عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 2010-09-17, 01:18 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

فتوحات حسان بن النعمان الغساني


استشهد زهير البلوي وأصحابه في معركة مع البيزنطيين في

مدينة درنة بشرق ليبيا ودفن مع أصحابه، وقبورهم هناك





مسجد الصحابة وبه مقبرة الشهداء بدرنة


معروفة إلى اليوم تسمى مقبرة الشهداء وكان ذلك 71هـ، وكان

وقع استشهاد زهير بن قيس البلوي ورفاقه عظيماً على الخليفة

عبد الملك بن مروان لذلك ما إن انتهى من حربه مع ابن الزبير

حتى أولى اهتماماً خاصاً إلى الوضع في شمال إفريقيا، لذلك نراه

يجهز جيشاً كبيراً قوامه نحو أربعين ألف مقاتل غالبيتهم من أهل

الشام، وعهد بقيادته إلى حسان بن النعمان الغساني الذي كان

رجلاً ورعاً تقياً يدل على ذلك تسميته بـ((الشيخ الأمين))، وقد أقر

الخليفة حسان بن النعمان أن يقيم بمصر استعداداً لإنجاز مهمته

وكتب إليه: إني قد أطلقت يدك في أموال مصر، فأعط من معك

ومن ورد عليك من الناس، وأخرج إلى جهاد إفريقيا على بركة

الله. وقد وصف ابن الأثير عظمة هذا الجيش من حيث تعداده

وعدته بقوله: لم يدخل إفريقيا جيش مثله، وكان بداية الغزو في

عام 74هـ، وقد تمكن هذا الجيش من فتح المناطق التي مر بها

وكان على مقدمته كل من محمد بن أبي بكير وهلال بن ثروان

اللواتي ووجود هذا الأخير كقائد على مقدمة الجيش حسان يشير

إلى مشاركة البربر بشكل كبير في هذه الحملة.



فتح قرطاجنة


وصل حسان القيروان ودخلها دون أن يواجه أي مقاومة ثم

توجه بعد ذلك إلى الشمال حيث قرطاجنة القاعدة البيزنطية على

الساحل، وسار حسان إلى قرطاجنة وكان صاحبها أعظم ملوك

إفريقية، فلما وصل إليها رأى بها من الروم والبربر ما لا يحصى




كثرة، ولم تطل المعركة مع البيزنطيين ودخل حسان قرطاجنة

عنوة، ولم يكد حسان ينصرف منها عائداً إلى القيروان حتى عاد

أهلها للاعتصام بها مرة أخرى، مما اضطر حسان لفتحها مرة

الثانية، فهدم المسلمون ما أمكنهم منها، لكي لا يعود إليها من

يطمع بالتحصن بها. ثم أعقب حسان حملته هذه بحملة على

ططفورة وبنزرت فافتتحها ولم يتبع المنهزمين من الروم الذين

تحصنوا في مدينة باجة ولا البربر الذين تحصنوا في مدينة بونة.

وعاد حسان إلى القيروان، لأن الجراح قد كثرت في أصحابه فأقام

بها حتى صحوا.



... نهج حسان نفس السياسة التي سار عليها أبو المهاجر وهي

تأليف البربر وإشراكهم في الفتوح ولعله توسع في ذلك بإدخالهم

في الجيش على نطاق واسع، فكانت سياسته خطوة كبيرة في

اكتساب ولاء البربر وإخلاصهم، ففي حملته الأولى عين هلال بن

شروان اللواتي قائداً على مقدمته مع اثنين من العرب هما محمد

بن بكير وزهير بن قيس كما استعان بالبربر كعيون فقد أرسل أحد

رجالهم الذي أسلم طوعاً ليأتيه بالأخبار عما يجري في معسكر

الكاهنة، ورحب بولدي الكاهنة وولى أكبرهما قيادة الجيش في

منطقة الأوراس واثقاً بإخلاصه وحسن إسلامه مما أدى إلى إسلام

نفر كبير من البتر. ويبدو نجاح سياسته من استغاثة أهل قابس

وقفصه وأهل نقراوة به فسره ذلك.



ب ـ المساواة بين البربر والعرب المسلمين:



... حين جند حسان البربر ساوى بينهم وبين العرب المسلمين

وذلك وفقاً لمبادئ المساواة في الإسلام، ففرض لهم ومنحهم

نصيبهم من الغنائم. ثم خطا خطوى كبرى بأن قسم المغرب خططاً

للبربر. ويبدو أن حساناً اعتبر أرض المغرب أرضاً أسلم عليها أهلها.



ج ـ الاهتمام بالتنظيم الإداري:



كان حسان قد اعتنى بالتنظيم الإداري في المغرب خلال مدة

إقامته (82هـ ـ 86هـ). فقد أنشأ الديوان أو ديوان الجند، وهو

سجل يحفظ فيه أسماء المقاتلين وأنسابهم وصفاتهم ومقدار

أعطياتهم، ونظم ديوان الخراج بأن عني بتحديد الجزية والخراج.

يقول ابن عذاري فدون الدواوين وصالح على الخراج وكتبه على

عجم إفريقية وعلى من أقام معهم على دين النصرانية، وكان

عامتهم من البرانس إلا قليلاً من البتر.



... وقام حسان ببناء دار لصناعة السفن، وأنشأ مدينة إسلامية

ثانية وهي تونس أصبحت رباطاً يحمي القيروان ومحرساً للبحر

وميناء جديداً للبلاد. وصارت تونس ثانية العواصم الإفريقية حين

أولاها حسان اهتمامه، واهتم بالقيروان فجدد بناء مسجدها

أحسن مما كان عليه أيام عقبة، واهتم بتعليم البربر مبادئ

الإسلام، وترك معهم ثلاثة عشر رجلاً من علماء التابعين

يعلمونهم القرآن وشرائع دينهم،، وبث الدعاة في مختلف القبائل

لنشر الإسلام بين البربر، فبنوا المساجد، واستلموا المنابر ومن

ذلك بناؤهم لمسجد أغمات سنة 85هـ، وانتشرت الكتاتيب لتعليم





أولاد المسلمين مبادئ القراءة والكتابة


قال الذهبي عن حسان بن النعمان الغسّاني: من ملوك العرب ولي

المغرب فهذَّبه وعَمَره وكان بطلاً شجاعاً، مجاهداً لبيباً، ميمون

النقيبة كبير القدر، وجهه معاوية في سنة 57هـ فصالح البربر ،

ورتب عليهم الخراج وانعمرت البلاد، وله غزوات مشهودة بعد

قتل الكاهنة وكان يدعى الشيخ الأمين، توفي سنة 80هـ.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس