عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-04-17, 01:22 AM
مسلم مهاجر مسلم مهاجر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-17
المكان: أنصـار السُنــة
المشاركات: 4,207
افتراضي شيعة اليوم ..... خوارج الأمس

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمدك اللهم حمدا بعدد أنفاس الذاكرين وأنين التائبين وخشوع المصلين و تسبيح المسبحين واستغفار المستغفرين واصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيد ولد ادم من الأولين والآخرين وعلى اله وأصحابه ومن سار على هديهم إلى يوم الدين
أما بعد ......

فان عنوان هذا البحث يغني عن شرحه وبيانه فقد بينت من كلام علي بن أبي طالب رضوان الله عليه مخالفة هؤلاء الأدعياء لعقيدة هذا الإمام ومنهجه – المنهج القرءاني الحق – وهذه حقيقة يجب على كل محب لعلي بن أبي طالب وأهل بيته أن يقفوا عندها ويتأملوها إن كانوا صادقين في بحثهم عن التشيع له والالتزام بمذهبه والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل ....

السؤال رقم 1 : يعتقد الشيعة أن الإمام منصب من عند الله ,قال عالمهم محمد رضا المظفر في كتابه عقائد الاماميه ص 74 ( نعتقد أن الإمامة كالنبوة لا تكون إلا بالنص من الله ........
وحكمها في ذلك حكم النبوة بلا فرق فليس للناس أن يتحكموا في من يعينه الله هادياً ومرشداً لعامة البشر كما ليس لهم حق تعيينه أو ترشيحه أو انتخابه ......)

وقال عالمهم رجب البرسي في كتابة مشارق أنوار اليقين ص 120 ( القول في الإمامة كالقول في التوحيد والنبوة )
الجواب : من أين لهم هذه العقيدة !؟ وكيف يكون منصبا من عند الله بنص منه سبحانه ؟
وكيف تكون الإمامة كالنبوة ؟
وقد قال الإمام في نهج البلاغة نصوصا عده فند فيها هذه العقيدة منها :
قوله في نهج البلاغة ج1 ص153 دار المرتضى بيروت تحت عنوان (من خطبة له ع لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان )
( دعوني والتمسوا غيري) فكيف يجوز لمن نصبه الله إماما أن يرفض هذا التنصيب الإلهي بقوله ( دعوني …..الخ) ؟!
وإذا كانت الإمامة كالنبوة فهل يجوز لنبي أرسله الله إلى قومه فرفضوا نبوته وحاربوه أن يقول لهم ( دعوني والتمسوا غيري )؟!
أليس هذا رفضا وردا للنص الإلهي بل لو قال هذا نبي – وحاشاهم – لكفر
بل كيف يقول المظفر هنا ( ليس لهم حق تعيينه أو ترشيحه .. ) والإمام يقول

(والتمسوا غيري ) فاسند الإمام أمر الإمامة إليهم لا إلى النص
قوله في الخطبة نفسها :
( وان تركتموني فانا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ) فتأمل قوله ( وان تركتموني فانا كأحدكم ) فهل يصدق هذا على إمام نصبه الله ورسوله وفرض إمامته على الامه ؟!
وهل يصدق هذا الكلام على إمام قال الشيعة فيه ( إن جحد إمامته كفر مخرج من الملة ) ؟!
بل تأمل قوله ( ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ) فهل يقول هذا إمام نصبه الله من عنده ؟!
بل قوله ( لمن وليتموه أمركم ) واضح جلي في إسناد الأمر إلى الأمة-أي أهل الحل والعقد منهم- ليدلك هذا على أن الأمر شورى لا علاقة له بنص البتة
قوله في الخطبة نفسها
(وأنا لكم وزير خير لكم مني أمير ) فهذا منه ع نص قاطع في بطلان أدلة الشيعة في إثبات الإمامة والوصاية إذ تلاحظ أن الإمام جعل الخيرية في (الوزارة ) لا في ( الإمارة والخلافة ) ولو كانت إمامته وخلافته من الله لما جاز له أن يجعل الخيرية في (الوزارة) إذ الخير في ما اختاره الله وأراده وقد اختاره الله خليفة كما يزعم الشيعة والله يقول ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )
4- قوله في نهج البلاغة ج2ص404-405 تحت عنوان (من كلام له ع كلم به طلحة والزبير بعد بيعته بالخلافة وقد عتبا عليه من ترك مشورتهما )
(والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها )
فأنت تلاحظ أن الإمام هنا يقرر : أن خلافته وإمامته لم تأت من نص شرعي وإنما كانت وليدة بيعة في قوله : (ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها)

كما تلاحظ أخي الحبيب أن قول الإمام هنا (والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة)
لا يصدق على من نصبه الله ورسوله خليفة ووصيا والإمامة عندهم كالنبوة فهل يجوز لنبي أن يقول وقد رفضه قومه (والله ما كانت لي في النبوة رغبة....)!؟

كما تلاحظ أن الإمام هنا في قوله (وحملتموني عليها ) يشعر أنه أكره على الخلافة وهذا لا يتلاءم مع النص الإلهي لأن الأصل في التعامل مع النصوص الشرعية هو (التسليم لها والرضا بحكمها)
فلو كان ثمة نص عليه لاستسلم لهذا النص وقبل هذا الحق الذي كان مسلوبا منه كما يزعم الشيعة والله سبحانه يقول (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)

السؤال رقم 2 : يعتقد الشيعة أن الأئمة معصومون كعصمة الأنبياء إذ يقول عالمهم محمد رضا المظفر في عقائد الامامية ص67 تحت عنوان (عقيدتنا في عصمة الإمام ) : (ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمدا وسهوا كما يجب أن يكون معصوما من الخطأ والسهو والنسيان )
الجواب : نبرأ إلى الله من هذه العقيدة بل نبرأ إلى الله من كل من زعم أن ثمة معصوما بعد النبي صلى الله عليه وسلم
بل دفنت العصمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فندها الإمام أيما تفنيد في ثنايا كلامه في نهج البلاغة لا سيما في وصيته للحسن كتبها إليه عند انصرافه إلى صفين جص508-509 واليك الأدلة منها :

قوله له (دع القول فيما لا تعرف )
فهل يوصف معصوم بعدم المعرفة !؟

2-قوله له (وأمسك عن طريق إذا خفت ضلالته فان الكف عن طريق الضلال خير من ركوب الأهوال )
فكيف يكون معصوما من يخشى وقوعه في الضلال !؟

3-قوله له (وبادرت بوصيتي إليك قبل أن يبلغ أجلي....وأن أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي )
فهل يخشى على معصوم نقصان رأي وعقل ؟

4-قوله له (أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى )
فهل يصدق هذا على معصوم؟!

5-قوله له (ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم وآرائهم مثل الذي التبس عليهم )
فكيف يكون معصوما من يخشى عليه اللبس والالتباس ؟!

قوله له (فان أشكل عليك شيء فاحمله على جهالتك فانك أول ما خلقت جاهلا ثم علمت)
فهل يشكل على المعصوم شيء ؟ وهل يوصف معصوم بالجهالة ؟

قوله له (وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك ويضل فيه بصرك )
فهل يخشى على إمام معصوم حيرة رأي وضلال بصر؟!
وهل يوصف معصوم بكثرة الجهل ؟

قوله من خطبة له خطبها بصفين ج2ص422
( فلا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل فاني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفني من نفسي ما هو أملك به مني )
فقوله (لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي ) نص قاطع في هدم عقيدة العصمة الشيعية إذ صرح هنا بأن فعله مظنة الخطأ وأنه لا يأمن وقوع الخطأ منه
أخي الحبيب إن في هذه النصوص الواضحة الصريحة من هذا الإمام الجليل غنية وكفاية في إبطال هذه العقيدة السبئية
وإذا بطلت عقيدة العصمة بطلت تبعا لها عقيدة الإمامة
وإذا بطلت عقيدة الإمامة انهدم المذهب الشيعي على رؤوس علمائه

علما إن ما أصله هؤلاء العلماء في باب عصمة الإمام وأنه معصوم من الطفولة يتصادم مع محكمات القرآن قال تعالى في سورة الشورى ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان....)
قال عالمهم عبد الله شبر في تفسيره ( "ما كنت تدري" قبل الوحي "ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه"أي الكتاب أو الإيمان "نورا نهدي به...)

بل نقل عالمهم الفيض الكاشاني في تفسيره "الصافي" عن الإمام الصادق في تفسيره لهذه الآية أنه قال (كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتى بعث الله عزوجل الروح...) والرواية في الكافي
وكذلك قوله تعالى ( ووجدك ضالا فهدى ) قال شبر في تفسيره : (ضالا عن المعارف والعلوم فعلمك بالوحي) فإذا كان هذا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بمن هو دونه منزلة وقدرا
السؤال رقم 3 : هل الإمامة بالشورى أم بالنص ؟
الجواب : لقد تقرر فيما مضى أن لا نص على الإمامة و ليس ثمة تنصيب من الله واليك الأدلة :
قول الإمام في نهج البلاغة :
(دعوني والتمسوا غيري ) فقوله (التمسوا غيري ) دل على أنه لا تعلق للإمامة بنص وإنما هي شورى

قول الإمام (ولعلي أسمعكم و أطوعكم لمن وليتموه أمركم ) فقوله (وليتموه) نص في أن الأمر شورى
ومن أشهر النصوص في نهج البلاغة في هذا الصدد قوله رضوان الله عليه في كتاب كتبه إلى معاوية ج3ص466
(انه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا....)
وحق لهذا النص العظيم أن نقف عنده وقفات :

تزكيته لبيعة الخلفاء الثلاثة وبالتالي شرعية خلافتهم في قوله (انه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان....فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا)
تزكية الآلية التي جرى بها اختيار الثلاثة بدءا ب"الصديق" في "السقيفة" فلطالما تكلم القوم وهرجوا ومرجوا على السقيفة وما دار فيها
وهذا علي رضي الله عنهم يرد عليهم مزكيا تلك البيعة إذ انضم علي إلى تلك البيعة الشرعية والتحق بركب المهاجرين و الأنصار الذين زكاهم في هذا النص أيما تزكية في قوله :
(إنما الشورى للمهاجرين و الأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا)
فعلق رضا الله ببيعة المهاجرين و الأنصار دلالة منه على أنه لا نص في الخلافة والإمامة وهو موطن الشاهد هنا
إذ لو كان ثمة نص في نصب الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لكان الرضا حيث عمل بالنص لا حيث اختار المهاجرون والأنصار

وقد صرح العالم الشيعي كاشف الغطاء في كتابه "أصل الشيعة و أصولها" بهذه البيعة في قوله نقلا عن الإمام علي رضي الله عنه حاكيا موقفه من بيعة الصديق رضوان الله عليه بأنه (تابع وبايع) ص150 قم مكتبة الصفا

ج- لم يقتصر كلامه على تزكيته لهذه الآلية بل ذهب إلى أبعد من ذلك إذ تبنى هذه الآلية ودعا إلى التحاكم إليها
د- نقل لنا (إجماع) الصحابة على بيعة الثلاثة الذين تقدموه بقوله :
(فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا)

ه- يؤخذ من هذا النص مكانة "المهاجرين والأنصار" وعظم حقهم في الإسلام وهذا ما يتلاءم مع منزلتهم القرآنية كما في قوله تعالى :
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)
وغيرها فنلاحظ أن عليا جعل البيعة المعتبرة هي تلك التي حصلت من المهاجرين والأنصار

و- نلاحظ من هذا النص أن الإمام لم يحتج عليهم لا ب"الغدير" ولا ب"حديث المنزلة" ولا بقوله تعالى "إنما وليكم الله ورسوله...." الآية ولا بغيرها من النصوص التي يستدل بها الشيعة اليوم ولا دليل لهم بها على مذهبهم فلو كانت هذه النصوص يستفاد منها (إمامته وخلافته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لاحتج بها في هذا المقام وفي هذا الوقت خاصة وقد صارت الأمور إليه وبايعه الناس
فلما لم يحتج بشيء منها دل ذلك على أنه "لا نص" عليه لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل احتج عليهم ببيعة المهاجرين والأنصار

ز- إن الإمامة الشرعية هي تلك التي جاءت من اجتماع أهل الحل والعقد عليها ودلالة شرعيتها قوله : (كان ذلك لله رضا)
ح- نلاحظ أن عليا احتج على معاوية بأنه لا عبرة بغياب من غاب عن بيعة أهل الحل و العقد وبكلام علي هذا نرد على من يحتج قادحا في بيعة الصديق بغياب بعض الصحابة _إن صح هذا_ فهذا علي يقرر بأنه ليس للغائب أن يرد بيعة انعقدت بحضور أهل الحل والعقد
السؤال رقم 4 : هل ثبتت (إمامة علي والأئمة من بعده ) في القرآن ؟
الجواب : لو ثبتت الإمامة في القرآن لأنزل الله فيها نصا صريحا محكما كقوله تعالى عن داود : (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) مع الفارق فان داود كان نبيا
وقوله تعالى عن طالوت ( إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ) وغير ذلك من نصوص القرآن المحكمة
وهذا علي يقرر (مرجعية محكمات القرآن) والتي قررها الله من قبل في قوله تعالى
(هو الذي أنزل عليك الكتب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة....) آل عمران

قال العالم الشيعي علي بن إبراهيم القمي في "تفسيره" لهذه الآيات :
(فأما المحكم من القرآن فهو ما تأويله في تنزيله مثل قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم....."
ومثل قوله تعالى "حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم....."
وأما المتشابه فما كان في القرآن مما لفظه واحد ومعانيه مختلفة......)
فنلاحظ أنه فسر (المحكم من القرآن) بأنه ما كان (تأويله) أي تفسيره في (تنزيله ) بمعنى أن لفظه واضح الدلالة لا يحتاج إلى من يفسره كالآيات التي استدل بها
أما (المتشابه) فهو الذي يحتمل عدة معاني
وقال عالمهم محمد جواد مغنية في التفسير الكاشف في تفسير آية آل عمران
(المحكم هو الذي لا يحتاج إلى تفسير ويدل على المعنى المقصود منه دلالة واضحة قطعية لا تحتمل تأويلا ولا تخصيصا ولا نسخا.....والمتشابه ضد المحكم..)

وقال عالمهم آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي في بيان المحكم والمتشابه
(الآيات المحكمات هي الآيات ذات المفاهيم الواضحة التي لا مجال للجدل والخلاف بشأنها كآية "قل هو الله أحد"..........) ثم بين الآيات المتشابهات بقوله

(الآيات التي تبدو معانيها لأول وهلة معقدة وذات احتمالات متعددة ولكنها تتضح معانيها بعرضها على الآيات المحكمات) الكشكول العقائدي لناصر مكارم الشيرازي ص258-259
وقد جعل القرآن المرجعية للآيات المحكمة ووصف أتباع المتشابه بالزيغ وابتغاء الفتنه
قال الإمام العلامة الحافظ بن كثير في تفسيره ج1 ص450 :
(يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم فمن رد ما اشتبه إلى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى ومن عكس فقد انعكس ولهذا قال تعالى (هن أم الكتاب ) أي أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه (وأخر متشابهات) أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم وقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد
وقد اختلفوا في المحكم والمتشابه فروي عن السلف عبارات كثيرة.........

وأحسن ما قيل فيه هو الذي قدمنا..............
ولهذا قال تعالى "فأما الذين في قلوبهم زيغ" أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل (فيتبعون ما تشابه منه) أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه
فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دافع لهم وحجة عليهم ولهذا قال تعالى "ابتغاء الفتنه " أي الإضلال لأتباعهم إيهاما لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم لا لهم
كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وتركوا الاحتجاج بقوله تعالى "إن هو إلا عبد أنعمنا عليه" وبقوله "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" وغير ذلك من الآيات المحكمة المصرحة بأنه خلق من مخلوقات الله وعبد ورسول من رسل الله....) انتهى من كلام الحافظ رحمه الله
وقد قرر الإمام هذه المرجعية لمحكمات القرآن في نهج البلاغة إذ يقول في ج2ص324 :
(فانه-أي المولى سبحانه- لم يخف عنكم شيئا من دينه ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلا وجعل له علما باديا و آية محكمة تزجر عنه أو تدعو إليه)
فانظر إلى هذا البيان المحكم من هذا الإمام الجليل في قوله
"لم يخف عنكم شيئا من دينه"
"لم يترك شيئا رضيه أو كرهه"
ثم ربط ذلك كله ب(الآية المحكمة) كما قرره الله في محكم تنزيله
سؤالي الآن إلى الشيعة ، أين الآية المحكمة على أصولكم ؟
أين الآية المحكمة على الإمامة ؟
فلرب قائل منهم يقول مستدلا (إنما وليكم الله و رسوله والذين آمنوا..الآية) فأقول إي وربي إنها محكمة لكنها محكمة في (الذين آمنوا) وليست محكمة في (علي) وان كان رضي الله عنه وأرضاه من الذين آمنوا لكنها ليست نصا فيه
فان قال الرواية تقول إنها نزلت في علي قلنا له : إن أصول دين الإسلام قد ثبتت بالآيات المحكمات قبل الروايات _مع أنها رواية ضعيفة هالكة_ وقد قال القمي من قبل عن "المحكم" بأنه "تأويله في تنزيله" أي لفظه ظاهر جلي لا يحتاج إلى رواية تفسره
وقال مغنية بأنه لا يحتاج إلى تفسير
فهل يستطيع هؤلاء إثبات الإمامة من هذه الآية وغيرها دونما حاجة إلى تأويل أو تفسير ؟
وقد وصف الله الآية المحكمة بأنها (أم الكتاب) بمعنى المرجع الذي يرجع إليه طلبا للاهتداء
فهل ينطبق هذا الوصف على الآيات التي يستدل بها الشيعة لإثبات أصولهم ؟
قطعا لا لأنك تراهم يرجعون الآية إلى الرواية لكي يثبتوا أصولهم ولو كانت الآية محكمة فيما أرادوا من استدلال لاستغنت عن الرواية في بيان مرادها لأن الآية المحكمة يؤتى إليها ولا تأتي فأين الإحكام في هذه الآية على "إمامة علي" ؟!
فتلاحظ أخي الحبيب أن هؤلاء القوم يفرون من الآية إلى الرواية دلالة على أنهم لا يملكون آية محكمة تثبت بها أصولهم
وكذلك لو ثبتت إمامته في القرآن لاحتج بها علي على المعترضين على خلافته كما في النص السابق "انه بايعني القوم......." فاحتج بالشورى لا بالنص وكذلك في أول خطاباته بعد البيعة إذ قال في ج2 ص291 تحت عنوان "ومن خطبة له ع في أول خلافته" :
(إن الله أنزل كتابا هاديا يبين فيه الخير والشر........) ولم يتطرق إلى ذكر شيء عن إمامته وخلافته لا عن إمامة مغصوبة ولا عن خلافة مسلوبة كما هو حال القوم والله المستعان

السؤال رقم 5 : يعتقد الشيعة (أن منكر الإمامة كافر) قال العالم الشيعي الكبير "المفيد" في كتابه أوائل المقالات : (واتفقت الامامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار) ص44
وقال شيخ الطائفة الطوسي في تلخيص الشافي ج4 ص131 : (ودفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما على حد واحد)
فما موقف الإمام من هذه العقيدة ؟

الجواب : يكفي في بطلان هذه العقيدة موقفان :
موقفه رضي الله عنه من (الخوارج ) كما في نهج البلاغة ج1 ص211 تحت عنوان "ومن كلام له ع قاله للخوارج وقد خرج إلى معسكرهم وهم مقيمون على إنكار الحكومة " جاء فيه :
( ولكنا إنما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزيغ والاعوجاج والشبهة والتأويل.....)

فتأمل كيف أنه وصفهم ب(إخواننا في الإسلام ) مع أنهم لا يقرون له بالإمامة ولا غيرها بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك إذ كانوا يعتقدون كفره عليه السلام حتى انتهى بهم المطاف إلى استحلال دمه وقتله رضي الله عنه وأرضاه وقبح الله من قتله
فكيف بأهل السنة والجماعة الذين يدينون الله بمحبته رضوان الله عليه قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في عقيدته المسماة بالواسطية تحت عنوان (منزلة أهل البيت النبوي عند أهل السنة والجماعة ) :
(ويحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم "أذكركم الله في أهل بيتي....".....) إلى أن قال شيخ الإسلام رحمه الله :
(ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل )

موقفه من معسكر معاوية أهل الشام إذ قال في حقهم في ج3 ص595 تحت عنوان "من كتاب له ع إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين" قال : (وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله صلى الله عليه وسلم ولا يستزيدوننا الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء)
فهذه شهادة من علي لأهل الشام بالإيمان كما في قوله (والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد ودعوتنا في الإسلام واحده) مع أن أهل الشام لم يكونوا يقرون لعلي أصلا بالخلافة بل موقفهم منه ظاهر ومع هذا ما شهد عليهم بكفر ولا بردة بل قال (الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه......) ثم ذكر محور (الخلاف) فحصره بقضية واحدة ألا وهي (دم عثمان) رضي الله عنه وأرضاه.........

السؤال رقم 6 : يعتقد الشيعة أن الإيمان لا يقبل إلا بالولاية ومن باب أولى سائر الأعمال لأن مدار الأعمال على الإيمان
قال عالمهم الخميني في كتابه الأربعون حديثا ص322 (لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية) وهذا من المسلمات عند القوم .....

الجواب : إن هذه العقيدة الشيعية التي نقلها عنهم عالمهم الخميني تتناقض مع عقيدة الإمام التي جاءت في "نهج البلاغة" واليكها :
قوله في ج1 ص197 من خطبة له قال فيها : (ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم شهادتين تصعدان القول وترفعان العمل لا يخف ميزان توضعان فيه ولا يثقل ميزان ترفعان منه....) ودلالته على المراد من وجهين :
الوجه الأول : أن الإمام علق (صعود القول ورفع العمل) على شهادة (أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله) ولم يشر إلى الولاية لا من قريب ولا من بعيد

الوجه الثاني : قوله (لا يخف ميزان توضعان فيه ولا يثقل ميزان ترفعان منه) فعلق خفة الميزان وثقله على الشهادتين وجودا وعدما ولم يتطرق إلى الولاية
قوله في ج2 ص247 تحت عنوان "من كلام له ع قبل موته" :
(أما وصيتي فالله لا تشركوا به شيئا ومحمد صلى الله عليه وسلم فلا تضيعوا سنته أقيموا هذين العمودين وأوقدوا هذين المصباحين وخلاكم ذم.....)
فنلاحظ أن الإمام هنا يوصي بأساس الدين و أصل الملة وهما (لا اله إلا الله محمد رسول الله) ووصفهما بالعمودين لأن عليهما بني الإسلام ووصفهما بالمصباحين لأن بهذين الأصلين يستضاء في ظلمات الشرك والجهل والبدعة ولم يتطرق إلى ذكر الولاية لا من قريب ولا من بعيد وهذه وصيته (قبل موته) ولو كان ثمة( إمامة و أئمة اثني عشر ) لأوصى بهم الإمام في وصيته فدل عدم ذكر شيء من هذا على أنه لا أصل له ولا علاقة لهذه العقيدة الشيعية بعقيدة علي بن أبي طالب رضوان الله عليه
ونلاحظ أن الإمام قال بعد أن أوصى بالشهادتين : (وخلاكم ذم) أي لا ذم عليكم ولا تثريب ولا لوم إذا ما تمسكتم بهذين الأصلين
كما نلاحظ أن الإمام هنا في وصيته هذه يوصي بالحفاظ على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يوص بحفظ أقواله أو أقوال أبنائه من بعده كما نراه اليوم عند الشيعة الاثني عشرية ولا ترى أثرا لهذه السنة التي يوصي بها الإمام إلا في كتب أهل السنة والجماعة لا سيما صحيح البخاري وصحيح مسلم ولله الحمد والمنة
أما كتب القوم فليس فيها إلا روايات نسبوها إلى أهل البيت لم تثبت بسند صحيح عنهم فضلا عن انقطاع أسانيدها إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ لم تتصل أسانيدها به بأبي هو وأمي فضلا عن تناقض هذه الروايات وتضاربها حتى صرح بهذا التناقض كبار علمائهم أمثال
شيخ الطائفة الطوسي في كتابه تهذيب الأحكام ج1ص2-3 (لا يكاد يتفق حديث إلا وبإزائه ما يضاده و لا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه....)

وقال عالمهم الفيض الكاشاني يصف اختلاف الطائفة في مقدمة الوافي ص9
(تراهم يختلفون في المسألة الواحدة إلى عشرين قولا أو ثلاثين قولا أو أزيد بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها أو في بعض متعلقاتها )

فصدق الله القائل في محكم تنزيله (ولو كان من عند غير الله لو وجدوا فيه اختلافا كثيرا)
بل قال عالمهم السبحاني في كتابه العقيدة الإسلامية ص200
(ومن جانب آخر لا يتجاوز عدد الأحاديث التي وصلت إلينا عن رسول الله حول الأحكام 500 حديث ولا شك أن هذا القدر من الأحاديث الفقهية لا تسد حاجة الأمة المتنامية ولا توصلها إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي )
ومن هنا قال علماء الشيعة (أن الإمامة استمرار للنبوة) قال شيخهم المظفر في عقائد الامامية ص66 : (الإمامة استمرار للنبوة) وعلى هذا كافة علماء المذهب لأنهم يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتمكن من سد حاجة الأمة فجاء الأئمة ليسدوا هذه الحاجة التي خلفها النبي صلى الله عليه وسلم

قال شيخهم كمال الحيدري في كتابه "بحث حول الإمامة" ص269 : (فمن الناحية التاريخية لم تكن المدة التي أمضاها النبي وعاشها بين ظهراني أمته كافية لكي يستوعب بيان القرآن لكل ما تحتاج إليه البشرية في جميع المحاور الأساسية التي ترتبط بوجود الإنسان و تكليفه إلى قيام الساعة)
سبحانك هذا بهتان عظيم تأملوا كلامه هذا إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين المحاور الأساسية فمن ذا الذي غيره يبينها للأمة؟؟؟!!!!

السؤال رقم 7 : يعتقد الشيعة في (الأئمة) أن الملائكة تنزل عليهم وتأتيهم بالأخبار والمغيبات ؟
بوب عالمهم الكليني في أصح كتبهم الكافي في الأصول ج1 كتاب الحجة ص296 دار المرتضى –لبنان (باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار ع) مستدلا بروايات عدة منها
عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول : ما من ملك يهبطه الله في أمر ما ما يهبطه إلا بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر......

الجواب : إن هذه العقيدة الشيعية تتصادم تماما مع ما قرره الإمام في "نهج البلاغة " ج2ص453-454 تحت عنوان "من كلام له ع قاله وهو يلي غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجهيزه " ونصه :
(بأبي أنت وأمي لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والأنباء وأخبار السماء)
فأنت تلاحظ أن الإمام هنا يقرر انقطاع كافة وسائل الاتصال بالسماء بأي وسيلة كانت (من النبوة و الأنباء وأخبار السماء)
وتأمل تعبيره عن ذلك ب(أخبار السماء) فانه أعم من (الوحي) إذ هو شامل للوحي و غيره فانظر تصادم هذه العقائد الشيعية لعقيدة الإمام ع

وان تعجب أخي الحبيب فعجب لعلّامتهم وعلامة جهلهم وضلالهم كمال الحيدري إذ ذكر في كتابه "الراسخون في العلم " ما يناقض تماما هذه العقيدة العلوية إذ جاء في ص447 مؤسسة التاريخ العربي –بيروت : (ولاشك بأن النبوة التي ختمت مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي هي نبوة التبيين لم تنقطع بموته ورحيله عن الدنيا بل استمرت في أشخاص الأولياء أنفسهم الذين أشار إليهم صلوات وسلامه عليه وعليهم وهم الأئمة الاثنا عشر....)
ولعل من المناسب ذكره وقد ذكرنا كلام الحيدري أن نذكر كلام علامتهم الكبير العلامة (المجلسي ) في كتاب الشهير (بحار الأنوار) ج26ص28 إذ قال :

(ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية خاتم الأنبياء ولا يصل إلى عقولنا فرق بين النبوة والإمامة ).......

السؤال رقم 8 : يعتقد الشيعة أن الأئمة خصهم الله بعلم دون سائر الناس....... إذ بوب عالمهم ومؤصل مذهبهم الكليني في أصول الكافي ج1 (باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها ) وغير ذلك كثير ...........
الجواب : إن هذه العقيدة الشيعية التي تظهر أن الله اختص الإمام بعلم دون سائر الناس والتي دخلت عليهم من باب (غلوهم بالأئمة) تتناقض بالكلية مع كلام الإمام في نهج البلاغة ج2ص281 تحت عنوان "من كلام له ع لما اجتمع الناس إليه وشكوا مما نقموه على عثمان......"وموطن الشاهد منه قوله :
(والله ما أدري ما أقول لك ؟
ما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه
انك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه
وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صحبنا.....)
ولا أصرح من كلام الإمام هنا فتأمل قوله (انك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه) فانه صريح الدلالة وواضح العبارة في نقض عقيدة (اختصاص الأئمة بعلم خاص)
فأين ذهبت عقول هؤلاء القوم حتى صاروا يركضون وراء كل ناعق دون أن يمحصوا كلامه ويعرفوا مرامه فلا حول ولا قوة إلا بالله

ويؤخذ أيضا من هذا النص أن علم الإمام إنما هو بالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه له ولغيره من الصحابة بشهادة الإمام هنا (وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله كما صحبنا )
وهذا يبطل عقيدة (الولاية التشريعية) التي يعتقدها الشيعة بالأئمة والتي بموجبها يمنح الإمام حق التشريع كما أن للرسول حق التشريع

قال شيخهم كمال الحيدري : (إن أبواب الولاية التشريعية منحصرة بالأئمة والأنبياء والرسل لا غير......)
فانظر كيف قدم الأئمة بالذكر على الأنبياء والرسل فيأتي كلام الإمام هنا في نهج البلاغة ليهدم عقيدة هذا الحيدري ويدمغه فإذا هو زاهق والحمد لله رب العالمين
وأيضا يؤخذ من كلام الإمام السابق الذكر أن عثمان رضي الله عنه من علماء الصحابة بقوله (ما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه انك.....الخ)

السؤال رقم 9 : نرى أن علماء الشيعة قد وصفوا الأئمة بأوصاف منها على سبيل التمثيل لا الحصر ما ذكره الكليني في أصول الكافي ج1 :
(باب أن الأئمة نور الله عزوجل)
(باب عرض الأعمال على النبي صلى اله عليه وسلم والأئمة ع)
(باب أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا)
(باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم)
(باب أن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء)
(باب إن الله لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه كان شريكه)
(باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار) وغير ذلك من الأبواب وأورد تحت هذه الأبواب عشرات الروايات المنسوبة إلى الأئمة كذبا وزورا
قال عالمهم السيد كاظم الرشتي في مجموع الرسائل ج2رسالة عبد الله بيك الثانية ص239:
(إن جبرائيل ما عرف الله سبحانه إلا بعد أن عرفه إياه علي)

وقال كمال الحيدري في الراسخون في العلم ص219 : (إن لهم –أي الأئمة- أرواحا تعرج إلى السماء وبذلك يعلمون الحقائق التي لا يمكن أن يصل إليها البشر)
وقال أيضا ص112 : (وبذلك سيتضح معنى قسيمية الجنة والنار التي تحقق بها أمير المؤمنين ع ومعنى أخذ الإذن منه وجوازية المرور بإمضاء منه إن شاء منح وان شاء منع)

وقال آية الله العظمى الوحيد الخراساني في كتابه مقتطفات ولائيه ص43 : (إن إمام العصر هو صاحب الإمامة المطلقة أي العلم المطلق والقدرة المطلقة والإرادة المطلقة والكلمة التامة والرحمة الواسعة)
وقال السيد كاظم الرشتي : (بل المدفون في كربلاء والغري وسامراء وعند الكاظميين وعند قبور الأئمة ع إذا كان في حرمهم يسقط عنه عذاب القبر بل ليس بينه وبين الجنة إلا أن يقبض روحه وان كان عليه ذنوب أهل الدنيا.....) أجوبة مسائل الشيخ محمد بن حسين البحراني للرشتي ص 14
وقال الخميني في الأربعون حديثا ص271 عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (ولكن روحه المقدسة كانت تحيط بالملك والملكوت وكان واسطة لإيجاد السموات والأرض)
وقال كاضم الرشتي أيضا عن الإمام المهدي :(بل له الحكم والأمر يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا راد لقضائه ولا مانع لحكمه لأن الله سبحانه أقامه مقامه في سائر عالمه في الأداء .....)أجوبة الشيخ محمد بن حسين بن خلف البحراني للسيد كاضم الرشتي ص32 وغير ذلك كثير

الجواب : سبحانك هذا بهتان عظيم إن هذا الكلام الشنيع لا يمت إلى أهل البيت بصلة ولا ينتمي إلى محبتهم قيد أنملة بل هو محادة لله ورسوله أملاه عليهم منهج الغلو الذي انتهجوه وقد بين الإمام في نهج البلاغة المنهج الشرعي في محبة أهل البيت وموالاتهم وهو خلاف منهج هؤلاء الغلاة إذ قال في ج2ص219 تحت عنوان "ومن كلام له ع للخوارج" :
(وسيهلك في صنفان : محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق وخير الناس فيّ حالا النمط الأوسط فالزموه و الزموا السواد الأعظم فان يد الله مع الجماعة)

فتلاحظ أخي الحبيب أن الإمام هنا قد حكم على هؤلاء الغلاة الكليني والحيدري والخراساني والرشتي وأضرابهم قد حكم عليهم (بالهلاك) لأنهم قد خرجوا عن منهج الاعتدال الشرعي إلى منهج الغلو البدعي فهؤلاء حتى وان كان الحامل لهم على هذا الغلو هو (الحب لأهل البيت) فان هذا لا يشفع لهم عند الله لأنهم قد أتوا بكفر لا يرضاه الله عزوجل لذا حكم عليهم الإمام ب (الهلاك)
ويقابلهم أولئك الذين يؤذون أهل البيت وينصبون لهم العداء وهم الذين يسمون (بالنواصب) وقد مر بنا كلام الإمام بن تيمية في بيان عقيدة أهل السنة في هؤلاء النواصب وبراءتهم منهم وكذلك قال الشيخ بن باز مثل قوله في رسالته المسماة ب (العقيدة الصحيحة) وهي ولله الحمد عقيدة في أهل البيت توارثها علماؤنا كابرا عن كابر
ثم مدح الإمام أوسط الطرفين وهم الذين أحبوا في حدود الضوابط الشرعية فوصفهم الإمام بأنهم (السواد الأعظم ) في الناس والله أعلم

السؤال رقم 10 : نجد أن من عقيدة الشيعة الامامية الاثني عشرية اتخاذ الأئمة وسطاء في دعائهم وعبادتهم لله زاعمين أن هذا من( التوسل المشروع) وأنهم أخذوه عن أهل البيت ع.....الخ؟
الجواب : سبحان الله كيف يزعم هؤلاء أنهم أخذوا هذا عن أهل البيت وهو خلاف ما كان عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه واليك الأدلة :
1-قال في نهج البلاغة ج3ص504 تحت عنوان "ومن وصية له ع للحسن بن علي كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين" :

(واعلم أن الذي بيده خزائن السموات والأرض قد أذن لك في الدعاء وتكفل لك بالإجابة وأمرك أن تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك –ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه-....)
وهذا نص صريح غاية الصراحة في إبطال هذا النوع من الدعاء مما نسمعه اليوم من الكثيرين (أسألك بحق فلان أو بجاه فلان أو بفلان ) ونحو هذا

فقوله (لم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه) يفند تلك الدعاوى القائلة "إنا نستشفع بهم إلى الله ،وإنهم الوسيلة بيننا وبين الله....الخ" ذلك ليبرروا شركهم وعقائدهم الفاسدة وقد رأينا أن كثيرا منهم يخلطون بين التوسل في الدعاء كقول القائل (اللهم إني أسألك بحق فلان أو اللهم اغفر بجاه فلان....الخ) وبين صرف الدعاء لغير الله كقول القائل (يا رسول الله أغثني و يا علي أدركني ....) ونحو ذلك
وبين هذا وذاك فرق شاسع فالأول وان كان خلاف الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه على الصحيح من البدع المحدثة لكنه لا يصل إلى حد الشرك بالله إلا إذا صاحبه اعتقاد من الداعي بأن هذا الذي توسل به في الدعاء يملك نفعا أو ضرا أو نحو ذلك من اعتقاد أهل الشرك والكفران وإلا فالأصل أنه من البدع المحدثة المحرمة
أما الثاني فهو دعاء مباشر لغير الله وشرك محض لا يقبل الله معه صرفا ولا عدلا سواء كان المدعو ملكا مقربا أو نبيا مرسلا أو وليا صالحا أو حجرا أو شجرا ...الخ قال تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقال جل ذكره (إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ) وغير ذلك كثير

قال عالمهم بن ميثم البحراني شارحا كلام الإمام الآنف الذكر : (انه لم يجعل بينه وبين الراغبين إليه حاجبا ولا بوابا لتقدسه سبحانه عن الجسمية والجهة وصفات المحدثات ) شرح نهج البلاغة ج5ص842
ومراد البحراني أن الملك من ملوك الدنيا إنما يحتاج إلى الحجّاب ونحوهم ليخبروه ويعلموه بأخبار رعيته والله جل وعلا منزه عن هذا الجهل وهو عالم الجهر وما يخفى

وقال أيضا : (انه لم يلجئه إلى من يشفع إليه لأن الشفيع إنما يضطر إليه عند تعذر المطلوب من المرغوب إليه إما لبخله أو جهله باستحقاق الطالب والباري تعالى لا بخل فيه ولا منع من جهته وإنما يتوقف فيضه على استعداد الطالب له ولم يجعل سبحانه للراغبين إليه ضرورة إلى الشفعاء.....) ج5ص842
2-قوله في ج1ص189-190 تحت عنوان "من خطبة له ع ...."
(إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فانه ذروة الإسلام وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة واقام الصلاة فإنها الملة وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة وصوم شهر رمضان....وحج البيت...وصلة الرحم...وصدقة السر.....)
فنلاحظ أن الإمام ذكر( أفضل التوسل ) ولم يذكر فيه التوسل (بجاه فلان أو بحق فلان أو بفلان) ونحو ذلك من الأمور المبتدعة بل اقتصر على التوسل المشروع بل

تلاحظ أن الإمام ذكر أمورا مستحبة "كالصدقة" ولم يتطرق إلى "ولاية علي والأئمة" لا من قريب ولا من بعيد مما يدلك على أن هذه العقيدة لم تكن معروفة في أيامهم ولا ذكر لها في أحوالهم
ومما يؤكد ما ذكرت عن هذا الإمام الجليل تأمل أدعيته كدعائه في "الاستسقاء" في نهج البلاغة ج2 ص 238 :
(اللهم إنا خرجنا إليك من تحت الأستار والأكنان.....اللهم فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين...اللهم إنا خرجنا إليك نشكو ما لا يخفى عليك...الخ) وليس فيه ذكر الوسيلة البدعية بل دعاء مباشر بين العبد ومولاه

4-وكذلك دعاؤه إذا لقي العدو محاربا ج3ص475 : (اللهم إليك أفضت القلوب...اللهم قد صرح مكنون الشنآن....اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا......الخ) فتلاحظ المباشرة في الدعاء بين العبد ومولاه ولم يتوسل بأحد في دعائه مع أنه في مقام أحوج ما يكون فيه إلى الأخذ بأسباب قبول الدعاء ولو كان التوسل بالأموات أو بجاههم أو بحقهم أو بحرمتهم سببا لقبول الدعاء لبادر إليه الإمام في دعائه عند لقاء العدو
بل إن قوله (غيبة نبينا ) يدلك بوضوح على أنه قد تقرر عندهم عقيدة عدم اللجوء إلى الأموات أو سؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات ولو كان الميت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لذا لم يتوجه في دعائه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل أخلص توجهه ودعاءه إلى الحي الذي لا يموت والله المستعان

السؤال رقم 11 : يعتقد الشيعة اللجوء إلى الأئمة والى مقاماتهم وقبورهم طلبا لقضاء الحاجات وتفريجا للكربات
قال آية الله العظمى حسين بحر العلوم في كتابه "الثورة الحسينية" ج2ص717 معللا تسمية "العباس " وغيره من أهل البيت ب"باب الحوائج؟؟؟!!!!" : (لما لمسوه من قضاء الحوائج وكشف الغم وبلوغ المراد خصوصا لمن قصد قبره الشريف واستجار به )

وقال آية الله العظمى الخميني في كتابه "الأربعون حديثا" ص159 : (التجئ إلى ولي الأمر وناموس الدهر إمام العصر عجل الله فرجه وبالطبع فانه ينجي الضعفاء والعجزة ويعين المحتاجين) ؟
الجواب : أخي المكرم الحبيب إن هذه العقيدة الشيعية تتناقض مع عقيدة الإمام التي سطرها في ج3 ص508 تحت عنوان "من وصية له ع كتبها للحسن عند انصرافه من صفين"
(وألجئ نفسك في الأمور كلها إلى إلهك فانك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز وأخلص في المسألة لربك فان بيده العطاء والحرمان)
فهذا نص جلي يهدم هذه العقيدة الشركية ويبين بطلانها وفسادها فها هو الإمام يوصي ابنه الحسن بأن يلجأ في أموره كلها صغيرها وكبيرها إلى الله لا إلى القبور والأضرحة والمقامات والأموات لأنه لا يكشف البلاء ويرفعه إلا الله سبحانه
قال تعالى (وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو الآية) وغيره من النصوص القرآنية المحكمة
وقوله في الوصية نفسها :
(فإذا ناديته سمع نداءك وإذا ناجيته علم نجواك فأفضيت إليه بحاجتك أبثثته ذات نفسك وشكوت إليه همومك واستكشفته كروبك واستعنته على أمورك وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره)
فانظر إلى هذه المعاني القرآنية التي تضمنتها هذه الوصية المباركة كقوله
(وإذا ناديته سمع نداءك )
(وإذا ناجيته علم نجواك)
(وشكوت إليه همومك)
(واستكشفته كروبك)
(واستعنته على أمورك) الخ
فانظر إلى عقيدة الإمام القرآنية الصافية ولم يرشده إلى التوجه بدعائه إلى "الأموات" لا إلى "الرسول صلى الله عليه وسلم " ولا إلى "الزهراء".....
بل أرشده إلى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا يكشف الكروب سواه ولا يقضي الحاجات الّاه فهو المغيث والمعين والمعطي والمانع والضار والنافع لا سواه سبحانه

وهذا الإمام زين العابدين يقول في دعائه في دفع كيد الأعداء كما في الصحيفة السجادية رقم49 جاء فيه :
(ووسيلتي إليك التوحيد وذريعتي إني لم أشرك بك شيئا ولم اتخذ معك إلها
وقد فررت إليك بنفسي واليك مفر المسيء ومفزع المضيع لحظ نفسه الملتجئ)

وها هي العقيدة القرآنية يفوح شداها من دعاء هذا الإمام في قوله :
(فإليك أفر ومنك أخاف وبك استغيث وإياك أرجو ولك أدعو واليك الجأ وبك أثق وإياك استعين) من دعائه في الإلحاح رقم 52من الصحيفة السجادية

3-قوله في ج4ص723 من حكم أمير المؤمنين رقم 360 : (قال ع : إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سل حاجتك فان الله أكرم من أن يسأل حاجتين : فيقضي إحداهما ويمنع الأخرى)
أخي الحبيب إن قول الإمام هنا فصل في هذه المسألة لا ريب فيه إذ أرشد السائل أن يلجأ بسؤال حاجته إلى الله ويتوجه إليه بالدعاء ولم يرشده إلى التوجه بالإمام أو الاستشفاع به كما يزعمون بل أرشده إلى البدء بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سؤال الحاجة من الله سبحانه والمقام هنا مقام بيان وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز وقد صح عندنا أهل السنة والجماعة "أن الدعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " أو كما قال صلى الله عليه وسلم فأين اللجوء إلى القبور والاستعانة بالأموات من هذه العقيدة الصافية

4-قوله في ج2ص247 تحت عنوان "من كلام له ع قبل موته" وفيه (وإنما كنتم جارا جاوركم بدني أياما وستعقبون مني جثة خلاء ساكنة بعد حراك وصامتة بعد نطق.....)
فها هو الإمام يقرر أنه عند موته سيكون (جثة خلاء) أي لا روح فيها فهل من العقل أن تدعى جثة خاوية من الروح ويعلق بها قضاء الحاجات وتفريج الكربات
قال البحراني شارحا : (خالية لا روح فيها ولا حراك قد أفقرت من تلك المعاني المعهودة لكم من العقل والنطق والقوة.....)
أخي الحبيب ألا تأملت هذه النصوص الربانية من هذا الإمام الجليل ومخالفتها لهذه العقيدة الشيعية........
يا من غايتك سلوك جادة أهل البيت أيهما أولى بالإتباع هذه العقيدة العلوية القرآنية أم علماء هذا المذهب وأصوله وعقائده الفاسدة؟!

أخي الحبيب هل تستوي هذه العقيدة الشيعية وعقيدة الإمام السجاد التي جاءت في الصحيفة السجادية في دعائه عند الفزع وفيها :
(اللهم إني أخلصت بانقطاعي إليك وأقبلت بكلي عليك وصرفت وجهي عمن يحتاج إلى رفدك......
ورأيت أن طلب المحتاج إلى المحتاج سفه من رأيه وضلة من عقله فكم قد رأيت يا الهي من أناس طلبوا العز بغيرك فذلوا وراموا الثروة من سواك فافتقروا.......
فأنت يا مولاي دون كل مسؤول موضع مسألتي ودون كل مطلوب إليه ولي حاجتي.......
لا يشركك أحد في رجائي ولا يتفق أحد معك في دعائي ولا ينظمه وإياك ندائي.....)
فتأمل قول الإمام (لا يشركك أحد في رجائي ولا يتفق أحد معك في دعائي ولا ينظمه وإياك ندائي )
وقال أيضا في دعائه للأضحى والجمعة جاء فيه :
(فاني لم اصب خيرا قط إلا منك ولم يصرف عني سوءا قط احد غيرك ولا أرجو لأمر آخرتي ودنياي سواك
اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده ونوافله وطلب نيله وجائزته فإليك يا مولاي كانت اليوم تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي...)
وقوله في مناجاته لربه ومولاه من الصحيفة المناجاة الرابعة :
(كيف أرجو غيرك والخير كله بيدك وكيف أؤمل سواك والخلق والأمر لك أأقطع رجائي منك وقد أوليتني ما لم اسأله من فضلك أم تفقرني إلى مثلي وأنا اعتصم بحبلك)
أيتفق هذا مع ما نسمعه اليوم من الشيعة علمائهم وعوامهم من استغاثة بغير الله ودعاء لغير الله وشد الرحال إلى الأموات يسألونهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات ؟


السؤال رقم 12 : يعتقد الشيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بأهل البيت وأن هذه الوصية دليل أحقيتهم بالخلافة من بعده ؟
الجواب : لقد نقض الإمام هذه الفرية وأبطل هذا الاستدلال في نهج البلاغة ج1 ص92 تحت عنوان "من كلام له ع في معنى الأنصار " ونصه :
(قالوا لما انتهت إلى أمير المؤمنين ع أنباء السقيفة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ع : ما قالت الأنصار ؟ قالوا قالت :" منا أمير ومنكم أمير" قال ع : "فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله وصى بأن يحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم
قالوا : وما في هذا من الحجة عليهم ؟ فقال ع : لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصية بهم "....)
فتلاحظ أن الإمام هنا قرر قاعدة عظيمة وأصلا نافعا في هذا الباب وهو :

(لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصية بهم)
هكذا رد الإمام على مقالة الأنصار وبكلام الإمام هذا نرد على الامامية الاثني عشرية دعواهم في إمامة الاثني عشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بأن النبي قد أوصى بأهل بيته خيرا
كما في صحيح مسلم "أذكركم الله في أهل بيتي"
وكذا حديث "كتاب الله وعترتي" –إن سلمنا جدلا بصحته- وعجبا لشيخهم كاشف الغطاء إذ عزا حديث العترة هذا إلى "صحيح مسلم" في كتابه "أصل الشيعة وأصولها" فأين المصداقية يا علماء الحوزة؟!
وقد جاء حديث مسلم مبينا ومفصلا حديث العترة بأن المراد به محبتهم ومودتهم وإكرامهم كما كان الصحابة يفعلون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم عملا بوصيته
وليس المراد بحديث "وعترتي" أن تكون لهم مرجعية كمرجعية القرآن فان هذا المعنى غير مراد أصلا لأنه خلاف ما قرره الله في كتابه سبحانه إذ جعل المرجعية عند النزاع لله وللرسول –كتابا وسنة- قال تعالى "فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر الآية"
فالرد إلى الله الرد إلى كتابه والرد إلى الرسول الرد إلى سنته كما فسره بذلك علي بن أبي طالب في نهج البلاغة ج2ص216

إذا العاصم من الضلال والنزاع والاختلاف بنص القرآن هو الرد إلى الكتاب والسنة لا غير وهذا ما قرره علي بن أبي طالب رضوان الله عليه في وصيته التي مرت بنا "قبل موته " في نهج البلاغة ج2 ص247 إذ قال فيها :
(أما وصيتي فالله لا تشركوا به شيئا ومحمد صلى الله عليه وسلم فلا تضيعوا سنته أقيموا هذين العمودين وأوقدوا هذين المصباحين وخلاكم ذم.....) أي لا ذم عليكم بعد الكتاب والسنة فأين مرجعية العترة؟!
ألا يرضى هؤلاء القوم بعلي بن أبي طالب حكما ؟! فها هو يقرر ما قرره القرآن من قبل في مرجعية الكتاب والسنة
قال العالم الشيعي بن ميثم البحراني في شرح نهج البلاغة عند سوقه لحديث "كتاب الله وعترتي" : (فالمراد إذن الوصية بإكرامهم ومحبتهم وتعظيمهم كما يكرم القرآن بالمحبة والتعظيم) ج2ص351 مكتبة فخراوي المنامة

وقال البحراني أيضا عقب سوقه لكلام الإمام السابق الذكر"لو كانت الإمامة فيهم...الخ" :
(وتقريرها أنه لو كانت الإمامة حقا لهم لما كانت الوصية بهم لكنها بهم فليست الإمامة لهم بيان الملازمة أن العرف قاض بأن الوصية والشفاعة ونحوها إنما تكون إلى الرئيس في حق المرؤوس من غير عكس.....) ج2ص293 شرح نهج البلاغة للبحراني

السؤال رقم 13 : يعتقد الشيعة أن الصحابة قد كفروا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم كلهم كفار إلا ثلاثة أو أربعة
قال عالمهم نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية ج1ص64 : ( قال عليه السلام : ارتد الناس كلهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا أربعة سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار) ثم قال الجزائري بعده : (وهذا مما لا إشكال فيه)

وقال آية الله العظمى محمد الوحيدي في كتابه "إحقاق عقائد الشيعة" ص108 : (إن حديث ارتداد الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث المعتبرة المتواترة)
وقال العالم الشيعي يوسف البحراني ج4ص39 في الدرر النجفية : (قد استفاضت الأخبار بكفر المخالفين ونصبهم و شركهم وأن الكلب واليهودي خير منهم......) وهذا تكفير شامل لكل من خالف مذهب الامامية منذ خلافة الصديق إلى يومنا هذا

الجواب : إن هذه العقيدة الفاسدة في خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما كان يعتقده علي بن أبي طالب ع في هذه الثلة المباركة واليك الأدلة :
قال في نهج البلاغة ج1ص82-83 :
(ولقد كنا مع رسول الله نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا ما يزيدنا إلا إيمانا وتسليما.....
فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر حتى استقر الإسلام ملقينا جرانه ومتبؤا أوطانه ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود ولا اخضر للإيمان عود...)
فانظر كيف يزكي علي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاكرا جهادهم وتفانيهم في نصرة دينهم حتى قتل الابن أباه والأب ابنه والأخ أخاه إيمانا بالله وتصديقا لرسوله صلى الله عليه وسلم
وشهادته لهم بالصدق في ذلك حتى أنزل عليهم نصره وفتحه فاستقر الإسلام وبلغ ما بلغ وأنهم لم يألوا جهدا في ذلك وكلامه هذا كان في( صفين) كما قال ذلك البحراني في شرحه للنهج ج2ص274
وقال البحراني شارحا : (بيان لفضله وكيفية صنيعه هو وسائر الصحابة في الجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لغرض قيام الإسلام وظهور أمر الله... وأن أحدهم كان يقتل أباه وولده طلبا لرضا الله وذبا عن دينه ثم لا يزيده ذلك إلا إيمانا وتسليما لقضائه....)ج2ص274من شرح النهج

قوله في ج1ص162 :
(لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى أحدا منكم يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم ومادوا كما يميد الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاءا للثواب)
انظر كيف يخاطب (أهل الكوفة) ممن زعموا التشيع له بدلالة ما قبله (يا أهل الكوفة منيت منكم بثلاث صم ذو أسماع....)
فانظر كيف يصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأوصاف بيانها لا يحتاج إلى بيان فتأمله وتأمل ما تحمله كتب الشيعة من غثاء وأكاذيب في حق الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كما سبق وأن نقلناه عنهم في أول حديثنا من تكفيرهم ولعنهم والوقيعة فيهم
فأين المتشيعون لعلي بن أبي طالب من هذه النصوص المباركة ؟!

قوله في ج2ص371 من خطبة تسمى "القاصعة" :
(وإنكم إن لجأتم إلى غيره حاربكم أهل الكفر ثم لا جبرائيل ولا ميكائيل ولا "مهاجرون ولا أنصار" ينصرونكم......)
فهذه شهادة من هذا الإمام الجليل (للمهاجرين والأنصار) بنصرتهم لله ورسوله كما وصفهم الله في قوله تعالى (وينصرون الله ورسوله)
إن هذه النصوص المباركة وغيرها تتلاءم وتتفق مع الموقف القرآني من الصحابة إذ مدحهم الله وزكاهم وبرأهم من الكفر والنفاق فقال في حقهم في سورة التوبة :

(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه....)
وقوله تعالى في سورة الأنفال (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين ءاووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم )

وقوله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه....الآية)
فنلاحظ أن هذه الآيات زكتهم من الكفر والنفاق لأن الله زكى ظاهرهم وباطنهم فقوله تعالى (أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا)هذه تزكية للظاهر
وقوله تعالى (يبتغون فضلا من الله ورضوانا) هذه تزكية للباطن الذي لا يطلع عليه إلا عالم السر وأخفى لذا قال عنهم سبحانه في سورة الأنفال (أولئك هم المؤمنون حقا) وغير من الآيات كثير
فأين هذا الموقف العلوي القرآني من معتقد الشيعة الامامية الاثني عشرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

السؤال رقم 14 : يعتقد الشيعة في أبي بكر وعمر أنهما من أئمة الكفر والضلال وأنهما (الجبت والطاغوت) وغير ذلك
قال عالمهم نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية ج1ص108 دار الكوفة :
(وفي الأخبار ما هو أغرب من هذا وهو أن مولانا صاحب الزمان إذا ظهر وأتى المدينة أخرجهما من قبريهما فيعذبهما على كل ما وقع في العالم من الظلم المتقدم على زمانيهما كقتل هابيل قابيل وطرح إخوة يوسف له في الجب ورمي إبراهيم في نار نمرود وإخراج موسى خائفا يترقب وعقر ناقة صالح وعبادة من عبد النيران فيكون لهما الحظ الأوفر من أنواع ذلك العذاب )
وقال عالمهم السيد كاظم الرشتي في حديثه عن (المهدي) : (ثم يتوجه روحي فداه إلى المدينة ويخرج الجبت وطاغوت هذه الأمة من قبريهما فيصلبهما) أصول العقائد للسيد كاظم الرشتي ص171تحت عنوان (ظهور الإمام)
الجواب : إن هذه العقيدة الشيعية لا تتفق البتة مع كلام أمير المؤمنين في نهج البلاغة في موقفه من الرجلين
فقد زكى خلافة الشيخين وشهد لها بالشرعية كما تقدم من كلامه : (انه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان...إلى قوله إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا)

وكذلك شهد بحسن خلافتهما وأنهما كانا يعملان بالحق في أيامهما كما في قوله ج2ص281 :
(وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بعمل الحق منك .....) من كلام له يخاطب فيه عثمان تحت عنوان "من كلام له ع لما اجتمع الناس إليه وشكوا مما نقموه على عثمان...."
قال العالم الشيعي محمد جواد مغنيه في كتابه "في ظلال نهج البلاغة" ج3ص33 : (فلقد استطاعا بسيرتيهما في الخلافة أن يحظيا عبر التاريخ بالرضا من أكثر المسلمين)

وقال العالم الشيعي محمد كاشف الغطاء في كتابه "أصل الشيعة وأصولها" ص123-124 : (وحين رأى أن الخليفتين –أعني الأول والثاني- بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ولم يستأثرا ولم يستبدا بايع وسالم)
وكذلك قوله عن عمر في نهج البلاغة ج2ص446 : (لله بلاء فلان فقد قوم الأود وداوى العمد خلف الفتنه وأقام السنة ذهب نقي الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرها أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه....)

وقد ذهب ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة إلى أن المراد ب (فلان) هو عمر بن الخطاب رضوان الله عليه
وقال أيضا –أي ابن أبي الحديد- : (وقد وجدت النسخة التي بخط الرضي أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر) شرح النهج ج12ص3

وقال العالم الشيعي محمد جواد مغنيه في كتابه "في ظلال نهج البلاغة" :
(قيل المراد بفلان أبي بكر وقيل عمر وهو الأشهر)

وقد حاولت الأقلام الحاقدة طمس هذه الحقيقة فحذفت كلمة (عمر) واستبدلتها ب(فلان) ابتغاء الفتنة وابتغاء تشويه تلك العلاقة العظيمة والحميمة بين هذين الإمامين الجليلين والتي تمخض عنها تلك المصاهرة المباركة التي ألقمت تلك الأفواه البغيضة الحجر المتمثلة بزواج سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه من السيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهذا الزواج ثابت في أمهات المصادر الاماميه كالكافي للكليني والتهذيب للطوسي وكذلك الاستبصار له أيضا وغيرها من المصادر الامامية لا يسع المجال لذكرها
قال ابن أبي الحديد كما نقل هذا عنه البحراني شارح نهج البلاغة :
(إن ظاهر الأوصاف المذكورة في الكلام يدل على أنه أراد رجلا ولي أمر الخلافة قبله لقوله : قوم الأود وداوى العمد ولم يرد عثمان لوقوعه في الفتنة....ولا أبا بكر لقصر مدة خلافته وبعد عهده عن الفتن فكان الأظهر أنه أراد عمر)
وقد رجح العالم الشيعي البحراني أن المراد (أبو بكر)..........
أما نحن فنقول سواء كان المراد (أبابكر أو عمر) فان هذا الثناء العظيم والمدح الجزيل والتزكية البالغة بهذه الأوصاف العظيمة : "قوم الأود وداوى العمد" ، "أصاب خيرها وسبق شرها" ، "ذهب نقي الثوب قليل العيب"
إن هذا الموقف من علي رضي الله عنه سواء كان المراد به أبا بكر أو عمر يتنافى تماما مع العقيدة الشيعية في (الشيخين)
ومن الدلائل على مكانة الخلفاء الثلاثة عند علي أنه سمى ثلاثة من أبنائه ب(أبي بكر وعمر وعثمان) كما نقل ذلك العالم الشيعي عباس القمي في منتهى الآمال ونعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية ج1ص266دار الكوفة

ومن المتأخرين عالمهم آية الله العظمى حسين بحر العلوم في كتابه (الثورة الحسينية) ج2 تحت عنوان "طليعة شهداء أهل البيت" فذكر : أبو بكر بن علي ، عمر بن علي ،عثمان بن علي وغيرها من المصادر الشيعية
ومن النصوص التي أثارت أفكاري ولفتت انتباهي تلك التي تكشف وتبين قرب علي من عمر والشورى والنصيحة التي كانت بينهما كما في ج2ص229 تحت عنوان "ومن كلام له ع وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزوة الروم بنفسه" فقال له علي :
(انك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم
ليس بعدك مرجع يرجعون إليه فابعث إليهم رجلا محربا واحفز معه أهل البلاء والنصيحة فان أظهر الله فذاك ما تحب وان تكن الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين )
فانظر إلى حرص (علي) على خليفة المسلمين عمر بن الخطاب وتأمل قوله : (ليس بعدك مرجع يرجعون إليه) وهذا خلاف عقيدة الشيعة في مرجعية المعصوم
وكذلك قوله : (فان أظهر الله فذاك ما تحب) تزكية لعمر في حبه لنصرة الإسلام وأهله لا كما تصفه الأقلام الحاقدة المأجورة والألسنة السبئية المسعورة

وكذلك في قتال الفرس! فقد جاء في نهج البلاغة ج2ص241 تحت عنوان "ومن كلام له ع وقد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه" جاء فيه واصفا مكانة الخليفة :
(ومكان القيم بالامر مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمه فإذا انقطع النظام تفرق الخرز وذهب ثم لم يجمع بحذافيره أبدا والعرب اليوم وان كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالاجتماع فكن قطبا واستدر الرحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب
فانك إن شخصت من هذه الأرض انتفضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم مما بين يديك
إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا : "هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم" فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك....)

بالله عليكم أيها الشيعة أعملوا عقولكم قليلا !
ما هذا الحرص من علي بن أبي طالب على عمر بن الخطاب ؟
أكل هذا الحرص على رجل كسر ضلع فاطمة الزهراء وأسقط جنينها واغتصب الخلافة منه وفعل ما فعل ؟
أليست هذه فرصة مؤاتية لعلي كي يتخلص من هذا (الكافر) ويخلص الأمة منه؟!!!
بل يصفه ب(المرجع)ويصفه ب(القطب من الرحى )فأين ذهبت تلك الشقشقية المكذوبة على علي ؟؟!
وان كان الإمام قد فند هذه الشقشقية من قبل في قوله : (إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا)

فدل هذا النص المحكم منه رضي الله عنه على أن الإمامة بالشورى لا بالنص كما يزعم الشيعة هداهم الله
هذا فهم علي بن أبي طالب وذاك فهم علماء الحوزة , فأي الفهمين تقدم أيها الشيعي ؟!
والذي يبطل هذه الشقشقية وينصر النص الثاني (إنما الشورى للمهاجرين والأنصار...الخ) هو الميزان العدل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه –القرآن- كما أوصى بذلك الإمام الصادق عند تعارض الروايات

فأنت ترى أن لا نص محكم من كتاب الله في هذه الإمامة المزعومة في حين نرى أن النصوص القرآنية المحكمة قد قررت مبدأ الشورى كما في قوله تعالى في معرض مدح أهل الإيمان : (وأمرهم شورى بينهم)
قال العالم الشيعي عبد الله شبر في تفسيره : (أي ذو تشاور –بينهم- لا يقدمون عليه حتى يتشاوروا فيه)
وقال عالمهم الفيض الكاشاني : (تشاور بينهم ولا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون

السؤال رقم 14 : يعتقد الشيعة (كفر عثمان) –رضي الله عنه وأرضاه- وأنه من أئمة الضلال كما وصفه بذلك-على سبيل المثال- عالمهم نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية ج4ص183 وشهرة هذا عند القوم يغني عن كثرة الاستدلال له

الجواب : نعوذ بالله أن يوصف بهذه الأوصاف رجل ارتضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجا لابنتيه رقية وأم كلثوم وهذه العقيدة الشيعية في عثمان خلاف عقيدة علي بن أبي طالب فقد جاء في نهج البلاغة ج2ص281 :
(ووالله ما أدري ما أقول لك ؟ ما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه انك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله كما صحبنا وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بعمل الحق منك
وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره ما لم ينالا)
فها هو يشهد له بأمور منها :
صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
علمه رضي الله عنه وأرضاه
قال البحراني في شرح نهج البلاغة ج3ص548 : (فاثبت له منزلته من العلم : أي بأحكام الشريعة والسنن المتداولة بينهم في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم والظهور على كل ما ظهر عليه منها من مرئي ومسموع والصحبة المماثلة لصحبته....)
مصاهرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه رد على من أنكر بنوة النبي صلى الله عليه وسلم لرقية وأم كلثوم وزعم أنهما ليستا ابنتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك ذكر قرابته لرسول الله إذ عثمان أقرب نسبا إلى رسول الله منهما

السؤال رقم 15 : يعتقد الشيعة أن عثمان قتل ظالما فضلا عن كونه كافرا وأنه كان يستحق القتل وأن عليا ترك القصاص من قتلة عثمان رضا منه بقتله.....
الجواب : إن هذه العقيدة هي خلاف ما كان عليه علي بن أبي طالب ولبيان موقف الإمام من قتل عثمان نستعرض ما جاء في نهج البلاغة ج2ص292-293 تحت عنوان "من كلام له ع بعد ما بويع بالخلافة وقد قال له قوم من الصحابة –لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان – " فقال :
(يا أخوتاه إني لست أجهل ما تعلمون ولكن كيف لي قوة والقوم المجلبون على حد شوكتهم يملكوننا ولا نملكهم؟
وهاهم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم والتفت إليهم أعرابكم وهم خلالكم يسومونكم ما شاءوا
وهل ترون موضعا لقدرة على شيء تريدونه ؟ وان هذا الأمر أمر جاهلية وان لهؤلاء القوم مادة.........
فاصبروا حتى يهدأ الناس وتقع القلوب مواقعها وتؤخذ الحقوق مسمحة فاهدؤوا عني وانظروا ماذا يأتيكم من أمري ولا تفعلوا فعلة تضعضع قوة وتسقط منة وتورث وهنا وذلة)

نص عظيم من إمام عظيم يرد به على هؤلاء الروافض ويدافع فيه عن نفسه ويبين موقفه بوضوح ونستنتج منه أمور منها :
اعترافه بمظلومية عثمان لأنه طلب تأجيل القصاص حتى تهدأ الأمور ولو كان عثمان مستحقا للقتل لما استحق أحد القصاص

وكذلك يدل على هذا أنه رد على من طالبه من الصحابة بالقصاص من قتلة عثمان بقوله :
(إني لست أجهل ما تعلمون ) أي من مظلومية عثمان ووجوب القصاص من قتلته لكنه اعتذر بأن القوم الذين أجلبوا عليه وقتلوه لهم شوكة وصفها علي ب(يملكوننا ولا نملكهم)

وكذا قوله (وهل ترون موضعا لقدرة على شيء تريدونه؟)

وقوله (إن لهؤلاء مادة)
فنلاحظ أنه لم يعتذر لهم بأن عثمان صنع أمورا يستحق عليها القتل وأنه ظلم أو فعل ما فعل بل اعتذر بكثرة القتلة فكان علي يخشى إن بادر إلى القصاص أن يحدث هؤلاء فتنة أخرى فيتسع الخرق على الراتق وتخرج الأمور عن السيطرة فطلب من الصحابة (الصبر) كما في قوله
(فاصبروا حتى يهدأ الناس وتقع القلوب مواقفها وتؤخذ الحقوق مسمحة فاهدؤوا عني وانظروا ماذا يأتيكم من أمري)

2-إن قتلة عثمان لم يكونوا من الصحابة كما يزعم الروافض بل إن الصحابة هم الذين طالبوا عليا بالقصاص من القتلة كما في هذا النص بل قتلته هم (العبدان و الأعراب) كما في قول علي (وثارت معهم عبدانكم والتفت إليهم أعرابكم)
3-إن معاوية وطلحة والزبير وعائشة لم يكونوا وحدهم في طلب القصاص بل طالب بذلك غيرهم من الصحابة وألحوا في ذلك كما في هذا النص (هل ترون موضعا لقدرة على شيء تريدونه) إذا كانوا يريدون القصاص وقوله : (فاهدؤوا عني) وقوله (فاصبروا حتى يهدأ الناس) وقد شهد شاهد من أهلها على كلامنا هذا
فهذا عالمهم البحراني يقول : (أما أحداث عثمان فلم تنته في نظر علي ع إلى حد يستحق بها القتل وإنما استحق في نظره أن ينبهه عليها) ج2ص228 من شرح نهج البلاغة للبحراني

وقال أيضا : (واعلم أن هذا الكلام اعتذار منه ع في تأخير القصاص عن قتلة عثمان وقوله "إني لست أجهل ما تعلمون" دليل على أنه كان ذلك في نفسه وحاصل هذا العذر عدم التمكن كما ينبغي....ومع تحقق هذه الحال لا يبقى له موضع قدرة على شيء من أحدهم...)ج3ص557
وقال أيضا : (وقوله "فاهدؤوا عني وانظروا ماذا يأتيكم به من أمري" دل على ترصده وانتظاره للفرصة من هذا الأمر ثم خوفهم من الاستعجال بفعل يضعف شوكة الدين ويورث وهنه فانه لو شرع في عقوبة الناس والقبض عليهم لم يؤمن من تجدد فتنة أخرى أعظم من الأولى وهو غالب الظن فكان الأصوب في التدبير والذي يقتضيه العقل والشرع الإمساك إلى حين سكون الفتنة....) ج3ص556-557
السؤال رقم 16 : هل رضي علي رضوان الله عليه بقتل عثمان أو سعى في ذلك بوجه من الوجوه كما يزعم البعض ؟
الجواب : إن هذا الكلام الفاسد فنده الإمام أيما تفنيد في نهج البلاغة ج3ص593 تحت عنوان "من كلام له ع إلى معاوية " وفيه :
(فطلبتني بما لم تجن يدي ولا لساني )
فكل من زعم أن عليا قال قولا أو فعل فعلا يقدح فيه بعثمان أو يؤلب عليه أو يدعو إلى قتله فقد كذب على علي بشهادة علي هذه

وكذلك قوله في ج3ص446 تحت عنوان "من كتاب له إلى معاوية " وفيه :
(لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان )

وكذلك أعلن الإمام براءته من دم عثمان في ج3 ص595 تحت عنوان "من كتاب له ع كتبه إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين " وفيه : (ونحن منه براء) أي -دم عثمان-
السؤال رقم 17 : هل كان معاوية يسعى من وراء قتاله لعلي للخلافة أو للسلطة ؟
الجواب : لم يكن شيء من ذلك قط بل إن الخلاف إنما كان على (دم عثمان) حصرا واليك ما يدل على هذا إذ جاء في نهج البلاغة ج3ص595 تحت عنوان "ومن كتاب له ع كتبه إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل الشام"
(وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله صلى الله عليه وسلم ولا يستزيدوننا الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء....)
والشاهد قوله (الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء) فها هو الإمام يبرئ معاوية من إرادته أو طمعه في الخلافة بل حصر الإمام الخلاف مع معاوية في قضية واحدة وهي (دم عثمان) لا غير ومما يستحسن ذكره والتنبيه عليه في هذا المقام أمور منها :
إن الصحابة رضوان الله عليهم ومنهم معاوية قد اتفقوا على أن عليا رضي الله عنه خير من تضرب إليه أكباد الإبل بالخلافة بعد عثمان وأنه أحق الناس بالبيعة يومئذ
إن الصحابة رضوان الله عليهم ومنهم علي قد اتفقوا على مظلومية عثمان رضي الله عنه وأن قاتليه كانوا بغاة ظلمة
إن الصحابة رضوان الله عليهم ومنهم علي قد اتفقوا على وجوب القصاص من قتلة عثمان.......
وإنما وقع الخلاف في جزئية معينة ألا وهي (تأجيل هذا القصاص) وهذا ما جنح إليه علي رضي الله عنه لأسباب مر ذكرها من ضعف الدولة يومئذ واضطراب الأمور بعد مقتل عثمان وشوكة قاتليه وكثرتهم فكان يرى تأجيل القصاص إلى أن تستتب الأمور وكان رأيه الأقرب إلى الحق والصواب كما يرى ذلك أهل السنة والجماعة
في حين رأى مخالفوه ومنهم معاوية أن (لابد من القصاص قبل البيعة) ولم يكن معاوية يشك طرفة عين في أفضلية علي وأحقيته بالخلافة آنذاك
بل إن الصحابة أعني عليا ومن معه وعائشة وطلحة والزبير كادوا أن يتفقوا وتحسم الأمور دون قتال إذ لا خلاف بينهم على أصل المسألة كما بينا وبات المعسكران على خير حال وبات قتلة عثمان من الخوارج على شر حال وقال قائلهم :
والله ما اصطلح القوم إلا على دمائنا فتعالوا نغير على معسكر طلحة والزبير حتى إذا رأونا قالوا :
غدر علي فيشتبك الطرفان وهذا ما جرى وخرج الأمر عن سيطرة الصحابة من الطرفين وأريقت دماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأت أيام الفتن فلا حول ولا قوة إلا بالله


السؤال رقم 18 : هل يلزم من كلام الإمام في النص السابق (إيمان معاوية) ومن معه من أهل الشام وهذا يتصادم تماما مع العقيدة التي ترى كفر المهاجرين والأنصار فضلا عن معاوية وغيره ؟!
الجواب : بل هو نص محكم قاطع من هذا الإمام دال على إيمان معاوية ومن معه من أهل الشام صريح في نقض العقيدة الشيعية القائمة على كفر من يسمونهم ب(المخالفين) تارة و (النواصب) تارة أخرى وهم الذين لا يعتقدون بعقيدة (الإمامة ) المزعومة التي ما أنزل الله بها من سلطان.....
فقد فند الإمام بكلامه هذا هذه العقيدة وأبطلها إذ شهد لألد خصومه ومخالفيه من وجهة النظر الامامية وهو (معاوية) رضي الله عنه ومن معه من أهل الشام بالإيمان وأن أمرهم فيه واحد وأن خلافه مع معاوية لم يكن خلاف عقيدة أو خلاف كفر وإسلام كما يصوره الشيعة وإنما الخلاف كان على مقتل الشهيد عثمان رضي الله عنه وأرضاه....
فأين أولئك الذين تاجروا بتلك الخلافات واتخذوها ذريعة لتكفير أمة الإسلام واستباحة دمها ومالها وعرضها كما نقل عالمهم الطبرسي في كتابه-الاحتجاج- (الإجماع) على كفر من أخل بعقيدة الإمامة....

وقال عالمهم المفيد في كتابه أوائل المقالات ص44 :
(واتفقت الامامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار)

وقال عالمهم يوسف البحراني كما مر بنا : (استفاضت الأخبار بكفر المخالفين ونصبهم وشركهم وأن الكلب واليهودي خير منهم ) الدرر النجفية
بل صرح عالمهم الخميني بإباحة أموالهم للشيعة إذ قال ما نصه :
(والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه.....) تحرير الوسيلة ج1ص352
وتأمل أخي الحبيب قوله (أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان) سواء بالقتل أو بالنهب أو بأي وسيلة أخرى
و(الناصبي) عندهم هو كل من قدم على علي رضي الله عنه غيره وان كان محبا لأهل البيت رضوان الله عليهم وهذا ما حققه علامتهم الجزائري في (الأنوار النعمانية) وقد ذكر هناك أيضا استباحة دمائهم وأخذ أموالهم ومن كلامه هناك في ج2ص212 دار الكوفة ,بيروت :
(وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين وكان من خواص الشيعة فأمر غلمانه وهدموا سقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريبا فأراد الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل إلى مولانا الكاظم ع فكتب ع إليه جواب كتابه بأنك لو كنت تقدمت إلي قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم وحيث انك لم تتقدم إلي فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس والتيس خير منه) ثم تعقبه الجزائري بقوله :
(فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر وهو كلب الصيد فان ديته عشرون درهما ولا دية أخيهم الأكبر اليهودي أو المجوسي فإنها ثمانمائة درهم وحالهم في الآخرة أخس وأنجس)
وقال شيخهم حسين العصفور في كتابه المحاسن النفسانية ص145 في تحقيق معنى الناصب :
(وأما تحقيق الناصب فقد كثر فيه القيل والقال واتسع فيه المجال والتعرض للأقوال وما يرد عليها وما يثبتها ليس هذا محله بعدما عرفت كفر مطلق المخالف فما أدراك بالناصب والذي جاء فيه الآيات والروايات أنه المشرك والكافر بل ما من آية من كتاب الله فيها ذكر الشرك إلا كان هو المراد منها والمعني بها ) إلى أن قال :
(وأما معناه الذي دلت عليه الأخبار فهو ما قدمناه هو تقديم غير علي عليه السلام )

أخي الحبيب إذا كان هذا صنيع (خواص الشيعة) فكيف بمن هو دونهم ؟!!

وقال الجزائري أيضا ج2ص191 : (إنا لم نجتمع معهم على اله ولا على نبي ولا على إمام وذلك أنهم يقولون إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا ) إلى أن بلغ موطن الشاهد فقال :
(ولعلك تقول أن مخالفينا يزعمون أنهم لا يبغضون عليا وهذا زعم باطل وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن علامة بغض علي تقديم غيره وتفضيله عليه وكل مخالفينا قد قالوا بهذا........) ج2ص117
ومراده من هذا الكلام أن (النواصب) هم أولئك الذين يقدمون أبا بكر وعمر وعثمان على علي في الخلافة وان كانوا من أشد الناس حبا لعلي بن أبي طالب وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين
يتبين لك أخي القارئ الكريم من نقولات وأقوال علماء هذا المذهب أن عقيدة هؤلاء خلاف العقيدة التي كان يعتقدها علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقد شهد لمعاوية وأهل الشام بالإيمان مع قتالهم له وخلافهم معه ومن قبل قد شهد للخوارج بالإسلام مع أنهم كانوا يعتقدون عقيدة بكفره –وحاشاه- رضي الله عنه
فأين عقولكم أيها الشيعة ؟ وأي عقيدة هذه التي تعتقدون ؟!

السؤال رقم 19 : يعتقد الشيعة في (أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها) أنها قد انقطعت حرمتها بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها كافرة بل رموها بالفاحشة......
أورد عالمهم الفيض الكاشاني في تفسيره –الصافي- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى عليا على نسائه وأوكله عليهن وفوض أمرهن إليه أن من عصت منهن طلقها وأسقطها من شرف الأمومة .....
وممن رماها بالفاحشة عالمهم علي بن إبراهيم القمي في تفسيره لقوله تعالى (امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما )ففسر–الخيانة- ب-الفاحشة- معرضا بالصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها

وكذلك عالمهم رجب البرسي في كتابه –مشارق أنوار اليقين-اذ رماها هناك ب-الخيانة- ألا لعنة الله على الظالمين...........
بل قال عالمهم التوسيركاني في لآلئ الأخبار ج4ص92 : (اعلم أن أشرف الأمكنة الأوقات والأحوال وأنسبها للعنهم-عليهم اللعنة- إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مرارا بفراغ من البال : اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ثم عثمان وعمر.....اللهم العن عائشة وحفصة....)
وقال عالمهم محمد حسين الشيرازي القمي في كتابه "الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين" ص615-627
(مما يدل على إمامة الأثني عشر أن عائشة كافرة مستحقة للخلود في النار....
وكل من قال بإمامة الأثني عشر قال باستحقاقها اللعن والعذاب)

وقال عالمهم يوسف البحراني في الشهاب الثاقب ص130
(فهل لعائشة ومعاوية عليهما اللعنة مزية وفضل........)


الجواب : نعوذ بالله من هذا الكفر....أين ذهبت عقولكم أيها الشيعة ؟ ألم تقرؤوا قوله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) ؟
ألم تقرؤوا قوله تعالى (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ) فهل يقر الله في حجر نبيه كافرة أو فاجرة ؟
إن هذه العقيدة الكفرية قد نقضها الإمام في نهج البلاغة ج2ص262 تحت عنوان "ومن كلام له ع خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم" :

(...وأما فلانة فأدركها رأي النساء وضغن غلا في صدرها....ولها بعد حرمتها الأولى والحساب على الله تعالى)
وقد تعمدت أن أنقل هذا الكلام "وضغن علا في صدرها" واني لعلى يقين أن هذا الكلام من وضع الشيعة وكذبهم على علي رضي الله عنه لأنه أبرّ بأمه من أن يتكلم بهذا الكلام الذي يظهره بمظهر العاق....
بل جاء في مصادر السنة والشيعة ك"البداية والنهاية" لابن كثير و "شجرة طوبى" للعالم الشيعي مهدي الحائري ما ملخصه :
انه لما انتهت معركة -الجمل- أراد بعض من كان مع علي أن يقسّم فيهم أموال معسكر طلحة والزبير فأبى عليهم ذلك فطعنوا فيه قائلين :
كيف يحل لنا دماؤهم ولا يحل لنا أمولهم ؟ فبلغ ذلك علي فقال كلمة عظيمة أفحم فيها كل من أراد الوقيعة من أم المؤمنين قائلا :
(أيكم يحب أن تصير أم المؤمنين في سهمه ؟ فقالوا : نستغفر الله من ذلك يا أمير المؤمنين )
مما يدلك على عظم قدر أم المؤمنين عند المسلمين آنذاك وعظيم حرمتها رضي الله عنها وأرضاها

وما أجمل كلمة قالها الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه في-صحيح البخاري- إذ قال : (إن عائشة قد سارت إلى البصرة والله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي ؟)
عود على بدء فأقول إني قد نقلت ما سبق من كلام نسب إلى علي –وضغن غلا في صدرها- تنزلا ومع هذا فان "الضغن" المذكور هنا قد بينه عالمهم بن ميثم البحراني في –شرح نهج البلاغة- ج3ص527 مكتبة فخراوي البحرين إذ قال:

(وأما الضغن فقد نقل له أسباب عدة :
منها ما كان بينها وبين فاطمة بسبب تزويج الرسول صلى الله عليه وسلم لها عقيب موت خديجة أم فاطمة وإقامتها مقامها ومن المعلوم المعتاد ما يقع بين المرأة وابنة زوجها من غيرها من الكدر وكان سبب البغض من المرأة لبنت الزوج حركة المتخيلة بإقامة البنت مقام الأم التي هي ضرة لها وتشبيهها بها......

وأما من جهة البنت فلتخيلها أنها ضرة أمها وتوهمها بسبب ذلك بغضها لها.....
ويتأكد ذلك بالميل المنقول عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حق عائشة وإيثارها على سائر نسائه والنفوس البشرية خصوصا نفوس النساء تغيظ على ما دون ذلك فكيف بذلك منه صلى الله عليه وآله وسلم
ولا شك في تعدي ذلك إلى نفس بعلها ع فان النساء كثيرا ما يحصل بسببهن الأحقاد في قلوب الرجال......
ومنها ما كان من أمر قذف عائشة ونقل أن عليا كان من المشيرين بطلاقها تنزيها لعرض الرسول صلى الله عليه وسلم من أقوال المنافقين......

وبلغها كل ذلك وسمعت أضعافه من الغير مما جرت عادة الناس أن يتداولونه في مثل هذه الواقعة.......
وتفاقم الأمر وغلظ ثم لما نزلت براءتها وصالحها الرسول صلى الله عليه وسلم ظهر منها ما جرت العادة بظهوره ممن انتصر بعد ظلمه......
فان كل ذلك مما يثير الأحقاد و يؤكد الأضغان....)

إذا هذا( الضغن ) الذي أشار إليه علي كان من الطرفين علي وفاطمة من جهة وعائشة من جهة وربما لا يصل الأمر إلى "الضغن" و"الحقد" وإنما هي أمور تقع في نفس المسلم الباعث عليها سماعه لكلام ثقيل يسوؤه وكل ذلك مما لا ينزه عنه البشر فإنهم وان بلغوا ما بلغوا من مراتب الصحبة والإيمان والتقى فان البشرية وصف لازم لهم تحملهم على هذه الأمور وغيرها وقد بين البحراني هنا وأراه قد أنصف في كلامه بعض الشيء على غير عادة أضرابه من علماء الشيعة إذ بين أن هذا "البغض" من عائشة وفاطمة طبع بشري ناتج من غيرة كل منهما من الأخرى ولا يصل إلى درجة "البغض الإيماني" الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم
وانظر كيف أثبت البحراني أن البراءة التي نزلت في سورة النور إنما كانت في حق (عائشة-رضي الله عنها-) لا كما يحاول علماء الشيعة تصويره من أن الحادثة كانت متعلقة ب(ماريا القبطية-رضي الله عنها-) وان الذي رماها بالافك هي عائشة ألا لعنة الله على الظالمين

إلى أن نصل إلى موطن الشاهد وهو قوله في حق عائشة –رضي الله عنها- :
(ولها بعد حرمتها الأولى)
فأثبت الحرمة لعائشة كأم للمؤمنين وزوج لرسول رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم
أخي الشيعي الصادق في بحثك عن التشيع لعلي بن أبي طالب –رضي الله عنه- أيتفق هذا الكلام لهذا الإمام الجليل مع عقيدة الشيعة في أم المؤمنين والتي لا تخفى على أحد
فها هو الإمام يرد على تلك الأقلام المأجورة التي حاولت أن تجرد تلك السيدة المطهرة من حرمتها ومنزلتها كأم للمؤمنين فلا حول ولا قوة إلا بالله

وهناك قاعدة يحسن تقعيدها في هذا المقام وهي :
(إن ما صدر عن الصحابة من كلام في بعضهم البعض على سبيل الذم –في زمن الفتن والخلافات- لا تبنى عليه أحكام ولا يعبر عن حقيقة ما يراه ويعتقده بعضهم في بعض)
بل تلحق هذه الأحكام والأقوال الصادرة منهم بلغو اليمين وطلاق الغضبان ونحوها من الأحكام التي لا يترتب عليها حكم شرعي لأنها لم ينعقد عليها القلب بل غايته أنه خرج على اللسان فحسب وهذا مشاهد إذ قد يغضب الوالد على ولده لسبب ما فيطلق عليه وهو في تلك الحال بعض الأوصاف كالجبان ونحوه وهو ليس كذلك في نظر أبيه وعلى هذا فقس والله أعلم وأحكم


السؤال رقم 20 : يصلي الشيعة الصلوات الخمس في ثلاثة أوقات , وينسبون ذلك إلى أهل البيت ؟
الجواب : جاء في نهج البلاغة ج3ص559 تحت عنوان "ومن كتاب له ع إلى أمراء البلاد في معنى الصلاة " :
(أما بعد
فصلوا بالناس الظهر حتى تفيء الشمس من مربض العنز
وصلوا بهم العصر والشمس بيضاء حية في عضو من النهار حين يسار فيها فرسخان
وصلوا بهم المغرب حين يفطر الصائم ويدفع الحاجّ إلى منى
وصلوا بهم العشاء حين يتوارى الشفق إلى ثلث الليل
وصلوا بهم الغداة والرجل يعرف وجه صاحبه..........)

فتلاحظ أخي الحبيب أن الإمام هنا قد فصل وفصّل أوقات الصلوات خمسة أوقات ينفصل بعضها عن بعض بزمن لا يستقيم والجمع الذي نراه اليوم من الشيعة
قال العالم الشيعي ابن ميثم البحراني شارحا لكلام الإمام ج5ص887
(وقت العصر وقدره ببقاء الشمس بيضاء لم تصفر للمغيب.......) فانظر كيف وقّت الإمام العصر (ببقاء الشمس بيضاء لم تصفر للمغيب) كما يقول البحراني مما يدلك على بعد صلاة العصر عن سابقتها صلاة الظهر

وأما (صلاة المغرب) فقد قال عالمهم البحراني ج5ص888
(وقت المغرب عرّفه بأمرين :
أحدهما: حين يفطر الصائم وذلك عند "سقوط القرص"
والثاني : حين يدفع الحاج ويفيض من عرفات......) فلاحظ أخي الحبيب كيف أن الإمام قد وقّت صلاة المغرب (بسقوط القرص) الذي هو علامة (إفطار الصائم) وهذا خلاف ما عليه الشيعة اليوم إذ يعلقون الغروب بذهاب الشفق أو قريب منه لا بسقوط القرص وهذا خلاف كلام الإمام هنا
كما أنه خلاف اللغة فان المغرب من غروب الشمس أي ذهاب قرصها ولا علاقة له بذهاب الشفق من عدمه لذلك جعل الإمام (ذهاب الشفق) علامة لدخول وقت العشاء

روى عالمهم الصدوق!! في كتابه " من لايحضره الفقيه" عن أبي جعفر الباقر ع : (وقت المغرب إذا غاب القرص )
قال عالمهم المحقق الحلي في كتابه شرائع الإسلام ج1ص50
(والغروب باستتار القرص...)

وأما موقف أهل البيت من تأخير صلاة المغرب فقد عبر عنه الصادق ع بقوله
(ملعون من أخر المغرب طلبا لفضلها وقيل له إن أهل العراق!!!! يؤخرون المغرب حتى تشتبك النجوم! فقال هذا من عمل عدو الله أبي الخطاب)من لا يحضره الفقيه ج1 باب مواقيت الصلاة

كما وقت الإمام لصلاة العشاء ابتداءا لوقتها (بذهاب الشفق)
روى الكليني عن أبي عبد الله ع قال (وقت العشاء حين يغيب الشفق إلى ثلث الليل )الفروع من الكافي ج3ص279 وغير ذلك كثير

وأما (جمع الصلاة) فإنما هو عند الحاجة والضرورة
روى عالمهم الصدوق في كتابه من لا يحضره الفقيه عن حريز عن الصادق ع أنه قال :
(إذا كان الرجل يقطر منه البول والدم اتخذ كيسا وجعل فيه قطنا ثم علقّه عليه وأدخل ذكره فيه ثم صلى –يجمع بين الصلاتين الظهر والعصر يؤخر الظهر ويعجل العصر بأذان واقامتين ويؤخر المغرب ويعجل العشاء بأذان واقامتين ويفعل ذلك في الصبح) ج1ص35 باب ما ينقض الوضوء

فأنت تلاحظ أن الصادق قد ذكر (الجمع بين الصلاتين) كحكم خاص بصلاة المريض الذي يعاني من (نزول البول والدم منه) ومع ذلك جوّز له الصادق (الجمع الصوري) وهو تأخير الصلاة الأولى إلى آخر وقتها قبل خروجه وتقديم الثانية في أول وقتها كل ذلك منه رحمه الله حرصا على أداء الصلوات في أوقاتها التي شرعه الله فيها
ويؤخذ من فقه الصادق هنا أن الأصل عدم الجمع بين الصلاتين إلا لذي الحاجة كالمريض الذي ذكر في هذه الرواية ونحوه فأين الشيعة من هذا المنهج ؟

وروى عالمهم الطوسي في كتابه الاستبصار عن يزيد بن خليفة قال قلت لأبي عبد الله ع : إن عمر بن حنظلة قد أتانا عنك بوقت فقال ع : إذن لا يكذب علينا قلت قال : وقت المغرب إذا غاب القرص إلا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جد به السير أخّر المغرب ويجمع بينها وبين العشاء الآخرة فقال : صدق.....
فلاحظ قول الإمام (إذا جد به السير ) أي السفر فذكر علة من علل الجمع بين المغرب والعشاء وهي (السفر) دلالة منه على أن الأصل عدم الجمع
وكذلك روى الطوسي عن الصادق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الليلة المطيرة يؤخر من المغرب ويعجل العشاء فيصليهما جميعا ويقول : من لا يرحم لا يرحم
وهذه علة أخرى للجمع بين الصلاتين وهي المطر الشديد.........

أخي الحبيب كل هذه النصوص عن هؤلاء الأئمة الكرام تدلك على أنه قد تقرر عندهم أن الأصل عدم الجمع بين الصلوات بل لكل صلاة وقت مخصوص يفصلها عن التي تليها إلا إذا اقتضت الحاجة الجمع كالمريض والمسافر ونحوهما من ذوي الأعذار المبيحة للجمع بين الصلوات
فائدة :
أنكر علماء الشيعة شهادة (أن عليا ولي الله ) في الأذان وعدوها من البدع المنكرة ومن هؤلاء الذين أنكروا هذه الزيادة
شيخ الطائفة الطوسي إذ لم يتطرق إلى ذكرها فيها كتابيه (تهذيب الأحكام و الاستبصار)
بل ذكر العالم الشيعي محمد حسن النجفي في كتابه "جواهر الكلام شرح شرائع الإسلام" ج9ص57 ناقلا عن الطوسي من كتابه "النهاية" إنكاره لهذه الشهادة في الأذان قائلا –أي الطوسي- :
(فأما ما روي من شواذ الأخبار من قول أن عليا ولي الله وآل محمد خير البرية فمما لا يعمل به في الأذان والإقامة فمن عمل به كان مخطئا )

وكذلك شيخهم الصدوق في كتابه "من لا يحضره الفقيه" ج1 باب الأذان والإقامة إذ قال بعد أن ساق ألفاظ الأذان والإقامة دون ذكره لهذه الشهادة :
(وقال مصنف هذا الكتاب : هذا هو الأذان الصحيح لا يزاد فيه ولا ينقص منه والمفوضة لعنهم الله قد وضعوا أخبارا وزادوا في الأذان "محمد خير البرية" مرتين وفي بعض رواياتهم بعد أشهد أن محمدا رسول الله "أشهد أن عليا ولي الله" مرتين ومنهم من روى بدل ذلك "أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا" مرتين ولا شك في أن عليا ولي الله وأنه أمير المؤمنين حقا وأن محمدا وآله صلوات الله عليهم خير البرية ولكن ليس ذلك في أصل الأذان وإنما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة المتهمون بالتفويض المدلسون أنفسهم في جملتنا ) ص137
وقال صاحب الجواهر بعد نقل كلام الطوسي والصدوق :
(قلت وتبعهما غيرهما على ذلك ويشهد له خلو النصوص عن الإشارة إلى شيء من ذلك.......
لكن ومع ذلك كله فعن المجلسي أنه لايبعد كون الشهادة بالولاية من الأجزاء المستحبة للأذان استنادا إلى هذه المراسيل التي رميت بالشذوذ وأنه مما لا يجوز العمل بها )
فأنت تلاحظ ما نقله صاحب الجواهر عن المجلسي وأنه احتج لهذه الشهادة بمراسيل وشواذ من لأخبار...
فأين الإتّباع يا عقلاء الشيعة ؟!

وهذا عالمهم المحقق الحلي ذكر ألفاظ الأذان في كتابه (شرائع الإسلام) ج1 كتاب الصلاة ، المقدمة السابعة في الأذان والإقامة ولم يذكر من ألفاظ الأذان هذه الشهادة المزعومة
وقال محمد جواد مغنية في كتابه فقه الإمام الصادق ج1ص175 :
(واتفقوا –أي علماء الامامية- على أن قول أشهد أن عليا ولي الله ليس من فصول الأذان وأجزائه......)

وقال عالمهم محمد حسين فضل الله في المسائل الفقهية ج2ص123
(إن الفقهاء أجمعوا على أنها ليست جزءا من الأذان والإقامة واعتقاد جزئيتها تشريع محرم وقد ذهب بعضهم إلى استحبابها في الأذان والإقامة ولكن لم يثبت عندي استحبابها......)
فتبين بدعية هذه الشهادة في ألفاظ الأذان من كلام القوم أنفسهم

بل ذكر محمد حسين المدرسي الطباطبائي في كتابه "تطور المباني الفكرية للتشيع في القرون الثلاثة الأولى" ص73 إنها قد زيدت بأمر من الشاه إسماعيل الصفوي ؟!
أهذا هو التشيع لأهل البيت ؟
ومثلها زيادة (حي على خير العمل ) فقد أورد الصدوق في كتابه (التوحيد!!!) الباب 34 "باب تفسير حروف الأذان والإقامة ذاكرا تحتها رواية عن علي ع في تفسيره لألفاظ الأذان والإقامة ولم يذكر منها "شهادة الولاية" ولا "حي على خير العمل "
وقد علل الصدوق!!! عدم ذكر علي رضي الله عنه للحيعلة هنا أنه من باب (التقية) وهذا من الصدوق!!!!! كذب على علي رضي الله عنه

وروى القمي في تفسيره بإسناده عن الصادق رواية طويلة يذكر فيها الإسراء والمعراج في تفسيره لقوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا....) وفيها
(ثم سمعت الأذان فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة فقال الله أكبر الله أكبر فقال الله : صدق عبدي أنا أكبر
فقال أشهد أن لا اله إلا الله أشهد أن لا اله إلا الله فقال : صدق عبدي أنا الله لا اله غيري......الخ الرواية في ألفاظ الأذان

وليس فيها ذكر (شهادة أن عليا ولي الله) ولا (حي على خير العمل )
يا من تنشدون محبة أهل البيت وإتّباع سبيلهم هاهم علماؤكم يصرحون ببدعية هذه الأمور ومع هذا ما سمعنا أن حسينية واحدة من حسينياتكم تركت هذه البدعة أو أن قارئا من قراء هذه المنابر اللاحسينية أنكر هذه البدعة أو دعا إلى تركها
وهذا الصادق ع يقول :
أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه ويبغض عليه .ثواب الأعمال للصدوق ص304
كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الفريقين السنة والشيعة :
(كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) بحار الأنوار ج2باب32ص263

أخي الشيعي الحبيب إني لأخاطب فيك تلك المحبة التي تكنها لأهل البيت -واني لأعلم صدق هذه المحبة منك- أن تستفيق من هذا السبات العميق ومن هذه الغيبوبة المميتة التي ستردي بك إلى غياهب الجحيم
وأن تنصت لهذه الحجج التي عرضناها لك من كلام علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وتحرر عقلك من قيود تلك المرجعية الظالمة التي لطالما استعبدته وسلبته حرية التفكير

أخي الحبيب أيهما أولى بالأتباع منهج علي بن أبي طالب الذي عرضناه لك في هذه السطور أم منهج علماء الشيعة الامامية الأثني عشرية ؟؟؟؟!!!
أخي الحبيب اعلم انك ستلقى الله وحدك يوم القيامة ولن تجدي عنك نفعا رسائل السستاني ولا كتب الصدر ولا خزعبلات الخوئي والحكيم ولا غيرهم من علماء السوء
البدار البدار قبل فوات الأوان وقبل لقاء الملك الديّان

أخي الحبيب أليست هذه النصوص التي عرضناها لك من كلام علي بن أبي طالب؟
أترانا افترينا شيئا من عند أنفسنا ؟

أليست هذه النصوص تخالف أصول المذهب الشيعي الامامي ؟
أليس من بديهيات المحبة والإتباع أن يوافق المحبوب محبوبه فيما يقول ويعتقد؟
ألم يحن الوقت لتطلق العنان لعقلك ولو قليلا ليمارس وظيفته التي خلقه الله لأجلها؟
ألم يحن الوقت لتقول لهؤلاء العلماء الذين يتاجرون بمحبة أهل البيت : كفى كذبا وافتراءا على أهل البيت ؟
ألم يحن الوقت لتلحق بركب آل البيت وتقتفي منهجهم _منهج القرءان-منهج الصحابة والتابعين وتبرأ إلى الله من منهج القمي والكليني والمفيد والطوسي والخوئي والسستاني والصدر والحيدري والحكيم وأذنابهم ؟
أخي الحبيب لقد كتبت هذه السطور ابتغاء مرضات الله ورجاء ثوابه والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

*********************************
تأليف : احد المسلمين
الرجاااااء أنشر الموضوع في اي منتدى سني او رافضي

__________________
أحسب ان هذه الامة لو تعقلت وتوحدت وجمعت طاقاتها لمدة اسبوع واحد سينكسر صليب الغرب و نجمة الصهاينة و تحالف الرافضة
لكن قوى الانبطاح و الغلو تعمل لصالح الاعداء






غُرباء



الأمر الذي يخفيه الأعلام والذي لا يعلمه الكثير.. تنظيم قاعدة الجهاد هو طليعة الأمة في مواجهة التوسع الإيراني
رد مع اقتباس