عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2010-02-07, 07:07 PM
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 716
افتراضي

بعد سنوات .. من 11 سبتمبر .. هل تغير طلاب اللغة العربية في أميركا
الاستاذ بونايف

عندما دخل الاتحاد السوفييتي عالم الأقمار الصناعية بإطلاق القمر الصناعي سبوتنك في عام 1957 وخلق بذلك تحدّيا جديدا في غمار الحرب الباردة، زاد اهتمام الطلاب الأميركيين بشكل مفاجِئ بتعلّم اللغة الروسية، وتكرر الموقف مع اللغة العربية في أعقاب هجمات سبتمبر عام 2001.
فهل يعود الإقبال الشديد على تعلّم اللغة العربية في الولايات المتحدة إلى شغف مفاجئ بالتعرف على ثقافة من قاموا بتلك الهجمات، أم أن ذلك الإقبال يأتي كضرورة من ضرورات الأمن القومي على طريقة "من عرف لغة قوم أمَن شرهم"؟
الدكتور علاء الجبالي، مدير برنامج تعليم اللغة العربية بجامعة ميريلاند ليفسِّر سِرّ زيادة عدد الأميركيين الذين يدرسون اللغة العربية، من خمسة آلاف قبل هجمات سبتمبر إلى 12 ألفا هذا العام فقال:
"أعتقد أن مِن أهم أسباب هذه الزيادة، هو نوع من الفضول وحبّ الاستطلاع الذي سيْطر على الأميركيين بعد هجمات سبتمبر لمعرفة المزيد عن العالم العربي والعالم الإسلامي وكيف يفكِّر العرب والمسلمون، وأصبح تعلّم اللغة العربية بطبيعة الحال وسيلة بالِغة الأهمية للتعرّف على ثقافة العرب والمسلمين وكيف يفكرون. ومن الأسباب الأخرى، الأهمية الجغرافية السياسية للعالم العربي، كما أن بعض الطلاب الأميركيين يقبلون على دراسة اللغة العربية للتأهّل لعدد وفير من الوظائف الحكومية المتعلِّقة بالأمن القومي الأميركي.
من يتعلم العربية في الولايات المتحدة
يبلغ عدد طلاب اللغة العربية في الجامعات الأميركية في آخر أخصائية 12 ألف طالب طبقا لإحصاء الرابطة الأميركية للغات الحديثة Modern Language Association of America بزيادة 7 آلاف طالب عن العام الدراسي السابق لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. محمود البطل أستاذ اللغة العربية بجامعة إموري Emory بولاية أتلانتا يقول في مقابلة مع إذاعة صوت أميركا إن أعداد طلاب الأقسام التي تدرس اللغة العربية قد زادت بنسبة 100% بعد أحداث سبتمبر، وارتفع عدد الجامعات والمعاهد التي تقدم لطلابها فرصة تعلم اللغة العربية. وفي ظل تلك الزيادة غير المسبوقة في تاريخ تعليم اللغة العربية في أميركا توجه تقرير واشنطن إلى المتخصصين والدارسين لاستطلاع آرائهم حول أسباب هذه الزيادة ودوافع وأهداف الدارسين من وراء تعلم العربية وكيف أثرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر على نوعية وطبيعة الدارسين. شكري عابد مدير برنامج اللغات في معهد الشرق الأوسط في العاصمة الأميركية واشنطن يقول في مقابلة مع تقرير واشنطن إنه يمكن تقسيم دارسي اللغة العربية في الولايات المتحدة إلى الشرائح والفئات التالية:
أ‌- مهنيون ومتخصصون سواء كانوا دبلوماسيين أو عسكريين أو خبراء يعملون في إدارات حكومية أو خاصة تتعامل مع الشرق الأوسط.
ب- طلاب جامعيون هدفهم البحث والعمل الأكاديمي.
ج- دارسون من أصول عربية لديهم دوافع ثقافية بهدف التعرف والعودة إلى الجذور.
د. شريحة هدفها اجتماعي نتيجة الزواج المختلط وغيره.
ه - طلاب مسلمون من أصول غير عربية يريدون قراءة وفهم المصادر والعلوم الإسلامية باللغة العربية.
ويؤكد محسن السيسي الأستاذ بجامعة جورج واشنطن ومدير برنامج اللغة العربية فيها هذا المعنى عندما يقول إن دارسي العربية في الجامعات والمؤسسات الأميركية يأتون من كل حدب وصوب، ففضلا عن الطلاب ذوي الأصول العربية أو المسلمين الذين يعيدون تشكيل هويتهم الثقافية والدينية، هناك أعداد متزايدة من الأميركيين يدرسون اللغة العربية لأسباب أكاديمية أو مهنية من دبلوماسيين وعسكريين ورجال أعمال ترتبط مصالحهم بمنطقة الشرق الأوسط مثل نموذج شركة آرامكو العاملة في مجال النفط في العربية السعودية. وأضاف السيسى الذي تزايد عدد طلاب العربية في برنامجه إلى 260 طالبا هذا العام، أن زيادة الإقبال على تعلم العربية من مختلف فئات وشرائح المجتمع الأميركي قد تزامن مع رغبة الحكومة والمؤسسات الأميركية في توفير الدعم والموارد المالية لجذب المزيد من طلاب ودارسي اللغة العربية خصوصا في ظل الأجواء السياسية والأمنية المحيط
علاء الجبالي أستاذ اللغويات في جامعة ميرلاند ومدير برنامج منحة فلاغشب Flagship لتعليم اللغة العربية والمدعومة من الحكومة الأميركية وتشترط عمل الطالب أو الطالبة في مؤسسة حكومية لمدة عام على الأقل نظير حصوله على المنحة، يرى أن التنوع في دوافع دارسي العربية في الولايات المتحدة يكمن في الحاجة الإستراتيجية الملحة التي تمر بها المؤسسات الحكومية، لكن هذا التنوع في فئات الوافدين الجدد من الدارسين لأهداف مهنية لم يغير من واقع وجود الفئات التقليدية من الباحثين عن المعرفة والتواصل الإنساني مع ثقافات وبيئات متباينة.

ماذا يقول الطلاب؟
رغم أن الكثير من الدارسين والطلاب لا يمتلكون قدرة التنظير التي يمتلكها الأساتذة في تناول وتحليل الموضوع، إلا أنهم أكثر تعبيرا عن دوافعهم وأهدافهم من تعلم اللغة العربية. توجه تقرير واشنطن لاستطلاع آراء شريحة متنوعة من دارسي العربية بعضهم جامعيون وبعضهم مهنيون، منهم من ذكر اسمه وتخصصه ومنهم من فضل عدم ذكر أي معلومات شخصية.

أظهرت نتائج استطلاع أراء هذه الشريحة من دارسي اللغة العربية أن ثلث عدد الطلاب الجامعيين ينحدرون من أصول عربية أو إسلامية. بول غبرايل Paul Gabriel يقول "ببساطة أتعلم اللغة العربية لأنني الوحيد بين أفراد أسرتي الذي لا يستطيع الحديث والتواصل معهم ومع أصدقائهم بالعربية." أما نوشين ألو Nushin Alloo طالبة الدراسات العليا التي ولدت لأسرة مسلمة، فترى أن دافعها الشخصي وراء تعلم العربية يكمن في رغبتها زيادة عدد العرب والمسلمين العاملين في الحكومة الأميركية بهدف مد جسور التفاهم بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي . وتضيف أن وجود كوادر في الحكومة تحمل كلا الثقافتين الشرقية والغربية سيؤدي بلا أدنى شك إلى تغيير وتحسين العلاقات بين الجانبيين. أما نميكا زمان التي تدرس علم البيولوجيا فتقول أن هدفها من تعلم العربية هو القدرة على فهم دينها الإسلامي على نحو أوضح.

أظهرت أجوبة 30% من الشريحة المستطلعة آراؤهم أن الدافع من تعلم اللغة العربية دافع مهني بحت سواء بهدف البحث عن فرصة عمل جيدة أو بهدف تطوير قدراتهم الوظيفية والمهنية. الطالب الجامعي كيث منتل Keith Mantel يقول إن هدفه من دراسة اللغة العربية هو الحصول على فرصة عمل أمنية في الخارج. بينما يصرح طالب آخر أنه يسعى من خلال دراسة العربية للعمل في وكالة الاستخبارات الأميركية CIA . أما إيلان رافيل Elan Raffel المولود لأم إسرائيلية فيقول إن حلمه أن يعمل في وزارة الخارجية الأميركية. كما أنه بوصفه يهودي يزور إسرائيل يرغب في التواصل والتفاهم مع العرب في منطقة الشرق الأوسط. بينما تقول طالبة أخرى أكدت على عدم ذكر اسمها أنها كانت تعمل في الجيش منذ العام 1993 . وأن قيادتها قد رشحتها للتخصص في اللغة العربية. وكانت تلك بداية معرفتها ودراستها للغة العربية.

أظهرت أجوبة بعض الدارسين وإن بدوا قلة بالمقارنة بالفئات الأخرى أن هدفهم من دراسة اللغة العربية أكاديمي معرفي أو رغبة في التواصل الإنساني والتقارب بين الثقافات. بل أن الصدفة البحتة في بعض الحالات قد لعبت دورا في دفع أصحابها لتعلم ودراسة اللغة العربية. أحد هواة دارسي العربية يقول إن قصته مع اللغة العربية قد بدأت عندما قرر القيام برحلة استكشافية في العالم عام1999 وكانت البداية في تونس ثم الإسكنرية وهو منذ تلك اللحظة أصبح عاشقا لدراسة اللغة والثقافة العربية. أما أنجو كابيليل Aanju Kaippallil ، فتقول إنها ولدت في المملكة السعودية لأسرة ذات أصول هندية وكانت تلك الصدفة الدافع وراء اهتمامها بدراسة العربية في الولايات المتحدة كما يمكن أن تؤثر هذه الظروف على قرار مجال عملها في العلاقات الدولية بعد إتمام دراستها. أما جيسون برونلي الحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة برنستون فيرى أن اهتمامه بدراسة اللغة العربية نابع من رغبته في التحول الديمقراطي وتحسين أوضاع حقوق الإنسان والتنمية في بلدان الشرق الأوسط فضلا عن حبه للثقافة والحياة في العالم العربي.
أشارت دراسة لجمعية دراسة اللغات المعاصرة في الولايات المتحدة إلى أن نسبة الدارسين للغة العربية بلغت 93.3%، ويعد هذا أعلى ارتفاع يشهده تدريس لغة أجنبية في الولايات المتحدة.
وذكر راديو سوا من موقعه على الإنترنت أن الدراسة أوضحت دوافع تعلم اللغة العربية في الولايات المتحدة، بأنها تتباين ما بين تأمين الحصول على وظيفة جيدة في الجيش أو وزارة الخارجية، إلى مجرد رغبة في دراسة القرآن والثقافة العربية.
ويأتي هذا الاهتمام الملحوظ بدراسة اللغة العربية في الولايات المتحدة بعد الإقبال على تعلم اللغة بشكل كبير في الجامعات والمعاهد، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ومن المتوقع أن يستمر الاهتمام بدراسة اللغة العربية، حتى لو تغيرت الأوضاع في الشرق الأوسط.
وأضاف الراديو أن المهتمين يرون أن دراسة العربية تواجه بعض المعوقات، فإضافة إلى النقص الحاد في المدرسين المؤهلين والنطق غير المألوف للغربيين وكتابتها من اليمين إلى اليسار فإن اختلاف اللهجات بات هاجسا لدارسي اللغة.
(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كونا)ما الفارق بين طلاب ما قبل وما بعد 11 سبتمبر؟
الجبالي يرفض وصف طلاب ما بعد 11 سبتمبر بالانتهازية. ويرى أنه لا يوجد تعارض بين حرصهم على تأمين مستقبلهم الوظيفي ورغبتهم الأكاديمية والمعرفية في دراسة العالم والثقافة العربية. ويتفق السيسي مع هذا الرأي قائل إن عبارة "الباحثون عن الفرص" في إشارة إلى دارسي اللغة العربية بعد 11 سبتمبر تنطوي على الكثير من المعاني السلبية في حق هؤلاء الطلاب ، مع الأخذ في الاعتبار أن دارسي العربية ليسوا فئة أو شريحة واحدة". المسألة هنا - والحديث للسيسي- مسألة كم ليس أكثر، كما أن الأمر لا يتعدى زيادة اهتمام بالعرب والإسلام في ظل ما تعرضت له الولايات المتحدة من اعتداء. وحتى مع الافتراض الجدلي لنية وهدف الشريحة الجديدة من دارسي العربية انطلاقا من مبدأ " اعرف عدوك" ، يرى عابد أن هذا المبدأ إن وجد ربما يشتمل على نتائج إيجابية ففي البداية يكون "أعرف عدوك" ثم يصبح "اعرف الآخر" ثم "أعرف جارك ".

ويذهب أحد الدارسين إلى أبعد من ذلك عندما يقول "أخيرا أصبح هناك هدف عملي تطبيقي من دراسة اللغة العربية بالعمل للمؤسسات الحكومية بدلا من التنظير العلمي للأكاديميين وإضاعة الوقت في حوارات المثقفين". بينما ترى طالبة أخرى أن زيادة وجود فرص عمل لدارسي اللغة والثقافة العربية والإسلامية بغض النظر عن دوافع ونوعية الدارس سيصب في النهاية في صالح الطرفين أمن الولايات المتحدة وتحسين صورة العرب والمسلمين.
ثلاث وزارات أميركية مهتمّة باللغة العربية

ولم يعد الاهتمام بتعليم اللغة العربية أمرا يخُص مراكز الشرق الأوسط وأقسام اللغات بالجامعات الأميركية فحسب، وإنما أصبح ضرورة من ضروريات الأمن القومي الأميركي، حيث يقوم مكتب مخابرات الأمن القومي الأميركي بالتنسيق بين جهود ثلاث وزارات أميركية، هي الخارجية والدفاع والتعليم، للدّفع باتِّجاه تعزيز تعليم اللغة العربية في نِطاق ما يُسمى المبادرة اللغوية للأمن القومي، والتي تستهدف زيادة عدد الأميركيين الذين يتعلّمون لغات أجنبية بالغة الأهمية بالنسبة للأمن القومي الأميركي وعلى رأسها اللغة العربية واللغة الفارسية وعدد من اللغات الأخرى المستخدمة في العالم الإسلامي، من خلال توسيع برامج تعليم العربية وغيرها من مرحلة الحضانة وحتى الجامعة وتشجيع العاملين في الحكومة على الانخراط في برامج لتعليم اللغة العربية.
وتهدف المبادرة إلى تمكين أكبر عدد من الأميركيين من التَّخاطُب مع حكومات وشعوب العالم العربي والإسلامي وتشجيع برامج الإصلاح والتحول الديمقراطي وتعزيز التفاهم بكسر حواجز اللغة، وبالتالي، إتاحة الفرصة للشعوب العربية والإسلامية للتعرّف على الثقافة الأميركية بلغاتهم.
وقد خصَّصت وزارة التعليم الأميركية 57 مليون دولارا هذا العام لتدريس اللغات الأجنبية الهامة، وعلى رأسها اللغة العربية، كما اعتمدت الوزارة 29 مليون دولار للبدء في برامج شراكة مع المناطق التعليمية والجامعات لتصميم برامج تعليم اللغات الهامة، ومنها العربية وتوفير ما لا يقِل عن ألف معلم قادرين على تدريس تلك اللغات في المدارس الأميركية.
أما وزارة الخارجية، فقد خصصت 114 مليون دولار لتشجيع طلاب المدارس الثانوية والجامعات وطلاّب الدراسات العُليا على دراسة اللغات الأجنبية، وعلى رأسها اللغة العربية من خلال برامج عديدة، كبرنامج فولبرايت، الذي يمكِّن الطلاب من الدخول في برامج مكثَّفة في تلك اللغات لمدة ستة أشهر، وقدّمت الخارجية الأميركية مِنحا لدراسة اللغات الأجنبية الهامة خلال إجازات الصيف، بالإضافة إلى مِنح دراسية أخرى للرّاغبين في تعلّم اللغة العربية في مصر والأردن وسوريا ولبنان وتونس، وزاد عدد الطلاب الأميركيين الذين سافروا لدراسة اللغة العربية بالجامعة الأميركية بالقاهرة هذا العام على خمس مائة طالب، وكذلك تُيَسِّر الخارجية الأميركية استضافة معلِّمين من الدّول العربية لمدة عام دِراسي كامل لتدريس اللغة العربية للطلاب الأميركيين.

ولم تتخلف وزارة الدفاع الأميركية عن ركْب الاهتمام باللغة العربية كلغة اعتبرتها الولايات المتحدة لغة إستراتيجية بعد هجمات سبتمبر الإرهابية، فقامت بتوسيع مبادرة تعليم اللغات الأجنبية، التي يُشرف عليها برنامج التعليم من أجل الأمن القومي عن طريق برامج شراكة بين الحكومة الأميركية وعدد من الجامعات الأميركية المتخصِّصة في تعليم اللغة العربية، مثل جامعة جورج تاون وجامعة ميريلاند، إدراكا لحقيقة أن الوصول إلى التحدث باللغة العربية بطلاقة نسبية يستغرق 2200 ساعة من التعليم والتدريب المكثفين.
ماذا يقول المسؤولين
رالف هاينز، مدير برامج التعليم الدولية في وزارة التربية والتعليم يقول: إن هناك الكثير جداً من الفرص التي تمولها الحكومة الفدرالية والمتوفرة للطلبة والأساتذة لتعلم اللغة العربية في الولايات المتحدة وفي الخارج؛ ومن المألوف أن يكون ذلك إما في مصر أو سوريا أو لبنان أو تونس. وهناك حالياً 480 أميركيا يدرسون في الجامعة الأميركية في القاهرة بمصر، أي ضعفي عدد الطلبة هناك في عام 2001؛ وبين هؤلاء 40 طالباً يتلقون دروساً متقدمة في اللغة العربية من خلال مجلس الدراسات العربية في الخارج، وهو برنامج تموله الحكومة الفدرالية منذ عام 1967. وقال هاينز إن مئات الطلبة والأساتذة الذين يتمتعون بمستويات مختلفة من إتقان اللغة العربية يستفيدون حالياً من البرامج التي تمولها الحكومة الأميركية.
وقال هاينز إن وزارة التربية والتعليم بدأت في عام 2002 بتمويل مركز موارد لغات الشرق الأوسط القومي بهدف دعم تعليم اللغة العربية في الولايات المتحدة. وأضاف أن المركز يستفيد من خبرة المتخصصين باللغة العربية في الولايات المتحدة لتعزيز الموارد والقدرات المتعلقة بتلك اللغة في جميع أنحاء البلد. ومضى إلى القول إن هناك حالياً 17 مركزاً للدراسات الشرق أوسطية و9 مراكز للدراسات الإفريقية في مؤسسات أميركية، وأن هذه المراكز هي بمثابة نماذج تُحتذى إذ تقدم للطلبة والأساتذة برامج لتعليم اللغة العربية وبرامج دراسات ثقافية ودراسات في الخارج وتواصل مع المجتمعات المحلية.
ويشكل تعليم الأساتذة بالطبع عاملاً حاسم الأهمية في ردم الهوة الثقافية. وتوفر منح فولبرايت هيز الحكومية الإمكانية لمئات المربّين للقيام برحلات ميدانية. وفي شهر تموز/يوليو الماضي قام مركز الدراسات الشرق أوسطية في جامعة كاليفورنيا: فرع سانتا باربارا (يو سي إس بي)، للسنة الثانية على التوالي، بإرسال 28 أستاذاً إلى مصر للاشتراك في حلقات تدريب تستغرق خمسة أسابيع لتعزيز منهاجهم الدراسي في المواضيع الشرق أوسطية على مستوى جميع الصفوف. وقال المسؤول في الجامعة غاراي منيكوتشي، إن الأساتذة اجتمعوا مع معلمين مصريين ومع فعاليات من عدد من المنظمات غير الحكومية ونشطين في مجال البيئة وحضروا عدداً من النشاطات الثقافية. كما استمعوا إلى محاضرات ألقاها عدد من الخبراء مثل هبة رؤوف، من المنظمة الإسلامية غير الحكومية، إسلام-أون-لاين، التي تحدثت عن الصور النمطية المألوفة للمسلمين وكيفية التغلب على التباينات الثقافية بين الشعوب التي تدين بديانات مختلفة.
رد مع اقتباس