عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 2010-04-22, 01:17 PM
صهيب صهيب غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-16
المشاركات: 6,291
افتراضي




الفاضلة راجية
إن أعداء الإسلام لما عجزوا ويئسوا من أن يكونوا بمستوى التحدي الذي واجههم به القرآن
قال الله تعالى: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
أقول عندما عجزوا كان لا بد أن يبحثوا عن مصدر غير بشري يحدث الإلتباس : فكانت شبهة الجن
طبعا الرد لا يعتمد طريقة رياضية أو فيزيائية وإنما اعتماد المنطق والنص والأثر الذي وصل إلينا
وإلا فإن الجن غير مرئي
لقد اعتمد اعداء الإسم على رواية مكذوبة شكلت مرتكز منطلقهم
شكلت خرافة الغرانيق العمود الفقري لهذه الشبهة، وهي تستند أساساً على خرافة أن سيدنا محمداً rكان يصلي عند الكعبة جهراً !! ويقرأ سورة النجم، فألقى الشيطان على لسانه آيات يمدح بها آلهة المشركين فوصفها بأنها ذات شفاعة مرجوة: فقال: " تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى ". فسجد الرسول وسجد المشركون.
ولكنها رواية لا تصمد أمام الحقيقة فهي رواية باطلة من أوجهة كثيرة .
فالقرآن الكريك يقطع بكذب كل من ادعى أن للجن ( الشياطين دورا)
قال الله تعالى: قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
وقال الله تعالى: وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا

وكلا من : كادوا في الآية الأولى ولولا في الثانية تفيد انتفاء حصول الأمر
بل إن الآيات التالية لتقطع الشك باليقين

قال الله تعالى: وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ . وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ
قال الله تعالى: فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
ومع أن عندي شك أنك لم تركزي جيدا في قراءتك لما سبق لأني أشرت إلى الأمر وأعيده أخرى
لو سلمنا افتراضا أن الجن كانت تأتيه بالأخبار ويتعامل معها
السرال المنطقي : هل يهاجم هذه الشياطين ( الجن ) وينتقص منها بل يجزم أن مصيرها النار ؟
قال الله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلآّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً
تأملي جيدا الآية: ألا ترين أن العلاقة عدائية تحقيرية ؟
هل تقبل الشيطين ( الجن) أن تأتي لشخص بالمساعدة وهو يحقرها أمام من يدعوهم إلى الدين الجديد ؟
بل نعود للشبهة من بدايتها
قال الله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .
هل يقبل عقل سليم أن يقرأ بعدها " خرافة الغرانيق"؟
كما أن الثابت من السنة أن هذه الشبهة لم تثبت بحال
والمنطق السليم : إن الشخص الذي جاء يدعو إلى التوحيد ومحاربة الشرك هل كان يقبل بأن تعبد آلهة الكفار وهو في خلاف معهم
ولو كان ما قيل فعلا هل الكفار يسكتون عنه ؟ أما كانوا يستغلونه كفرصة لا تتكرر لضرب دعوته
ألم يصفه الكفار بكل الأوصاف ؟ ولكن اتنعوا أن يصفوه بالجنون بل لجأوا إلى وصف الساحر
كما أنه لم يثبت مطلقا أن وصفت ألهة المشركين بالغرانيق. والمعلوم أن قريش كانت تتلهف على خطإ واحد وواحد فقط للتشنيع على صاحب الرسالة والتشكيك في مصداقية رسالته
ونأتي إلى الأمر الثاني الذي يدندن عليه أهل الضلال من النصارى فيدعون أن القرآن أصله شيطاني مستندين إلى :
أ - كثرة ذكر كلمة الشيطان في القرآن ومشتقاتها فقد زادت عن 88 مرة
ب - السور المبدوءة بأحرف
ج - الإدعاء بأن الجن انزلوا آيات كآية الكرسي والأحقاف وسورة الجن
والمتأمل بحق لهذه الشبهات سيكتف تهافتها لأسباب

* . - أن الجن هي المستمعة للقرآن وليس العكس
* . - إن كثرة ورود ذكر الجن كان كله للتحذير منه ومن شروره ووساوسه
. فهل يعقل أن تأتي المساعدة من الجن ويكون الرد بالتحذير منها ومن شرورها ؟
أليس المفروض لو كان الأمر كذلك أن يدعو اتباعه للتعاون معها؟
كيف تأتيه الجن بالقرآن وتأتي في نفس الوقت بالإستعاذة منها
قال الله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم
تصوري أنك تقدمين مساعدة إلى طالبة في الجامعة فتلتفت هذه الطالبة إلى صاحباتها وتقول لهن: احذروا راجية فإنها شريرة سيئة ... ألخ من الأوصاف
هل يعقل هذا؟
بل إن المسلم يتعبد بالإستعاذة من الشيطان. فافهمي هداك الله.
* . - لقد جاء في الأثر أن أهل الجاهلية كانوا يستعيذون بالجن كلما قطعوا واديا فلم لم يدعو أتباعه أن يستعيذوا بالجن لا بالله؟
قال الله تعالى: وإنه كان رجال من الإنس ستعيذون برجال من الجن فزادوهم رهقا
وهنا أريد ان أقف عند نقطة أساسية
ما الغاية من إتيان الجن بهذه الأخبار ومساعدة الرسول بالوحي حسب ادعاء هؤلاء الضالين ؟
أن يتبعها الناس أم يعادوها؟
هدفها الأكيد إخراج الناس عن طريق الحق
ولكن إذا تأملنا كتاب الله نجده ينحو في تعاليمه بضد ما تريده الشياطين
دعوة إلى التوحيد والإيمان والإستقامة والخير: أليس في هذا تقاطعا كليا مع الجن ؟
ونقوي التحدي لهؤلاء لينبئونا : بأي صوت تكلمت الجن وبلغت؟ وبأي لغة ؟ وما الدليل أنها تتكلم العربية؟
ولماذا لم تستجب الجن إلى التحدي الأزلي الذي واجهها به الله تعالى: أن يأتوا بمثله؟
أليس صمت الجن عن هذا ينسف مصداقيتها ؟
أليس لو كانت الجن هي التي تلقي الوحي لا ستجابت للتحدي ؟
ونرد السهم لأصحابه.؟
ذكر الشيطان في الإنجيل بكثرة

هل هو الذي أنزل الوحي على عيسى عليه السلام؟
لن يجيبوا ولا يملكون دليلا
يقول سليمان بن عبد القوي الطوفي الصرصري الحنبلي في
كتابه: " الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية ": يقال لهم: بمنطقكم هذا، تلزمكم مقالة اليهود في أنهم إنما تنقصوا المسيح لأنه ليس صادق.

فإن قالوا: اليهود كفار عاندوا الله.

قلنا: كذلك نحن نقول عنكم بالنسبة إلى تنقص محمد r.

فإن قيل: اليهود عاندوا بعد قيام الحجة عليهم بالمعجزات.

قلنا: بل جاءتكم معجزات أوضح وأجلّ، ولكنكم عاندتم أو جهلتم.. ولو أعطيتم النظر حقه لوفقتم ورشدتم


الشبهة الأخيرة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصاب بالصرع عندما ينزل عليه الوحي وبع أن يفيق يقرأ عليهم القرآن

لنتأمل هذا الهراء والسذاجة التي لا تصمد أمام العلم ولا المنطق
1 - كيف يقبل بحيرا الراهب على نفسه أن يعين شخصا مصابا بالصرع ليبلغ أعظم رسالة للعالم عجز هو نفسه عن تبليغها ؟
2 - متى تذكر مصروع ما حدث له عند ما يفيق؟ أليس العكس هو الصحيح: المصروع يدمر غالبا كل شيء حوله وعندما يفيق ينكر أي فعل قام به؟
3 - لم لم يخرج علينا أحد من العرب الذين أصابهم الصرع في تلك الأيام بقرآن مثله؟
4 - شهادة قريش كلها في أنه صاحب العقل الراجح
5 - قريش كانت تضع أاناتها عنده . فهل يعقل أن يضع الناس أماناتهم عند مصاب بالصرع
6 - كيف تسمح خديجة رضي الله عنها لزوجها أن يعتكف كل عام شهرا كاملا في غار حراء وهي تعلم أنه يصرع؟
ألا تتوجس الخطر على زوجها؟
7 - متى كان المصروع قادرا على إدارة شؤونه فضلا عن شؤون أسرته في حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أدار مجتمعا ودولة اتسعت مع الوقت
8 - واجه الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يوجهه شخص غيره: فراق الوطن.. وفقد الولد.. وألم الأذى.. وشماتة العدو، وتنكر الصديق، وعقوق القريب، ونيل الحاسد، وتشفي الحاقد، وتألب الخصوم، وتكالب الأحزاب، وتكاثر المناوئين، وصولة الباطل، وقلة الناصر، وشظف العيش.. وغلبة الخصم، وقتل القريب، وأسر الحبيب، وتشريد الأصحاب، والتنكيل بالأتباع، والجراح في البدن، وفزع التهديد.. وجلافة الأعراب، وصلف الجهلة..
هل مصروع يتعامل مع كل هذه الأمور بكل تلك الثقة والإيمان والحنكة والصبر والرحمة التي تواترت أخبارها؟
9 - إن الذين يحاولون النيل من سيد الخلق يتناسون " صرع بولس " الذي حرف النصرانية إلى الوثنية
والغرب كلما أراد أن يتحدث عن إصابة شهير بالصرع إلا وتمثلوا بصرع بولس
ويكفي أن يرد عليهم بمنصفين من عقر دارهم
يقول
المستشرق نورمان، نقلاً عن كتاب: المستشرقون والقرآن، عمر لطفي العالم، ص 50

" لو كان محمد يعاني منذ طفولته من مرض عضال حقاً، لما تخلى عن تلك الذريعة أبداً. بل من غير المعقول أن ينجز رجل مريض ما أنجز محمد، فقد كان تاجراً موهوباً هادئ الطبع، وقراراته عادة ما تصدر عن غريزة سياسية ذكية متبصرة.. وكان قائداً بعيد النظر للدولة ولمجتمع ديني نام على حد سواء، وهذه كلها تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أنه كان سليماً معافى.. والذين يقولون بهذا الكلام [أي شبهة الصرع] لم يحلوا المشكلة بقدر ما زادوها تعقيداً، ويجب أن يساورنا الشك مستقبلاً في إمكانية أي ظاهرة خلل في سلوك محمد"

أرجو أن تجدي في هذا ما يزيل عنك الغشاوة ويعيد إليك بروزالحقيقة

ملاحظة قد تخدمك كثيرا: الشيطان يريد أن تبقي على اصطرابك ووساوسك

لو كان له أدنى دور في القرآن هل كان يرضى بأن يكون القرآن على ما هو عليه : إيمان واستقامة ومأنينة نفس وتشريعات سليمة بينة جلية.؟







__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ



رد مع اقتباس