الاشاعرة اقرب الى المعتزلة من أهل السنة
الاشاعرة من الفرق الكلامية ، يقدمون العقل على النقل عند التعارض ، خلافهم مع أهل السنة ليس فقط في الصفات كما يظن بعضهم ، متأخروهم انحرفوا كثيرا عن متقدميهم ، فهم جبرية في القدر ، مرجئة في الإيمان ، ينفون الاستواء على العرش ، ويقولون : لا هو داخل العالم ولا خارجه ، ولا فوقه ولا تحته ، وكلام الله إنما هو معنى قائم بذاته وأن حروف القرآن ليست من كلام الله ، ويحصرون التوحيد في الربوبية ويغفلون عن توحيد الالوهية ، النبوة عندهم صفة إضافية وليست اختصاص أو اصطفاء من الله ، وينكرون أي دور للعقل والفطرة في التحسين ، ويكفرون من يقول ان النار تحرق بطبعها وهكذا... فإن هذه الأمور التي خالف الأشاعرة فيها أهل السنة هي من أصول الاعتقاد وفروعه ، ومذهبهم عند التدقيق والتحقيق مذهب مستقل بأصوله ومناهجه ، فهم قريبون الى المعتزلة ، وهم اقرب الى أهل السنة من المعتزلة .
__________________
ما كان لله دام واتصل *** وما كان لغيره انقطع وانفصل
|