عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2021-01-30, 11:33 AM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,735
افتراضي شواهد النبوة من عالم الجماد والحيوان


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
((شواهد النبوة من عالم الجماد والحيوان ))
" نطق الحجر، وانقاد الشجر، وسبّح الطعام، وحنّ الجذع، واشتكى الجمل "، كلّها عباراتٌ ليست من قبيل المجاز اللغويّ، ولكنّها آياتٌ كريمة ومعجزاتٌ عظيمة سخّرها الله تعالى لتشهد بصدق النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) في دعوته، وتبيّن حقيقة تأثّر الحيوان والجماد فضلاً عن بني البشر بالقرب منه عليه الصلاة والسلام والاستماع إليه، في أخبار ثابتةٍ بالنصوص الصحيحة التي لا مجال للشكّ فيها .
§§§

فمن الجمادات التي أنطقها الله عز وجل لنبيه ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) الطعام، وذلك في رحلةٍ سافر فيها النبي( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) مع بعض أصحابه، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " كنا مع رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) في سفر، فقلّ الماء فقال : ( اطلبوا فضلة من ماء ) ، فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم )، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل " . رواه البخاري .
§§§
وجاءت عددٌ من نصوص السنة لتثبت تسليم الحجر والشجر وغيرهما من الجمادات على النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بصوتٍ يسمعه من كان حاضراً، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " كنت مع النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله " رواه الترمذي ، وفي حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) قال : ( إني لأعرف حجراً بمكة، كان يُسلِّم عليّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن ) رواه مسلم .
§§§

وعندما حاول اليهود أن يقتلوا رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بالشاة المسمومة التي قدّموها له، أنطقها الله تعالى بقدرته، لتخبره عليه الصلاة والسلام بأنها مسمومة، رواه أبوداود .
§§§
ومن معجزات النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم )– انقياد الشجر له، فقد روى جابر رضي الله عنه أن النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) نزل واديا في إحدى أسفاره، فذهب رسول الله( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) يقضى حاجته، وتبعه جابر ليعطيه الماء، ولم يجد النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم )شيئاً يستتر به سوى شجرتين متباعدتين، فانطلق رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال : ( انقادي علي بإذن الله ) ، فانقادت معه حتى وصل إلى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها وقال : ( انقادي علي بإذن الله ) فانقادت معه كذلك، ثم أمرهما النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) أن يلتئما بإذن الله، فلما قضى حاجته وانصرف عادت كل شجرةٍ إلى موضعها، وتفاصيل القصّة مذكورة في صحيح مسلم .

§§§
وقد ورد ما يفيد تكرار تلك المعجزة في حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله - صل الله عليه وسلم - في سفر، فأقبل عليهم أعرابي، فعرض عليه رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) الإسلام، فقال الأعرابي : " ومن يشهد على ما تقول؟ " فقال : ( هذه السمرة ) ، فدعاها رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) وهي بطرف الوادي فأقبلت تشقّ طريقها حتى وقفت بين يديه، فشهدت بصدق نبوّته، ثم عادت إلى موضعها، فأسلم الأعرابي وعاد إلى قومه داعيا لهم، رواه الدارمي .
§§§

ولا تقف المعجزات النبويّة عند حدود النطق والكلام والحركة من الجماد، بل امتدّت لتشمل المشاعر والأحاسيس، فجاءت النصوص لتثبت مدى محبّة جبل أحد للنبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم )، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : ( هذا جبل يحبنا ونحبه ) رواه البخاري ، وحين صعد - صل الله عليه وسلم - الجبل بصحبة أبي بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم رجف بهم الجبل، فقال النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) : ( اثبت أحد ؛ فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) .
§§§
بل جاء في السنّة ما يشير إلى شوق الجمادات إلى النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) وجزعها من فراقه، فقد روى الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) كان يخطب الجمعة إلى جذع نخلة، فقال أحدهم : " يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرا؟"، فقال : ( إن شئتم ) ، فجعلوا له منبرا، وفي الجمعة التالية وقف على المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) فضمها إليه حتى سكنت، وفي رواية ابن ماجة قال عليه الصلاة والسلام : ( لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة ) .
§§§

أما نطق الحيوان، فتلك معجزةٌ أخرى لنبيّنا عليه الصلاة والسلام، فقد اشتكى إليه جملٌ من ظلم صاحبه له، وذلك عندما دخل عليه الصلاة والسلام بستاناً لأحد الأنصار كان فيه جملٌ له، فإذا بالجمل تدمع عيناه عند رؤية النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) ويرفع صوته، ولم يتوقّف عن ذلك حتى مسح النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) على ظهره، وعاتب عليه الصلاة والسلام صاحب الجمل فقال له : ( أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملّكك الله إياها ؟، فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتُدئبه – أي تتعبه - ) رواه أبو داود .
§§§
والأعجب من ذلك إخبار الذئب بنبوّته ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم )، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن راعياً رأى ذئباً يريد أن يعتدي على غنمه، فلما منعه من ذلك أنطق الله الذئب فقال : " يا عبد الله، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي ؟ "، فوقف الرجل مذهولاً مما سمعه، فقال الذئب : " ألا أخبرك بأعجب مني ؟، رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بين الحرتين – أي في المدينة - يخبر الناس بأنباء ما قد سبق "، فانطلق الرجل إلى النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) وأخبره بما حصل له، فقال عليه الصلاة والسلام : ( صدق والذي نفسي بيده ) رواه الحاكم .
§§§
فسبحان من أنطق لنبيه الجماد والحيوان، والحجر والشجر، وجعلها معجزة تدل على صدق نبوته، وصحة دعوته .
§§§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس