عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2010-08-28, 07:27 AM
دكتور/طه دكتور/طه غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-08-28
المشاركات: 2
افتراضي

أشعر حين أقرأ مثل هذا الكلام _ وأنا صادق والله يعلم _ كأنى أرى طفلا صغيرا يمسك بحجر على قدر يديه ولا يعجبه سور مدينة عظيم ويريد أن يهدمه بهذا الحجر ، ولا أقصد الإهانة إنما هو ما أشعر به فعلا ، أيها القارئ الكريم إن تراث هذه الأمة محكم ولا يستطيع أحد أن يشكك فيه إلا بجهل من يقرأ له ، فما يطرح الآن وما طرح من قبل على مر العصور ، يكفى كفاية تامة لرده ورد شبهته النظر فى كتب أهل العلم المشهورة المعروفة لا بواطن الكتب ولا دواليب العلم لتجد الماء الزلال الذى يروى ظمأك ويطفئ نار الشبهة فى صدرك ، وإنى أدعو كل قارئ أن يتعلم أو يراجع الكتب المشهورة فى التفسير والحديث ليجد الخير والنفع بإذن الله تعالى .
أما بخصوص ما يتم طرحه - وهو كما أسلفت كحجر يراد به هدم القلاع المحصنة - فهو أمر لا يرقى أن يكون شبهة أصلا ، ولنتأمل معا فى واقع حياتنا التى نعيشها ، ألا نجد فى حياتنا اليومية رجلا من كبار رجال الأعمال يقف على عربة فول فى الشارع عندنا فى مصر ، لأنه يحب هذا الإفطار ؟ ، ألا نرى رؤساء الدول التى تدعى التقدم والرقى يقفون فى حديقة قصرهم يقلمون الأشجار ويمسكون برشاش المياه يرشون الزرع ويصفق لهم الناس ؟ ألا ترى رجلا عظيما من أهل العلم فى الدين أو الدنيا يقف له الناس مهابة وتعظيما وملابسه غير مهندمة وإذا سألت زميلا لك أجابك قائلا إن هذا شأن العظام من الناس لا يهتمون بهذه التفاهات ، ومن عظمة الصحابة وأهل العلم أنهم نقلوا لنا بأمانة تامة وصدق نادر الوجود كل صغيرة وكبيرة فى حياته صلى الله عليه وسلم ، ولنرجع يا قارئى الكريم لكتاب الله تعالى ، وللآية التى هى أصل الكلام ، قال تعالى : "ألم يجدك يتيما فآوى . ووجدك ضالا فهدى . ووجدك عائلا فأغنى " ولنر ما معنى وجدك عائلا فأغنى ؟ المعنى واضح وأهل التفاسير زادوه وضوحا ومثال على ذلك ما تقرؤه فى تفسير ابن كثير حيث قال :"كنت فقيرا ذا عيال فأغناك الله عمن سواه ، فجمع لك بين مقامى الفقير الصابر والغنى الشاكر صلوات الله وسلامه عليه ، وأستأذن القارئ الكريم أن نرجع فى التفسير صفحة واحدة حين يعرض ابن كثير - رحمه الله - لتفسير قوله تعالى : "وللآخرة خير لك من الأولى" أى : والدار الآخرة خير لك من هذه الدار ، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهد الناس فى الدنيا وأعظمهم لها إطراحا كما هو معلوم من سيرته ............. روى الإمام أحمد عن عبد الله - هو ابن مسعود- قال : اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير فأثر فى جنبه ، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه وقلت يا رسول الله ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مالى وللدنيا ؟ إنما مثلى ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ثم راح وتركها" ، انتهى ، أريد أن أنبه قارئى الكريم إلى أمرين فى الحديث السابق الوارد فى التفسير ، أولا : انظر إلى قول ابن مسعود ألا آذنتنا أن نبسط لك على الحصير شيئا ؟ ، إذن ما كان نومه صلى الله عليه وسلم على الحصير الذى أثر فى جنبه لأنه فقير محتاج لا يجد غيره بدليل قول ابن مسعود ، وانظر إلى رد النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم عليه - يتبين لك حل هذا الإشكال -إن كان أصلا إشكالا- ، نبي مرسل شغله أمر الدعوة والأمل فيما عند الله تعالى عن أن يهتم بأمر الدنيا وطرحها كلها طرحا لأن الأهم ما شغل به ، لم يتفرغ لجمع المال فقد أغناه الله تعالى ، والبخارى الذى لا يعجب طارح الشبهة ومن على نهجه هو أيضا الذى روى عطاءه صلى الله عليه وسلم مما أفاض الله عليه بما لا يتصوره عقل بحسابات اليوم ، ولتقريب المفهوم إليك هذا الحديث، روى ابن سعد عن أم دُّرة قالت: أتيت عائشة بمائة ألف درهم ففرَّقَتْها، وهي يومئذ صائمة، فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه، فقالت عائشة: لو ذَكَّرْتِني لفعلت ، وما أريد أن أقول فى ضوء هذا الحديث أن الإنسان قد يشغله الأهم عن المهم فها هى عائشة رضى الله عنها ، تنفق مائة ألف - أى أنها ما كانت فقيرة - وتنسي أن تدخر لنفسها درهما واحدا تأتى به بطعام تفطر عليه وهى صائمة ، فهل يستطيع عاقل أن يقول إنها كانت فقيرة محتاجة لا تجد قوت يومها وما تفطر عليه ؟؟؟؟
أما فيما يخص موته صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودى ، فأستأذن القارئ الكريم أن نفتح كتب الحديث وشرحه لنجد الحديث صحيحا أيما صحة ولا مجال للطعن فى سنده ولنزيل اللبث بما أورده العلماء فى كتبهم ومنهم الشوكانى فى نيل الأوطار حيث قال : "
وَفِيهَا أَيْضًا دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ مُعَامَلَةِ الْكُفَّارِ فِيمَا لَمْ يَتَحَقَّقْ تَحْرِيمُ الْعَيْنِ الْمُتَعَامَلِ فِيهَا وَجَوَازِ رَهْنِ السِّلَاحِ عِنْدَ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَا عِنْدَ أَهْلِ الْحَرْبِ بِالِاتِّفَاقِ وَجَوَازِ الشِّرَاءِ بِالثَّمَنِ الْمُؤَجَّلِ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ ذَلِكَ قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَالْحِكْمَةُ فِي عُدُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُعَامَلَةِ مَيَاسِيرِ الصَّحَابَةِ إلَى مُعَامَلَةِ الْيَهُودِ إمَّا بَيَانُ الْجَوَازِ ، أَوْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ إذْ ذَاكَ طَعَامٌ فَاضِلٌ عَنْ حَاجَتِهِمْ أَوْ خَشِيَ أَنَّهُمْ لَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ ثَمَنًا أَوْ عِوَضًا فَلَمْ يُرِدْ التَّضْيِيقَ عَلَيْهِمْ )) اهـ
إذن فالأمر واضح ولا يحتاج إلى من يتساءل كأننا لم نسمع بهذا الحديث إلا اليوم ، وأخيرا أيها القارئ الكريم أعتذر لك عن الإطالة وأقول ، إن المسلم الحق الذى رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا لا ينبغى عليه أن يكون ريشة فى مهب الريح ينتظر من هذا أن يطعن فى الحديث الشريف أو فى ثوابت الدين الحنيف ، والله أسأل أن يهدينا جميعا سواء السبيل وهو من وراء القصد ويهدى إلى الحق من أراد الهداية ، وأستغفر الله لى ولكم
رد مع اقتباس