عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-06-18, 07:18 PM
ناصرالشيبي ناصرالشيبي غير متواجد حالياً
باحث
 
تاريخ التسجيل: 2023-06-18
المكان: مكة المكرمة
المشاركات: 37
افتراضي الرد على مزاعم / شحرور بشأن المقصود بـ " سبيل ربك " في قوله تعالى ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ )

بتاريخ 12/2 / 2019 م استعمل م/ شحرور كعادته في هذا المقال عدة أساليب ملتوية منها( تسمية الأشياء بغير أسمائها - المغالطة - الافتراءات الكاذبة - تزييف الحقائق - التعميم الفاسد، المتضمن الاتهام بالموبقات دون مستند، ولا حتى سبب صحيح - خلط الأوراق ـ ـ ـ الخ ) . مستهدفا التشكيك في ثوابت الدين ، وتشويه صورتها في قلوب و عقول المسلمين . خدمة لقائمة أهداف أجندة من جندوه لمحاربة الإسلام من داخله . عن طريق تحريف معاني و مقاصد آيات التنزيل الحكيم . بحجة قراءة نصوص التنزيل الحكيم قراءة معاصرة . ففي هذا المقال :
أولاً : أطلق على كل ما يعلمه المسلمون من حقائق الدين و ثوابت الإسلام وأجمع عليه خاصتهم و عامتهم ، منذ فجر الرسالة و حتى يوم الناس هذا اسم ( الثقافة الموروثة) ، ظناً منه بأن تغيير الاسم سيغير حقيقة انها جواهر علوم جليلة ثابتة ، و مستمدة من الكتاب و السنة بنقل العدول الضابطين الثقات ، لدين الله تعالى جيلاً بعد جيل . جاهلاً أو متجاهلاً قول الله تعالى عن ظنون إعداء دينه ( مَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) 36، يونس .
ثانياً : إن إنكاره لحقيقة أن ( كل من هو غير " مسلم " ، كافر بالله بالضرورة ) . و قوله ( فإذا كنت من غير الناطقين بالشهادتين فأنت حتماً في النار ) . هو إنكار باطل منه لهذه الحقيقة الثابتة بقول الله تعالى ( و َمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ) 13، الفتح . فقد بين الله تعالى فيها صراحة كفر غير المؤمن بخاتم رسله سبحانه و تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
أما قول م/ شحرور ( و عليّ دعوتك إلى " الإسلام ") . فنعم هذا صحيح . فمن واجب المسلمين الدعوة للإسلام ، فهذا حق لا جدال فيه ، دلت عليه الآية التي افتتح بها مقاله ( 125) النحل .
و أما قوله بعدها( و ربما أقتلك في ظروف معينة إن رفضت ) . فلا ريب أنه اتهام باطل للإسلام و المسلمين . تعمد أن يجعله مبهماً ( أي غير مبين ) بقوله ( في ظروف معينة إن رفضت ) . متعمداًُ بذلك تشويه صورة الإسلام و المسلمين .
فإن كان قصد به أن في الشريعة الإسلامية حكم يقضي بقتل غير المسلم بسبب أنه رفض أن يدين بالإسلام . فهذا كذب محض . لأن نصوص التنزيل الحكيم تكذبه . و منها الآية التي افتتح بها مقاله هذا .
و أما إن كان يقصد به أن هذا هو موقف ، و فكر عموم المسلمين و تصرفهم مع غير المسلمين . فهو اتهام كاذب لهم كذلك . بناه على ما رآه الناس من فعل الفئة الداعشية الضالة فقط . مع علم الجميع بانها صنيعة أعداء الإسلام و المسلمين ، للإساءة لسمعة كلاهما .
فقام هو بفرية تعميمه على الفكر الإسلامي تعميماً فاسداً دون شك . فتحامله فيه ضد المسلمين ، و الفكر الإسلامي واضح للعيان . أما اعتبار م / شحرور أن أصحاب الملل الأخرى ( من غير المؤمنين برسالة خاتم رسل الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) أنهم من المسلمين وإصراره على ذلك . فهو اعتبار باطل تماماً . مناقض لما نصت عليه آيات كثيرة من التنزيل الحكيم ( و منها الآية 13 من سورة الفتح ) آنفة الذكر .
و هدف ( شحرور) منه التهرب من الاعتراف ( بحقيقة كفرهم ) بسبب تكذيبهم برسالة خاتم الرسل صلى الله عليه و سلم و بآخر كتب الله تعالى المنزلة . بل و متجاهلاً كذلك أن أتباع تلك الملل (أنفسهم) لم يدعوا أنهم مسلمون . بل إنهم يرفضون تسميتهم بالمسلمين ، و يأنفون من ذلك . و لكن م / شحرور أراد لنفسه أن يكون ( ملكياً أكثر من الملك ) . و الله تعالى يقول ( وَ مَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) 85 ، آل عمران .
ثالثاً : أما موقف م / شحرور الاستنكاري من الدعوة للالتزام بأوامر الدين ، و الكف عن نواهيه بقوله ( فعليً أن أدعوك للالتزام ) . و تهكمه بالصلاة تحديداً . استخفافاً منه بشأنها و بعظيم قدرها في الإسلام . حيث قال ( لاسيما الصلاة) . فهو للأسف مطابق تماماً لموقف غير المسلمين وأقوالهم .
فموقفه هذا من (الصلاة) يثبت ( قلة عقله ) مثلهم . لأن الله تعالى قد وصف المستخفين بالدين و بأداء العبادات ، و بالصلاة بالذات ، من غير المسلمين من أهل الكتاب ، و غيرهم من الكفار بهذه الصفة . حيث أرجع سبحانه و تعالى استخفافهم بالصلاة إلى عدم تعقلهم . قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَ لَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَ الْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ // و إِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَ لَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) 57 , 58 المائدة .
رابعاً : أما قوله ( و يتراوح شكل الدعوة من الموعظة الحسنة ، إلى الاستتابة و القتل ) . فهذا الكلام جزؤه الأول صحيح . أما قوله ( إلى الاستتابة و القتل ) . فهو انتقاد منه و قدح في حكم شرعي خاضع للاجتهاد . و قد اختلفت فيه اجتهادات علماء المسلمين ، و لكل منهم أدلته .
و قد ثبتت مشروعية الاجتهاد( بإقرار الرسول صلى الله عليه و سلم لمعاذ بن جبل على اجتهاده . و كذا إقراره لاجتهاد بعض الصحابة يوم غزوة بني قريظة . فالحاكم المجتهد لا يلام على اجتهاده ولا يأثم عليه . بل يؤجر في حالتي إصابته، و خطئه . فقد قال عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ، فَأَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَإِذَا حَكَمَ وَأَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ " . متفق عليه . ( )
و لا يليق بالمخالف - إن كان منصفاً و متحلياً بأخلاق العلماء - أن يتخذ رأي مخالفه هدفاً للتهكم به ، أو بالحكم الذي خالفه فيه . فقد قال الله تعالى " في أكبر من هذا الخلاف بكثير " ( وإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) 24، سبأ.
و لكن لا يستغرب من ( شحرور) عدم التأدب بآدابهم . لأنه ليس منهم . بل هو متطفل على العلم الشرعي ، دخيل عليه ، لم يطلب أصلاً تعلمه من أهله . بل كان شيخه كتابه . و قد صدق من قال ( من كان شيخه كتابه، فخطؤه أكثر من صوابه ) .
خامساً : أما قوله ( و بالتالي أصبح " المسلم " يقيّم الناس وفق تصنيفين : الأول هو " الشهادتين " ) . فهو إنكار تهكمي منه لحقيقة صحيحة و ثابتة . فتصنيف الناس وفقاً لإقرارهم بالشهادتين ، أو عدم إقرارهم بهما. هو حقيقة المعيار الصحيح لتصنيف المسلم ، و معرفته و تمييزه ، عن غير المسلم .
فأما بالنسبة للشهادة الأولى ( لا إله إلا الله ) فإن وجوب الإقرار بها لدخول الإسلام ثابت بقوله تعالى ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ و َلِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَ مَثْوَاكُمْ ) 19 محمد ، و لم يخالف فيها م / شحرور و لا غيره .
و أما بالنسبة للشهادة الثانية و هي ( أن محمداً رسول الله ) . فوجوب الإقرار بها ثابت بقوله تعالى ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) 29 الفتح ، و بالآية رقم 13 الفتح ، المتقدم ذكرها ، و غيرهما الكثير من الآيات .
و أما قوله ( و الثاني هو مدى الالتزام بالأركان الأربعة الأخرى ) . فهو تهكم ساخر منه و استخفاف بصفات الملتزمين بأداء أركان الإسلام . المتضمنة للصفات الخيرة و القيم الراقية ، التي يثمرها التزام المسلمين بأدائها . فأصحاب الالتزام بها أثبت الله تعالى مدحهم لالتزامهم بها . لأنه سبحانه قد أمرهم بها في آيات تنزيله الحكيم .
فمن ذلك نفي الله تعالى عن المصلين ، و المزكين حصراً - دون أفراد جنس الإنسان كلهم - اثنتان من أسوأ الأخلاق ، هما : الجبن ، و البخل . في قوله تعالى ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً // إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا // وَ إِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا // إِلَّا الْمُصَلِّينَ // الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ // و َالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ // لِّلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ ) . الآيات من 19 إلى 25 من سورة المعارج . هذا من جهة .
و من جهة أخرى فإن هناك أمراً مهماً آخر يتوقف عليه تقييم الناس في الإسلام ، لتحديد و تصنيف ( نوعية ، و كيفية ) علاقات المسلمين بهم .
ألا و هو عقيدتي الولاء ، و البراء لدى المؤمنين بالله تعالى . قال سبحانه بأسلوب الحصر و القصر ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ ) 55 المائدة . و نلاحظ أن الآية الكريمة قد وصفت المؤمنين بإقامة الصلاة ، و إيتاء الزكاة .
كما بين الله تعالى موقف المسلمين من الكفار و المشركين في قوله سبحانه( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَ بَدَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَ الْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) 4 الممتحنة ، و كذلك في قوله تعالى ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) 22 المجادلة . علماً بأن ما تقدم إنما يخص علاقة العاطفة القلبية ( أي المودة و المحبة ، و البغض ) فقط .
أما شكل العلاقات الأخرى مع عموم الكافرين ، و المشركين ( غير المحاربين ) فهي محكومة بقوله تعالى ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) 8 الممتحنة .
أما قول م/ شحرور ( و يمكننا إضافة " الحجاب " للإناث كمؤشر أيضاً يجري التقييم على أساسه ) . فهو استكمال منه لاستنكاره على المسلمين و المسلمات التزامهم بأوامر الدين و نواهيه . للتنفير منه . بل و سخريته من الالتزام بطاعة الله تعالى ، و طاعة رسوله صلى الله عليه و سلم .
سادساً : قوله ( و من ثم أضحت سمة مجتمعاتنا النفاق ) . فهو بهتان آخر منه للمسلمين بالباطل . يظهر مدى شططه في الخصومة . و هي من خصال المنافق ( إذا خاصم فجر) . فلا يستغرب من شحرور ( ظنه بأن الناس كلهم مثله) فكل إناء بما فيه ينضح . و كلاً يرى الناس بعين طبعه . لذلك استعمل فيه أسلوب التعميم الفاسد .
سابعاً : قوله ( و لم نفهم " سبيل الله " على معناه الوارد في التنزيل الحكيم ، و هو الحرية ، حرية الإيمان و عدمه - - - الخ ) . فهو زعم باطل . أتى به من هوى نفسه ، الزائغ عن الحق ، و فكره المريض ، و لم يأت بدليل عليه .
و الصحيح أن معنى ( سبيل الله) . أو كما هو في الآية الكريمة ( سبيل ربك ) أي : أدع إلى شريعة ربك التي شرعها و هو الإسلام . ( أنظر : جامع البيان للطبري 8/273 ، و الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10/200 ، و تفسير الماوردي النكت و العيون 3 /220 ، و الجواهر الحسان للثعالبي المالكي 2/227 ، و زاد المسير لابن الجوزي 9/72 ) .
و بالتالي فإن كل ما بناه م / شحرور على المعنى الخاطئ لـ ( سبيل ربك ) ما هو إلا هراء باطل . لا قيمة له ، لأن ما بني على باطل فهو باطل حتماً .
رد مع اقتباس