عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 2010-03-13, 12:38 AM
أم مريم السنية أم مريم السنية غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-10
المكان: دار الفنـــــــاء
المشاركات: 621
افتراضي

نُتابعُ الجـواز بذكر المساوىء و الفـرح بموتهم و أنهم أراحـوا العبـادَ من شرهم... مع سـردِ بعض القصص في ذلك:

اقتباس:
عَنْ ‏أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ ‏‏أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ :‏ " ‏مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : " الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ ، وَالْبِلَادُ ، وَالشَّجَرُ ، وَالدَّوَابُّ " . رواه البخاري (6512) ، ومسلم (950) .

بعد هذه التقريراتِ النبويةِ يستنكرُ البعضُ على من يفرحُ بموتِ طاغيةٍ ، أوداعيةِ ضلالةٍ ، أو كافرٍ ، والحقيقةُ أن هذا الاستنكار لا وجه له ، ولا دليل عليهِ ، بل فعلُ السلف بخلافهِ ، وأيضاً بموتهِ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدوابُ بنصِ كلامِ النبي صلى الله عليه وسلم السابقِ .

اقتباس:


ولذلك شُرع لنا عند تجددِ النعمِ أو اندفاعِ النقمِ أن نسجدَ شكراً للهِ على ذلك ، فيضعُ أشرفَ عضوٍ من أعضاءِ جسمهِ – وهو الوجهُ – على الأرضِ خضوعاً لله ، وشكراً له على تجددِ النعمِ أو اندفاع النقمِ ، وطبق سلفُ الأمة هذا الهدي ، وسجودُ الشكرِ هو عبادةٌ تعبرُ عن الفرحِ بما قد تجدد من النعمِ أو اندفع من النقمِ .


نأتي الآن على الأمثلةِ من فرحِ السلفِ بموت طاغيةٍ أو داعيةِ بدعةٍ أو كافرٍ .


إبراهيمُ النخعي أَحَدُ الأَعْلاَمِ ماذا فعل عندما بُشر بموتِ الحجاج ؟


روى ابنُ سعدٍ في " طبقاته " (6/280) قال : أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني ، عن أبي حَنِيْفَةَ : عَنْ حَمَّادٍ ، قَالَ : بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ ، فَسَجَدَ ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ .


وذكر الأثرَ الإمامُ الذهبيُّ في " السير " (4/524) .


وهذا عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله بنِ الحسين ، أبو القاسم الخفاف ، المعروف بابنِ النقيبِ .


ذكرهُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (12/20) ، وقال عنه : كان من أئمةِ السنةِ ، وحين بلغهُ موتُ ابنِ المعلمِ فقيهِ الشيعةِ سجد للهِ شكراً . وجلس للتهنئةِ وقال : ما أبالي أي وقتِ متُ بعد أن شاهدتُ موتَ ابنِ المعلمِ .


فلماذا يستنكرُ بعضُ أهلِ السنةِ الفرحَ بموتِ رؤوسٍ ممن حارب الدينَ من كفارٍ ومبتدعةٍ ، وحارب أهلَ السنةِ ولهم سلفٌ في أئمتهم ؟؟!!


أما غيرُ أهلِ السنةِ فهو أمرٌ غيرُ مستغربٍ منهم ، ولكن عندما يكونُ القتلُ في أهلِ السنةِ فلا بواكي لهم ، واللهُ المستعانُ .


لا رَحِمَ اللهُ فِيهِ مَغْرَزَ إِبْرَةٍ :

لقد جاء في تراجمِ بعضِ من كاد للإسلامِ والمسلمين من كفارٍ وأهلِ بدعٍ الدعاءُ عليهم بعبارة " لا رَحِمَ اللهُ فِيهِ مَغْرَزَ إِبْرَةٍ " ، فلو دُعى على كافرٍ أو مبتدعٍ قتل في المسلمين ، أو نكل بهم فلا لوم عليه .

قال الإمام الذهبي في " العِبر في خبرِ من غبر " (2/42) في أحداث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة : " ولم يحجّ الرَّكب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنَّابي في رمضان بهجر من جدريّ أهلكه فلا رحم الله فيه مغرز إبرة " .ا.هـ.


وقال أيضاً في ترجمة " عبيد الله المهدي الباطني " (2/16) : عبيد الله المهدي . أبو محمد ، أول خلفاء الباطنية بني عبيد أصحاب مصر والمغرب ، وهو دعي كذاب ادعى أنه من ولد الحسن بن علي . والمحققون متفقون على أنه ليس بحسيني . وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طبابة العلوي عن نسبهم ، فجذب سيفه من الغمد وقال : هذا نسبي . ونثر علىالحاضرين والأمراء الذهب وقال : وهذا حسبي . توفي عبيد الله في ربيع الأول بالمغرب . وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة ، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة . قال أبو حسن القابسي صاحب " المخلص" رحمه الله : إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النّحْر في العذاب ، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الرضى عن الصحابة فاختاروا الموت.ا.هـ.


ونحن نقول : لا رحمَ اللهُ مغرزَ إبرةٍ لكلِ من مات وقد آذى المسلمين ، أو نكل بهم ، أو عذبهم .


كتبه

عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
__________________