[ايوب نصر]

من الأمور التي تعودنا عليها، نحن أهل السنة والجماعة، وجرت بها العادة عند مخالفينا من جميع الطوائف والملل، أنهم يصرون إصرارا في تعذيبنا بجهلهم وضعف إطلاعهم وقصر باعهم، ويلغون ولوغهم في هذا التعذيب ويتفنون فيه، حتى يخيل إليك أنه قد يكون ممنهجا.
ومن تعذيبهم لنا بجهلهم وقلة علمهم وضعف إطلاعهم، شبهة يستدل به الأريكيون/ منكروا السنة في طعنهم في السنة، ونص شبهتم يقول: " أي الأحاديث هي الصحيحة هل أحاديث أهل السنة أم أحاديث الشيعة؟؟".

وقد سبق لي وعرضت لهذه الشبهة بالرد والتفنيد وبيان أوجه الضعف فيها والكشف عن الجهل المستحكم في أصحابها ومن يرددونها، وذلك في المناظرات والحوارات التي تجمعني بهم، سواء في هذا المنتدى المبارك أو في أماكن أخرى، ثم رأيت أن أصيغ الرد في مقال.

وسأردت على هذه الشبهة من أوجه:
أولا: أن الشيعة يدعون أيضا وجود نصوص قرآنية غير التي عند أهل السنة، بل ويظهرونها في كتبهم، حتى وضعوا كتبا تتضمن الأيات والسور، الزائدة على ما عندنا في قرآننا وكتاب ربنا، وبمد الكلام على استقامته فإن لازم كل هذا يقتضي على المناكرة أن ينكروا القرآن ويكفروا به.

ثانيا: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان أصحابه، وهم أهل السنة، ولم يكن هناك شيعة ولا منكروا السنة ولا غيرهم، فمن أين لهم بتلك الأحاديث، وهذا سيحيلنا إلى ثالثا.

ثالثا: لو أن أصحاب هذه الشبهة وذلك السؤال، كلفوا أنفسهم النظر في أي كتاب من كتب الشيعة، لظهر لهم جليا واضحا بغير اشتباه، أن القوم لا يسندون ولا يرفعون أحاديثهم إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بل يسندونها إلى الأئمة الإثنى عشر، فهم أنفسهم لا يدعون أن عندهم أحاديث لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولكن ما العمل مع الجهل المركب الذي يعاني منه منكروا السنة، وقلة باعهم وضعف إطلاعهم، وإصرارهم على تعذيبنا بهذا الضعف وذاك الجهل.

هذا حتى تعرف ويعرف كل قاريء طبيعة العقول التي تنكر السنة وتريد أن تلغ ولوغها في تفسير كتاب الله.

كتبه: أيوب نصر
الإثنين 9 شعبان 1445 (19/02/2024)