عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2010-08-12, 11:11 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي

سلسلة رمضانيات

رب العالمين

الدكتور عثمان قدري مكانسي

نقرأ في سورة الفاتحة " الحمد لله رب العالمين " ، وقد يتساءل أحدهم – ولْيكن صاحبكم عثمان – لِمَ قال سبحانه : ( رب العالمين) ، ولم يقل رب العالم ؟
بعضهم يقول إن الناس عالم ، والحيوان عالم ، والنبات عالم ، والحماد عالم ، فالمجموع
(عالمون ) أو عوالم فهو سبحانه رب العالمين ...
ويقول بعضهم : والشياطين عالم آخر والملائكة كذلك ، وهؤلاء أجزاء من العالمين .
ويقول آخرون : إن الشموس والكواكب والأرضين والمجرات والأفلاك عوالم نضيفها للعوالم الأخرى ، وهو سبحانه ربها جميعاً .
ويُضاف إليها كذلك السماوات السبع بمن فيها من مخلوقات لا يعلمها إلا الله تعالى ، فيتسع العالم إلى أضعاف الأضعاف فإذا العالم يرحُب ليكون عوالم كثيرة .
قرات في مجلة حضارة الإسلام التي كانت تصدر في دمشق عام 1970 مقالاً يذكر فيه علماء الفلك أن قطر السماء الدنيا سبعون مليار سنة ضوئية ، ثم يعقّبون قائلين " وقد يكون أضعاف هذا والله أعلم –".
وفي عام 2002 أقرأ مقالاً للعلماء يقولون إنهم اكتشفوا أن قطر السماء الدنيا 140 مليار سنة ضوئية ، ثم يعقبون كذلك " وقد يكون أضعاف هذا والله أعلم " .
أما في العام 2005 فقد اكتشف الفلكيون مجرة قطرها خمسون مليار سنة ضوئية ، ولا ننسَ أن بين المجرة وأختها أضعاف أضعاف مسافة قطرها . وهذا يعني أن قطر السماء الدنيا لا يُقدّر ، وإذا علمنا أن السماء الدنيا للسماء الثانية كحلقة في فلاة ، والسماء الثانية للسماء الثالثة كحلقة في فلاة ، ... وأن السماء السابعة لكرسي الرحمن كحلقة في فلاة وان الكرسي للعرش كحلقة في فلاة ، وأن العرش لعلم الله كحلقة في فلاة – هكذا أخبرنا الصادق المصدوق – أيقنا أن الله ربُّ العالمين لا رب العالم فقط ، وفهـِمْنا قوله تعالى في سورة الفاتحة " الحمد لله رب العالمين "

يروي القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير سورة " فصلت " حين يتحدث في تفسير قوله تعالى " ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كَرهاً قالتا أتينا طائعين " أن موسى عليه السلام سأل ربه : لولم تأتيا طائعتين ما أنت فاعل بهما؟
فقال تعالى : أسلّط عليهما دابة من دوابّي فتبتلعهما .
قال موسى : يا رب؛ فأين دابتك ؟
قال : في مرج من مروجي .
قال موسى : يا رب ؛ فأين مروجك ؟
قال : في علم من علمي .

وتوقفت ملياً في ملكوت هذه المحاورة القصيرة بين رب العالمين ومخلوق كريم من مخلوقاته . فارتعدت مستصغراً نفسي ومَن حولي ، موقناً بعظمة الخالق جل شأنه
وقلت : لا إله إلا أنت سبحانك .. أنت رب العالمين .........

يتبع
رد مع اقتباس