عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2013-09-07, 08:28 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي


الكتاب بشكل عام جميل ومفيد لمن يريد الاقدام على الزواج، وإن كان فيه بعض ملاحظات قرأت عنها منذ مدة وعدت وتأكدت من أحدها، وهي موضوع النظر إلى المخطوبة، فقد ذكر الكاتب الآراء الفقهية الثلاثة نقلاً عن ابن القيم الذي ذكر رواية داود وروايات أحمد رحمهم الله جميعاً، وهذه الآراء هي:
1- النظر إلى الوجه والكفين فقط، وقال أن هذا التقييد لا حجة لهم به، وفيه تعطيل لفهم الصحابة له.
2- النظر إلى ما يظهر غالباً كالرقبة والساقين ونحوهما.
3- النظر إليها كلها، عورة وغيرها، بمعنى أنه يجوز أن ينظر إليها متجردة.
والكاتب على ما يظهر لي يميل إلى الرأي الثاني لاستشهاده بقصة زواج عمر وذكره لقصة زواج سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، إلا أنه لم يذكر أي كلام في الرد على المذهب الفقهي الثالث والذي هو رأي الظاهرية ورواية عن أحمد، وهذا الرأي وإن كانت تأباه الفطرة إلا أن الرد عليه أمر يسير، وكان الأولى أن يذكر كلاماً مثل أن الحديث الذي استشهدت به الظاهرية -على ما أعلم- لا دليل فيه على ما ذهبوا إليه، فالرسول قال ((إذا ألقى اللهُ في قلبِ رجلٍ خطبةَ امرأةٍ فلا بأسَ أن ينظرَ إليها))، وهذه النظرة إما أن تكون في أحد الطرقات أو في بيت الفتاة أو في حديقة دارها أو ما شابه، فكيف لامرأة أن تكون متجردة في أحدى هذه الحالات؟ بل إن هذا الحديث دليل على الرأي الثاني، وليت الكاتب بين ذلك بوضوح أكثر.
الانتقاد الآخر الذي أراه أنا وهو موضوع الفحص الطبي الذي لم يقم عليه الكاتب دليلاً، وكل ما ذكره أحاديث عامة في عدم الإضرار بالغير، فلو كان الفحص الطبي لازماً أو خيراً لسبقنا إليه السلف رحمهم الله، بل إن الفحص أحياناً مما يضر بالناس، وقد جاءتنا حالة مرة هنا في هذا المنتدى المبارك لرجل طلب من خطيبته فحصاً طبياً فوجد عندها مشكلة ما، فوقع في حيرة أيتركها أم يكمل مشواره، فإن تركها أساء إليها، وإن أكمل مشواره عاش حياته في نكد.
تجدر الإشارة هنا إلى أن العقم لا يشترط أن يكون طبياً، بل هو أمر تحت مشيئة الله عز وجل، وأنا أعرف رجلاً معافى طبياً من العقم، وكذلك زوجه، لكن الله لم يشأ أن يرزقهما بابن إلى الآن وقد مر على زواجهما ما يزيد على 10 سنوات، فليست أسباب العقم طبية دوماً، أليس الله سبحانه هو القائل لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ؟ اللهم اجعلنا ممن تشاء أن تزوجهم ذكراناً وإناثاً.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس