عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2019-06-14, 08:03 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي رد: التناسب بين سور القرآن الكريم في الخواتيم والمفتتح /د. فاضل السامرائي

خواتيم سورة الأنعام ومفتتح سورة الأعراف

1 ـ قال سبحانه في أواخر سورة الأنعام :
{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)} .
وقال في أول سوره الأعراف :
{ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3)} .

2 ـ قال تعالى في أواخر الأنعام :
{ ... ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159)} .
وقال :
{ ... ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)} .
وقال في أوائل سورة الأعراف :
{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7)} .
والتنبيء المذكور في الأنعام مناسب للسؤال والاخبار بعلم الله وأنه سبحانه لم يكن غائبا عن فعلهم واختلافهم المذكور في الأعراف .

3 ـ قال عزّ وجل في آخر الأنعام :
{ ... إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (165)} .
وقال في أول الأعراف :
{ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ (4)} .
وإهلاك القرى المذكور في الأعراف من سرعة العقاب الذي ذكره في الأنعام .
فناسب آخر الأعراف أول الأنعام .

جاء في (روح المعاني) في ارتباط هاتين السورتين:
وأما وجه ارتباط أول هذه السورة بآخر الاولى فهو أنه قد تقدم :
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ... (153)} ، { وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)} .
وافتتح هذه بالأمر باتباع الكتاب ،
و أيضا لما تقدم :
{ ... ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159)} ، { ... ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)} ،
قال جلّ شأنه في مفتتح هذه :
{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7)} .
وذلك من شرح التنبئة المذكورة .
وايضا لما قال سبحانه :
{ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (160)} ،
وذلك لا يظهر الا في الميزان افتتح هذه بذكر الوزن فقال عز من قائل :
{ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8)}
ثم من ثقلت موازينه وهو من زاد حسناته على سيئاته ثم من خفت وهو على العكس ثم ذكر سبحانه بعدُ أصحاب الأعراف وهم في احد الاقوال من استوت حسناتهم وسيئاتهم (1) .

(1) روح المعاني 8/74


خواتيم سورة الأعراف و مفتتح سورة الأنفال

1 ـ قال سبحانه في أواخر الأعراف :
{ وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ (205)}
وقال في أول الأنفال :
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} .

فذكر في الأعراف قراءة القرآن فقال :
{ وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ }
وقال في الأنفال : { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ }
والآيات هي من القرآن
وقال في الأعراف :
{ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً }
وقال في الأنفال :
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ }
وكلتاهما في ذكره سبحانه .

2 ـ قال تعالى في آخر الأعراف :
{ إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)} .
وقال في أول الأنفال :
{ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)}

فذكر السجود والتسبيح في آخر الأعراف وذكر اقامه الصلاة وذكر الله في الأنفال فقال :
{ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ }
والتسبيح من الذكر .
وقال في الأعراف :
{ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }
وقال في الأنفال :
{ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ }
والسجود من الصلاة .

فالتناسب ظاهر في الموضعين

آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2019-10-25 الساعة 12:56 PM
رد مع اقتباس