الأخ الكريم مصطفى
بداية أشكر لك دماثة خلقك وحسن نقاشك وهذا امر نفتقده مع أغلب من نحاور
أرى نفسى محتاجاً لأن أعلق على الكثير من المسائل ، يا أخى نحن نتحدث عن جماعة الإخوان المسلمين ، وأنا أرى الكثير من الانتقادات والمآخذ عليها ، قديماً وحديثاً ، وأنا أجد جماعة الإخوان على مرمى بعيد من نصوص الشرع ، ومن ثم فإن النقد الموجه يجب أن يكون مبنياً على أساس ، أنت تقول لا ننقد كذا ولا كذا ولا كذا ، فكيف يكون النقد إذاً ، أى فرقة أو مذهب أو طائفة ينقد بعدة بنود أول البند بيان مخالفته لما يقاس عليه ، وما يقاس عليه هنا هو نصوص الوحيين.
ثانى شئ يكون النقد لمؤسس الطائفة أو الجماعة ، وبيان أصل اعتقاده فأصل الاعتقاد هو الذى سيؤثر على منهج الجماعة المزمع إنشائها بل سيؤثر على جميع مراحلها المستقبلية ، ثم يأتى الحكم النهائى بالحكم على نتائج العمل.
فجماعة الإخوان قامت - منذ نشأتها - على فكرة مؤداها تكوين الخلافة ، وهذا يعنى الخروج على ولى الأمر الممكن وقد كان الملك فاروق ومن سبقه ، وهذا أمر مخالف لنصوص الشرع وإن شئت جئتك بالأدلة على كلامى من القرآن والسنة.
ثم نظرنا فوجدنا جماعة الإخوان قد اعتنقت المذهب الأشعرى الذى كانم سائداً فى مصر ، وهذا من الناحية الاعتقادية خطأ حيث أن الأشعرية معطلة لصفات الخالق سبحانه وتعالى ، وهذا أمر يطول شرحه.
ومن الناحية التعبدية تجد الإخوان ينتهجون نهج الصوفية وما أدراك ما الصوفية.
ثم نتج عن جماعة الإخوان ، بعض جماعات التكفير والقطبية وما أنت أعلم بهم منى.
فأين هى الضرورة التى كانت بحاجة لوجود جماعة الإخوان المسلمين.
ناهيك عن الأصول التى أصلتها الجماعة لنفسها وهى أن " جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة المسلمين " الأمر الذى يعنى أن ما عداها ليسوا بمسلمين ، وقد كان هذا الشعار هو منهج عمل الجماعة ردحاص من الزمن!
ونقول ما هو النتاج الذى أنتجته او خلفته جماعة الإخوان بعد رحلة ثمانين عاماً؟؟
هل حاربوا بدعة؟
هل نشروا سنة؟
ودعنى أجيبك على ما طلبت :
يا أخى سيدنا عمر
لم يجلس على كرسى الحكم بل الحكم هو الذى فُرض على عمر
، ارجو أن تراجع كيف أن سيدنا ابا بكر وسيدنا عثمان كيف اتفقا على تولية سيدنا عمر
الخلافة وهو لا يدرى ولا يعلم ، وكيف أن هذا كان مصداق قول نبينا
: ( إنا لا نولى هذا الأمر من طلبه ) ، ولكن جماعة الإخوان يسعون بشق الأنفس إليه ، وهذا مخالف لكلام النبى
ونحن لا ننكر أن الدين قد استوعب كل أمور الحياة ، ولا نقول بعزل الدين عن السياسة ، ولكن يا أخى أذكرك بآخر بند كان النبى
يعاهد عليه الناس ، وبه تكون البيعة وهو : " ألا ننازع الأمر أهله ".
يعنى الإخوان نازعوا الملك فاروق ، رحمه الله ، السلطة ، ونازعوا عبد الناصر ، قبحه الله ، السلطة ، ونازعوا السادات ، رحمه الله ، السلطة ، والآن هم ينازعون مبارك ، أصلحه الله ، السلطة ، فإلى أين المسير إذاً؟ وما هو الهدف؟ أن يكون حسن البنا على الكرسى؟؟!! يعنى الأمر إذاً أمر شخصى ، ومطامع خاصة؟؟
طيب قد تقول لى : لا ليس الأمر كذلك ، فأقول لك وهل كان يرضى حسن البنا أو غعيره من قيادات الإخوان قديماً أو حديثاً أن يكون هناك غيرهم فى سدة الحكم؟؟؟
لو أجبت بـ : لا ، لدل على أنها أطماع شخصية حقاً!!
ولو أجبت بـ : نعم ، لقلت لك وما ستفرق معكم أن كان الحاكم زيد أو عبيد؟!
قد تقول لى : إصلاح المجتمع.
أجيبك بما أجاب به النبى
: " إن أصلحوا فلهم ولكم ، وإن أساءوا فعليهم ولكم " حيث أننا سننال أجر الصابرين إن شاء الله بالصبر على ظلمهم وبطشهم.
فما الحاجة لجماعة الإخوان بعد كل هذا؟؟؟؟