ كيفَ كانَ صنيعهُمْ = تدمى القلوبُ لفُحشِ ما قدْ جاءوا
* ** *
يا سيّداً فردا بكلِّ صفاتِهِ = خَشَعتْ لهيبةِ ذكرِهِ العلياءُ
لن يشهدَ الزَّمنُ المديدُ بطولهِ = نبلاً ولنْ يَكُ مثلَهُ رُحماءُ
عَطفاً وإحساناً وفيضَ مشاعرٍ = وأميرَ جُندٍ دونَهُ الأمراءُ
وزَعيمَ قَومٍ لم يَزدْهُ خضوعُهمْ = إلاّ التواضُعَ، ما لهُ قُرَناءُ
ومُرَبَّياً ومُعلِّماً ومُدرِّبا = ونداهُ قدْ شَهِدَتْ بهِ الأعداءُ
والمرشدُ الهادي لأعظمِ شِرعةٍ = جلَّتْ لِمَنْ أوحى بها الأسماءُ
مَنْ حادَ عنها هالكٌ لا يُفتدى ==مهما تَكاثَرَ حولَهُ النُّدَماءُ
يَصْلى الجحيمَ وإنْ يكنْ مَلَكَ الوَرى = ونَجا وقدْ خَضَعوا لها الضُّعفاءُ
* ** *
يا من له فضلُ السَّحابِ على الدّنا = والغيثُ مُرتَهَنٌ به الأحياءُ
كلُّ الخلائقِ قدْ شَدَتْ بمديحِهِ = أهلُ النُّهى والجنُّ والأشياءُ
فالجزعُ يبكي إذ يراهُ مُفارقا = ويَهيجُ منتحباً لهُ أصداءُ
وبكفِّهِ هَتَفَتْ تُسبِّحُ ربَّها = وتقولُ تَصديقاً لهُ الحَصباءُ
وبفضلِهِ يشدو الوجودُ ترنُّماً = وتهيجُ فيهِ حدائقٌ غنّاءُ
ماذا يُضيرُ البحرَ إن عَبَثتْ بِه = خَفَقاتُ مجدافٍ بهِ إعياءُ
لو كان أقلاماً تخطُّ مديحَهُ = ولها البحارُ روافدٌ وعطاءُ
نَفِدَتْ ولم تَنْفَدْ مواردُ فَضلِهِ = وأهابَ في طولِ الثَّناء ثناءُ
* ** *
يا سيِّدي علَّمتَنا أنَّ التُّقى = زادٌ. وفيهِ يفاخِرُ الفُضَلاءُ
ونَصحتَنا أن نستقيمَ على الهُدى = وبأن يقودَ طريقَنا الفُقهاءُ
لنكونَ أشهاداً على كلِّ الورى = نَدعوأ الأنامَ، وأننا أمَناءُ
وبهِ تكونُ لنا السِّيادةُ والعُلا = فسما لنا في الكائناتِ لواءُ
* ** *
تاريخُنا صَفَحاتُ مَجدٍ ناصعٍ = نَضِرَتْ بهِ في أفقِها العلياءُ
تاريخُنا بَسَماتُ فَجرٍ مشرقٍ = قدْ زَيَّنتْ أغصانَهُ الأنواءُ
في كلِّ فَتحٍ سِفْرُ مَجدٍ خالدٍ = وسُطورُ شاهدةٌ لها أضواءُ
قد رصَّعَتهُ مآثرٌ منقوشةٌ = وطَوَتْهُ في أجفانِها الجوزاءُ
وأفاضَ منهُ على الوجودِ بشائِرٌ = تُنبي بأنَّ جدودَنا عُظماءُ
أفلا تَرى ما كان في تاريخِهمْ = هلْ ثَمَّ إلا البَغيُ والفَحشاءُ
سَفْكٌ وتَدميرٌ وهَتكُ حَرائرٍ = وَحشيَّةٌ ما مثلَها رَعناءُ
ظُلِمَ الوحوشُ غداةَ توصَمُ إنها = وَحْشيَّةٌ ويرُدُّها استقراءُ
فالوحشُ إذ تكفي الفَريسةُ جوعَهُ = ليست تراقُ غداةَ ثَمَّ دماءُ
أما همُ فنفوسُهم مسعورةٌ = لم يَرويها فَتْكٌ ولا أشلاءُ
يندى الجبينُ لذكرِ سوءِ فعالِهِمْ = لُعِنوا فملءُ قلوبِهم شََحناءُ
كنَّا نقتِّلُ من طغى مُتجبِّراً = وعلى يَديهِم يُقتلُ الشُرفاءُ
ونبيُنا أوصى بأن لا نعتدي = حتّى وإن كانوا همُ الأعداءُ
وترى بما قد حرَّفوا بكتابهمْ = قُربى بأن تُتَذبَّحُ الأبناءُ
* ** *
يا وَيحَهم قَلَبوا مفاهيمَ الورى = وهُمُ بزعمِ ذيولهم حُكَماءُ
فالمعُتدي بطلُ السَّلامِ وكفُّهُ = قد لطَّختها بالدِّماءِ دماءُ
سَعيُ الشعوبِ لكي تُقرِّرَ شأنَها = حَقٌّ وعدلٌ ليسَ فيهِ مراءُ
ونضالُها شَرَفٌ ومشروعيَّةٌ = قد قرَّرتْهُ مَحافلٌ صَمَّاءُ
أما إذا كُنَّا.. فليس جهادُنا = حقَّاً ونحنُ بزَعمِهِمْ غَوغاءُ
طلباتُ مَنْ يَعدي علينا عندَهمْ = مَسموعةٌ ونَصيبُها الإصغاءُ
أما إذا قُمنا نُطالبُ حَقَّنا = وفقَ العُهودِ فحظُّنا استهزاءُ
وكأننا لسنا بزَعْمِ تيوسهمْ = بَشراً. وهم في زَعمِهِمْ رُحَماءُ
والمجلسُ الأعلى تَفَهَّمَ إذ رأى = في قَتلِنا ما ليسَ فيهِ مِراءُ
أما إذا قُمنا نُعارضُ ذَبحَنا = هذا هو الإرهابُ والبلواءُ
* ** *
صلى عليكَ اللهُ يا علمَ الهُدى = وحَباكَ من ربِّ الوجودِ عَطاءُ
ولكَ السَّلامُ يَهيجُ في أعماقِنا = ولهُ بأفق سَمائنا أصداءُ
ما هبَّت النَّسماتُ وانبلجَ الضُّحى = أو رجَّعتْ في أيكِها وَرقاءُ
ورَنت إلى الشُّمِّ العَوالي ديمةٌ = وتعاقَبَتْ تلكَ الذُّرى الأنواءُ
* ** *

[/align]
رد مع اقتباس