عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-06-06, 09:19 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,828
افتراضي التطبيع العربي الإيراني وحصار إسرائيل!!؟؟

مشكلتنا في العالم العربي، أننا أصبحنا نعيش على الانتصارات الوهمية، ويزيدها عظمة في أعيننا ويرفع قيمتها عندنا، ذلك الدور الإعلامي، الذي يحرص جهده على تضخيمها وتصويرها بصورة النصر الحقيقي.

ومن هذه الانتصارات الوهمية التي يعيش فيها العالم العربي والإسلامي، ما روج له من أن التطبيع الذي حصل بين السعودية ومصر من جهة وبين إيران من جهة أخرى، أنه ضربة لدولة إسرائيل، وأنه حصار لها، وأن هذا الاتفاق الحاص سيجعلها تخضع رغما عن أنفها، ومن الناس من ذهب إلى القول بأن هذا التطبيع العربي الإيراني بداية لنهاية العلاقات العربية الإسرائيلية.
والذي قيل حول التطبيع العربي الإيراني هو نفسه، وأكثر منه قيل حول التطبيع العربي التركي.

ونحن نمني النفس ونأمل أن يكون الأمر كما روج له، وألا يكون مجرد مزيادات على حساب فلسطين وشعبها، ولكن هناك من الدلائل ما ينافي أن يكون هذا التطيع الحاصل في العلاقات العربية الإيرانية، والعلاقات العربية التركية، حصارا لإسرائيل وضغطا عليها.

ومن هذه الدلائل أن هذه الدول التي طبعت علاقاتها في ما بينها، لا يوجد في إتفاقياتها إتفاق عسكري، وللآن لم تقم أي حلف للدفاع المشترك، هناك كلام حول حدوث إتفاق بحري بين إي ان ودول الخليج، لكن هذا النوع من التفاهمات والإتفاقات لا علاقة له من قريب أو بعيد بالدفاع المشترك، وإنما عمله محاربة التهريب والمخدرات وغيرها مما تعاني منه المنطقة البحرية

كما أن هذه ليست المرة الأولى التي تصبح فيها العلاقات طبيعية وعادية بين تلكم الدول، فقد كانت كذلك من قبل، ولم تشكل أي خطر على إسرائيل.

أضف إلى ذلك أن من هذه الدول من يعيش للآن تحت مظلة الحماية الأمريكية، وحتى في توجهها نحو الشرق المتمثل في روسيا والصين، فإن هذه الدول للآن لم تعقد تحالفات عسكرية مع الصين أو روسيا، وبقيت للآن تحت الحماية الأمريكية، فكيف تحاصر إسرائيل وهي تحت حماية الأخت الكبرى لإسرائيل؟؟

إن الترويج لهذه الأشياء، والمبالغة في تعظيمها، لن يقدم شيئا لهذه الأمة، وإنما ضرره عليها أكبر من نفعه لها، والذي جرى به الأمر في الإتفاقات السياسية أنها لا تخرج عن أحد الأمر، فأما أحدهما فهو جلب المصلحة، وأما الآخر فهو دفع المفسدة، والذي أميل إليه حول هذا عودة العلاقات العربية الإيرانية لا يزيد عن كونه دفع للمفسدة المترتبة عن العداء والصراع.

كتبه أيوب نصر يوم الإثنين 16 ذو القعدة 1444
(05/06/2023)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس