عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 2010-07-26, 07:07 PM
عفراء عفراء غير متواجد حالياً
عضوة لاأدرية
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-30
المشاركات: 18
افتراضي


السيد أبو جابرالأنصاري:

بداية تحيتي لك على نصك المتماسك والمتزن، وأتمنى لو أن بعض الزملاء ينهجون نهجك الهادئ والعميق في الحوار.

كلا، لا أحقد على الإسلام أو غيره، وإنما أنتقده، مع احترامي لحق كل إنسان باعتناق ما يقتنع به.
وأغلب هذه الفصول من السيرة ذُكرت بأسانيد ضعيقة ولو حققناها لما صمد منها الكثير أمام النقد العلمى لعلم مصطلح الحديث. وقد سبق أن قال الإمام أحمد أن هناك ثلاثة علوم قد نقلت بلا إسناد ومنها السيرة ، لبيان انقطاع كثير فى اسانيد هذه الروايات ، حتى لا نعول عليها كثيراً
.

وفقاً لكلامك هذا تسقط كافة الروايات التاريخية التي تتناول ما قبل الإسلام، وبالتالي فنحن أمام قطيعة تاريخية مع تلك الفترة.. وقد وجب أن نعمد إلى الوثائق واللقى الأثرية كي نعرف بعض تفاصيل تلك الأحداث.

بما أن ما قدمه المؤرخون المسلمون عن تلك الفترة هو تلك الروايات ذات الأسانيد الضعيفة، فإنك لم تنفِ كلامي حول تناقضات الرواية الإسلامية للتاريخ، بل أكدتها، وسبب توكيدي على التناقضات هو تباين ما أوردته السير وما يقوله ما وصلنا من آثار تاريخية.

مثلاً.. كانت الجزيرة العربية تعج بالكعبات، وكان لكل كعبة إله، لا بل إن المرء كان يأخذ بضعة أحجار من كعبة ما لينشئ كعبة مؤقتة يطوف حولها.. وهذا يناقض الرواية الإسلامية عن الكعبة الحالية على أنها كعبة إبراهيم، والتي قال عنها طه حسين: لا دليل على صحتها.

لهذه القطيعة معنى تاريخي واحد، وهو أن المسلمين أخفوا التاريخ الحقيقي وشوهوا ما تبقى منه.. وأن الشك والبحث والتنقيب في أصول التاريخ هو الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى حقيقة ما جرى.

ما فعله المؤرخون المسلمون، فعله كافة كتاب التاريخ القديم، تحت ضغط السلطة، والتواريخ القديمة على الدوام لم تكتب بوجهة نظر موضوعية.

الزعم الأول : عبد المطلب الكافر يوحى إليه!!!
طبعاً أنت لا تعلمين ما معنى كلمة ( وحى ) ، ولكن كان يجب عليك أن تفرقى بين الرؤية المنامية التى هى نوع من المكاشفة وليس فيها سمة الوحى التشريعى ، والتى يتساوى فيها المسلم بالكافر ، وبين الوحى التشريعى الذى ينزل على نبى أو رسول ويحمل صبغة وصفة تشريعية
وطبعاً نحن ولا أنت ليس عندنا اعتراض على وجود الرؤى المنامية والتى تحدث فى الواقع بنفسها أو برموزها!! فهذه مسلمة بشرية ولا ينكرها إلا مجنون.

دعنا نقل أنك تفرق بين الوحي الذي لا ينزل إلا على نبي، والأحلام التي يمكن لأي كان (استقبالها).
العجيب والجميل أن هذه الرؤى المشتركة بين المسلم والكافر دليل على وجود الله !! وهذا ما لا يعلمه الملاحدة واللاأدرية!! أظن الآن الزميلة المحاورة المخالفة ستحاول أن ترهق ذهنها لتنفى كون الرؤية دليل على وجود الخالق!!

كان ذلك ممكناً لو أنك أثبتَّ ذلك حقيقة، فالأحلام لا تعدو كونها نشاط عقلي شخصي غير مراقب، وهي لا تمت بأية صلة إلى مصدر خارجي أو روحاني.. إذ يمكن لأجزاء من الدماغ أن تنشط أثناء النوم، بينما تبقى باقي الأجزاء في حالة بيات، ولذلك تتخذ الأحلام درجات مختلفة من المنطقية، ويمكن لأي كان أن يحلم لأنه حي.

سوف تجد هذه المعلومات في كتب العلوم وعلم النفس، ولكنك ستجد نقيضها غير العقلاني في الكتب الدينية.
والذى يثبت كلامى ومن القرآن – مصادرنا – أن ممكن للكافر أن يرى رؤية منامية ويُطلع فيها على أمر غيبى مستقبلى سوف يقع ، هو رؤيا الملك فى قصة سيدنا يوسف ، فهذا ملك وكان على الكفر ورغم هذا رأى أن سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات. والتأويل معروف.
فهل زعم أحد أن هذا الملك كان يوحى إليه؟؟؟

سيدي الكريم.. إن حكاية يوسف تأتي ضمن الأساطير الدينية، ولا تستطيع أن تتخذها إثباتاً على حقيقة ما لأنك مؤمن، فأنت لاتستطيع أن تثبت وجود إكسير الخلود اعتماداً على أسطورة جلجامش.

كلا أيها السيد.. لم تثبت صحة كلامك.

مع احترامي لك وانتظاري ردك أو باقي مشاركتك.
رد مع اقتباس