عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-04-15, 04:08 AM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,830
افتراضي رأيي في: "الباحثون في الجماعات الإسلامية والإسلام السياسي"




قبل أيام، وبعد صلاة التراويح، إلتقيت صديقا، وبينما نحن نخوض في الكلام سألني عن رأيي في الذين يلقبون أنفسهم و يذيلون أسمائهم بعبارات من نوع "باحث في الجماعات الاسلامية" وأضراب هذا اللقب وما يدور في فلكه.

ومنذ وقت طويل، وأنا أمني النفس بالإبانة عن رأيي في هذا النوع من الكتاب وهذه الطائفة التي عظم سواد المنتمين إليها في العقد الأخير ، حتى أصبح كل من لم يجد ما يلقب به من الألقاب أو يكنى به من الأسماء أو يتصف به من الصفات، يتخذ منها لقبا وإسما وصفة، ولكنني كنت أرجيء الخوض في ذلك والكلام حوله ، حتى جاء سؤال صاحبي وطلبه لرأي فيه.

هي ألقاب كثرة عدد الذين يذيلون بها أسمائهم من كتاب الصحف والمجلات، يضحكون بها على العوام، مستغلين جهلهم وقلة إطلاعهم ليظهروا أمامهم بمظهر المفكرين والكتاب الباحثين.

وهذه الألقاب هي أقرب إلى قول الزور حين تلتصق بهرلاء، وذلك أن من يكنى بكنية أو يذيل اسمه بلقب، فعليه أن يحمل من ذلك اللقلب شيئا من معانيه، ومن لديه أدنى معرفة بالجماعات الإسلامية سيعرف أن ما يخطه أولئك "الباحثون" لا يزيد عن كونه كلاما سطحيا يتواطؤون في نقله عن بعضهم البعض، أو يتقممونه مما يرمى إليهم من فتات كلام المستشرقين، بل إنه أكبر دليل على جهلهم بما نصبوا أنفسهم باحثين فيه.

وهؤلاء إنما يتخذون لأنفسهم مثل هذه الألقاب باعتبارها وسيلة إلى لقمة العيش، مستغلين التوجه الذي صار فيه العالم العربي والإسلامي، في العقد الأخير من حرب بين الإخوان وأعدائهم، فكانت هذه الألقاب و أمثالها وما يدور في فلكها وسيلة إلى الترزق وسط اللجاج الذي يعيش في العالم العربي والإسلامي منذ 2011 إلى اليوم الناس هذا.

ولا تثريب عليهم في إتخاذهم هذه الالقاب لأجل لقمة العيش أو لأغراض تجسسية و استخباراتية، ويمكن قبول تراهات القول التي تصدر عنهم، ما لم يزد الأمر عن لقمة العيش والأغراض التجسسية، ولكن الذي لا يمكن تجاوزه ولا يمكن قبوله، هو أن يظهر هؤلاء علينا بمظهر اهل الفكر وأصحاب النظر وقادة الرأي، فيبسطون أقلامهم و يطلقون ألسنتهم، في علوم الأمة وتاريخها وآدابها، يقبلون وينكرون، يقيمون ويهدمون، وذلك أنه لولا ما يتقممونه من هنا وهناك من كتابات المستشرقين والمبشرين وما يتواطؤون في نقله عن بعضهم البعض، لما عرفوا عن الإسلام وعلومه والفوارق العقدية بين المنتسبين إليه شيئا.

وعن نفسي فقد خضت مع العديد منهم نقاشات وجدالات، فلا تجد لهم القدرة على التوسع في النقاش بعلم وفكر، بل لا يملكون إلا أن يرموا بمقالة تلوكها ألسنتهم في كل مجلس يحضرونه، ثم يولون الأدبار ويلوذون بالفرار.
الكاتب: أيوب نصر
الجمعة 23 رمضان 1444(14/04/2023)

__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس