عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2010-01-23, 05:21 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي

الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية

الحمد لله وكفى ، وصلاةً وسلاماً على عبده المصطفى ، ونبيه المجتبى ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى. أما بعد ..
فمع حلقة جديدة من سلسلة الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية.

خامساً : وصف النبى – صلى الله عليه وسلم – ومهامه فى القرآن الكريم ودلالته على حجية السنة النبوية.

أولاً : أوصاف النبى - صلى الله عليه وسلم - فى القرآن الكريم

يقول الحق جل وعلا : أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) [ إبراهيم ]
ويقول جلا وعلا : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ [الأعراف : 7]
ويقول المثل السائر : " كل معين ينضح بما فيه" فالمعين الحسن ينضح بما لذ وطاب ، والعكس بالعكس.
وإذا تأملنا أوصاف النبى – صلى الله عليه وسلم – فى القرآن الكريم لأدركنا – بما لا يدع مجالاً لشك – أنها دليل قاطع على حجية السنة النبوية.

فقد زكّى الله سبحانه صدر نبيه وقال عنه : أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) [ الشرح ] وأثنى على بصره فى أصعب المواقف فقال : مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) [ النجم ] ، وأثنى على فؤاده فقال جل من قائل : مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) [ النجم ] ، وتكفل برعايته فقال له : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) [ الضحى ] وأكد على علو شأنه وعظم خُلُقِه فقال : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) [ القلم ] وأخبره أنه فى حفظه وكلأته ورعايته فقال : وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [ الطور : 48 ]
وأثنى على لسانه فقال : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) [ النجم ]
فإنسان بأعين ربه وشرح الله صدره ، وحسّن الله خلقه ونفى عنه أن ينطق عن هوى ، أفلا يستحق أن يُؤثر عنه قوله ويُتبع فعله ، ويُقتدى بأمره ، ويُجتنب نهيه؟ فإن قيل : لا ، أجبنا بأن هذا كفر بالقرآن الكريم ، وإذا قيل : نعم ، قلنا : فهذه هى سنة النبى صلى الله عليه وسلم.
وإذا أعدنا النظر فى الآيات السابقة وجدنا أنها تتوافق مع تعريف السنة النبوية ، بنداً بنداً ، فالسنة اصطلاحاً هى : أقوال وأفعال النبى – صلى الله عليه وسلم – ووصفه الخُلُقى والخِلقى.
فالسنة حسب هذا التعريف هى :
1- أقوال النبى – صلى الله عليه وسلم - .
2- أفعاله– صلى الله عليه وسلم - .
3- وصفه الخُلُقي – صلى لله عليه وسلم - .
4- وصفه الخِلقي – صلى الله عليه وسلم - .
فأما عن أقواله فقد زكاها الله فى قوله : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) [ النجم ]
وأما عن فعله فقد زكاه الله تعالى بقوله له : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) [ الضحى ] و: فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [ الطور : 48 ]
وأما عن خلقه فزكاه رب العالمين بقوله : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) [ القلم ]
حتى وصفه بعض الواصفين بقوله :

خُلقتَ مبرأً من كل عيبِ ***** كأنك قد خُلِقت كما تشاءُ

ثانياً : مهام النبى - صلى الله عليه وسلم فى القرآن الكريم

هذا من حيث وصف النبى – صلى الله عليه وسلم – فى القرآن الكريم ، ولكن الأمر لا يقتصر على الوصف فحسب ، بل يتعداه إلى ذكر مهام ووظائف ، وإذا تتبعنا آي القرآن الكريم لوجدنا أن للنبى – صلى الله عليه وسلم – عشرات المهام والوظائف التى تحدث عنها القرآن نذكر منها :
1- النبوة وختمها : قال تعالى : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) [ الأحزاب ]
2- الرسالة للناس كافة : قال تعالى : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [ الأعراف : 158 ]
3- البعثة : قال تعالى : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) [ الجمعة ] وقوله تعالى : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) [ آل عمران ]
4- الشهادة : قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا [ الأحزاب : 45] ،وقال تعالى : إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا [ الفتح : 8]
5- البشارة : قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا [ الأحزاب : 45 ] وقال تعالى : إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا [ الفتح : 8 ]
6- النذارة : قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) [ الأحزاب ] وقال تعالى : إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) [ الفتح ]
7- التبليغ : قال تعالى : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [ المائدة : 67 ]
8- التعليم : قال تعالى : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) [ آل عمران ] ، وقال تعالى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) [ الجمعة ]
9- الدعوة : قال تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) [النحل]
10- الهداية : قال تعالى : وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) [ الشورى ]
11- البيان : قال تعالى : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) [ النحل ] ، وقال تعالى : وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) [ النحل ] لاحظ تنوع الألفاظ فى التعبير عن المنزّل الذكر و الكتاب ليدل على تنوع المنزل ما بين قرآن وسنة.

12- قراءة القرآن : قال تعالى : وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) [ الإسراء ]
13- ترتيل القرآن : قال تعالى : وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا [ المزمل : 4 ] وهناك فرق بين القراءة وبين الترتيل ولا يُعرف هذا إلا بالتلقين الشفهى.
14- الإخبار بالغيب : قال تعالى : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) [ البقرة ]
15- التزكية : قال تعالى : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) [ البقرة ]
16- التذكير : قال تعالى : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) [ الذاريات] ،وقال تعالى : فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) [ الأعلى ] ، وقال تعالى : فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) [ الغاشية ]
17- الجهاد : قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [ التوبة : 73 ، التحريم : 9]
18- القتال والتحريض عليه : قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ [ الأنفال : 65 ]
19- جمع الصدقات : قال تعالى : خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [ التوبة : 103 ]
20- الصلاة على المؤمنين : قال تعالى : وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [ التوبة : 103 ]
21- العبادة : قال تعالى : وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) [ الحجر ]
22- الولاية : قال تعالى : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ ألأحزاب : 6 ]
23- الإمامة : قال تعالى : يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ [ الإسراء : 71 ]
24- القضاء : قال تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) [ الأحزاب ]
25- الحكم : قال تعالى : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) [ النساء ]
26- المباهلة : قال تعالى : فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) [ آل عمران ]
27- الأسوة : قال تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) [ الأحزاب ]
28- الاستغفار للمؤمنين : قال تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) [المنافقون]
29- القصص : فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) [ الأعراف : 176 ] ولهذه الآية دلالة قوية ، فهذا القصص الذى أمر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن يقصه هنا ليس هو القصص الوارد فى القرآن الكريم بل هو قصص السنة ، فلو فُهم على أنه الأول لكان عبثاً وحاشا لله ذلك أن المعروف لا يُعرّف ، وهو مذكور فى القرآن ولا حاجة لأن يقول الله لنبيه : اقصص القصص فهو يُقص فعلاً بمجرد تلاوة القرآن ، أما وأن الأمر قد جاء على هذا النحو فلا شك أنه يراد به قصص غير الذى جاء بالقرآن ألا وهو القصص الوارد فى السنة عن أنبياء أو رسل أو صالحين لم يُذكروا فى القرآن الكريم.
30- المجادلة بالحسنى : قال تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) [النحل]

31- الوعظ : قال تعالى : أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63) [ النساء ]
وهناك الكثير والكثير من هذه المهام التى نعجز عن حصرها فى هذا المقام الضيق والتى تسير على نفس هذا النحو.

والملاحظ أن كل هذه المهام هى مهام تتعلق بتبليغ شرع الله إما قولاً ولفظاً ، وإما مسلكاً وفعلاً. وإذا أعدنا النظر فيها لوجدنا أنها – جميعاً – مهام تبليغية اجتماعية ، تتعلق فى المقام الأول بوجود آخرين تصلهم رسالة ويتم تعليمهم وتبليغهم. كما نلمس فيها الصبغة العملية فى الأداء والتبليغ.
وبالإمعان أكثر نجد أن بعض هذه المهام التى كلف الله سبحانه وتعالى بها نبيه ، هى مهام وصف الله بها القرآن فى مواضع أخرى.
وهنا وجب توجيه السؤال : إذا كان الله قد وصف القرآن بأنه هداية ونذارة وبشارة وبيان ثم أعاد وصف النبى – صلى الله عليه وسلم – بنفس هذه الأوصاف ، فهل يقول قائل أن ما وصف الله به القرآن هو من جنس ما وصف به النبى – صلى الله عليه وسلم - ؟
فإن كانت الإجابة بنعم ، فنقول لهم أنكم قد وصفتم كلام الله بما لا يجوز له من أوصاف. لأن مقتضى هذا الزعم أنه يمكن أن تُحذف هذه الآيات الواردة فى حق النبى – صلى الله عليه وسلم – دون أن يختل معنى القرآن ولا بلاغته ولا إعجازه. ومن قال بهذا فقد كفر بالله العظيم.
وإن كانت الإجابة بـ "لا" ، قلنا : فماذا عسى أن تكون دلالة هذه الآيات الكريمة إلا على حجية السنة النبوية الشريفة فى التشريع الإسلامى بجوار القرآن الكريم!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس