عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 2011-04-02, 08:42 PM
عارف الشمري عارف الشمري غير متواجد حالياً
محـــــــــاور
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-12
المشاركات: 1,573
افتراضي

بعض معجزات رسول الله الحسية :


نبوع الماء بين أصابعه الشريفة:

((عن جابر رضي الله عنه قال :عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ منها ثم أقبل الناس نحوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لكم قالوا يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك قال فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون قال فشربنا وتوضأنا فقلت لجابر كم كنتم يومئذ قال لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة)) متفق عليه

وتكرر ذلك ذلك بالزوراء - وهو مكان قرب السوق في المدينة –
(عن أنس بن قالك رضى الله عنه قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناءٍ وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم، قال قتادة : قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة، أو زهاء ثلاثمائة ) متفق عليه،



سماع تسبيح الطعام بين يدى رسول الله صلى الله عليه و سلم:

(( عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: كنا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفاً، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فقل الماء، فقال: اطلبوا فضلة من ماء، فجاءوا بإناءٍ فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، ثم قال: حي على الطهور المبارك، والبركة من الله، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ) رواه مسلم .

سماع الصحابة بكاء جذع النخلة و صراخها لما فارقها رسول الله إلى المنبر

((عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار- أو رجل- يا رسول الله، ألا نجعل لك منبراً؟ قال: إن شئتم.فجعلوا له منبراً فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه و سلم فضمه إليه، يئن أنين الصبي الذي يسكن قال: "كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها)) رواه البخاري.

الشجر ينقاد لأمر النبى صلى الله عليه و سلم :
((عن جابر ابن عبدالله فى الحديث الطويل:.... سرنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى نزلنا واديا ‏ ‏أفيح ‏ ‏فذهب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقضي حاجته فاتبعته ‏ ‏بإداوة ‏ ‏من ماء فنظر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلم ير شيئا يستتر به فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير ‏ ‏المخشوش ‏ ‏الذي ‏ ‏يصانع قائده ‏ ‏حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان ‏ ‏بالمنصف ‏ ‏مما بينهما لأم بينهما ‏ ‏يعني جمعهما فقال ‏ ‏التئما ‏ ‏علي بإذن الله فالتأمتا قال ‏ ‏جابر ‏ ‏فخرجت ‏ ‏أحضر ‏ ‏مخافة أن يحس رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بقربي فيبتعد وقال ‏ ‏محمد بن عباد ‏ ‏فيتبعد فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مقبلا وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وقف وقفة فقال برأسه هكذا وأشار ‏ ‏أبو إسمعيل ‏ ‏برأسه يمينا وشمالا ,,, الحديث)) رواه مسلم


نخلة ينزل عذقها ماشياً إلى النبي صلى الله عليه وسلم:

((عن ابن عباس قال/ جاء إعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بما أعرف أنك رسول الله؟ قال: أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم.قال: فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض، فجعل ينقز حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: ارجع، فرجع حتى عاد إلى مكانه.فقال: أشهد أنك رسول الله، وآمن )) رواه أحمد و البيهقي في الدلائل، والحاكم في المستدرك بسند صحيح

شجرة تشهد للنبى الكريم بالرسالة :

((عن ابن عمر قال كنا مع رسول الله A في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك إلى خير قال ما هو قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال هل من شاهد على ما تقول قال هذه الشجرة فدعاها رسول الله A وهي على شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا فقامت بين يديه فاستشهد ثلاثا فشهدت أنه كما قال ثم إنها رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه فقال إن يتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت إليك وكنت معك )) رواه الحاكم و البهقى و قال ابن كثير إسناده جيد

شفاء الأعمى بإذن الله :

(( عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني، فقال: "إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك"، فقال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا رسول الله يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في"، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ورواه النسائي عن عثمان بن حنيف ولفظه: أن رجلا أعمى قال: يا رسول الله، ادع الله أن يكشف لي عن بصري، قال: "فانطلِق فتوضأ، ثم صلِّ ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربي أن يكشف عن بصري اللهم فشفعه في"، قال: فرجع وقد كشف الله عن بصره".)) رواه البخارى فى التاريخ الكبير، و الطبرانى فى المعجم، أحمد و الترمذى و ابن ماجة و غيرهم، و صححه الذهبى

ملحوظة: لا يجوز الاستشفاع بالنبى صلى الله عليه و سلم بعد وفاته، و غنما كان التوسل هنا بدعاءه صلى الله عليه و سلم، و معلوم أنه فى عام الرمادة لم يتوسل عمر و الصحابة برسول الله و ناما توسلو بدعاء العباس و قال عمر ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك فتسقينا , وإنا نتوسل اليك بعمِّ نبيك فاسقنا , فيقوول أنس الراوي فسُقُوا)) رواه البخارى

يبرىء عين قتادة بعد أن أقتلعت :

عن . جابر بن عبد الله ، قال ((أصيبت عين رجل منا يوم أحد وهو ، قتادة بن النعمان - حتى وقعت على وجنته فأتينا به رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم ، فقال إن لي امرأة أحبها وأخشى إن رأتني أن ، تقذرني - فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم - بيده ، وردها إلى موضعها وقال اللهم اكسبه جمالا، أحسن عينيه ))

رواه الحاكم في المستدرك،و مالك فى الموطأ وابن سعد في الطبقات، والطبراني وأبو يعلى، وقد ذكر ابن هبة الله في تاريخ دمشق عدة روايات لها، وكذلك ابن كثير في البداية من طرق كثيرة


شفاء عين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الرمد :

‏((عن سهل بن سعد ‏ ‏رضي الله عنه ‏: أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال يوم ‏ ‏خيبر ‏ ‏لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال ‏ ‏فأرسلوا إليه ‏ ‏فأتي به فبصق رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع)) رواه الشيخان
و فى رواية أحمد قال أمير المؤمنين على: ((ما رمدت ولا صدعت منذ تفل رسول الله في عيني يوم خيبر))

شفاء قدم سلمة إبن الأكوع من ضربة فى غزوة خيبر :

‏((عن ‏يزيد بن أبي عبيد ‏ ‏قال ‏: رأيت أثر ضربة في ساق ‏ ‏سلمة ‏ ‏فقلت يا ‏ ‏أبا مسلم ‏ ‏ما هذه الضربة فقال هذه ضربة أصابتني يوم ‏ ‏خيبر ‏ ‏فقال الناس أصيب ‏ ‏سلمة ‏ ‏فأتيت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة)) رواه البخارى

شفاء قدم مكسورة :

((عن البراء بن عازب رضي الله عنه : أن عبد الله بن عتيك لما قتل أبا رافع ونزل من درجة بيته سقط إلى الأرض فانكسرت ساقه ، قال : فحدثت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ابسط رجلك فبسطها فمسحها فكأنما لم أشكها قط" )) رواه البخارى


تكثير الطعام يوم الخندق حتى أطعم جيشاً :

‏(( عن ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال :‏ لما حفر ‏ ‏الخندق ‏ ‏رأيت بالنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خمصا ‏ ‏شديدا ‏ ‏فانكفأت ‏ ‏إلى ‏ ‏امرأتي ‏ ‏فقلت هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خمصا ‏ ‏شديدا فأخرجت إلي جرابا فيه ‏ ‏صاع ‏ ‏من شعير ولنا ‏ ‏بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في ‏ ‏برمتها ‏ ‏ثم وليت إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت لا تفضحني برسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وبمن معه فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحنا ‏ ‏بهيمة لنا وطحنا ‏ ‏صاعا ‏ ‏من شعير كان عندنا فتعال أنت ‏ ‏ونفر ‏ ‏معك فصاح النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏يا أهل ‏ ‏الخندق ‏ ‏إن ‏ ‏جابرا ‏ ‏قد صنع ‏ ‏سورا ‏ ‏فحي ‏ ‏هلا بهلكم فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا تنزلن ‏ ‏برمتكم ‏ ‏ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت وجاء رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقدم الناس حتى جئت ‏ ‏امرأتي ‏ ‏فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى ‏ ‏برمتنا ‏ ‏فبصق وبارك ثم قال ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من ‏ ‏برمتكم ‏ ‏ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن ‏ ‏برمتنا ‏ ‏لتغط ‏ ‏كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو)) رواه البخارى


تكثير الطعام و الدخول فى الإسلام :

((عن عمران بن حصين ‏أنهم كانوا مع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في مسير ‏ ‏..... وقد عطشنا عطشا شديدا فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة ‏ ‏سادلة ‏ ‏رجليها بين ‏ ‏مزادتين ‏ ‏فقلنا لها أين الماء فقالت إنه لا ماء فقلنا كم بين أهلك وبين الماء قالت يوم وليلة فقلنا انطلقي إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالت وما رسول الله فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حدثته أنها ‏ ‏مؤتمة ‏ ‏فأمر ‏ ‏بمزادتيها ‏ ‏فمسح في ‏ ‏العزلاوين ‏ ‏فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا فملأنا كل قربة معنا وإداوة غير أنه لم نسق بعيرا وهي تكاد ‏ ‏تنض ‏ ‏من الملء ثم قال هاتوا ما عندكم فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها قالت لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا فهدى الله ذاك ‏ ‏الصرم ‏ ‏بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا)) رواه البخارى

- ((و عن ‏ ‏جابر ‏ أن رجلا أتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يستطعمه فأطعمه ‏ ‏شطر ‏ ‏وسق ‏ ‏شعير ‏ ‏فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله فأتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم
إمتلاء بئر الحديبية الجاف)) رواه مسلم



إمتلاء بئر الحديبية الجاف :


‏((عن ‏ ‏البراء ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال: ‏ كنا يوم ‏ ‏الحديبية ‏ ‏أربع عشرة مائة ‏ ‏والحديبية ‏ ‏بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة فجلس النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على ‏ ‏شفير البئر ‏ ‏فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركائبنا)) رواه البخارى


إمتلاء بئر تبوك و فيضانه :

‏(( عن معاذ بن جبل ‏ ‏أخبره قال : خرجنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عام ‏ ‏غزوة ‏ ‏تبوك ‏ ‏فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين ‏ ‏تبوك ‏ ‏وإنكم لن تأتوها حتى ‏ ‏يضحي ‏ ‏النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل ‏ ‏الشراك ‏ ‏تبض ‏ ‏بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هل ‏ ‏ مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وقال لهما ما شاء الله أن يقول قال ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء قال وغسل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها ‏ ‏فجرت العين بماء منهمر ‏ ‏أو قال غزير شك ‏ ‏أبو علي ‏ ‏أيهما قال ‏ ‏حتى استقى الناس ثم قال يوشك يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏إن طالت بك حياة أن ‏ ‏ترى ما هاهنا قد ملئ ‏ ‏جنانا)) رواه مسلم



مباركة و تكثير اللبن :

((عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: كان ‏ ‏يقول ‏ ‏أالله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي ‏ ‏عمر ‏ ‏فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر فلم يفعل ثم مر بي ‏ ‏أبو القاسم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال يا ‏ ‏أبا هر ‏ ‏قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه لك فلان أو فلانة قال ‏ ‏أبا هر ‏ ‏قلت لبيك يا رسول الله قال الحق إلى ‏ ‏أهل الصفة ‏ ‏فادعهم لي قال ‏ ‏وأهل الصفة ‏ ‏أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في ‏ ‏أهل الصفة ‏ ‏كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بد فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال يا ‏ ‏أبا هر ‏ ‏قلت لبيك يا رسول الله قال ‏ ‏خذ فأعطهم قال فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال ‏ ‏أبا هر ‏ ‏قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال اقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا قال فأرني فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة)) رواه البخارى



نزول اللبن من ضرع شاة لا تنزل لبناً :

(( عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر فقال: [يا غلام هل من لبن؟] قال: قلت: نعم، ولكني مؤتمن. قال: [فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟] فأتيته بشاة فمسح ضروعها، فنزل لبن فحلبه في إناء، فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع: [اقلص]، فقلص. قال: ثم أتيته بعد هذا فقلت: يا رسول الله علمني من هذا القول. قال: فمسح رأسي وقال: يرحمك الله فإنك غليم مُعَلَّم)) رواه أحمد و حسنه الأرناؤوط


عرق رسول الله أطيب من ريح العطر :
((عن أنس بن مالك‏.‏ قال‏:‏ دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا‏.‏ فعرق‏.‏ وجاءت أمي بقارورة‏.‏ فجعلت تسلت العرق فيها‏.‏ فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‏"‏يا أم سليم‏!‏ ما هذا الذي تصنعين‏؟‏‏"‏ قالت‏:‏ هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب‏.‏ )) رواه مسلم

(( و عن أني قال : لا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم )) رواه مسلم



يشير بعصاة فتسقط الأصنام :

((عن عبد الله ابن عمرقال: لما دخل الرسول صلى الله عليه و سلم مكة عند فتحها، وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، فأشار إلى كل صنع بعصا، وقال: (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) فكان كل صنم يسقط دون أن يلمسه الرسول بالعصا)). [متفق عليه]


جمل بطىء يسرع :

((عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيا فأتى علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال جابر فقلت نعم قال : ما شأنك قلت أبطأ علي جملي وأعيا فتخلفت فنزل يحجنه بمحجنه ثم قال اركب فركبت فلقد رأيته أكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)) متفق عليه



الجمل يسجد للحبيب صلى الله عليه و سلم :


(( عن أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه (أي يسقون عليه)وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنه كان لنا جمل نسني عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:" قوموا" فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصار: يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب الكلب، وإنا نخاف عليك صولته فقال: ليس على منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط، حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن أحق أن نسجد لك، فقال:"لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها...)). رواه الإمام أحمد بإسناد جيد و صححه الألبانى

تغير طباع الهر الجبلية توقيراً لرسول الله :

(( عن عائشة رضي الله عنها: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتد وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يترمرم(أي سكن ولم يتحرك) ما دام رسول اله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه)) أخرجه أحمد بسند صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد.

يحطم كدية أعيت الجمع وحده :

((جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هذه كدية عرضت في الخندق فقال أنا نازل فقام صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر يعني من الجوع ولبثنا ثلاث ليالي لا نذوق ذواقا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكدية فعادت كثيباً أهيل)) رواه البخارى

النبى له قوة أربعين رجلاً :

((عن أنس ن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قال : قلت لأنس بن مالك : أو كان يطيقه ؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين )) رواه البخارى

الله يرسل صاعقة على رجل رفض الاستجابة لرسوله

{وعن أنس قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله تبارك وتعالى فقال‏:‏ أيش ربك الذي تدعوني من حديد هو‏؟‏ من نحاس هو‏؟‏ من فضة هو‏؟‏ من ذهب هو‏؟‏ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأعاده النبي صلى الله عليه وسلم الثانية فقال مثل ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل إليه الثالثة فقال مثل ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله تبارك وتعالى قد أنزل على صاحبك صاعقة فأحرقته‏"‏‏.‏ فنزلت هذه الآية‏:‏ ‏{ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال‏} رواه البزار بسند صحيح


الأرض تلفظ من أراد خداع رسول الله صلى الله عليه و سلم‏‏.‏ :

((عن أنس قال: كان رجلاً نصرانياً فأسلم ، وقرأ البقرة وآل عمران ، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانياً ، فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له ، فأماته الله ، فدفنوه ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه ، نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم ، فألقوه خارج القبر ، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا ، فأصبح قد لفظته الأرض ، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه)) رواه الشيخان

تنزل النقمات على من خالف أمر رسول الله :

((عن سعيد بن المسيب بن حزن عن أبيه أن أباه حزنا { جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما اسمك ؟ قال حزن قال أنت سهل قال : لا أغير اسما سمانيه أبي . قال ابن المسيب : فما زالت الحزونة فينا بعد}) رواه البخارى

(( و عن سلمة بن الأكوع : أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: كل بيمينك فقال: لا أستطيع قال: لا استطعت، ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها إلى فيه)) رواه مسلم

احمل فإنما أنت سفينة :

((عن سفينة مولى رسول الله قال : ثقل علي القوم متاعهم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أبسط كساءك" ، فجعلوا فيه متاعهم، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أحمل فإنما أنت سفينة، قال : فلو حملت من يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة، حتي بلغ سبعة ما ثقل علي)) رواه الحاكم و صححه و وافقه الذهبى


معجزة شق القمر :

((عَنْ أَنَس بْن مَالِك أَنَّ أَهْل مَكَّة سَأَلُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَة فَأَرَاهُمْ الْقَمَر شِقَّيْنِ حَتَّى رَأَوْا حِرَاء بَيْنهمَا )) رواه البخارى و مسلم

((عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مُطْعِم عَنْ أَبِيهِ قَالَ : اِنْشَقَّ الْقَمَر عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ فِرْقَة عَلَى هَذَا الْجَبَل وَفِرْقَة عَلَى هَذَا الْجَبَل فَقَالُوا سَحَرَنَا مُحَمَّد فَقَالُوا إِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيع أَنْ يَسْحَر النَّاس كُلّهمْ )) رواه أحمد

((عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ : اِنْشَقَّ الْقَمَر فِي زَمَان النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .)) وَرَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم

((عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر فِي قَوْله تَعَالَى " اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر " قَالَ وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنْشَقَّ فِلْقَتَيْنِ فِلْقَة مِنْ دُون الْجَبَل وَفِلْقَة مِنْ خَلْف الْجَبَل فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ اِشْهَدْ )) رواخ مسلم و الترمذى و غيرهما

و الروايات فى ذلك متواترة كثير و هى مصداق قوله تعالى عن هذه الأية ((اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ *وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ))



المعجزات فى عصمته صلى الله عليه و سلم :

1) من ذلك ما وقع لأبى جهل حين أقبل يختال ذات يوم في جنبات مكة فقال: هل يعفِّر محمدٌ وجهَه بين أظهرِكم [يعني بالسجود والصلاة]؟ فقيل: نعم.
فقال: واللاتِ والعزى، لئن رأيتُه يفعلُ ذلك لأطأنَّ على رقَبَتِه، أو لأعفِّرنَّ وجهَه في التراب.
فأتى رسولَ الله  وهو يصلي، زعمَ ليطأَ على رقَبَتِه، قال: فما فجِئهم منه إلا وهو ينكُص على عقبيه، ويتقي [أي يحتمي] بيديه.
فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نارٍ وهوْلاً وأجنحة، فقال رسول الله r: ((لو دنا مني لاختطفته الملائكةُ عُضواً عضواً)).
(رواه مسلم)

2) و من ذلك أن قريشاً اجتمعت في الحِجر، فتعاقدوا باللاتِ والعزى ومناة الثالثةِ الأخرى ، لو قد رأينا محمداً ، قمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نفارقْه حتى نقتلَه.
فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها تبكي، حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عَرف نصيبه من دمك.
فقال: ((يا بنية، أريني وَضوءاً)) فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا. وخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقِروا في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه بصراً، ولم يقم إليه منهم رجل.
فأقبل رسول الله r حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من التراب، فقال: ((شاهت الوجوه)) ثم حصَبهم بها، يقول ابن عباس: فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاةً إلا قُتل يوم بدر كافراً.
رواه أحمد في المسند ح (2757) والحاكم في مستدركه (3/170)، وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/228).


3) (( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ - أي يسجد ويلصق وجهه بالعفر وهو التراب- قيل: نعم ، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب ، فأتى رسول الله رضي الله عنه وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته قال فما فجئهم (أي بغتهم) منه إلا وهو ينكص على عقبيه (أي رجع يمشي إلى ورائه) ويتقي بيديه قال فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولاً وأجنحة ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا ))رواه البخاري و مسلم

4) و عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: ((غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا فولى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي أتوه من كل جانب) نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال: شاهت الوجوه (أي قبحت) فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين )) رواه مسلم

5) ((وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رجالاً من قريش اجتمعوا في الحجر، ثم تعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف أن لو قد رأوا محمدًا لقد قمنا إليه مقام رجل واحد فقتلناه قبل أن نفارقه، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قومك لقد تعاهدوا لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل واحد إلا قد عرف نصيبه من دمك. فقال: "يا بنية آتيني بوضوء"، فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: هاهو ذا، وخفضوا أبصارهمن وسقطت أذقانهم في صدورهم، فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقم منهم إليه رجل، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم، وأخذ قبضة من التراب ثم قال: "شاهت الوجوه"، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصا حصاةٌ إلى قتل يوم بدر كافرًا.)) رواه أحمد و البيهقى بسند حسن

6) و لما اتفق المشركون على اهدار دمه بين القبائل بجلب فارس من كل قبيلة يشارك فى قتله عليه السلام ، فلما وقفوا على داره ليلة الهجرة كان النبى صلى الله عليه و سلم قد أمر عليًا رضي الله عنه أن يبيت في مضجعه تلك الليلة ، و أعمى الله أعينهم و أصابتهم الغفلة فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من بينهم و نثر التراب على رؤوسهم، وهم لا يرونه وهو يتلو {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}

ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلاً، وجاء رجل ورأى القوم ببابه، فقال: ما تنتظرون؟ قالوا: محمدًا ، قال: خبتم وخسرتم، قال: والله مر بكم وذرّ على رءوسكم التراب، قالوا: والله ما أبصرنا..... وقاموا ينفضون التراب عن رءوسهم، وهم: أبو جهل والحكم بن العاص وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأمية بن خلف وزمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي وأبو لهب وأبي بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج))

أخرجه ابن سعد وابن هشام وأحمد و ابن القيم فى زاد المعاد، وقد حسنه ابن كثير وابن حجر في الفتح

7) و لما أراد النبى (صلى الله عليه و سلم) الهجرة تبعه سراقة ابن مالك فقال النبى : اللهم أكفنا سراقة، فأخذت الأرض قوائم فرسه إلى إبطها ، فاستغاث برسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يطلقه إلا بعدما أخذ عليه الميثاق ألا يتعرض له ولا يعين عليه

و فى البخارى عن سراقة قال : {أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى ‏ ‏دنوت ‏ ‏منهم ‏ ‏فعثرت ‏ ‏بي فرسي ‏ ‏فخررت ‏ ‏عنها فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها ‏ ‏الأزلام ‏‏ فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيت ‏ ‏الأزلام ‏ ‏تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو لا يلتفت ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏يكثر ‏ ‏الالتفات ‏ ‏ساخت ‏ ‏يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين ‏ ‏فخررت ‏ ‏عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها ‏ ‏عثان ‏ ‏ساطع في السماء مثل الدخان ‏‏ فاستقسمت ‏ ‏بالأزلام ‏ ‏فخرج الذي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم} (رواه البخارى – كتاب المناقب – باب هجرة النبى صلى الله عليه و سلم)


8) ((و عن جابر بن عبد الله ‏ ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏أخبر ‏ أنه غزا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قبل ‏ ‏نجد ‏ ‏فلما ‏ ‏قفل ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قفل ‏ ‏معه فأدركتهم ‏ ‏القائلة ‏ ‏في واد كثير ‏ ‏العضاه ‏ ‏فنزل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وتفرق الناس يستظلون بالشجر فنزل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تحت ‏ ‏سمرة ‏ ‏وعلق بها سيفه ونمنا نومة فإذا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال ‏ ‏إن هذا ‏ ‏اخترط ‏ ‏علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده ‏ ‏صلتا ‏ ‏فقال من يمنعك مني فقلت الله ثلاثا ولم يعاقبه وجلس)) رواه البخارى

9) و لما خرج النبى مع أبو بكر للهجرة تبعه المشركون ليقتلوه فلجأوا لغار ثور فلما وصل المشركون كان النبى و الصديق امام أعينهم و لكن لم يروهم بفضل الله و قال الصديق لونظر أحدهم لموضع قدميه لأبصنا فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) { يا أبابكر مابالك باثنين الله ثالثهما} (أخرجه الشيخان)

فأنزل الله تعالى {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

10) و قد تنزلت الملائكة لحماية رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أُحد، حين أطبق عليه المشركون، وتفرق عنه أصحابه منهزمين،
ففي الصحيحين يقول سعدُ بن أبي وقاص : (رأيت عن يمين رسول الله r وعن شماله يوم أُحدٍ رجُلَين، عليهما ثيابٌ يَيَاض، ما رأيتهما قبلُ ولا بعد). يعني جبريلَ وميكائيلَ عليهما السلام.

قال النووي: "فيه بيان كرامةِ النبي r على الله تعالى، وإكرامِه إياه بإنزال الملائكة تقاتل معه، وبيانُ أن الملائكة تقاتِل، وأن قتالَهم لم يَختصَّ بيوم بدر".
شرح صحيح مسلم (15/66).

11) ومن ذلك أنه لما نزل قوله تعالى: {تبت يدا أبى لهبٍ وتب} (المسد: 1)،
جاءت أم جميلٍ ، امرأةُ عمه أبي لهب إلى النبي r ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، إنها امرأة بذيئة، وأخاف أن تؤذيَك، فلو قُمت، قال: ((إنها لن تراني)).
فجاءت أم جميل، فقالت لأبي بكر: إن صاحبك هجاني! قال: لا، وما يقول الشعر، قالت: أنت عندي مُصَدق، وانصرفت، فقال أبو بكر: يا رسول الله، لم ترَك؟! قال: ((لا، لم يزل ملك يسترني عنها بجناحه)).
رواه أبو يعلى في مسنده ح (2358)، والبزار ح (2294)، وصححه ابن حبان ح (6511).

12) و من ذلك قصة الشاة المسمومة التى أهدتها إليه صلى الله عليه و سلم يهودية يوم خيبر فلما التقم منها لقمة قال لأصحابه أمسكوا فإن هذه الذراع تحدثنى أنها مسمومة و كان بشر بن البراء قد أكل منها فمات ، وقال لها ما حملك على ما صنعت قالت أردت أن أعلم إن كنت نبيا فسيطلعك الله عليه وإن كنت كاذبا أريج الناس منك قال فما عرض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم توفى بعد ذلك بأربعة سنوات ولا يزال يجد من أثرها و فى هذا الخبر مناقب عظيمة لسيد البشر منها و يؤكد عصمته و بيان ذلك من وجوه :

أ- أن عصمة رسول الله قد تمت كما وعده ربه عز و جل لأن هذه العصمة هدفها تمكينه من تبليغ الرسالة و هى مقترنة بها كما قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))

و ذلك قد حدث بنعمة الله و حفظه الله حتى أتم مهمته و لم يمت رغم السم إلا بعد أربع سنوات تقريباً ، كانت هذه السنوات من أهم مراحل الدعوة النبوية ففيها استقبلَ الوفود، وسيَّرَ الجيوش و فتحت مكة و دخل الناس فى دين الله أفواجا و حج النبى (صلى الله عليه و سلم) حجة الوداع و إكتملت الشريعة غير منقوصة.حتى أنزل الله تعالى قوله (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ))
. بينما مات بشر بن البراء من أكلته فى حينها و كان قد التقم كما التقم رسول الله!!

ب- أنه معلوم كون الموت مصير كل مخلوق حتى رسول الله كما قال تعالى {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}

و قال سبحانه {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}

و قال عز و جل {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ}

فمادام الموت مصيرا محتوما ، و العصمة وعداً مفعولا: فلتحيى يا رسول الله معصوماً حتى تتم رسالتك، و لتنتقل يا رسول الله إلى ربك مكرماً على فراشك و شهيداً فى الوقت ذاته حين تحل ساعتك، و لله الحمد و المنة

جـ- أن النبى عليه الصلاة و السلام قد أخبر قطعا و جزماً أن هذه الشاة مسمومة مما يؤكد صدقه عليه السلام كنبى موحى اليه من الله إذ جاء الصحابة باليهودية و اعترفت أنها سمت الشاة كما أخبرت الذراع النبى عليه السلام

* و يضيف الأخ عبدالرحيم فى تحليل هذه المعجزة قائلاً:
فقد توفي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد تلك الحادثة بأكثر من ثلاث سنوات ، رغمَ العوامل التالية:
أ- نوع السم: فالسم المستخدم كان أشد أنواع السموم. [ إذ جاء في المواهب اللدنية للقسطلاني 1/534 أن المرأة اليهودية عمدت إلى سُمٍّ لا يبطئ ـ يعني لا يلبث أن يقتل من ساعته ـ، وقد شاورت يهودَ في سموم، اجتمعوا لها على هذا السم بعينه، فسمَّت الشاة، وأكثرت في الذراعين والكتفين

ب- كمية السم: فالسم الموجود في كتف الشاة المصلية ـ التي يُفضِّل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلها ـ، أكثر.

جـ - المعدة الفارغة: فقد تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة وهو مقبلٌ على الطعام، مما يعني أن معدته فارغة من الطعام. وتأثير السم في المعدة الفارغة أشد وأسرع؛ لسرعة امتصاصه.
د- .كِبَر سن رسول الله صلى الله عليه وسلم (60 عاماً): فالسم يؤثر في كبار السن أسرع من الشباب؛ لقلة الأنزيمات.
فجمَعَ الله صلى الله عليه وسلم له بين مقام النبوة، ومقام الشهادة الذي تمناه حين قال عليه السلام "لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ..". رواه البخاري

هـ - وفي الحديث الشريف " مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ ". إعجاز علمي: فقد بيَّن العلم الحديث أن للسم تأثيراً شديداً على الشريان الأبهر، وتركيزه في شريان الأبهر معلوم (الإعجاز العلمي في حديث الأبهر، أ.د. مجاهد أبو المجد، قُدِّم للمؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، بتاريخ 22-24 آذار 2004م، دبي، ص5)

ولماذا لم يسأل المخالفون أنفسهم: ما الذي دعا محمداً صلى الله عليه وسلم لصرفِ الحراس عنه فى أخطر مراحلة الدعوة و كثرة الأعداء و المنافقين و المترصبين قائلاً " ياأيها الناس اذهبوا عنا فقد عصمنا الله"

إن الإنسان يستطيع الكذب على كل الناس، أما أن يكذب على نفسه فلا.
قال المستشرق هيلر: " لما وعد الله رسوله بالحفظ بقوله: "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ"، صرف النبي حراسه، والمرء لا يكذب على نفسه؛ فلو كان لهذا القرآن مصدر غير السماء، لأبقى محمد على حراسته "

وهكذا يتبين ما في الآية الكريمة من وجوه الإعجاز المختلفة، فشكلت ألواناً متعددة، لإعجاز بديع، لا يمكن أن يكون كلام بشر



معجزة الإسراء :

إن رحلة الإسراء و المعراج لمن أعظم الأيات التى رأها رسول الله صلى رالله عليه و سلم و فيه من العجائب ما تطيش له العقول
و لنعلم أن فترة الليل التى استغرقتها رحلة النبى هى الفترة التى احتاجها صلى الله عليه و سلم ليذهب بالبراق الى بيت المقدس و يصلى بالأنبياء ثم يعود الى مكة المكرمة
أما المعراج فقد خرج به النبى الى ما وراء الزمان فلا يحسب له ميقات ، و مطالع القصة يجد فيها من الأيات العجيبة و الرموز الحكيمة كرمز الخمر و اللبن و تجسد الدنيا فى صورة امرأة منادية و التنصير فى صورة رجل منادى بلا التفات من رسول الله و طبقات الجنة و النار و كذا اللقاءات ذات المغزى مع الأنبياء فى درجات كل منها له علة، و تردده بين موسى و ربه لأن موسى أكثر الأنبياء شبهاً برسولنا إلى أن بلغ سدرة المنتهى و راى الأيات الكبرى ما تشرأب له الأعناق و يؤكد ربانية الواقعة و روحانيتها ،

شبهة و رد:
زعم البعض أن رحلة الإسراء هى رؤيا منامية لرسول الله صلى الله عليه و سلم و ليست رحلة خاضها بروحه و جسده عليه السلام

الجواب:

أولا: أن الرؤى المنامية ليست مدعاة للتشكيك فالإنسان قد يرى فى منامه انه يطير و يجوب البلاد و يرى الخوارق ولا ينكر عليه أحد و لا ا تعد هذه أية
بينما ذكر القرأن أحداث الإسراء و المعراج كأيات بينات
فقال تعالى ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))
فبدأت الأية بالتسبيح و هو تنزيه الله عن النقائص اشارة لقجرته على الفعل حقيقة
ثم وضحت أنه تعالى جعل نبيه يرى أياته الباهرة

و قال عز و جل متحدياً الكافرين ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)))

فبدأ تعالى بالٌسام على هذه الأية، و التأكيد على صدق رسول الله ، و تبكيتهم على ما ممارتهم ، و أنه رأى رؤيا بصرية لا ويغ فيها، و أنه رأى من أيات الله الكبرى

ثانياً: أن المشركين علموا و فهموا من رسول الله أن يتكلم عن إسراء حقيقى فاعترضوا على ذلك حتى جاءوا إلى أبي بكر وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة واحدة، والناس يذهبون في شهر، ويرجعون في شهر، فقال أبو بكر: إن قال ذلك فقد صدق

و لو كان الكلام على رؤيا منامية لما كان هناك داعى للإعتراض و التشكيك كما أسلفنا

ثالثاً: أن النبى صلى الله عليه و سلم ألجمهم الحجة و دلل على صدقه بأمور و أيات منها:

1) بين لهم عليه السلما أنه لم يسرى من نفسه كما يذهبون هم بأنفسهم بل أُسرى به فالفاعل هو الله و رسول الله هو المفعول به ههنا

كما فى حديث مالك ابن أصمعة فى البخارى (بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان - وذكر : يعني رجلا بين الرجلين - فأتيت بطست من ذهب ، ملئ حكمة وإيمانا ، فشق من النحر إلى مراق البطن ، ثم غسل البطن بماء زمزم ، ثم ملئ حكمة وإيمانا ، وأتيت بدابة أبيض ، دون البغل وفوق الحمار : البراق )

و فى رواية لمسلم (فركبته حتى أتيت بيت المقدس )

2) أخبرهم النبى صلى الله عليه و سلم عن أمر قافلة لهم كانت فى الطريق بين مكة و بيت المقدس و افاصيل ما كان فيها و ما جرى لها من أحداث فى تلك الليلة و عن كل رجل فيها و متاعه و بعيره...الخ

كما فى رواية أبى سعيد الخدرى التى رواها البيهقى فى الدلائل بسند جيد

(ثم أصبح بمكة يخبرهم بالعجائب : أني أتيت البارحة بيت المقدس وعرج بي إلى السماء ، ورأيت كذا ورأيت كذا ، فقال أبو جهل بن هشام : ألا تعجبون مما يقول محمد ! يزعم أنه أتى البارحة بيت المقدس ، ثم أصبح فينا ، وأحدنا يضرب مطيته مصعدة شهرا ومنقلبة شهرا ، فهذا مسيرة شهرين في ليلة واحدة . قال : فأخبرهم بعير لقريش لما كان في مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا وأنها نفرت ، فلما رجعت رأيتها عند العقبة ، وأخبرهم بكل رجل وبعيره كذا وكذا ومتاعه كذا وكذا ..))

3) تحداه المشركون أن يصف لهم بيت المقدس فرفعه الله تعالى له بأية و رأه أى العين و وصفه لهم تفصيلا بمنتهى الدقة و الصواب

كما نجده أيضاُ فى رواية البيهقى ( فقال رجل من المشركين : أنا أعلم الناس ببيت المقدس وكيف بناؤه وكيف هيأته وكيف قربه من الجبل ، فإن يكون محمد صادقا فسأخبركم ، وإن يكن كاذبا فسأخبركم ، فجاءه ذلك المشرك فقال : يا محمد أنا أعلم الناس ببيت المقدس فأخبرني كيف بناؤه وكيف هيأته وكيف قربه من الجبل ؟ قال : فرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المقدس من مقعده فنظر إليه كنظر أحدنا إلى بيته : بناؤه كذا وكذا ، وهيأته كذا وكذا ، وقربه من الجبل كذا وكذا ، فقال الآخر : صدقت . فرجع إلى الصحابة فقال : صدق محمد فيما قال..)

و فى رواية للبخارى (لما كذبتني قريش حين أسري بى إلى بيت المقدس قمت في الحجر ، فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته ، و أنا أنظر إليه)

رابعاً: أنه لم يصح اختلاف الصحابة أو ما نُسب للسيدة عائشة من أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رأى ذلك مناماً ، بل كان الخلاف فقط هل رأى ربه يوم أعرج به أم لا
و السيدة عائشة نفسها رضى الله عنها أكدت ان النبى صلى الله عليه و سلم قد رأى جبريل فى هذه الرحلة بصورته التى هى صورته الحقيقة


الخوارق المصاحبة لنزول الوحى :

إن كنا نقول أن ما أوحى لرسول الله صلى الله عليه و سلم معجزة فإن الخوارق المصاحبة لهذا الوحى هى أيضاً أية بينة على صدقه صلى الله عليه و سلم
فإن الله تعالى يقول عن كيفية الوحى ((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ))
و الثلاثة طرق تحقق مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
* فقد كلمه ربه بلا ترجمان عند سدرة المنتهى كما فى حديث الإسراء و قد سبق الكلام عنه و بيان الحجة الإعجازية فيه
* و أرسل الله تعالى رسوله الملك جبريل إلى رسول الله و قد رأه الصحاية فى صورة رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الوجه شديد بياض الثياب لا يعرفونه ولا تظهر عليه أثار السفر فدخل على رسول الله فحدثه فى حديث طويل عن الإسلام و الإيمان و الإحسان ، فلما انقضى أمرهم رسول الله أن يردوه فخرجوا فلم يجداو له أثر فأخبرهم رسول الله أن هذا جبريل جاء يعلمهم دينهم (رواه البخارى و مسلم)
* كذلك فى تنزل الوحى على رسول الله كانت تحدث الظواهر الأتية:
1) فهو يأتى على رسول الله بقوة اطناب كقوة صلصلة الجرس لقوله عليه السلام (أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال) رواه البخارى
و من حيث الإيقاع يشبه دوى النحل و كان الصحابة يسمعون هذا الصوت العجيب لحديث عمر (كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي نسمع عند وجهه كدوي النحل) النسائى فى السنن الكبرى/ صححه الألبانى فى أحكام القران لإبن العربى 3/311
و هى خارقة ظاهرة
2) كان يتصبب عرقاً و يثقل جسده حتى نكاد الناقة التى يركبها تبرك ، و إذا جاءت فخذه على فخذ بشر تكاد تحطمها ، كما فى حديث زيد بن ثابت ((فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفخذه على فخذي ، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي)) رواه البخارى
و هى خارقة ظاهرة تخالف قوانين الطبيعة
3) ثم إذا سرى عن رسول الله يتلو على الأسماع أبلغ الكلام و أفصح البيان أيات الله البينات من القرأن
__________________
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :إنّ فيك خَصلتين يُحبهما الله:الحلمُ ، والأناةُ )رواه مسلم :1/48
وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(من أحبّ لِقاء الله أحبّ الله لقاءهُ ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءهُ ) رواه مسلم : 4/2065
رد مع اقتباس