عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2010-05-13, 11:19 PM
سكون الأثير سكون الأثير غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-16
المشاركات: 1,031
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية : شكراً لك على طيب خلقك وأسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه .. والباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه

سأورد ردي على هيئة نقاط
أولاً: توضيح لعقيدة السنة في القران الكريم
ثانياً: ترتيب الأيات والسور توقيفي
ثالثاً : الرد على الشبهات الواردة في قول المعمم : الشيعي الصادح
رابعاً : الرأي في الحاكم وابن ابي داود وابن الخطيب الأزهري
خامساً : الفرق بين قول أهل السنة بالنسخ وتصريح الشيعة بالتحريف

1- عقيدة أهل السنة والجماعة في القران الكريم
لايجادل أهل السنة في حفظ القران الكريم بل هو كلام الله عز وجل تكفل بحفظه دون بقية الكتب السماوية فقال : ( إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ولايسلك أهل السنة مسلك أهل الزيغ والضلال فيجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق ولا يختلف أهل العلم في ذلك كما روي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، أنه قال: سمعت رجلاً قرأ آية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها ، فأخذت بيده ، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكرت ذلك له ، فعرفت في وجهه الكراهة ، وقال: ((كلاكما محسن ، لا تختلفوا ، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)) رواه مسلم
ويؤمن أهل السنة بالناسخ والمنسوخ من القران الكريم لقولة تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها )
ومعنى الآية كما قال الطبري : " ما نبدِّل من حكم آية، فنغيرِّه، أو نترك تبديله فنقره بحاله، نأتِ بخير منها لكم من حكم الآية التي نسخنا، فغيَّرنا حكمها؛ إما في العاجل، لخفته عليكم، من أجل أنه وَضْعُ فَرْضٍ كان عليكم، فأسقط ثقله عنكم، وذلك كالذي كان على المؤمنين من فرض قيام الليل، ثم نُسخ ذلك فوُضع عنهم، فكان ذلك خيرًا لهم في عاجلهم، لسقوط عبء ذلك، وثقل حمله عنهم؛ وإما في الآجل، لعظم ثوابه، من أجل مشقة حمله، وثقل عبئه على الأبدان "

وقول أهل السنة بالنسخ لا يعني قولهم بالتحريف لقولة تعالي :
{ وتمت كلمة ربك صدقًا وعدلاً لا مبدل لكلماته }

فلا يقدر على تبديل كلماته سواه سبحانه متى شاء وكيفما شاء

والنسخ على عدة أوجه

1- القران قد ينسخ بالقران
2- قد تنسخ السنة بالقران
3- قد تنسخ السنة بالسنة

وفي الأولى ( نسخ القران بالقران ) يكون النسخ على عدة أوجه أيضاً
1- تنسخ التلاوة والحكم معاً
2- ينسخ الحكم وتبقى التلاوة
3- تنسخ التلاوة ويبقى الحكم

وقضية النسخ محل إتفاق بين علماء السنة وبعض من علماء الشيعة كما سيأتي البيان إن شاء الله

ولا نغفل قضية القراءات السبع والتي ثبتت في السنة وقد أوردتها أنت أيضاً في ردك ممايعني أنها محل إتفاق ولاتحتاج لإطالة وتوضيح


2- ترتيب الآيات والسور توقيفي عند أهل السنة والجماعة


الأيات رتبت بترتيب محمد عليه الصلاة والسلام وسيكون حديثي من وجهة نظر أهل السنة ما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال : قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموهما في السبع الطوال فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السورة ذات العدد فكان إذا أنزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولا وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظنت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال. قال الحاكم : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي (المستدرك)(2/330)

(ومنها ) ما أخرجه أحمد في المسند (4/218) بإسناد حسن عن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِذْ شَخَصَ بِبَصَرِهِ ثُمَّ صَوَّبَهُ حَتَّى كَادَ أَنْ يُلْزِقَهُ بِالأَرْضِ قَالَ ثُمَّ شَخَصَ بِبَصَرِهِ فَقَالَ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَأَمَرَنِي أَنْ أَضَعَ هَذِهِ الآيَةَ بِهَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .


(ومنها ) ما أخرجه البخاري في الصحيح برقم (4536) عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قُلْتُ لِعُثْمَانَ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا إِلَى قَوْلِهِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ قَدْ نَسَخَتْهَا الأُخْرَى فَلِمَ تَكْتُبُهَا قَالَ تَدَعُهَا يَا ابْنَ أَخِي لا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْهُ مِنْ مَكَانِهِ .


( ومنها ) ما رواه مسلم برقم (1617) عن عمر قال ما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء أكثر مما سألته عن الكلالة حتى طعن بإصبعه في صدري وقال ألا تكفيك آية الصّيْف التي في آخر سورة النساء .

اما بخصوص ترتيب السور فقد وقع فيه خلاف اهي من اجتهاد الصحابة أنفسهم أم توقيفي ووقفت الغالبية على القول الثاني مستندة بعدة ادلة منها قال البيهقي في المدخل : كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان السابق .


وقال ابن عطية : كثير من السور كان قد عُلم ترتيبها في حياته صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصّل وأن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فَوَّض الأمر فيه إلى الأمة بعده .


وقال أبو جعفر : الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطية ويبقى منها قليل يمكن أن يجرى فيه الخلاف كقوله اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران رواه مسلم برقم (804).


وقال ابن حجر ترتيب بعض السور على بعضها أو معظمها لا يمتنع أن يكون توقيفاً ، قال : ومما يدل على أن ترتيبها توقيفي ما أخرجه أحمد وأبو داود عن أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ .. سَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحْنَا قَالَ قُلْنَا كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ قَالُوا نُحَزِّبُهُ سِتَّ سُوَرٍ وَخَمْسَ سُوَرٍ وَسَبْعَ سُوَرٍ وَتِسْعَ سُوَرٍ وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً وَثَلاثَ عَشْرَةَ سُورَةً وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ مِنْ ق حَتَّى تَخْتِمَ . قال فهذا يدل على أن ترتيب السور - على ما هو في المصحف الآن - كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن الذي كان مرتباً حينئذ حزب المفصل خاصة بخلاف ماعداه



4- الرد على الشبهات الواردة في رد المعمم : الشيعي الصادح


1- حديث عن ابن عروة عن أبيه قال:
( قد سألت عائشة عن اللحن الوارد في قوله تعالى (إنْ هذانِ لَساحران) وقوله عزّ وجلّ (والمقيمين الصلوة والمؤتون الزكاة) و(إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون) . فقالت: هذا من عمل الكتّاب، اخطأوا في الكتاب ).


سنأخذه من ناحية اللغة والإسناد كما سيأتي
من باب الأمانه قول أهل اللغة منقول عن أهل العلم نصاً


1- الأية الأولى : ((إنّ هذان لساحران))


القراءة متواترة فلا يجوز ردها ولا تضعيفها بوجه من وجوه النحو لها فى غيره محمل ، فمن المقرر أن من ضوابط قبول القراءة موافقة اللغة العربية ولو بوجه
وفيما يتعلق بهذه القراءة :
1- قيل: إنها وافقت لغة بنى الحرث بن كعب وزبيد وخثعم وكنانة بن زيد ، فإن الألف عندهم تلزم المثنى رفعاً ، ونصباً وجراً ، فيقولون : جاء الزيدان ، ورأيت الزيدان ، ومررت بالزيدان.

2- وقيل: إن "إن" حرف جواب بمعنى نعم ، وعليه فما بعدها مبتدأ وخبر.

وقد تناقل المفسرون وجوهاً أخرى يمكن أن تحمل عليها هذه القراءة غير أنهم فى النهاية ، رجحوا حملها على الوجه الأول

2- الآية الثانية:((والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة))

وهو جزء آية من سورة النساء وهى قوله تعالى: ((لكن الراسخون فى العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً))
والشاهد فى هذه الآية قوله : (والمقيمين الصلاة) حيث جاء منصوباً بين مرفوعين هما قوله (والمؤمنون) وقوله (والمؤتون الزكاة)
هكذا اعترض على هذه الآية فادعى أن فيها لحناً وخطأً نحوياً ، ولو كان كذلك لتلقف المشركون هذا الخطأ لأنهم عرب خلص ، وهم يومئذٍ يتربصون بالقرآن بغية أن يجدوا فيه مغمزاً أو مطعناً ، ولكن ذلك لم يحدث فدل على أنه لا لحن فيه.
هذا وقد وجّه النصب فى (المقيمين الصلاة) بما يلى:
1- قيل: إن النصب فيه على المدح ، والناصب فعل مضمر تقديره أمدح ، أو أخص المقيمين الصلاة. والعلة بيان فضل الصلاة ومزيتها.
يقول أحد الباحثين: النصب على المدح أو العناية لا يأتى فى الكلام البليغ إلا لنكتة ، والنكتة هنا هى إظهار مزية الصلاة ، كما أن تغيير الإعراب فى كلمة بين أمثالها ، ينبه الذهن إلى وجوب التأمل فيها ويهدى إلى التفكير لاستخراج مزيتها وهو من أركان البلاغة …… ونظيره فى النطق أن يغير المتكلم جرس صوته ، وكيفية أدائه للكلمة التى يريد تنبيه المخاطب لها كرفع الصوت أو خفضه أو مده بها.
2- وقيل: إن الياء فى (المقيمين) للخفض ، لا للنصب عطفاً على الضمير المجرور فى (منهم) أى لكن الراسخون فى العلم منهم ومن المقيمين. وقيل: بل عطفاً على الضمير المجرور فى (إليك) أى يؤمنون بما أنزل إليك والى المقيمين الصلاة وهم الأنبياء. أو عطفاً على الكاف فى (قبلك) أى من قبلك ومن قبل المقيمين الصلاة وهم الأنبياء.
والأرجح الأول ، وهو الذى اعتمده سيبويه حيث قال فى كتابه: هذا باب ما ينتصب على التعظيم ومن ذلك "والمقيمين الصلاة"

3- الأية الثالثة : ((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً …………))

الشاهد قوله ( والصابئون ) حيث رفع فى مقام نصب لعطفه على اسم "إن" وهذا خطأ فى النحو عند من لم يفقهوا إلا أنه معطوف على اسم "إن" فكان ينبغى أن يأتى منصوباً ليواكب ما عطف عليه.
ونقول: اللفظ لا لحن فيه كما ادعوا ، ولكنهم عجزوا عن توجيه الرفع ، وتوجيهه سهل إذ له عدة أوجه هى:
1- أن يكون قوله ( الصابئون ) مرفوعاً بالابتداء ، والواو قبله للاستئناف ، والخبر محذوفاً ، والنية به التأخير عما فى حيّز (إن) من اسمها وخبرها.
كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكهم كذا والصابئون كذلك. وقد رجح ذلك سيبويه

وإذا كان (الصابئون ) النية به التأخير ، فلابد من حكمة تعلل تقديمه فى الذكر ، والعلة هنا التنبيه إلى أن الصابئين أشد إيغالاً فى الضلالة ، وعمقاً فى الغواية ، حيث لا عقيدة لهم ثابتة كالذين آمنوا وكأهل الكتاب ، ولكنهم - كما يذكر ابن القيم - يتخيرون من سائر ديانات العالم بعض شعائرها ، ويتركون البعض ولم يقيدوا أنفسهم بجملة دين معين وتفصيله.
وهذا الوجه أقوى الوجوه ، وأرجح ما تحمل عليه الآية الشريفة.
2- وقيل: إن الواو عاطفة والصابئون معطوف على موضع اسم (إن) لأنه قبل دخول (إن) كان فى موضع رفع وهذا مذهب الكسائى والفراء.
3- وروى عن الكسائى أيضاً أنه مرفوع عطفاً على الضمير المرفوع فى قوله (هادوا).
4- وقيل: (إن) هنا بمعنى نعم ، أى حرف جواب وما بعده مرفوع بالابتداء ، وعليه فالصابئون معطوف على ما قبله. والأرجح الأول كما سبق القول بذلك.
وبعد ، فهذه هى الآيات الثلاث التى وردت فى رواية عائشة - رضى الله عنه - ، وقد بان توجيهها وظهر لنا أن لها أكثر من وجه فى العربية ، فكيف يدعى بعد ذلك أن فيها أخطاء نحوية؟ وأختم بكلام نفيس لابن الحاجب حول اجتراء النحاة على بعض القراءات وادعاء أن الصورة التى جاءت عليها غير جائزة من جهة العربية.


أما هذا الحديث من جهة الإسناد فقد قال أهل العلم فيه جاء فى الإتقان: إنه إسناد صحيح على شرط الشيخين. وفى هذا الحكم نظر حيث إن أبا عبيد رواه عن أبى معاوية الضرير ، واسمه: محمد بن خازم التميمي.
وثق العلماء حديثه عن الأعمش ، فقال وكيع: ما أدركنا أحداً كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبى معاوية. وكذا قال ابن معين وغيره.
لكنهم عابوا أحاديثه عن غير الأعمش وقالوا: إنها مضطربة ، فقال ابن خراش: هو فى الأعمش ثقة وفى عيره فيه اضطراب.
وصرح الإمام أحمد بأن أحاديثه عن هشام بن عروة بالذات فيها اضطراب.
وقد اعتمد البخارى روايته عن الأعمش واحتج بها وأما روايته عن هشام بن عروة ، فلم يذكرها إلا فى المتابعات لا فى الأصول. ( ينظر: تهذيب التهذيب لابن حجر - 9/137 وما بعدها ، هدى السارى - 2/192.)


وبهذا تكون الرواية مردودة

2- رواية عن أبي خلف مولى بني جمح أنّه دخل على عائشة، فقال: ( جئت أسألك عن آية في كتاب الله كيف يقرؤها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالت: أيّة آية؟ قال: (الذين يأتون ما أَتَوا...) أو (الذين يُؤتُون ما آتَوا...)؟ قالت: آيتهما أحب إليك؟ قال: والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعاً قالت: أيتهما؟ قال (الذين يأتون ما أَتَوا...) فقالت: أشهد إن رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم كذلك يقرؤها، وكذلك أُنزلت، ولكن الهجاء حرّف )
هذه الرواية على القراءات السبع وليس فيها تغيير للمعنى ولاضرر به



3- رواية عن ابن عباس في قوله تعالى: (...حتّى تستأنسوا وتسلّموا...) قال: ( إنما هي خطأ من الكتّاب، حتّى تستأذنوا وتسلّموا )
لايصح عمن نُسب إليه
لانها من روايه جعفر بن اياس عن مجاهد قال الامام احمد (( كان شعبة يضعف حديث ابي بشر عن مجاهد ))
وقال يحي ابن معين طعن عليه شعبة في تفسيره عن مجاهد
وقال ابن حجر في التقريب ثقة من اثبت الناس في سعيد بن جبير وضعفه شعبة في حبيب بن سالم ومجاهد



4- أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة...) قال: هي خطأ من الكاتب وفي قراءة ابن مسعود: ميثاق الذين أوتوا الكتاب وأخرج ابن جرير عن الربيع أنه قرأ: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب". قال: وكذلك كان يقرؤها أُبيّ بن كعب

تحت اي باب وردت هذه الأدله في الإتقان ؟


5- روي عن عثمان انه نظر في المصحف، فقال: ( أرى فيه لحناً وستقيمه العرب بألسنتها )

1- جاء مايحالفة وبهذا لا يعتد به ولايكون صحيحاً حيث جاء في ما أخرجه أبو عبيد نفسه عن عبدالله بن هانئ البربرى مولى عثمان قال: كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف ، فأرسلنى بكتف شاه إلى أبى بن كعب فيها (لم يتسن) وفيها (لا تبديل للخلق) وفيها (فأمهل الكافرين) قال: فدعا بالدواء فمحى أحد اللامين فكتب (لخلق الله) ومحا فأمهل وكتب (فمهّل) وكتب (لم يتسنه) ألحق فيها الهاء.
وهذا دليل على تحري عثمان رضي الله عنه ودقته في ماكتب من المصاحف

2- يذكر السيوطى أن قول عثمان - إن صح - فإنما ينصرف إلى كلمات كتبت على هيئة مخصوصة ، ورسم معين يخالف النطق مثل (لا اذبحنه) فى سورة النمل (آية:21) ، ومثل (بأييد) فى سورة الذاريات (آية:47) فإنها كتبت بياءين.
يقول السيوطى: فلو قرئ ذلك بظاهر الخط لكان لحناً. فهذا معنى قول عثمان - رضى الله عنه - إن به لحناً ستقيمه العرب بألسنتها ، فهو أشبه بالتنبيه إلى ضرورة أن يؤخذ القرآن الكريم عن طريق التلقين والمشافهة ، بواسطة شيخ ، وألا يكون الاعتماد فقط على كتابة المصحف ، فإنه كتب على هيئة مخصوصة تخالف النطق فى أكثر الأحيان.

6- عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال: في مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى:
( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك )

هذه الرواية جائت في باب مانسخ من القران تلاوة دون الحكم في الإتقان

وقد جاء فيها وجهة نظر أخرى وهي أن الصحابة كانوا يكتبون الأدعية والمعاني مع القران لعدم إشكاله عليهم وهذه كانت منها

7- عن الخليفة عمر بن الخطاب أنه قال:
( القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف ) ومايماثلها

روايات مكذوبة عن الفاروق رضي الله عنه ( ضعيف الجامع للألباني )


8- عن عبد الله بن عمر أنّه قال:
( لا يقولَنَّ أحدكم قد أخذت القرآن كلّه ما يدريه ما كلّه، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت ما ظهر منه )

جائت في الإتقان تحت باب مانسخ تلاوته دون حكمه والقصد فيها كما قال اهل العلم أي ذهب بنسخ تلاوته لا غير .


9- ( إنّا كنّا نقرأ سورة كنا نشبّهها في الطول والشدة ببراءة، فأُنسيتها غير أنّي حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب )
نسخت فيما نسخ من القران أوردها السيوطي في باب مانسخ تلاوته دون حكمه وقد جاء ذكرها عند علماء الشيعة
قال ابوعلي الطبرسي : إذا قال جاءت أخبار كثيرة بأن أشياء كانت في القران فنسخ تلاوتها منها ماروي عن أبي موسى أنهم كانوا يقرأون ( لو أن لأبن أدم واديين ....... ) مجمع البيان شرح اية 106 سورة البقرة
وذكرها ايضاً ابوجعفر الطوسي في التبيان ج1 ص394
وكذلك ذكرها كمال الدين العتائقي في الناسخ والمنسوخ ص34


10- ( قرأت سورة الأحزاب على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها)
من الناسخ والمنسوخ وقد ذُكر نسخها عند علماء الشيعة أيضاً
قال ابوعلي الطبرسي : ثالثاً أن يكون معنى التأخير أن ينزل القران فيعمل به ويتلى ثم يأخر بعد ذلك بأن ينسخ فيرفع تلاوته البته ويمحى فلاتنسأ ولايعمل بتأويله مثل ماروي عن زر بن حبيش ان أبياً قال له كم تقرأون الأحزاب قال بضعاً وسبعين أية قال قدر قرأتها ونحن مع رسول الله أطول من سورة البقرة ) مجمع البيان ج 1 ص 409
2- ابوجعفرالطوسي قال : وقد جائت الأخبار متظافرة بانه كانت أشياء في القران نسخت تلاوتها وعددها وذكر منها سورة الأحزاب كانت تعادل سورة البقرة في الطول .. التبيان ج1 ص 394


11- كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة وكان فيها (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)
مما نسخ لفظه وبقي حكمة وهكذا وردت في الإتقان



12 - ( كانت فيما اُنزل من القرآن "عشر رضعات معلومات يحرمن" ثم نسخن بـ "خمس معلومات" فتوفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهن فيما يقرأ من القرآن )
من الناسخ والمنسوخ وقد ورد هذا في نص الحديث



13- (... فلما مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تشاغلنا بموته فدخل داجن البيت فأكلها )
الرواية مخرجة عن ابن ماجه وغيره عن طريق محمد بن اسحاق عن عبدالله بن أبي بكر عن عمره عن عائشة وفي موضع اخر عن عبدالرحمن بن القاسم عن ابيه عن عائشة

أ- اسحاق صدوق وعليه يكون حديثه في درجة الحسن وقيل لأبن حنبل ( ابن اسحاق اذا تفرد بحديثه هل تقبله ؟ . قال : لا , والله أني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ولايفصل كلام ذا من ذا ) تهذيب الكمال
ب- في رواية ابن اسحاق لهذا الحديث تخليط في القل فقد ذكر تارة دون تدوين ( عن ابن القاسم ) وتارة بتدوينه وهذا ممايشكك في صحة الرواية

وقال السرخسي : حديث عائشة لايكاد يصح لأن بهذا لاينعدم حفظه من القلوب ولايتعذر عليهم إثباته في صحيفة أخرى فعرفنا أنه لا اصل لهذا الحديث
ج- القول في الرضاع كما ذكرنا سابقاً مما نسخت روايته وقال ابن حزم : فصح نسخ لفظها وبقيت الصحيفة التي كتبت فيها كما قال عائشة فأكلها الداجن ولاحاجة إليها .... إلى أن قال : وبرهان هذا انهم قد حفظوها فلو كانت مثبته في القرآن لما منع أكل الداجن للصحيفة من إثباتها في القران من حفظهم )


14- ( ألَم تجد فيما أنزل علينا "إنْ جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرة" فإنّا لا نجدها؟ قال: اُسقطت فيما اُسقط من القرآن )
ذكرت في الإتقان تحت مانسخت تلاوته إذن هي من المنسوخ


4: الرأي في الحاكم وابن ابي داود وابن الخطيب الأزهري

أ- الحاكم صاحب كتاب المستدرك قال فيه أهل العلم : الصحيح في مستدرك الحاكم قليل وله ميل شيعي

وقال فيه ابن القيم : اما تصحيح الحاكم فكما يقال : فأصبحت من ليلي - الغداة - كقابض ... على الماء خانته فروج الأصابع
ولا يعبأ الحفاظ أطباء علل الحديث بتصحيح الحاكم شيئاً ولايرفعون به رأساً البته بل لايعدل تصحيحة ولا يدل على حسن الحديث ..
وقال الذهبي عن الحاكم في ميزان الإعتدال ج6 ص 216 : ( امام صدوق لكنه يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة ويكثر من ذلك فما أدري هل خفيت عليه ! .. فما هو ممن يجهل ذلك وإن علم فهذه خيانة عظيمة ثم هو شيعي مشهور بذلك )
ب- ابن ابي داود السجستاني فهو ضعيف وقد أتهمه أبوه بالكذب وحكمه على الأحاديث غير مقبول عن المحققين وهذا يفتح باباً واسعاً للشك فيما أنفرد به من روايات
وجاء في تذكرة الحافظ الذهبي ج2 ص302 قال السلمي : ( سألت الدار قطبي عن ابن ابي داود فقال : كثير الخطأ في الكلام في الحديث وفيه قال ابو داود : ابني كذاب )
وقال ابن عدي في الكمال في الضعفاء ج4 ص226 ( علي بن الحسين الجنيد يقول سمعت ابا داود السجستاني يقول : ابني عبدالله هذا كذاب )
وكان بن صاعد يقول كفانا ماقال ابوه فيه ..
ج- ابن الخطيب الأزهري : هذا الرجل وكتابه الفرقان لايسمع به الا من قبل الرافضه وعند بحثي تبين ان الأزهر قد اصدر فتوى بكفره لا ادري مدى صحتها وعلى كلن روايته لا تلزمنا

فكل قائل بالتحريف كافر بلا شك وهذا هو حكم أهل السنة والجماعة



5- الفرق بين قول اهل السنة بالنسخ وقول علماء الشيعة بالتحريف

بعد ماسبق يتضح جلياً أن الأحاديث الواردة لم يأتي فيها قول صريح بالتحريف إنما كلها جائت فيما نسخ من القران وبعضها قد رد لضعفه

إضافة لهذا فقد ذكر علماء التشيع القول بالنسخ في أكثر من مرجع لهم وهي كما يلي


1-الشيخ ابو علي الفضل الطبرسي ( صاحب كتاب مجمع البيان في تفسير القران ) وذكر النسخ حين شرح اية النسخ ايه 106 سورة البقرة
2-ابو جعفر محمد الطوسي الملقب عند الرافضه بشيخ الطائفه وذكر انواع النسخ في كتابة التبيان في تفسير القران 1- 13 مقدمة المؤلف وايضا كتابة العدة في اصول الفقه ج 2 ص 516 ط ستارة قم
3-كمال الدين عبد الرحمن العتائقي الحلي في كتابه الناسخ والمنسوخ ص 35
4-محمد علي في كتابه لمحات من تاريخ القران ص 222
5-العلامة محسن الملقب بالفيض الكاشاني فقد اقر بنسخ التلاوة حين شرح اية ما ننسخ من ايه او ننسها قال ما ننسخ من ايه بان نرفع حكمها وقال او ننسها بان نرفع رسمها انتهى شرح الكاشاني والمعروف ان نرفع رسمها أي نرفع خطها وهذا يعني رفع تلاوتها تفسير الصافي شرح اية 106 سورة البقرة
6-العلامة محمد باقر المجلسي صحح روايه ايه الرجم التى في الكافي وقال وعدت هذه الايه ممن نسخت تلاوتها دون حكمها (( مراة العقول ج 23 ص 267
7-الفقية حمزة بن علي بن زهرة الحلبي جوز انواع النسخ بما فيها نسخ التلاوة في كتابة غنية النزوع الى علمي الاصول والفروع ج 2 ص 343 344 طبعة قم
8-السيد المرتضي الملقب علم الهدى جوز انواع النسخ بما فيها نسخ التلاوة في كتابة الذريعه الى اصول الشريعه ج1 ص428 طبعة انتشارات طهران

وعليه يكون واضحاً تمييز الشيعة بين النسخ والتحريف
وفيما ورد من أدله في ردي السابق كانت الرودود حاملة للقول بالتحريف صراحة
فبما ترد !

إن أصبت فهذا من فضل ربي
وأن أخطئت فمن نفسي


__________________
ياميسر كل أمر عسير يسر لي آمري فـ إن تيسير العسير عليك يسير
رد مع اقتباس