عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 2011-04-02, 07:52 PM
عارف الشمري عارف الشمري غير متواجد حالياً
محـــــــــاور
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-12
المشاركات: 1,573
افتراضي

المسيح يبشر بالصلاة على رسول الله :


قد يثير العنوان دهشة البعض، و لكنها الحقيقة الثابتة فى نبوءات المسيح ابن مريم عليه السلام حين قال عليه السلام للفريسين :
((يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. 38 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا. 39 لاني اقول لكم انكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب))متى 23: 37

و هذا الفقرة تتضمن أموراً:-
1) أخبر المسيح أحبار اليهود القساة الكافرين أنهم لن يروه – و هذه إشارة لرفعه إذ لا يتصور أن يفتخر بأنه سيعذبونه و يهينونه و يلبسونه رداءً قرمزى ثم يصلبونه- حتى يأتى من يمجدونه

2) ثم أخبر بأن غيابه هذا سيمتد إلى أن يأتيهم الذى يقولون له مبارك الأتى بإسم الرب

و هذا لا ينطبق على المسيح ابن مريم لسببين:
أ- أن العبارة لا يستقيم معناها إن كان المسيح هو الأتى كما يزعم النصارى إذ سيكون تركيب الجملة هكذا
( إنكم لا تروننى حتى تقولوا مبارك الأت بإسم الأت!)
أو
( إنكم لا تروننى حتى تقولون مبارك الرب بإسم الرب)

لاسيما أن المسيح عند النصارى هو الرب نفسه – بزعمهم- فلو أبدلنا كلمة الأتى بكلمة الرب أو أعملنا المترادفات على النحو المبين فى الأمثلة لخرجت جمل عبثية مضحكة

ملاحوظة: قال بعض النصارى ثقيلو الظل أن إسم الرب هو نفسه إسم المسيح (يسوع) علماً أن هذا إسم بشرى و تسمى به غير عيسى ابن مريم، فهل اسم الرب اسم من اسماء العبيد؟
من جهة أخرى المسيح لم يدعى قط أن اسمه هو اسم الرب بل قال أنه جاء باسم الهه لا باسم نفسه فقال
(( انا قد أتيت باسم ابي ولستم تقبلونني.ان أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه.)) يوحنا 5: 43
فأكد المسيح أنه جاء باسم ربه و ليس باسمه و بين أنهم لا يصدقون إلا من أتى باسم نفسه فدل بمفهوم لمخالفة أنه لم يفعل!

و قال فى موضع أخر ((ايها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن.)) يوحنا 17: 11
فإن كان الرب هو المسيح و كان الاسم هو اسم يسوع المسيح ، فلا ندرى كيف يقول المسيح أنه اسم أعطاه الله اياه ثم يدعو الله أن يحفظهم فى اسمه ؟ أليس هو الله عندهم؟ أيدعو نفسه ليحفظ اسمه بين عباده أم ماذا؟!

ب- و من جهة الأخرى لا يستقيم أن يقول شخص لأخر لن ترانى حتى ترانى ، فهذا من لغو الكلام و نقصه الغير مستساغ، و لنتصور تركيب النبوة حينئذ هكذا: (( إنكم لا تروننى حتى تروننى!)
فهل يستقيم ذلك يا أولى الألباب؟!
الأمر واضح بين أن المسيح أعلمهم أن ربه سيبعده عنهم عقوبة لهم لكفرهم به و رفضهم رسالته، و لن يروه إلى أن يأتيهم الأتى باسم الرب سبحانه و هو شخص أخر غير المسيح عيسى ابن مريم

3) أن أهل الكتاب صاروا يجهلون إسم الإله (الله)
أما اليهود أصحاب العهد القديم فقد بلغ بهم التخيط شأنا:
أ- فنقرأ فى سفر الخروج تصريح بأن إسم الرب محجوب عن بنى إسرائيل ، إذ عندما سأل موسى الرب عن اسمه ماذا يقول لبنى اسرائيل قال له إجابة عجيبة ((13 فقال موسى لله ها انا آتي الى بني اسرائيل واقول لهم اله آبائكم ارسلني اليكم.فاذا قالوا لي ما اسمه فماذا اقول لهم 14 فقال الله لموسى أهيه الذي أهيه.وقال هكذا تقول لبني اسرائيل أهيه ارسلني اليكم.)) خروج 3: 13
و معناها ( أكون الذى أكون) !!
و لا شك أن ذلك ليس اسم الاله فهذا اعراض جلى عن التصريح بالإسم المقدس كما نرى

ب- و مما نقرأه عن الإسم فى موضع أحر أنه (يهوه) ، و لكن بصرف النظر عن تعارض هذا مع النص السابق فإن (يهوه) ليس باسم يذكر و يسبح و انما كلمة من أربعة أحرف ساكنة لا يمكن أن تنطق نطقاً صحيحاً لتكون اسماً واحداً ، لذلك فإن اليهود إلى يومنا هذا إن وقع نظرهم على هذه الكلمة فى موضع يقولون بدلاً منها كملة ( أدوناى) و التى تعنى سيدى!!
فهل اسم الرب هو الاسم الذى تضطر الى اهماله حين تنظره ولا تدرى لذكره سبيلاً؟!

- و للعميد جمال الدين شرقاوى بحث رائع فى كتابه "معالم أساسية ضاعت من المسيحية" يثبت أن اليهود كانو يخفون الإسم المقدس ، و يستبدلونه فى المواطن بالكلمة محالة النطق (يهوه) و عندما تترجم الكلمة للغات الاخرى نجد ان حتى كلمة يهوه حذفت و استبدلت بكلمة الرب، إذ لم يريدو أن يشركهم أحد من الأمم فى معرفة الاسم اللهم إلا العرب فإنهم كانو يعرفون الإسم بالتواتر من لدن إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام، لذا لم تجتمع معرفة إسم الله بين اليهود و النصارى و المشركين إلا فى جزيرة العرب

جـ- أما كلمة الوهيم فهذا ليس اسماً و انما لقب و صفة و هو الإله بصيغة الجمع للتعظيم، و هناك فرق بين إسم العلم و اللقب، و لم يقل الرب فى أى موضع ان هذا هو الإسم المقدس

*و المسيح نفسه قال فى أكثر من موضع أنه جاء باسم الرب و اظهره للناس
(( انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم.كانوا لك واعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك.)) يوحنا 17: 6
و الإظهار لا يكون إلا بعد إخفاء فى حين أن كلمة يهوه كانت موجودة دائماً بين أيدى الناس ، ناهيك ان المسيح لم يذكر كلمة يهوه ولو مرة واحدة فى العهد الجديد

و قال أيضاً (( وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم))يوحنا 17: 26
فالتعريف ياتى بعد جهالة كما هو معلوم.

- و فى ذات الوقت يفترض أن نجد إسم مذكور فى العهد الجديد و هذا ما لا نجده للأسف الشديد بحسب ترجمات الكتاب المقدس التى تبدأ من اليونانية فضاع الإسم بترجمة كلام المسيح الذى تكلم بالأرامية!
فالعهد الجديد الأن لا يوجد به اسم الاله يوجد فقط ألقاب فيشار إلى الإله فى العهد الجيد بالأب أو أبينا أو الرب،
و هذه ألقاب و ليست أسماء كما نرى

* و لما كان المسيح قد أظهر إسم الله للناس فعلاً و لكن الترجمات اليونانية أضاعته فإن استقراء كلمة الرب بالأرامية و التى نقلت باليوناية الى (ثيوس) وباللغات الأخرى إلى كلمة الرب (God) وُجد أنها كلمة (الله) و إليك رابط يبين هذا


http://www.learnassyrian.com/aramaic/church/church.html

ALAAHAA - - - - God

*و كذلك وردت هذه الكلمة فى سفر دانيال فى أكثر من موضع لأنه كتب بالأرامية لا بالعبرية التى أخفت اسم الرب
و لو ضغط على جملة most hight Godداخل هذا الربط يظهر لك نطقها الأرامى (الله) (illahee ) أو (Allahee ) أى ربنا الله، و لكنهم حذفو الكلمة الأصلية و استبدلوها بمعنى العلى!


http://hebrew.scripturetext.com/daniel/5-18.htm



- و لاشك أن أكثر أهل الكتاب يجهلون الاسم المقدس هذا الأن مع اندثار استعمال الأرامية و دراستها، حتى أن نصارى الغرب يظنون أن اسم الله هو اسم اله قمر وثنى يعبده المسلمون و العياذ بالله بل و يقلدهم فى ذلك أغبياء قساوسة العرب أيضاً!!
- لذلك فإن المسيح أخبرهم أنه سيأتى بإسم الله شخص يباركه أتباعه

4) بعد ما تقدم من معطيات فإننا نوقن بأن هذا الأتى بإسم الرب هو محمد صلى الله عليه و سلم لأسباب:
أ- المسيح أخبر بأنه أظهر اسم الرب (الله) لأتباعه الذين أرسل إليهم فقال:
((انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم.كانوا لك واعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك.)) يوحنا 17: 6
و قد ضاع الإسم كما بيننا ، و ضاع اتباع المسيح و صار النصارى يعبدون الهاً لا يعرفون اسمه يعرفون فقط أنه (God- الرب)

بينما اسم الرب يجب أن يذاع بين الأمم أى يأتى بنبى رسالته عالمية يذيع إسم الله بين الناس فنقرأ فى اشعياء 12: 4
(( وتقولون في ذلك اليوم احمدوا الرب ادعوا باسمه عرّفوا بين الشعوب بافعاله ذكّروا بان اسمه قد تعالى. 5 رنموا للرب لانه قد صنع مفتخرا.ليكن هذا معروفا في كل الارض.))
ولا شك أن هذا أمر لم يفعله اليهود الذين يظنون ان ديانتهم عرقية لسلالة معينة ولا يدعون الناس الى معرفة الله ولا إلى الدخول فى دينهم
أما الذى رفع اسم الله عالياً و كان أول ركن فى دينه شهادة أن لا إله إلا الله، و شرع له الأذان ليسمع البشر فى أقطار الأرض أن اسم الرب قد تعالى و تكبر ( الله أكبر الله أكبر) فإن ذلك كان لمحمد صلى الله عليه و سلم ،

و فى سفر ملاخى يوبخ الرب بنو إسرائيل و كهنتهم و يصفهم أنهم حقروا اسمه و اتخذو الدين تجارة و اهانو شعائره ((. الابن يكرم اباه والعبد يكرم سيده.فان كنت انا ابا فاين كرامتي وان كنت سيدا فاين هيبتي قال لكم رب الجنود ايها الكهنة المحتقرون اسمي)) ملاكى 1: 6
بينما الرب يريد لاسمه ان يكون عظيما و مهيباً بين الشعوب لا كما فعل بنو إسرائيل من تبديل لأمر الله و قسوة و جفاء
((لانه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم بين الامم وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة لان اسمي عظيم بين الامم قال رب الجنود.)) ملاكى 1: 11

((وملعون الماكر الذي يوجد في قطيعه ذكر وينذر ويذبح للسيد عائبا.لاني انا ملك عظيم قال رب الجنود واسمي مهيب بين الامم)) ملاكى 1: 14

ب- أننا و بالرجوع إلى أول ما نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم نجده قوله تعالى ( إقرأ باسم ربك الذى خلق)
فهل هذه مصادفة، أن نجد إنطباق البشارة على هذا النحو على رسول الله صلى الله عليه و سلم؟!
بل إن كل سورة فى كتاب الله تبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، و لا يوجد فى الإسلام أمر ذى بال صغير أو كبير إلا و يذكر اسم الله عليه ، و هذا من خصائص أمة الذكر المحمدية، الأمة التى عرفت اسم ربها بل العشرات من أسماءه الحسنى

جـ- أن الأمة الوحيدة التى تصلى على الأنبياء و على رأسهم محمد صلى الله عليه و سلم و تباركهم بهذا الصلاة هى أمة الإسلام،

و لا تقبل صلاة عبد حتى يقول فيها
اللهم صلى على محمد و أل محمد كما صليت على إبراهيم و أل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد و أل محمد كما باركت على إبراهيم و أل إبراهيم إنك حميد مجيد

هكذا علمنا نبينا و هكذا تنطبق نبوءة المسيح عليه السلام




بشارة بالأصول الثلاثة :


و هذا العنوان أيضاً قد يبدو غريباً أن نجد فى الكتاب المقدس الأصول الثلاثة المعروفة فى الإسلام
من هو ربك؟
ماهو دينك؟
ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيكم؟

لكن هذه البشارة موجودة بالفعل فى الكتاب المقدس و ذلك فى انجيل لوقا2: 14
((المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة))

هذه النبوءة تقسم إلى ثلاثة مقاطع:-
الأول: قوله (المجد لله في الاعالي) و هذا يثبت أن الله سبحانه الذى فى السماء هو المستحق للتمجيد بمعنى العبادة ،و ليس المسيح الذى يعبده النصارى الأن و يلقبونه بما لم يلقب به نفسه فيقولون {له المجد}، فى حين المسيح نفسه يقول أن المجد إنما هو الله
و أثبت بهذه المقولة أيضاً أن الله الحق هو الذى فى العلو، فنفى بمفهوم الكلما أن يكون هو الله أو أن يكون الله حالاً فى المخلوقات أو فى كل مكان كما يزعم جهلاء النصارى ، المقصود أن هذه العبارة هى فى الحقيقة {لا إله إلا الله العلى العظيم}

الثانى: قوله (وعلى الارض السلام)
يقول الشماس السابق وديع أحمد: { كلمة (ايريني) اليونانية (ειρηνη) بمعنى (سلم) و (سلام) وهي من الألفاظ المشتركة بين جميع اللغات السامية(1) كما أن كلمة (احمد) كذلك موجودة في جميع تلك اللغات ، ففي السريانية (شلم) وفي العبرانية (شالوم) التي يستعمل في مقابلتها الغربيون المنسوبون إلى اللغات اللاتينية Pace, Paix, Pax, Peace .}

و لاشك أن السلم بمعنى وقف الحروب و النزاعات و الكوارث أمر محال لأن سنة الله جرت بتدافع الناس، ولا تقوم دولة إلا و لها جيش يدفع عنها أو يطلب غيرها، ولا تتوقف هذه السنة الى قيام الساعة لوجود الحق و الباطل ، الخير و الشر ، الكفر و الايمان
و هذا ما قاله المسيح نفسه حين قال ((لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا.)) متى 10: 34
و قال ((فاذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا لانه لا بد ان يكون هذا اولا.ولكن لا يكون المنتهى سريعا)) لوقا 21: 9
و قال ((لانه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات واوبئة وزلازل في اماكن.)) متى 24: 7
فلو قيل ان المسيح يخبر بحلول السلام الارض فقد كّذب ذلك بالواقع و النقل
و لكن السلم هنا هو الإسلام، و كما قلنا فالكلمتان لهما نفس المعنى و نفس الاشتقاق الحرفى، و الاسلام ورد فى القرأن بمعنى السلام بقوله تعالى ( أدخلو فى السلم كافة) و تحيته السلام و يؤمن من يسلم فى الدنيا و الأخرة، و إسم الإله فيه السلام، و تحية عباده يوم يلقونه سلام
فهذا هو المقصود بقوله ( و على الأرض السلام) أى على الأرض يكون الإسلام دين الله تعالى

و الثالث: قوله (وبالناس المسرة)
السؤال ما معنى كلمة المسرة ؟
الكلمة فى أصلها اليونانى يودوكيا (ευδοκια) و هذه الكلمة معناها الشى الجيد الحميد الخير المرضى
و هو ما جاء فى قاموس سترونج اليونانى فذكر معانى:
desire, good pleasure (will), X seem good
و من يدخل على الرابط التالى و يضغك على كلمة (ευδοκια) الموجودة فى أقصى اليمين يجد ما قلناه و يقرأ بعينيه



http://greek.scripturetext.com/luke/2-14.htm

و معلوم أيضاً ان المسيح كان يتكلم الأرامية لا اليونانية و هذه الكلمة اليونانية (يوديكيا) تقرأ فى الأرامية و العبرية و العربية (حمد ) و المحمدة ، و هذه اللغات الثلاثة لها أصل سامى واحد و متقاربة فى كثير من الألفاظ:
فمثلاً كلمة (الهى) العربية تنطلق (ايلى) بالأرامية
كلمة (سلام) العربية تقرأ (شالوم) بالأرامية
كلمة (لما) العربية هى كلمة (لما) الأرامية

فلو رجعنا لمعنى كلمة يوديكيا ((ευδοκια) و التى تعنى الشىء الجيد الممدوح المثير للاعجاب سنجدها فى العبرية و الأرامية تلفظ محمد (محمود) من الجذر حمد
و كلمة محمد أو محمود العبرية مذكورة فى عدة مواضع فى العهد القديم منها (ملوك أول 6:20 وهوشع 16:9 ويوئيل 5:3 ومرائي ارميا 1 : 7و11) ... الخ
و لننظر على سبيل المثال فى سفر يوئيل 3: 5
Because ye have taken my silver and my gold and have carried into your temples my goodly pleasant things


http://hebrew.scripturetext.com/joel/3-5.htm

فلو لو دخلنا الرابط أعلاه و ضغطنا على كلمة ( pleasant things) سنجد المفاجأة
machmad -makh-mawd
إنها (محمد- محمود)
فحرف الحاء المعروف فى اللغات السامية يكتب باللاتينية (kh ) أو (ch)
كما كتبت كلمة نحميا Nchemyah -nekh-em-yaw


http://hebrew.scripturetext.com/nehemiah/1-1.htm


و مذكور فى معنى كلمة محمد او محمود (machmad (makh-mawd'
beloved, desire, goodly, lovely, pleasant thing)

إنها نفس معانى كلمة يوديكيا اليونانية لأن الكلمة الأرامية التى نطق بها المسيح هى كلمة (محمد) فترجمها مؤلفو الانجيل اليونانى الى معناها باليونانية و غفلوا أو تغافلو أنه اسم علم و ليس مجرد صفة و الأعلام لا تترجم

خلاصة المبشارة: (المجد لله فى الأعالى) لا إله إلا الله العلى ، (و على الأرض االسلام) الإسلام، (و للناس المسرة) للناس محمد صلى الله عليه و سلم


البشارة بـ(محماد) مشتهى الأمم


رأيت أن انقل هذه البشارة فى هذه الموضع لإرتباطها بالبشارة السابقة و تأكيدها ما ورد فيها من ذكر رسول الله بإسمه
و نص البشارة فى سفر حجى (حجي 2/6 - 9).
((1. في الشهر السابع في الحادي والعشرين من الشهر كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا، 2 كلم زربابل بن شألتيئيل والي يهوذا ويهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وبقية الشعب قائلا، 3 من الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الاول.وكيف تنظرونه الآن.أما هو في اعينكم كلا شيء...... لا تخافوا، لأنه هكذا قال رب الجنود، هي مرة بعد قليل فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة، وأنزل كل الأمم، ويأتي مشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود لي الفضة ولي الذهب يقول رب الجنود. مجد هذا البيت الاخير يكون اعظم من مجد الاول قال رب الجنود وفي هذا المكان اعطي السلام يقول رب الجنود)) (حجي 2/6 - 9).

تحليل النبوءة :

1) تاتى هذه النبوءة لتسلى بنى إسرائيل وبعد العودة من السبي و لتخفف أحزانهم
وهذه النبوءة لا ريب تتحدث عن القادم الذي وعد به إبراهيم ، وبشر به يعقوب وموسى ثم داود عليهم الصلاة والسلام.

2) حدثهم عن ضياع مجد بيت المقدس (المسجد الاقصى) و كيف انهم صاروا لا يرون هيبته و عظمته بعد مأساة تدميره والسبى

3) ثم يناديهم مذكراً إياهم تعالى بأنه لا يخلف عهده معهم - و هذا العهد مقرون بتصديق نبى الميثاق كما قال تعالى "و أوفوا بعهدى أوف بعهدكم"

4) ثم يخبرهم الرب بأنه فى مستقبل قريب فى عمر الزمن، سوف يأتى النبأ العظيم التى تنتصب له الأعناق
و هو مجىء (مشتهى كل الأمم)

و الكلمة العبرية ههنا هى (حمدة و فى بعض النسخ محماد ) لكل الأمم ، و هى من جذر الحمد



http://hebrew.scripturetext.com/haggai/2-7.htm

و لو دخلنا فى الرابط السابق سنجد النص هكذا
And I will shake all nations and the desire of all nations shall come and I will fill this house with glory saith the LORD of hosts
و و بالضغط على كلمة (the desire) سنجد قرائتها كالأتى (chemdah (khem-daw'

إنها (حمدا) بالعبرية هو نفس كلمة أحمد صلى الله عليه و سلم ، فهو المحمود المثنى عليه الممجد
و هو ما نقرأه تماماً فى معنى كلمة (حِمدا) فى معناها فى قاموس سترونج العبرى
desire, goodly, pleasant, precious

5) و مما ينبغى الاشارة اليه (حمدا) تنتظره كل الأمم اى ليس بنو أسرائيل فقط ، مما يؤكد عالمية رسالته و هو ما فضل به رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم على غيره من الأنبياء.

6) و يخبر النص أنه بمجىء ذلك المنتظر يمتلأ بيت المقدس الذى يبدو خرباً مجداً، و هو ما كان :

أ‌- فقد أسرى برسول الله إلى صلى الله عليه و سلم إلى بيت المقدس و أقيم فيه أعظم إجتماع عرفته البشرية بحضور الأنبياء من لدن أدم إلى خاتم النبيين عليهم السلام فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم، و ما عرف بيت المقدس أو غيره من بقع الأرض أمجد و أروع من هذا الحدث الجلل

ب‌- جعلت القبلة إلى بيت المقدس فترة كبيرة لتترسخ مكانته المقدسة فى الإسلام و بعدما حولت القبلة ظل لبيت المقدس مكانته التى وضعها الإسلام ، فالصلاة فيه تعدل خمسئمة صلاة و شُرع للمؤمنين شد الرحال إليه و صار معظماً فى قلوب المؤمنين محل إهتمامهم و رعايتهم من أقصى مشارق الأرض إلى أقصى مغاربها بعكس النصرانية التى لم تهتم بالمسجد الأقصى بل نسخت القبلة و لم تحتفظ للهيكل بفضل و صار محل قبر المسيح المزعوم هو حسنة بيت المقدس التى تجعل له مكانة عندهمن حتى أنهم حين احتلوه فى حملاتهم الصليبية حولو المسجد الأقصى الى اسطبل و مصرف عام!!

7) ثم يختتم البشارة بقوله (( مجد هذا البيت الاخير يكون اعظم من مجد الاول قال رب الجنود وفي هذا المكان اعطي السلام يقول رب الجنود))

- فهذا النص يشير إلى وجود بيت أخير غير هذا البيت فى القدس و أن مجد الأخير سيكون أعظم من مجد الأول و حيث يكون هذا البيت سيكون السلام،و هذا لا ينطبق على المسجد الأقصى أو الهيكل إذ كانت القدس بالتحديد أكثر اماكن العالم تعرضاً للكوارث و الحروب و الصراعات التى لازالت تشغب جراحها دماً

و إنما تشير هذه الفقرة إلى تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام البيت الأمن فى البلد الأمين الذى يأمن فيه حتى الشجر و الطيور فضلاً عن الإنسان مصداقاً لقوله تعالى ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ *ِفيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ))




البارقليط المنتظر :


وردت هذه النبوءة فى عدة مواضع داخل إنجيل يوحنا منها
يوحنا 14: 15
(( ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي.16 وانا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم الى الابد.17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه.واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم.))

يوحنا 14: 26
(( واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم29 وقلت لكم الآن قبل ان يكون حتى متى كان تؤمنون.30 لا اتكلم ايضا معكم كثيرا لان رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء.))

يوحنا15: 26
((ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي.))

يوحنا16: 7
((لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.8لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي.ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة.9 اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي.10 واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا.11 واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين12 ان لي أمورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن.13 واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية. ذاك يمجدني لانه يأخذ مما لي ويخبركم.))

و سنبين الأن بالتفصيل أن هذه نبوءة ظاهرة ساطعة بالنبى صلى الله عليه و سلم و سيتضمن ذلك التبيان إجابة كل إعتراضات الصليبيين :-

1) تكلم المسيح على أن البارقليط سيأتى من بعده لا فى وقت تواجده ((لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي)

و معلوم أن روح القدس التى يعنيها النصارى كان موجوداً على الأرض قبل المسيح و بعد مجئيه و أثناء وجوده بين الناس فنقرأ:-

- نزل الروح القدس على المسيح منذ لحظة تعميده (16 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء.واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه.)) متى 3: 16

- كان المسيح يمشى ممتلئاً من الروح القدس ((اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية)) لوقا4: 1

- أعطى المسيح الروح القدس للتلاميذ أثناء وجوده بينهم و قبل صعوده و هذا نقرأه فى يوحنا 20: 21-23
(( فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم.كما ارسلني الآب ارسلكم انا. 22 ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس23 من غفرتم خطاياه تغفر له.ومن امسكتم خطاياه أمسكت.))

- و كان بطرس ممتلئاً بالروح القدس يعلم انه لن يموت قبل أن يرى المسيح
((وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان.وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب.)) لوقا 2: 25

- يوحنا يملتىء بالروح القدس (( لانه يكون عظيما امام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب.ومن بطن امه يمتلئ من الروح القدس.)) لوقا 1:15
- الياصابات ممتلئة بالروح القدس ((فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها.وامتلأت اليصابات من الروح القدس.)) لوقا 1: 41

- زكريا ممتلىء بالروح القدس ((وامتلأ زكريا ابوه من الروح القدس وتنبأ قائلا)) لوقا1: 67

- داود ممتلىء باروح القدس ((لان داود نفسه قال بالروح القدس قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.)) مرقس 12: 36

و غير هؤلاء فقد كان الروح دائماً على الأرض و على الأنبياء و الصالحين:
- (( وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه.)) تكوين 1: 2
- (( حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر وروحي قائم في وسطكم.لا تخافوا)) حجى 2: 5
- ((ولما جاءوا الى هناك الى جبعة اذا بزمرة من الانبياء لقيته فحل عليه روح الله فتنبأ في وسطهم.)) صموئيل الأول 10: 10
- (( فحلّ روح الله على شاول عندما سمع هذا الكلام وحمي غضبه جدا.)) صموئيل الأول 11: 6
- ((6 فحلّ عليه روح الرب فشقه كشق الجدي وليس في يده شيء.ولم يخبر اباه وامه بما فعل.)) قضاة 15: 14
- ((ثم ذكر الايام القديمة موسى وشعبه.اين الذي اصعدهم من البحر مع راعي غنمه اين الذي جعل في وسطهم روح قدسه)) اشعياء 63: 11
فكيف للجاهلين أن يزعمو بعد هذه النصوص و غيرها أن المعزى الذى لم ياتى إلا بعد صعود المسيح بل ربط مجيئه بتحقق هذا الرفع هو الروح القدس؟!

2) كلمة (روح) التى استعملها المسيح فى وصف البارقليط وردت فى وصف الأنبياء
فنقرأ مثلاُ فى رسالة يوحنا الاولى 4: 1
((ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم. 2 بهذا تعرفون روح الله.كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله.))

فانظر كيف صرح النص بأن الأنبياء يقال لهم أرواح و ان الأنبياء الصادقين يقال عنهم (روح الله) أو ( روح الحق) الذى تكلم عنه المسيح ههنا حين قال (روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله)
و هذا نفس التعبير الذى وصف به يوحنا النبى الصادق لتمييزه من الكاذب حين قال فى يوحنا الاولى4: 6
((نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا ومن ليس من الله لا يسمع لنا.من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال))


3) عبارة (الروح القدس) الواردة فى يوحنا 14: 26عليها ملاحظات قاسمة:

* فبالرجوع إلى النسخ اليونانية نجد أن الاشارة إلى روح الله غير الأدمية لم تكن تستخدم فيها اداة التعريف مرتين مرة مع كلمة (روح) و مرة مع كلمة (قدس)
بل كانت تنكر دائماً أو تذكر أداة تعريف واحدة فى أول الجملة كما سنبين و لكن فى ترجمة العبارة الى العربية فإن النصارى بجهلهم يخلطون الحابل بالنابل حتى ضاعت هذه الملاحظات الدقيقة و القاسمة فى الترجمات و لنعطى أمثلة لذلك:

* وردت عبارة (روح قدس) بدون تعريف فى الكلمتين ، فى مواضع منها متى 1: 18
εκ πνευματος αγιου
εκ= ب أو بواسطة
πνευματος=روح
αγιου=قدس
فلا توجد أداة تعريف نهائياً فتكون العبارة (بروح قدس)
و مع ذلك ترجمت العبارة ( بالروح القدس)!!


* و وردت عبارة (روح القدس) بأداة تعريف واحدة فقط فى مواضع كما فى متى 28: 19
του αγιου πνευματος
του= ال
αγιου= قدس
πνευματος= روح
و كلمة القدس هنا صفة للروح إذ نرى أداة التعريف وردت مرة واحدة فقط ، و لا يفوتنا أن نشير إلى أن أداة التعريف فى اللغة الانجليزية و اليونانية لا توضع قبل الاسم و الصفة على التوالى و إنما يكتفى بأداة تعريف واحدة توضع فى اول العبارة كما يقال مثلا
The Holy Qoran
The strong fighter

و مع ذلك ترجمت العبارة بتعريف الكلمتين
و هذا يعكس عجز الترجمة عن تبيان الفارق بين (الروح القدس) التى تكون كلمة القدس صفة
و بين ( الروح، القدس) التى لا تكون كلمة القدس فيها صفة

و هذه الحالة الأخيرة هى التى وردت فى عبارة فى نص يوحنا 14: 26 محل البحث
إذ وردت العبارة هكذا
το πνευμα το αγιον

το= ال
πνευματος= روح
το= ال
αγιου= قدس

فكما نلاحظ تكرر فى هذا الموضع فقط (ال) التعريف مرتين ، قبل كلمة روح و قبل كلمة قدس!!
و هذا بلاشك على خلاف قواعد اليونانية ، فلا يقال مثلاً
The Holy the Spirit
The holy the Qoran
و عليه فإن الأمر لا يخرج عن إحتمالين لا ثالث لهما:

الإحتمال الأول:
أن تكون كلمة (القدس) كلمة مستقلة منفصلة عن كلمة (الروح) و هذا محتمل جداً لاسيما إن علمنا أن اليونانية القديمة كانت الكلمات تكتب متلاصقة بلا فواصل ولا خلافه
فتكون العبارة ( الروح، القدس) أى أن كلمة القدس يمكن اعتبارها بمقايس النحو (بدل )
و يدعم ذلك أننا إن عدنا إلى معنى كلمة أجيون(αγιου) التى ترجمت إلى (قدس) فنجد أن هذه الكلمة تستعمل هى نفسها بمعنى ( قدس) و بمعنى (قدوس) و و أيضاً بمعنى (قديس) و هو معنى لا يطلق إلا على البشر العظماء الصالحين المقربين من الله
و هذا ما ورد فى القاموس اليونانى و إليك الرابط لترى المعانى المذكورة بمجرد الضغط على كلمة (αγιου)


http://scripturetext.com/matthew/27-52.htm


نجد المعانى الواردة للكلمة=(most holy (one, thing), saint
و لكن النصارى فى ترجمة الكلمة استعملو الترجمة بحسب أهواءهم و ما يتناسب مع معتقداتهم بلا أى ضابط لاسيما أن الكلمة واحدة و تحمل هذه المعانى جميعاً

فعلى سبيل المثال نقرأ فى لوقا 1: 35
και αποκριθεις ο αγγελος ειπεν αυτη πνευμα αγιον επελευσεται επι σε και δυναμις υψιστου επισκιασει σοι διο και το γεννωμενον αγιον κληθησεται υιος θεου

((فاجاب الملاك وقال لها.الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.))

فنلاحظ هنا انها كلمة واحدة فلما وردت فى أول النص ترجمت (القدس) و لما وردت فى أخر النص لتتكلم عن المسيح ترجمت الى (القدوس)
بينما نقرأ فى متى 27: 52
κεκοιμημενων αγιων ηγερθη
(و قامت اجساد القديسين الراقدة)
لاحظ نفس الكلمة αγιων التى ترجموها مرة الى (القدس) و مرة الى (القدوس) ترجموها هنا إلى (القديس) لأن الكلام عن بشر

فلو ترجمت الكلمة فى نص يوحنا أيضاً بمعنى قديس – و هى ترجمة صحيحة تتناسب مع موضع الكلمة فى النص منفرداً- تكون العبارة ( الروح ، القديس)

و قد بينا من قبل أن كلمة الروح تعنى النبى
فتكون العبارة حينئذ ( البارقليط النبى القديس)

الإحتمال الثانى:
أن تكون كلمة أجيون(αγιων) التى تعنى قدس او قديس أصلاً مضافة و مقحمة ، و يؤيد هذا أن هذه الكلمة لم ترد فى احدى اقدم و اهم النسخ على الاطلاق و هى النسخة السينائية(Codex Syriacus) المكتشفة سنة 1812 ورد النص فقط (البارقليط الروح) و كذلك فى النسخة السريانية (the palimpsest version )
و فى كلا الحالتين يتيقن المنصف أن المشار اليه نبى رسول لا روح القدس المعلوم.

4) و أكد المسيح أن ذلك البارقليط صاحب رسالة شاملة (يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم) و قال عنه (ان لي أمورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن.13 واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق)

- فدل ذلك أن رسالة المسيح ليست كاملة ولا خاتمة و أن البارقليط الأتى هو الذى ستكون رسالته كاملة شاملة لكل أمور الدين و الدنيا و شريعته عظبمة تتناول كل جوانب الحياة صغيرها و كبيرها و هو ما لم يتحقق إلا مع رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم

- ولا علاقة لهذا بروح القدس التى يزعم النصارى إذ لم يضف جديداً بل كل ما فعله التلاميذ أن قامو بتدوين سيرة المسيح التى هى قصة حياته و هذا هو ما يسميه النصارى الإنجيل فأين الأمور الكثيرة التى ما كانو ليحتملوها لو أن المسيح أخبرهم بها إن كان كل الانجيل يدور حول فكرة الصلب و الفداء التى يفترض أن المسيح تكلم عنها و نفذها بزعمهم؟!

- كما أن قول المسيح (ويذكركم بكل ما قلته لكم) يدل أن اهل الكتاب لاسيما النصارى الذين اتبعو المسيح بزعمهم سيضيع منهم الكثير و ينسون الكثير حتى يأتى البارقليط فيذكرهم و يقومهم مصداقاً لقوله تعالى:
((َو مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ))

5) و أكد المسيح أن ذلك الأتى هو بارقليط أخر ، و كلمة (أخر) تدل أنه مثل المسيح
و المسيح كان رجلاً سخاطب الناس ((ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال.يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون.)) أعمال 2: 22

و كان إنساناً و جهر بذلك فى حين لم يزعم لنفسه أى ألوهية (( ولكنكم الآن تطلبون ان تقتلوني وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.هذا لم يعمله ابراهيم.)) يوحنا 8: 40

و كان نبياً رسولا ((فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل)) متى 21: 11

و لذلك سُمى المسيح نفسه معزياً كما فى يوحنا الأولى 2: 1
((1. يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا.وان اخطأ احد فلنا شفيع(بارقليط) عند الآب يسوع المسيح البار))

قد كان كثير من النصارى فى القرون الأولى كانو يعلمون أن المبشر به شخص إنسان لذلك ظهر من من ادعى أنه هو البارقليطمثل منتيس الذى ظهر فى القرن الثانى سنة 177 فى أسيا الصغرى و كان مرتاضاً تقياً فادعى أنه هو البارقليط و تبعه كثير من الناس!!

6) و بين المسيح أن ذلك البارقليط رسول يبلغ ما يسمعه (( لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به))

* فجزم بأنه تابع خاضع لله لا يتكلم من نفسه و هذا هو حال رسول الله الذى قال عنه تعالى ((قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ))

* كما أنه يسمع من الله ثم يتكلم بما سمعه ، و الكلمة اليونانية أكوو (ακουση) تعنى يستقبل صوت، و الكلمة اليونانية لاليهو (λαλησει) تعنى اصدار صوت، أى يسمع و يتكلم حقيقة

* و كل هذا لا ينطبق على روح القدس التى يزعمها النصارى، فروح القدس يتكلم من نفسه لأنه ببساطة هو الله نفسه و اقنومه الذى يحيا به عندهم!

* كما أنه لا يستقيم ان يسمع نفسه و هو المتحدث، و هو أيضاً لا يتكلم كلاماً يسمعه الناس بل يلهم بزعمهم!

7) و قال المسيح عن البارقليط ( و يخبركم بأمور أتية) و هذا دليل ان المراد نبى يخبر بامور مستقبلية، و هو ما كان من رسول الله صلى الله عليه و سلام الذى أخبر بعشرات بل مئات الأخبار الغيبية- كما سنفصل فى بحث المعجزات إن شاء الله- و كلها وقع كما اخبر حتى شأن الفتن و الفتوحات و علامات الساعة الصغرى و الكبرى و أهوال القيامة

8) و قال المسيح عن البارقليط (ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة.9 اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي.10 واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا.11 واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين)

* فأفاد أن ذلك البارقليط صاحب رسالة عالمية بينما رسالة المسيح كانت لليهود أصلاً كما قال هو نفسه ( فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة.) متى 15: 24

* و أفاد أيضاً أنه نبى سيبعث بالجهاد و يبكت العالم كله عربه و أعجمه أصفره و أحمره و هو ما كان من رسول الله و صحابته الكرام الذى جابو الامصار و بلغو الأطقار بالدعوة و الفتوحات و الجهاد،
بينما هو معلوم أن روح القدس عند النصارى مجر د الهام روحى وانتعاش ايمانى لم يبكت العالم و لم يشعر به أحد اللهم إلا الموهومين من سذج النصارى حتى أنهم يقولون لن تؤمن الا بالروح القدس و لن يحل بك روح القدس حتى تؤمن!!

* و بين أنه يبكت العالم على خطية و هى عدم إيمان الناس بالمسيح، و هم قسمان:-
أ- اليهود الذين كفروه و سبوه فقال الله فى تبكيتهم ((فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً* وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً* وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ))

ب- النصارى الذين غالو فيه حتى أنزلوه غير منزلته و أشركوه بالله و هو من فعلهم براءن فهؤلاء لم يحبو المسيح حقيقة و إنما أحبو فيه أموراً توهموها و ليست صحيحة فكلما تبين خطا ما توهموه كلما ازادا كفرهم بالمسيح و قل حبهم حتى يصل بهم الحال إلى كفره كما كفرو بالقرأن لما أخبرهم حقيقة المسيح عليه السلام، و أولائك قال تعالى فى تبكيتهم ((لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))

و قال تعالى ((َّما الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ))

و بكت كلا الفريقين سبحانه قائلا ((أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
و قوله تعالى ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً ))

و الحقيقة أن لا دليل تاريخى على وجود المسيح أصلاً فضلاً عن غيره من الأنبياء اللهم إلا القرأن الذى ثبت الإيمان بالمسيح و صدق به و أعلن أنه حق و لله الحمد

* و بين المسيح أن البارقليط أنه يبكت العالم على بر، أى ليؤمنو بأمر هو البر بعينه و هو أن المسيح قد نجاه الله و رفعه إليه و لم يصبه أذى إذ قال (واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا)

و هذا ما قاله تعالى (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا*بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)

و قال جل و علا (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)

فالإسلام هو الذى طهر المسيح مما نسبه إليه من زعمو حبه من أنه قد عذب و أهين و بصق على وجهه الشريف و ألبس ثوب الأرجوان و إكليل الشوك و مات مصلوباً بل و ملعوناً على الصليب كما يقول بولس!!

* و قال المسيح أنه يبكتهم على دينونة فقال (واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين)

و هذا ما جاء القرأن بتقرير حقيقة الشيطان و مطائده و التحذير منه و من خطواته و الأمر باخاذه عدواً و تبكيت من يواليه
فقال تعالى ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ))

و قال عز و جل ((يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ))

و قال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ))
و قال جل ثناؤه ((أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ))
و الأيات فى ذلك كثيرة، و لم يتناول الكتاب المقدس أمر الاعتقاد فى الشيطان و التحذير من مكائده و تبيان مداخله و لو بعشر معشار ما علمنا ربنا برسالة الإسلام العظيم!

9) و أخبر المسيح أن ذلك البارقليط تكون رسالته خاتمة لا تنسخ إلى قيام الساعة بقوله ((وانا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم الى الابد))

وقد زعم النصارى أن البارقليط يجب أن يأتى للتلاميذ و لم يأتى رسول الله لتلاميذ المسيح كما أن رسول الله توفاه ربه و لم يمكث إلى الأبد!

و ليس الأمر كما ادعى هؤلاء السذج، فالمسيح يخاطب المؤمنين به عموماً، و الطائفة المؤمنة كتب الله لها البقاء إلى قيام الساعة و هم المسلمون اتباع محمد صلى الله عليه و سلم أتباع المسيح الحقيقيون لأن دين الأنبياء واحد كما قال تعالى ((إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ))
و الذين اتبعوه الطائفة المنصورة هم المسلمون

- و هذا كما قال بطري فى ذكره قول الله لموسى (هذا هو موسى الذي قال لبني اسرائيل نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم.له تسمعون.) أعمال 7: 37

فبنفس هذا المنطق يجب أن يأتى ذلك النبى لقوم موسى الذى كانو فى عصره لقول الرب ( أقيم لكم) فهل يقول عاقل بذلك؟!

ثم إن تشدق النصارى بأن المقصود بكلام المسيح جيل التلاميذ بالتحديد و ليس المؤمون بصفة عامة فهل مكث جيل التلاميذ إلى الأبد؟!

- و من جهة أخرى فإن قوله (ليمكث معكم الى الابد) لا يقصد به أن يمكث بذاته، و إنما أن شريعته ستمكث إلى الأبد يحفظها الله و سيكون قائدهم و صوب أعينهم بسنته الكاملة التى بها يقتدون و فى نورها يسيرون و قد أتمم الله لنبيه دينه غير منقوص و ترك الأمة على المحاجة البيضاء و يحيى المؤمن فى سنة رسول الله و يتذكره و يتلو امره او ينفذه أكثر مما يتذكر اباه و امه و الناس أجمعين

- و حسب ذلك النص فإن البارقليط سيرسله الله بعد رفع المسيح و قد سبق تبيان أن روح القدس كان موجوداً قبل و بعد و أثناء حياة المسيح على الأرض!!

- زد على ذلك أن كلمة إلى الأبد تستعمل كثيراً بمعنى طول الزمن فى الكتاب المقدس و ليس بمعنى السرمدية دائماً كما قال عن داود فى حزقيال 37: 25 (وعبدي داود رئيس عليهم الى الابد.)
و قال فى مزمور 21: 4 عن داود (( حياة سألك فاعطيته.طول الايام الى الدهر والابد.))

و رسول الله كانت له حياة عظيمة فى الدعوة امتدت لثلاثة و عشرين عاماً و أسس مملكة لأمة عظيمة تتبع دينه ممتدة فى مشارق الأرض و المغاربها إلى قيام الساعة

10) و قد تشدق النصارى لإثبات باطلهم باستشهاد مغلوط بقول المسيح (ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي)

و قوله (روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه.واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم)

و قوله (الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء)
فقالوا ان المسيح صرح بأنه هو من يرسل البارقليط ، و أن ذلك البارقليط ينبثق من الله و أنه غير مرئى و هذا لا ينطبق على رسول الاسلام

و جواب ذلك من وجوه:
أ- أما قوله (الذي سأرسله أنا اليكم من الآب) فالمسيح هنا لا يقصد أنه سيمد يده ليخرجه من بطن الأب ثم يزج به إلى العالم كما توهم هؤلاء السذج!

و إنما عنى أنه سيتضرع إلى الله و يدعوه و يسأله أن يرسل سيد المرسلين هدى و رحمة للعالمين
و دليل ذلك ما قاله المسيح نفسه فى يوحنا 14: 16 (وانا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر)

فهذا النص يبين كيف سيرسله المسيح من الأب بأنه سيطلب ذلك من الله دعاء و تضرعاً و توسلاً
كما دعى من قبله إيراهيم فقال ((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ))
و كلمة (أطلب) المذكورة ههنا فى أصلها اليونانى اراتو (ερωτησω) تعنى التضرع و التوسل، فهو ليس مجرد طلب حتى و لكنه مصحوب بذل العبودية مما يبين حقيقة المسيح عليه السلام

و قد جاءت فى بعض الترجمات الانجليزية (pray ) بمعنى أصلى الى الله
And I will pray the Father, and he will give you another Counselor, to be with you for ever

ب- و أما قوله (ينبثق من الأب) فلا يعنى أبداً أنه جزء من الله يخرج فالله سبحانه لا يتجزأ ولا يتبعض ولا تطرأ عليه العوارض تعالى عن إفكهم علواً كبير

و إنما عنى أنه يُبعث بالحق من قبل الله سبحانه و ان الله يلقى الروح على قلبه ليعرف الناس بربهم و يكون صلتهم بخبر السماء
و هذا كما قال يوحنا (ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم.) يوحنا الاولى 4: 1
فوصف الأنبياء الصادقين كما نرى بأنهم أرواح من الله و لا يقول عاقل أنه قصد أنهم أوراح من ذات الله و إنما مرسلون من الله

- و لكن هذا شان النصارى فى التمطع و الإنحراف و لما لا و هم الذين نسبو لله الولد لمجرد أن المسيح قيل عنه فى بعض المواضع أنه ابن الله و نسوا أن هذا لا يعنى بنوه ذاتيه و إنما أنه نبى كريم صالح يحبه الله و ان العهد القديم ملىء بأبناء الله و لم يقل أحد أنهم الهه!!

جـ- و أما قوله (روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه.واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم)

فهو لا يعنى الرؤية العينية و إلا فمن الطبيعى أن لا يؤمن الإنسان بأمر لا يدرى شىء عنه، فإن كان المقصود هو روح القدس المزعوم فهذا ليس محل قبول و رفض، لأن من يملتىء بروح القدس يمتلىء ايماناً فى اعتقاد النصارى و من ليس عنده روح قدس ليس مؤمناً، فالإنسان لا يأتيه روح القدس هذا فيقبله او يرفضه و إنما يأتى لاناس فيصيروا مؤمنين و لا يأتى غيرهم أصلاً فيظلو على حالهم كما قلنا من قبل فالنصارى يرددون لن تؤمن الا بالروح القدس!
و كيف إذاً لروح غير مرئية لا يشعر بها الا المؤمنين بزعمهم أن تبكت العالم و تظهر الحق فيه و تسمع من الله و تتكلم بما تسمع؟!

* الحق أن المراد هنا هو الرؤية القلبية اى البصيرة كما قال المسيح عن غير المؤمنين
((لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون )) متى 13/13.

و كما قال تعالى ((أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ))

و هذا هو ما وقع مع رسول الله فقد أنكره الجهلاء فحكى سبحانه قولهم :
((وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً))

((وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ*أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ... ))

و لما بعث رسول الله لكسرى الفرس يدعوه و قومه للإسلام كاتباً (من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس...) فما كان من كسرى إلا أن مزق الرسالة و قال ( يقدم إسمه على إسمى و هو عبدى؟) فدعا عليه رسول الله أن يمزق الله ملكه و قد كان

- أما أهل الكتاب الذين أمنو – كما هو مفترض منهم- بالتوراة و الإنجيل فهم يعرفون رسول الله لأنه مذكور عندهم لذا قال لهم المسيح (واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم)

و المسيح يقصد هنا من أمنوا به و بالكتاب عموماً لا جيل التلاميذ بالتحديد كما سبق و بينا!

- و الحق أن النبى يعرفه أهل الكتاب سلفاُ و خلفاً لأن معهم خبره و صفته و مخرجه و يبعثه الله تعالى لهم و للعالمين كما قال تعالى (تبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً)

و هذا ما أخبرنا تعالى عنه بقوله ((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))

د- و أخيراً فإن قول المسيح (الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء)
فهو لا يعنى أنه سُيرسل باسم المسيح كإله، و إنما سيعرف الناس حقيقة المسيح و يصحح إيمانهم به و يعترف برسالته و يمجدها و يضعها فى منزلتها الصحيحة

لذلك فإن المسيح هو النبى الوحيد الذى أمر النبى صلى الله عليه و سلم بإضافة إسمه للشهادتين لمن أراد دخول الجنة على ما كان من عمل فقال عليه السلام
((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن عيسى عبد الله و رسوله وكلمته ألقاها إلى مريم و روح منه و الجنة حق و النار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل)) رواه الشيخان

- و يمكن أن نقول أيضاً بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الذى أظهر اسم المسيح الحق بعدما حُرف و ضاع بين الأمم ، إلى أن تم فك رموز اللغة الأرامية و تبين أنه بالفعل (عيسى)
و إلا فنحن نسأل النصارى اى اسم الذى يفترض أن يأتى به البارقليط أهو يسوع ام ايسوس ام جيسوس ام هيسوس ام جايزو ؟ و كلها اسماء شديدة التباين جذراً و معنى للمسيح باختلاف لغات القوم علماً ان الاعلام لا تترجم!

فعندما يصلون ال اسم للمسيح إبتداءً فليتشدقو و يقولو أن روح القدس جاء به و إلا فإنه كما أخبر القرأن العظيم عيسى ابن مريم

* و ليس يسوع الاسم العربى للمسيح و المشتق من الجذر يسع و التى تعنى بالعربية الضياع والهلاك!!

- أو الذى قال عنه المفكر للنصرانى أنيس فريحه: "إن اسم يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف و أنه الاسم العبرى يشوع من جذر يشع بمعنى خَلص و منها يسوع"
فاعترف بلسانه ان اسم يسوع العربى بعود فى أصله لصنم قديم معبود من دون الله اسمه يغوث!

* وليس جيسوس الاسم الانجليزى للمسيح المأخوذ من الكلمة اللاتينية (جى زيوس)و التى تعنى السمكة لأن كلمة زيوس تشير الى نوع معين من الأسماك، - و كانت السمكة رمزاً مقدساً للنصرانية قديماً و عادت مرة أخرى يضعها الصليبيون اليوم على سياراتهم و مواطن زينتهم- و قد اتخذ اليونان اسم زيوس لكبير الهتهم الوثنية و ورثه منهم النصارى الغربيين!

* و ليس ايسوس اليونانى الذى لا يعدو ان يكون ترجمة وثنية لاسم رسول الله عيسى ، نعم فإن القاموس اللاتينى يثبت أن ياسوس هو ابن الاله اليونانى جوبيتر و زوجته الكترا محبوبة كريس أى صنم أخر!
وأكتفى بهذا القدر خشية الاطالة و لأن المقام للإشارة لا للتفصيل و يمكن مراجعته لمن أراد الاطناب فى كتاب معالم أساسية ضاعت من المسيحية للعميد جمال الدين شرقاوى

11) و الأن نصل إلى كلمة البارقليط نفسها و نرى ما فيها من ملاحظات:

أ- نلاحظ أن النصارى لا يعلمون و مختلفون هل لفظ ( باراقليط) (παρακλητ) اسم علم أم صفة،
و قد رجح الكثير منهم لاسيما الأقدمين أنه اسم علم لذلك كان ينقل فى كل اللغات كما هو (بارقليط) و هذا ما أخذ به الحبر النصرانى الشهير متى المسكين فى كتاب المدخل لشرح إنجيل بوحنا صــــ247
{أما لفظ بارقليط فيأتى كإسم علم شخص مذكر..} و إن كان زعم أنه اسم علم لروح القدس يميزه إلا أن هذه مزاعم خالية من الدليل فيكفينا الشاهد الذى جاء به
و وردت الكلمة كما هى حتى فى المخطوطات القبطية و اللاتينية، مما يؤكد أنه ليس مجرد صفة و إنما إسم علم و إلا فلما نقلت كما هى و لم تترجم؟ و إليك رابط الفولجاتا- النسخة اللاتينية- لنقرأ فيه فى يوحنا 14: 26 كلمة "بارقليط" غير مترجمة
paracletus autem Spiritus Sanctus quem mittet Pater in nomine meo ille vos docebit omnia et suggeret vobis omnia quaecumque dixero vobis


http://www.fourmilab.ch/etexts/www/Vulgate/John.html

و مع ذلك فقد عهد النصارى فى مؤخراً إلى ترجمة الأعلام التى لا تترجم إلى معانيها المفترضة مما يؤكد تخبطهم فى حقيقة البارقليط

ب-و اعلم أن معنى كلمة بارقليط مازال مجهولاً و مختلفاً فيه رغم كل ما يزعمه النصارى من أنها كلمة أصيلة معلومة المعنى ، يقول الأب متى المسكين فى كتاب المدخل لشرح إنجيل بوحنا صــــ24
{و لكن بحسب الأبحاث اللغوية فإن العلماء لم يستقروا على ترجمة لهذا الإسم البارقليط و قد اتفقوا جميعاً على ترك الإسم كما هو بألفاظه المنقولة عن اللفظ اليونانى بارقليط}
و لكن كما قلنا فإن هذا لم يعد قائماً و لجأ المحرفون إلى اعتماد اللفظ كصفة يترجموها حسب أهواءهم !

جـ- و اعلم ان هذه الكلمة المستخدمة باراكليتوس(Parakletos) تشبه كثيراً كلمة بيركليتس(Periklytos) و التى تعنى محمد أو محمود ، فهل يتصور أن تصل المصادفة إلى حد ان تكون البشارة منطبقة على رسول الله على النحو المبين ثم نجد ان حتى الكلمة المستخدمة تشبه كثيراً اسمه باليونانية ؟!
فهذا مما لا يستعبد معه أن يكون الخطا وقع فى ترجمة الاسم الى اليونانية او نقله لاسيما و أن مثل هذه الاخطاء فى النسخ و النقل ممتلئ بها الكتاب المقدس و باعتراف النصارى!!

د- أخيراً و إن سلمنا لصحة اللفظة و عدنا إلى المعانى التى اعتمدوها فى ترجمة الكلمة نجدها (الشفيع- المعزى-المؤيد )
فإننا لنعجب أن هذه المعانى جميعاً تنطبق تماماً على رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم

- فأما معنى (شفيع) فلا شك أن هذا من أهم ألقاب النبى صلى الله عليه و سلم و هو القائل
((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع )) رواه مسلم

و هو القائل عليه السلام ((لكل نبي دعة دعي بها فاستجيب له ولي دعوة ادخرتها لأمتي يوم القيامة))

و فى حديث الشفاعة المشهور : ((يلقى الناس يوم القيامة ما شاء الله أن يلقوا من الحزن فيقولون انطلقوا بنا إلى آدم فيشفع لنا إلى ربنا فينطلقون إليه فيقولون ياآدم اشفع لنا إلى ربك فيقول لست هناك ولكن انطلقوا إلى خليل الله إبراهيم فينطلقون إليه فيقولون يا إبراهيم اشفع لنا إلى ربنا فيقول لست هناك ولكن انطلقوا إلى من اصطفاه الله برسالاته وبكلامه قال فينطلقون إلى موسى فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست هناك ولكن انطلقوا إلي كلمة الله وروحه فينطلقون إليه فيقولون يا عيسى اشفع لنا إلى ربك فيقول لست هناك ولكن انطلقوا إلى من جاء اليوم مغفورا له ليس عليه ذنب قال فينطلقون إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيقولون يا محمد اشفع لنا إلى ربك قال فيقول أنا لها وأنا صاحبها قال فأنطلق حتى استفتحباب الجنة فيفتح لي فأدخل وربي على عرشه فأخر ساجدا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي قال أحسبه قال ولا يحمده أحد بعدي قال فيقال يا محمد ارفع رأسك اشفع تشفع)) رواه البخارى و غيره
ولا شك أن كل الأنبياء شفعاء لكن كما رأينا فإن الشفاعة العظمى و الشفاعة الأولى و الشفاعة الكبرى إنما لسيد الشافعين من الخلق محمد صلى الله عليه و سلم

- و أما معنى المعزى فهو أيضاً ينطبق على رسول الله الذى جاء ليعزى المؤمنين المستضعفين و يحيى امل الموحدين و يجدد دين المرسلين، و يصحح المعتقد فى الرب و النبيين و يكشف زيف المزيفين و يظهر دين الحق على الأديان أجمعين
قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

و قال سبحانه (لقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)

و قال جل ثناؤه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)

و قال عز و جل (َلقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)

و قال جل و علا (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)



البشارة بايليا :


تأتى النبوءة فى إنجيل متى 11: 11
((الحق اقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان.ولكن الاصغر في ملكوت السموات اعظم منه. 12 ومن ايام يوحنا المعمدان الى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه. 13 لان جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنبأوا. 14 وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي.))

و نستخلص منها الأتى:
1) إمتدح المسيح يوحنا – يحيى- و قال أنه أعظم من ولدت النساء و لكن هناك من هو أعظم منه ألا و هو ( الأصغر فى الملكوت) و لاشك أن ذلك هو خاتم النبيين و سيد المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم، لأنه أحدث الأنبياء عهداً بالحياة و أخرهم بعثة بالرسالة فهى فقرة واضحة جلية

2) و قد أساء النصارى فهم قول المسيح (فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي) فظنو أن الإشارة تعود على يوحنا و هذا خطأ فادح لأسباب:
أ- أن يوحنا نفسه نفى أن يكون هو إيليا لما سؤل ((فسألوه اذا ماذا.ايليا انت.فقال لست انا.النبي انت.فاجاب لا.)) يوحنا 1: 21
فلو أن المسيح قصد أن يوحنا هو إيليا - كما اشار كاتبو الانجيل المحرف إلى ذلك فى موضع اخر زوراً - لكان أحدهما كاذباّ يقيناًُ إما يوحنا كذب فى قوله أنه ليس إيليا و إما المسيح كذب بقوله أن يوحنا هو إيلياً!!

ب - أن إيليا يفترض به أنه نبى أخر الزمان الذى يأتى قبل قيام الساعة و يبعث بالسيف لينقذ المتقين و يصغر الكافرين و يظهر دينه على الأديان أجمعين و لهذا قال عنه المسيح كما فى متى 11: 14 أنه "المزمع أن يأتى" يعنى لازال لم يأتى ،

و يؤكد هذا كله ما ورد فى ملاخى 4: 2-6
((ولكم ايها المتّقون اسمي تشرق شمس البرّ والشفاء في اجنحتها فتخرجون وتنشأون كعجول الصيرة. 3 وتدوسون الاشرار لانهم يكونون رمادا تحت بطون اقدامكم يوم افعل هذا قال رب الجنود .هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف. 6 فيرد قلب الآباء على الابناء وقلب الابناء على آبائهم لئلا آتي واضرب الارض بلعن))

فهذا نص لم ينطبق إلا على رسول الله صلى الله عليه و سلم
فهو نبى أخر الزمان الذى أرسله الرب بين يدى الساعة
و هو الذى بعث بالسيف ليذل الكافرين و يعز المؤمنين و يظهر الدين
و هو الذى ببعثته كانت الرحمة للعالمين إذ لولا بعثته لأهلك الله الأرض و من عليها و لكن أمهلهم ربهم ببعثة سيد ولد أدم عليه السلام

3)و قد أثبت العميد جمال الدين شرقاوى أن اسم إيليا = أحمد و بيان ذلك:
الإسم العبرى إلياهو (צדיק ר) ينطق أحياناً بدون الواو إيليا (צדיק)

و معلوم أن الكلمتان لهام نفس المعنى
إذ كلمة إيليا تتكون من مقطعين (إيلى- يا) و كلمى "ايلى"تعنى الهى ، و كلمة "يا" تعنى الله كما سبق بيانه
فيكون معنى العبارة الهى هو أو الهى الله

و كلمة الياهو تتكون من ثلاثة مقاطع (ايلى- يا- هو)
بمعنى الهى هو الله او الله هو الهى

الشاهد أننا باستخدام حساب اليهود الشهير أبى جاد سنجد الأتى:
مجموع أرقام الاسم العبرى (الياهو) يساوى (53) و هو الرقم الذى يساوى مجموع ارقام اسم (أحمد)
و اليكم طريقة حساب أبى جاد باستبدال حروف الكلمة المراد فك شفرتها بما يعادلها من الأرقام المقررة لها


أ=1
ب=2
ج=3
د=4
هـ=5
و=6
ز=7
ح=8
ط=9
ى=10
ك= 20
ل=30
م=40
ن=50
س=60-90
ع=70
ف=80
ص=90-800
ق=100
ر=200
ش=300
ت=400



يتبع إن شاء الله...
__________________
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :إنّ فيك خَصلتين يُحبهما الله:الحلمُ ، والأناةُ )رواه مسلم :1/48
وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(من أحبّ لِقاء الله أحبّ الله لقاءهُ ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءهُ ) رواه مسلم : 4/2065
رد مع اقتباس