عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2015-04-06, 06:17 PM
أمجد مصطفى أمجد مصطفى غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-04-02
المشاركات: 13
افتراضي دوكنز وحيرته حيال " القيم الأخلاقية " !! ..

إن المتتبع لظاهرة الإلحاد الجديدة التي ظهرت في الغرب في صورة حملة محمومة ذات أنشطة تبشيرية يكاد يجزم كما يذكر غير واحد من المهتمين بالظاهرة هو أن المفجر الأساسي لها هو حادث 11 سبتمبر 2001 وهو حادث " برج التجارة العالمي " إذ اعتبر هؤلاء الملاحدة أن الدين أمر كارثي على البشرية يجب القضاء عليه والتخلص من قيوده وسمومه الذي يبثها في نفوس الناس ، وهم يعنون بالدين هنا كل الدين وعلى رأسه وعلى وجه الخصوص الدين الإسلامي ..

إن سبب ظهور " ظاهرة الإلحاد الجديدة " في حد ذاته غير مبرر على حد اعتقاد " دوكنز " ورفاقه قادة الظاهرة الإلحادية الجديدة في الغرب ، فدوكنز الذي يرى أنه ليس ثمّة شيء اسمه " قيم أخلاقية مطلقة " وأنها تتبدل وتتغير و أنها شيء نسبي يختلف من مكان لمكان ومن شخص لشخص ومن مجتمع لمجتمع وهو نفسه الذي يقول في بعض حواراته " ما الذي يمنعنا من القول بأن هتلر كان على صواب ؟ أعني هذا سؤال صعب فعلاً " _ هتلر الذي قتل ملايين الخلق من أجل النازية وهي وإن لم تكن دين إلا أنها معتقد آمان به رجل وأتباعه وكادوا أن يدمروا العالم من أجله !! _ كما أن " لورنس كراوس " أحد قادة ظاهرة الإلحاد الجديدة في الغرب حين سُئل عن زنا المحارم هل تعتبر أنه خطأ ؟ قال : " لا اعتبر أنه خطأ " ، وغيرها من الجمل التي تنسف القيم الأخلاقية وقواعدها ..

دوكنز هذا ورفاقه الذين أنكروا القيم الأخلاقية المطلقة وجعلوها مختلفة من مجتمع لآخر بل من شخص لآخر بل ولنفس الشخص من وقت لآخر هم من اعتقدوا أن حادث البرج يحوي كافة معاني الشر وأنه دافعهم ووقودهم لتخليص البشرية من الدين الذي يسبب الخراب !! وسؤال لدوكنز " ما الذي يمنعنا من القول بأن حادث 11 سبتمبر 2011 كان صواب وأنه حادث أخلاقي ؟ أعني هذا سؤال صعب فعلاً ؟ " ..

إن نظرة دوكنز ورفاقه لا تسبب فقد أزمة بالنسبة لمسألة الشر والخير وأفعال الله وماذا لو كان الشر والخير نسبي أو أنه ليس ثمّة خير ولا شر فلما الاعتراض إذاً على بعض أفعال الله وأقداره ، بل إن نظرة دوكنز للقيم الأخلاقية كارثية على فحوى دعوته وسبب ظهورها بمظهرها هذا والذي سُمي بـ " ظاهرة الإلحاد الجديدة " ..

فدوكنز ورفاقه الذين فسروا أنشطتهم المحمومة المبشرة بالإلحاد أنها ردة فعل لأحداث الـ 11 من سبتمبر 2011 قد جزموا من حيث لا يشعرون بأنه ثمّة شيء اسمه " قيم أخلاقية مطلقة " ومعنى واضح للشر والخير مما دفعهم لاعتبار الحادث إرهابي إجرامي شر محض ، وإلا فإنهم متناقضون ..

فـ " سام هارس " ، وكتابه " نهاية الإيمان ... الدين ، والإرهاب ، ومستقبل العقل " و مقطع مرئي له على يوتيوب " سام هارس .. رحلة نحو الإلحاد انطلقت شرارتها بسبب 11/9 " _ ذكر ذلك الشيخ عبد الله العجيري في كتاب مليشيا الإلحاد _ يوضح أن لديه تصور واضح عن الخير والشر وهو ما نسميه " بالقيم الأخلاقية المطلقة " والتي يتهرب من الاعتراف بها الملاحدة الجدد ، لأنها تهدم أحد أهم الأعمدة في فلسفة الإلحاد الجديد ..
رد مع اقتباس