الموضوع: الادب و الحب (2)
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2019-08-17, 10:32 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,009
افتراضي رد: الادب و الحب (2)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ايوب مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا اخي ابا عبيدة على هذا الطرح القيم و المفيد
و قد كان ، لانشائي المقالة الاولى و الثانية ، عارض حركني لحمل القلم ، و هو ما شاع في الاوساط الادبية ، و عند من يشدون شيئا من الادب ، ان الادب هو ما كان متعلقا بالحب ، فلا يعتبرون الكتابة كتابة ادبية الا ادى ملئها صاحبها بالكلام عن الحب و الصبابة ، فحملت القلم لابين ان الادب اوسع مجالا و اخصب ارضا من ذلك ، و انه ليس كل كلام في الحب يسمى ادبا ، و ان الادب لا ينحصر في الكلام عن الحب ، و انما الكتابة تسمى ادبية متى توفرت فيها اركان البيان ، و هما الللفظ و المعنى ، و لو كان الموضوع في الفيزياء او الكيمياء او غيرهما .
حياك الله أخي عمر
والحقيقة أن الأدب هو الأدب الحسن ، وما فحش من كلام فهو استغلال سيء للغة .
ثم نحن نرى في ايامنا هذه ومن ينال الجوائز هم الذين الذين يحاربون الدين ولو بطرف خفي ، وأما الذين يكتبون عن الدين ومحاسنه فهم منبوذون عند أهل الدنيا وعند من يعبدونها .
وكل تافه وسفيه وخارج عن الأدب أصلا يجب ألا يسمى أدبا أصلا .
والشعر قد يكون فيه مبالغة في الوصف لتعظيم التقييم وهذا غير منهي عنه في الدين ، ولكن الكذب وخدمة الشيطان فهو كذب على الناس ونفاق وسفافة باللغة أصلا .
ولو نظرنا إلى شعر الشافعي مثلا نجد رصانة وأدبا وحكمة ، ومثلا ننقل منه :
وكن رجلاً على الأهـوال جلدا وشيمتك السماحـة والوفـاء وإن كثرت عيوبك في البرايـا وسرك أن يكـون لهـا غطـاء
دع الأيام تفعـل مـا تشـاء --وطب نفساً إذا حكم القضـاء
ولا تـجزع لحادثـه الليالـي-- فما لحوادث الدنيا بقـاء
وكن رجلاً على الأهـوال جلدا --وشيمتك السماحـة والوفـاء
ومن شعر الشافعي :
صن النفس واحملها على ما يزينها --تعش سالماً والقول فيـك جميل
ولا تولين الـناس إلا تجمـلا-- نبا بك دهر أو جفاك خليل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غـد -- عسى نكبات الدهـر عنك تـزول
ولا خير فـي ود امرئ متلون-- إذا الريح مالت مال حيـث تـميل
وما أكثـر الإخوان حيـن تعدهـم-- ولكنهم فـي النائبات قليل
وأخرج أبو داود عن بريدة رضي الله عنه مرفوعا { إن من البيان سحرا وإن من العلم جهلا ، وإن من الشعر حكما ، وإن من القول عيالا }
وقد أخرج البخاري القولين من حديث الرسول (إن من الشعر لحكمة ) والتاصيل من موقع إسلام ويب .
وأخرج أيضا البخاري الحديث (إن من البيان لسحرا ) ، ومن موقع الشيخ الفوزان : (قوله صلى الله عليه وسلم‏‏ « ‏إن من البيان لسحرًا » ‏(رواه الإمام البخاري في ‏ ‏صحيحه‏ ‏ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما )) .
ثم ونحن نعلم من الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : ( إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً ، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) (أخرجه أحمد والبُخاري ) .
وسأل معاذ النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: (ألا أخبرك بِمِلاكِ ذلك كلِّه؟ )، قال: بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسان نفسه ثم قال: (كُفَّ عليكَ هذا). فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ( "ثَكِلَتْكَ أمُّكَ يا معاذ ، وهل يَكُبُّ الناسَ على وجوهِهِم –أو على مَناخِرِهِم– إلا حصائدُ ألسنتِهم ). [قال الترمذي: حديث حسن صحيح].

رد مع اقتباس