عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 2019-06-27, 11:52 AM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي رد: التناسب بين سور القرآن الكريم في الخواتيم والمفتتح /د. فاضل السامرائي

خواتيم سورة الكهف ومفتتح سورة مريم


1 ـ قال سبحانه في خواتيم سورة الكهف :
{ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ... (98)} .
وقال في أوائل سورة مريم :
{ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)} .
فذكر في الكهف رحمته بخلق كثير من عباده وذكر في مريم رحمته بعبد من عباده .

2 ـ قال تعالى في خواتيم الكهف :
{ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)} .
وما فعله ربنا مع زكريا إنما هو كلمة من كلماته سبحانه .
وما فعله مع مريم إنما هو كلمة من كلماته سبحانه وقد سمى ربنا عيسى ابن مريم كلمة ، قال تعالى في سورة آل عمران :
{ إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ... (45)} .

3 ـ إن مناسبة سورة مريم لسورة الكهف على العموم ظاهرة ...
فقد قال عزّ وجل في بداية سورة مريم :
{ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)} .
وذكر في الكهف اموراً عدة من رحمته سبحانه لعباده :

أ ـ رحم الفتية أصحاب الكهف فحفظهم ورعاهم .
ب ـ ورحم المساكين اصحاب السفينة
ج ـ ورحم الأبوين المؤمنين فأبدلهما خيراً من ولدهما زكاة وأقرب رُحما .
د ـ ورحم الغلامين اليتيمين بحفظ كنزهما .
هـ ـ ورحم القوم الضعفاء من هجمات يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض .
وقال ذو القرنين في السد الذي صنعه :
{ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي } .
فسورة الكهف في رحمة عباده المؤمنين وسورة مريم في رحمة عبد من عباده .

ومن طريف التناسب بين السورتين:
أنه ذكر في سورة الكهف فرار الفتية من قومهم والتجاءهم الى الكهف لئلا يطلعوا عليهم .
وفي سورة مريم ذكر التجاء مريم الى جذع النخلة في مكان بعيد عن الناس لئلا يطلعوا على ما هي فيه .
فكلتا الحالتين ابتعاد عن قومهم والتخفي عنهم .
ونهاية الحادثين بأمر عجيب غريب .
فالفتية خرجوا بعد نومهم ثلاثمائة سنين و تسع .
ومريم جاءت بولد من غير أب .
وكلتاهما كان حديث الناس والعجب .

جاء في (البحر المحيط ) في مناسبة سورة الكهف لسورة مريم :
مناسبتها لما قبلها أنه تعالى ضمّن السورة قبلها قصصاً عجباّ كقصة أهل الكهف وقصة موسى مع الخضر وقصة ذي القرنين .
وهذه السورة تضمنت قصصاً عجباً ولادة يحيى بين شيخ فان وعجوز عاقر وولادة عيسى من غير أب .
فلما اجتمعا في هذا الشيء المستغرب ناسب ذكر هذه السورة بعد تلك (1) .

(1) البحر المحيط 6/172

آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2019-10-28 الساعة 10:44 PM
رد مع اقتباس