عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2023-05-10, 10:33 AM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي المعدن السماوي (المقالة الثانية)/ إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي

المعدن السماوي (المقالة الثانية)

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي



هبة السماء للإنسان.. سيتبادر إلى الأذهان هبات كثيرة..
لكن الحقيقة أن الهبة التي نحن بصدد رصدها هي في واقع الأمر.. معدن!
معدن.. يحافظ على استقرار الأرض.. يحافظ علينا من التلاشي في الفضاء..
والأعجب أن تكوين ذرّة واحدة منه تحتاج إلى طاقة تعادل طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات!
الحديد.. إنه المعدن السماوي العجيب!
فالأرض تدور حول نفسها بسرعة تبلغ ألفًا وستمئة كيلومتر في الساعة عند خط الاستواء، وتدور حول الشمس بسرعة قدَّرها العلماء بثلاثين كيلومترًا في الثانية الواحدة، ومع ذلك كلّه تظل الأرض مستقرة استقرارًا تامًّا بقدر ما تعني هذه الكلمة من معنى. وعلى الرغم من هذه الحركة المهولة ظللنا نحن وممتلكاتنا آمنين ثابتين مستقرين على ظهر الأرض برغم أن منطق الأشياء يقول: يتحتم علينا أن نطير في الفضاء الكوني ونتحوّل بدورنا إلى أجرام سماوية متناهية الصغر!
السؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما الذي جعلنا آمنين مستقرين في الأرض برغم أنف منطق الأشياء؟ الإجابة باختصار: إنها الجاذبية الأرضية التي يعدّ عنصر الحديد سببًا في وجودها. لأن وجود الحديد في لبّ الأرض هو الذي يمنحها المجال المغناطيسي، الذي تستطيع الأرض من خلاله الإمساك بغلافها المائي وبغلافها الهوائي أيضًا، حيث يتميز الحديد وسبائكه المختلفة بين جميع العناصر والسبائك المعروفة بأعلى قدر من الخصائص المغناطيسية.
وإلى جانب كونه سببًا في استقرار الأرض عبر خصائصه المغناطيسية، يحظى الحديد بأهميّة قصوى للأرض ولكائناتها الحية؛ ولولا الحديد لما كانت هناك أي صورة من صور الحياة على ظهر الأرض، فهو يدخل في تركيب خضاب الدم للإنسان والحيوان، كما يعدّ أحد العناصر الضرورية لتكوين الكلوروفيل في النبات، فضلًا عن حقيقة أنه يعدّ من أقوى الفلزات وأكثر المواد المعدنية استخدامًا على الإطلاق.
الأمر اللافت للانتباه هو اختيار عنصر الحديد دون غيره من العناصر التي يزيد عددها على مئة عنصر، اسمًا لسورة كريمة من سور القرآن العظيم، والأعجب من ذلك أن السورة تتحدّث بشكل صريح لا لبس فيه عن نزول الحديد، وبما يتوافق تمامًا مع هذه الحقائق التي لم يتوصّل إليها العلم إلا حديثًا جدًّا!

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)} [الحديد]

فهذه الآية الكريمة تؤكد بشكل قاطع أن الحديد قد أُنزل إنزالًا من السماء، وأنه يمتاز ببأسه الشديد، وبمنافعه العديدة للناس، وهو من الأمور التي لم يصل العلم الإنساني إلى إدراكها إلا في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين. فالحديد عنصر فلزي شديد البأس، وهو أكثر العناصر ثباتًا؛ وذلك لشدة تماسك مكونات النواة في ذرّته التي تمتلك أعلى قدر من طاقة التماسك بين جميع نوى العناصر الأخرى، ولذا فهي تحتاج إلى كميات هائلة من الطاقة لتفتيتها أو للإضافة إليها.
وفيما لا تتجاوز نسبة الحديد في شمسنا 0.0037% فقط، فإن نسبته في التركيب الكيميائي لأرضنا تصل إلى 35.9% من مجموع كتلة الأرض المقدّرة بنحو ستة آلاف مليون مليون مليون طن، وعلى ذلك فإن كمية الحديد في الأرض تقدّر بأكثر من ألفي مليون مليون مليون طن، ويتركّز الحديد في قلب الأرض، أو ما يعرف باسم (لبّ الأرض)، وتصل نسبة الحديد فيه إلى 90% ونسبة النيكل (وهو من الحديد) إلى 9%، وتتناقص نسبة الحديد من لبّ الأرض إلى الخارج باستمرار حتى تصل إلى 5.6% في قشرة الأرض.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: كيف أُنزل الحديد من السماء؟ وكيف اخترق الغلاف الصخري للأرض بهذه الكميات المهولة؟ بل كيف أمكنه الاستمرار في اختراقها حتى وصل إلى لبّها؟
في بدايات القرن الماضي توصّل علماء الفيزياء إلى حقيقة علمية باهرة مفادها أن الذرَّة المكوّنة لعنصر الحديد لا يمكن أن تتشكَّل على سطح الأرض، وبرّروا ذلك بقولهم إن اتحاد الإلكترونات والنيترونات في ذرَّة الحديد يحتاج إلى طاقة هائلة تبلغ أربعة أضعاف مجموع الطاقة الموجودة في المجموعة الشمسية! وهذا ما جعل علماء الفيزياء يصلون إلى استنتاج مذهل مفاده استحالة أن يكون الحديد قد خُلق في الأرض، لأن تكوين ذرّة حديد واحدة يحتاج إلى طاقة تعادل طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات؛ ولذلك لا بدّ من أن يكون الحديد عنصرًا وافدًا إلى الأرض من خارج المجموعة الشمسية، حملته الشهب والنيازك التي ارتطمت بالأرض منذ بدايات نشأتها، ثم استقر في باطنها قبل أن يوجد عليها أي شكل من أشكال الحياة. وهذه الحقيقة لم يتوصل العلماء إلى فهمها إلا في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين!
ميّز الله تعالى الحديد بخصائص متعددة، ومنافع كثيرة وفوائد جمّة أهّلت الأرض وهيّأتها لأن تكون صالحة للعمران، فكميّة الحديد الهائلة في كل من لبّ الأرض الصلب، ولبّها السائل تلعب دورًا مهمًّا في الإمساك بالأغلفة الغازية والمائية والحيوية للأرض، وذلك بسبب المجال المغناطيسي الذي تسهم في تكوينه (أي الكميات الهائلة للحديد) كما ورد ذكره من قبل.
والجدير بالذكر أن غلاف الأرض الغازي يحفظها من مختلف أنواع أشعة الشمس الضارة، كما يحميها من الجسيمات الكونية، ومن ملايين الأطنان من النيازك التي تهدد سلامتها، كما يساعد هذا الغلاف على ضبط كل من دورة الماء والأوكسجين، وثاني أكسيد الكربون والأوزون، وغيرها من العمليات اللّازمة لجعل الأرض مهدًا حانيًا وملاذًا آمنًا وكوكبًا صالحًا للحياة والعمران.
ويعدّ الحديد لازمًا من لوازم بناء الخلية الحية في كل من النبات والحيوان والإنسان، إذ تدخل مركباته في تكوين المادة الخضراء في النباتات (الكلوروفيل)، كما يعتبر المكوّن الأساسي للبلاستيدات الخضراء التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي اللازمة لنمو النباتات، فضلًا عن إنتاج الأنسجة النباتية المختلفة مثل: الأوراق، والأزهار، والبذور، والثمار، التي عن طريقها يدخل الحديد إلى أنسجة كل من الإنسان والحيوان ودمائها.
كما يدخل الحديد في تركيب بروتينات نواة الخلية الحية الموجودة في المادة الحاملة للشيفرة الوراثية للخلية (الصبغيات)، فضلًا عن أنه يوجد في سوائل الجسم المختلفة، وهو أحد مكونات مادة الهيموجلوبين، وهي المادة الأساسية في كرات الدم الحمراء، كما يقوم الحديد بدور مهم في عملية الاحتراق الداخلي للأنسجة والتمثيل الحيوي بها، فضلًا عن وجوده في كل من الكبد، والطحال، والكلى، والعضلات، والنخاع الأحمر. وعليه نجد أن الكائن الحي يحتاج إلى قدر محدد من الحديد إذا نقص تعرّض للكثير من الأمراض التي أوضحها فقر الدم. إضافة إلى كل ذلك يعتبر الحديد عصب الصناعات المدنية والعسكرية، إذ لا تكاد صناعة معدنية تقوم في غيبته.
وهكذا، فإن لكل نبأ ولكل حقيقة في القرآن زمن تتحقَّق فيه، فإذا تجلّى الحدث ماثلًا للعيان أشرقت المعاني وتألَّقت، وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق التي أصبحت ماثلة للناس عيانًا بيانًا، وبذلك تتجدَّد مُعجزات القرآن وعجائبه على طول الزمان جيلًا بعد جيل. وبعد أن أصبح من الثابت علميًّا أن حديد الأرض قد أُنزل إليها من السماء، وبعد أن تبيّن للناس بأس الحديد ومنافعه، يمكننا أن نفهم بصورة أشمل مراد اللَّه عزّ وجلّ من قوله: وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ!
ويعجب الإنسان من هذه الإشارات العلمية الدقيقة الواضحة والموجزة في كتاب نزل على أمّة أميَّة قبل أكثر من 1400 سنة، وهي حقائق لم يتوصَّل إليها العلم إلا في بداية القرن الماضي! السؤال: إذا كان مُحمَّد –صلّى اللَّه عليه وسلّم- قد عرف شدّة بأس الحديد ومنافعه المتعدّدة للناس، فمن أين علم بأن الحديد نزل من السماء؟! وعلماء الفيزياء لم يتوصّلوا إلى فهم هذه الحقيقة العلمية إلا في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين!!
والآن تأمّل آخر آية يرد فيها لفظ الحديد في القرآن:

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)} [الحديد]

الآية رقمها 25 والحرف رقم 25 من بداية الآية هو حرف النون، الحرف رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية!
الحرف رقم 25 من نهاية الآية هو حرف الهاء، الحرف رقم 26 في قائمة الحروف الهجائية!
26 هو العدد الذرِّي للحديد!
لاحظ الكلمة رقم 26 من بداية الآية إنها كلمة { إِنَّ }!
حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1 وحرف النون ترتيبه رقم 25
وبذلك يمكنك أن تستنتج أن مجموع الترتيب الهجائي لحرفي كلمة { إِنَّ } = 26، وهذا هو العدد الذرِّي للحديد!
تأمّل أين جاءت الإشارة إلى عنصر الحديد خارج سورة الحديد:

{ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50)} [الإسراء]
{ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)} [الكهف]
{ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21)} [الحج]
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)} [سبأ]

مجموع حروف هذه الآيات الأربع 164، وهذا العدد = 114 + 50
114 هو عدد سور القرآن و50 هو رقم أوّل آية يرد فيها لفظ { الْحَدِيد } في القرآن!

تأمّل هذه العجائب..
ورد لفظ { حَدِيدًا } في الآية الأولى في ترتيب الكلمة رقم 5 من بداية الآية.
وورد لفظ { الْحَدِيد } في الآية الثانية في ترتيب الكلمة رقم 3 من بداية الآية.
ورد لفظ { حَدِيد } في الآية الثالثة في ترتيب الكلمة رقم 4 من بداية الآية.
وورد لفظ { الْحَدِيد } في الآية الرابعة في ترتيب الكلمة رقم 13 من بداية الآية.
مجموع مراتب لفظ { حَدِيدًا } ، { الْحَدِيد } ، { حَدِيد } في الآيات الأربع السابقة لآية الحديد = 25
25 هو رقم آية { الْحَدِيد } في سورة الحديد!
هذه الآيات عددها 4، ومجموع حروفها 164 حرفًا، وهذا العدد = 41 × 4
41 هو مجموع كلمات هذه الآيات الأربع نفسها!
وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 13
13 هو ترتيب لفظ { الْحَدِيد } من بداية آية الحديد!
لاحظ ترتيب لفظ { الْحَدِيد } من بداية الآية الرابعة، إنه العدد 13 نفسه!
تكرّرت أحرف لفظ { قُرْآن } في الآيات الأربع 57 مرّة!
57 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ { قُرْآن } أيضًا!!
57 هو ترتيب سورة الحديد في المصحف!
ولا تنسَ أن عدد سور القرآن 114 يساوي 57 + 57

تأمّل الآية من جديد..

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)}

هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 5100، وهذا العدد = 25 × 204
ننتقل إلى الآية التي ترتيبها رقم 204 من بداية المصحف، وهي:

{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)} [البقرة]

تكرّرت أحرف لفظ { الْحَدِيد } في الآية 50 مرّة!
50 هو رقم أوّل آية يرد فيها لفظ { الْحَدِيد } في القرآن!

تأمّل.. الحرف رقم 5 في قائمة الحروف الهجائية هو حرف الجيم.
هذا الحرف تكرّر في سورة الحديد 26 مرّة!
5 هو عدد نظائر الحديد و 26 هو العدد الذرِّي للحديد!

{ زُبرَ الْحَدِيد }
تأمّل لفظ { الْحَدِيد } في هاتين الآيتين من سورة الكهف:

{ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}

تكرّرت أحرف لفظ { الْحَدِيد } في الآيتين 50 مرّة!
ورد لفظ { حَدِيدًا } للمرّة الأولى في القرآن في هذه الآية:

{ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50)} [الإسراء]

الآية رقمها 50، وهذا العدد يساوي 25 + 25
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ { زُبرَ الْحَدِيْد } = 97
97 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 25
25 هو رقم آية الحديد في سورة الحديد!

مزيد من التأكيد.. تأمّل الآيات الثلاث التالية من سورة البقرة:

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)}
{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)}

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ (143)}

أحرف لفظ { زُبرَ الْحَدِيد } تكرّرت في كل آية من الآيات الثلاث 97 مرّة!
هذه الآيات الثلاث حصرية، ولا توجد أي آية أخرى تكرّرت أحرف لفظ { زُبرَ الْحَدِيد } فيها 97 مرّة في سورة البقرة باستثناء هذه الآيات الثلاث.
97 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 25
مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث 139 كلمة، ويساوي 114 + 25
مجموع حروف هذه الآيات الثلاث 570 حرفًا، ويساوي 114 × 5
حقائق رقمية دامغة؟!

تذكّر ..
عدد كلمات سورة الحديد 575 كلمة، وهذا العدد = 25 × 23
مجموع آيات القرآن قبل سورة الحديد 5075 آية، وهذا العدد = 25 × 203
أوّل كلمة في سورة الحديد هي الكلمة رقم 69600 من بداية المصحف، وهذا العدد = 25 × 2784
أوّل كلمة في سورة الحديد تأتي قبل 8200 كلمة من نهاية المصحف، وهذا العدد = 25 × 328
آية { الْحَدِيد } في سورة الحديد هي الآية رقم 5100 من بداية المصحف، وهذا العدد = 25 × 204
جاء ذكر { الْحَدِيد } للمرّة الأخيرة في القرآن في سورة الحديد في الآية رقم 25
جاء ذكر { حَدِيدًا } للمرّة الأولى في القرآن في آية رقمها 50، وهذا العدد = 25 × 2
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ { حَدِيْد } يساوي 50، وهذا العدد = 25 × 2
وفي جميع الأحوال فإن العدد 25 يساوي 5 × 5
عدد نظائر الحديد 5 نظائر..
ووردت الإشارة إلى { الْحَدِيد } في القرآن 5 مرّات في 5 آيات في 5 سور.
ولتأكيد ارتباط الحديد في القرآن بالرقم 5 ننتقل إلى الآية الأولى من سورة الحديد نفسها..

{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}

تكرّرت أحرف لفظ { الْحَدِيد } في الآية الأولى من سورة الحديد 5 مرّات!
ننتقل إلى الآية رقم 5 من سورة الحديد نفسها:

{ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5)}

هذه الآية لم يرد فيها أي حرف من أحرف لفظ { حدِيد }!!
بل هي الآية الوحيدة في سورة الحديد لم يرد فيها أي حرف من أحرف لفظ { حَدِيد }!
ننتقل إلى آخر آية رقمها 5 في القرآن:

{ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)} [الناس]

هذه الآية عدد كلماتها 5 كلمات وتكرّرت أحرف لفظ { احَدِيد } فيها 5 مرّات!
ننتقل إلى الآية رقم 5 في السورة رقم 5 (المائدة) :

{ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)}

تكرّرت أحرف لفظ { حَدِيد } في الآية 25 مرّة!
25 هو رقم آية الحديد في سورة الحديد!

تأمّل الآية من جديد..
هذه الآية رقمها 5 وجاءت في السورة رقم 5 في ترتيب المصحف.
هذه الآية تبدأ بكلمة من 5 أحرف { الْيَوْمَ } والكلمة رقم 5 في الآية { وَطَعَامُ } عدد حروفها 5 أيضًا!
تكرّرت الأحرف الخمسة لأولى كلمات الآية { الْيَوْمَ } في الآية 109 مرّات!
إذا أضفت إلى هذا العدد عدد أحرف الكلمة نفسها وهو 5 يكون الناتج 114 وهو عدد سور القرآن!

تأمّل الكلمة رقم 5 في الآية { وَطَعَامُ }..
تكرّرت الأحرف الخمسة للكلمة رقم 5 في الآية { وَطَعَامُ } في الآية 82 مرّة!
تأمّل هذا العدد جيدًا (82) فهو يمثل أحد أدلة إعجاز القرآن الكريم!
العدد 82 يساوي 56 + 26 (الوزن الذري للحديد + العدد الذري للحديد)!
العدد 82 يساوي 57 + 25 (رقم ترتيب سورة الحديد + رقم آية { الْحَدِيد } في سورة الحديد)!
عدد حروف هذه الآية 201 حرف تمامًا
العدد 201 يساوي 114 + 56 + 26 + 5
عدد سور القرآن + الوزن الذري للحديد + العدد الذري للحديد + عدد نظائر الحديد!
العدد 201 يساوي 114 + 57 + 25 + 5
عدد سور القرآن + ترتيب سورة الحديد + رقم آية { الْحَدِيد } في سورة الحديد + تكرار لفظ حديد في القرآن!

مزيد من التأكيد.. ننتقل إلى أطول آيات القرآن الكريم..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ منْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)} [البقرة]

تكرّرت أحرف لفظ { حَدِيْد } في الآية 82 مرّة!
مع ضرورة التنبيه على أن هذا هو أكبر تكرار لأحرف لفظ { حَدِيد } في آيات القرآن!
ولم تتكرّر أحرف لفظ { حَدِيد } أكثر من العدد 82 في أي آية من آيات القرآن!

فتأمّل كيف يتوافق القرآن مع ثوابت رقمية وتفاصيل علمية دقيقة جدًّا!
وتأمّل كيف جاء التناسق بين ترتيب السورة ورقم الآية بطريقة تعكس، ليس فقط الوزن الذرّي والعدد الذرّي للحديد، وإنما تعكس أيضًا طبيعة توزيعها بين نظائر الحديد الخمسة، وأي نظير هو الأكثر شيوعًا وأيهما الأوسط! إن معرفة الأوزان الذرّية والأعداد الذرّية للعناصر، يعدّ من الأمور المستحدثة! لم يكن لأحد وقت نزول القرآن الكريم، ولا حتى عهد قريب جدًّا معرفة تلك الأمور! فمن أين علم مُحمَّد –صلى اللَّه عليه وسلّم- بهذه الحقائق العلمية؟!
كيف أخبرنا القرآن بأن الحديد معدن هبط من السماء ولم يتشكل على الأرض قبل أن يكتشف العلماء ذلك بأكثر من ألف وأربعمئة عام؟! فإذا كان مُحمَّد –صلّى اللَّه عليه وسلّم- قد عرف شدّة بأس الحديد ومنافعه المتعدّدة للناس، فمن أين علم بأن الحديد نزل من السماء؟!
---------------------------------------------------------------------------
المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

ثانيًا: المصادر الأخرى:
* الإعجاز العلمي في القرآن الكريم – سورة الحديد (3 أكتوبر، 2014)؛ أُسترجع في تاريخ 18 ديسمبر، 2015 من موقع فصّلت للإعجاز العلمي في القرآن الكريم (http://fussilat.org).
* المنّاوي، أحمد مُحمَّد زين (2015)؛ قطوف الإيمان من عجائب إحصاء القرآن؛ طريق القرآن للنشر.
* عزب، شريف كمال (2005)؛ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة؛ القاهرة: دار التقوى للنشر والتوزيع.

ملاحظات:
* لفظ { حَدِيد } في جميع المواقع التي ورد بها في القرآن يشير إلى عنصر الحديد ما عدا آية سورة "ق" التي جاءت لفظة { حَدِيد } فيها في مقام التشبيه للبصر بمعني أنه نافذ قوي يبصر به ما كان خفياً عنه في الدنيا، فتأمّل:
{ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)} [ق]

* تم حذف بعض الفقرات الفرعية من هذه المقالة لتجنب التكرار في المقالات الثلاث مع الإعتذار

بتصرف عن موقع طريق القرآن
رد مع اقتباس