عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2019-04-23, 08:07 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي رد: تناسب فواتح سور القرآن الكريم مع خواتيمها / د. فاضل السامرائي

17 ـ سورة الإسراء

1 ـ ذكر سبحانه بعد آية الإسراء بني إسرائيل ابتداء من قوله :
{ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً (2)} ... إلى الآية الثامنة وهي قوله تعالى :
{ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ... (8)}
وذكر بعدها القرآن وذلك قوله عزّ وجل :
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)} .
وذكر في أواخرها بني إسرائيل أيضا ابتداءا من قوله سبحانه :
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101)} إلى قوله تعالى : { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)} .
ثم ذكر القرآن بعد ذلك كما فعل أولا فقال جل في علاه :
{ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108)} .
ففي البدء والختام ذكر بني إسرائيل أولا ثم أتبع ذلك بذكر القرآن .

2 ـ ابتدأت السورة بالتسبيح وذلك قوله سبحانه :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى ... (1)}
وكذلك ورد التسبيح في خواتيمها وذلك قوله تعالى :
{ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) }
فقال أولا :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ... (1)}
من غير ذكر مُسبّح ، وفي الخاتمة ذكر جملة ممن يُسبحون الله ممن يُتلى عليهم القرآن .

3 ـ ذكر الله سبحانه صفتين له في أول السورة وهما السمع والبصر فقال :
{ ... إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)} .
وذكر مايقتضي هذين الوصفين في خواتيم السورة فقد قال تعالى :
{ ... إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108)} .
فقوله عزّ وجل :
{ ... يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)}
يقتضي الإبصار فإن ذلك مما يبصر فهو مناسب لوصفه بـ { البَصِير } .
وقوله عزّ من قائل :
{ ... وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا ... (108)} ،
فإن القول مما يُسمع وهو مناسب لوصفه بـ : { السَّمِيعُ } .
وكذلك قوله سبحانه :
{ ... وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (110)}
فإن ربنا سميع فلا داعي للجهر .
والصلاة حركات وأقوال ، فالحركات مما يُبصر والأقوال مما يُسمع ، وكذلك قوله تعالى :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)}
فهذا القول مما يُسمع . فناسب ذلك قوله جلّ في علاه : { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)} .

4 ـ قال سبحانه في أول السورة :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ... (1)}
وختمت السورة بقوله تعالى :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} .
فابتدأت السورة بالتسبيح وختمت بالتحميد والتكبير ، وجماع ذلك :
( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) .
فالتسبيح في البدء وذلك قوله عزّ وجل :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ... (1)} وفي الختام وذلك قوله جلّ في علاه :
{ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا ... (108)} ،
والتحميد وهو قوله سبحانه :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ ... (111)} ، و ( لا إله إلا الله )
وذلك مقتضى قوله تعالى :
{ ... لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ ... (111)} .
والتكبير وهو قوله عزّ وجل :
{ ... وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} .
وقد ذُكر أن ذلك من الباقيات الصالحات (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر فتح القدير 3/ 280 ، قوله تعالى : { ... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}(الكهف) تفسير ابن كثير 3 / 85 .


آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2019-10-05 الساعة 08:53 AM
رد مع اقتباس