عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2007-09-16, 12:49 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي

والآن لم يبق أمامنا إلا أن نؤصل منهجاً عاماً لرفع التعارض الظاهرى الذى قد يطرأ علىالأدلة الشرعية سواء بين القرآن وبعضه البعض ، أو بين القرآن والسنة أوبين السنة والسنة.

وتتشكل معالم هذا المنهج من خلال ما عرضناه سابقاً من أسباب القول بوجود التعارض ، ويصبح أسباب دحض هذه الدعاوى هى :
1- العلم بالدين والتفقه فيه.
2- التمسك بالسنة.
3- التمسك بالإسلام.
4- عدم تتبع المتشابه.

فأما العلم بالدين والتفقه فيه فنستخلصهما من قوله تعالى : (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) )) [ النساء ] فتدبر القرآن يمنع من الشعور بالاختلاف ، كذلك يدلل عليه قوله تعالى : (( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) )) [التوبة] وقوله تعالى : (( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )) [ النساء : 83 ] وهذا نص صريح من القرآن يبين أن ليس كل أحد يستطيع أن يفهم ويتعلم ويستنبط كل شئ فى القرآن ، بل هناك من يختلف عليه أمور فالواجب عليه أنيردها لأهل العلم.

أما التمسك بالسنة فهذا أمر فى غاية الأهمية ، فما افترقت الأمة وضعفت إلا بتركها لسنة نبيها - صلى الله عليه وآله وسلم - وجريها وراء مذاهب ومناهج مخالفة لما نزل به الوحى على قلب النبى صلى الله عليه وآله وسلم.

وهنا أسوق مثالاً يبين أن التمسك بالسنة هو سبب توحد والتقاء وليس سبب اختلاف وافتراق:

يقول تعالى فى آية الوضوء : (( وامسحوا برؤوسكم )) عندما تعرض العلماء لهذه الآية اختلفت تفسيراتهم لكيفية المسح ، فهل يقصد بـ ( رؤوسكم ) بعض رؤوسكم ؟ أمكلها؟

فمن قال منهم أن الباء جاءت للتبعيض قالوا ببعض رؤوسكم ولو شعرة واحدة ، ومن قال أن زيادة المبنى زيادة للمعنى قال أن المراد هو مسح الرأس كلها.

ولكن تأتى هنا السنة لتنبين الأمر جلياً فلما جاءنا الحديث بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يمسح راسه كلها يقبل ثميدبر ، انكشف لنا مراد رب العالمين وانقطعت الأقوال المخالفة.
رد مع اقتباس