عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 2010-07-18, 01:41 AM
أبو شيبة الجزائري أبو شيبة الجزائري غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-01
المكان: الجزائر
المشاركات: 24
مهم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب مشاهدة المشاركة

قصدت بقولي رافضي المصطلح المعلوم

وإذا أردت أن أتوسع معك فكل أهل البدع لا تستعمل معهم كلمة أخ

قال الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة

وكل مبتدع خرج عن حكم الآية فلا تصح معه كلمة اخ من منطلق شرعي

قد تصح أخوة الإنسانية (من آدم وحواء) ولكن من منظور إسلامي فلا

هذا ما قصدته ( لم أشر إلى أسلوب التعامل أو الدعوة

وإنما المصطلح
بسم الله الرحمان الرحيم ، كلامي موجه للأخ صهيب و من اعتقد معتقده في الكلام الذي سأبطله إن شاء الله بالحجة و البرهان و ذلك في :
فسد الناس وصاروا إن رأوا صالحاً في الدين قالوا : " مبتدع " !

أولا إطلاق لفظ '' الأخ '' على المبتدع
أخي الحبيب ''صهيب'' يعزّ عليّ أن نفترق من أول الطريق، و ذلك بسبب ما ذكرته من كلام ملقاً على عواهنه غير دقيق و غير مضبوط بضوابط أهل السنة و الجماعة، بل هو أقرب إلى منهج أهل البدعة من الخوارج، و ذلك لما فيه من الحكم بالعموم على مالا يصح فيه إلا التفصيل،
و لكني أُحسن الظن بك، و أظن مثلك لا يقصده، و أن لازم المذهب ليس بمذهب كما قرره علماؤنا - رحمهم الله -
أما مؤاخذاتي على ردك سيكون في هاتين النقطتين :
1- قولك '' قصدت بقولي رافضي المصطلح المعلوم '' و أقول المصطلح المعلوم كما أفهمه أنا على الأقل هو ''الشيعة الروافض'' لكن الغريب ما في الأمر أني لم أطلق هذا اللفظ '' أخْ '' على أي شِيعي رافضي، و أبشرك أخي أننا ممّن يرى كفر الشيعة الروافض بالعموم، و نرى أن الطائفة الشِيعيَة طائفة شرك و رِدّة، و أمّا آحادها فمن أُقيمت عليه الحجة و انتفت عنه الموانع كفّرناه عيْناً و لا كرامة، و هذا مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية(رحمه الله) و نحن نبرءُ إلى الله من عقائدهم، و لا إلتقاء بيننا و بينهم ، إلّا أن يتخلوا عن مذهبهم و يعودوا إلى مذهب أهل السُنة .
2- قولك'' و إذا أردت أن أتوسع معك فكل أهل البدع لا تستعمل معهم كلمة أخ.....'' أخي الحبيب أقول لك من أين لك هذا إن ما تقوله عبارة عن تكفير ضمني لكل مبتدع من غير قيد أو تفصيل، و هو أشبه بمنهج الخوارج - لا نريد مثل هذا بارك الله فيك -
و أبتدءُ أخي الحبيب بسؤال ألا و هو : ''هل كل مبتدع كافر''؟ إن كان الجواب أخي الحبيب '' نعم'' طالبنا بالدليل حيث لا دليل إلا منهج الخوارج و إن كان الجواب '' لا '' و أن الأمر يحتاج إلى تفصيل أن المبتدع قد يكون كافراً ببدعته و قد لا توصله بدعته إلى الكفر، إذاً من المبتدعة من هم باقون على حكم الإسلام فتشملهم إذاً '' نصوص الأخوة الإسلامية '' قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} قال ابن كثير أي الجميع إخوة في الدين, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» وفي الصحيح «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» وفي الصحيح أيضاً «إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك مثله» والأحاديث في هذا كثيرة, وفي الصحيح «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» وفي الصحيح أيضاً «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم.... و الأحاديث في هذا كثيرة .
و قال تعالى ''{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }التوبة11.
أي من أسلم من المشركين صار لنا أخاً في الدين، و بمفهوم المخالفة كل من لم يثبت إسلامه، و ثبت كفره فليس أخا لنا في الدين . و هنا تأتي مسألتنا أخي الحبيب، أتعتقد أن كل مبتدع كافر، ففي قولك «و كل مبتدع خرج عن حكم الآية فلا تصح نعه كلمة '' أخْ '' من منطلق شرعي، قد تصح الأخوة الإنسانية (من آدم و حواء) و لكن من منظور إسلامي فلا - أتعرف أخي الحبيب- ماذا يعني أن تكون أخوة المبتدع كأخوة الإنسانية، أي أنَّ هذا المبتدع مثله مثل الكافر الأصلي، فالكافر الأصلي أخٌ في الإنسانية و المبتدع أخ في الإنسانية كذلك ، أخي بارك الله فيك دون قيد أو تفصيل ؟. أليس هذا تكفيراً لكل مبتدع حتى و إن كانت بدعته غير مكفرة؟
أخي الحبيب أظنك لا تجهل أنَّ البدعة أقسام كما أن المبتدع أقسام!
أجل إنَّ البدع مراكب و أنواع : منها ما يصل بصاحبه إلى درجة الكفر و منها ما دون ذلك . و منها ما هو متفق على بِدعيته و منها ما هو مُختَلف فيه ، و ما يدخل في نطاق الإجتهاد ، فيعذر فيه المخطئ المتأوِل و قد يُأجر أجراً واحداً إن كان من أهل الإجتهاد ، و من المبتدعين مَن هو تابع ، و مَن هو متبوع دعية لبدعته ، و منهم السهل القريب ، ومنهم الحاد العنيف . قال شيخ الإسلام في مناظرته على العقيدة الواسطية حين قالوا له '' إذا قيل أن هذا من أصول الفرقة الناجية ، خرج عن الفرقة الناجية من لم يقل بذلك ، مثل أصحابنا المتكلمين الذين يقولون : '' إن الإيمان هو التصديق ''، و مَن يقول: إن الإيمان هو التصديق و الإقرار و إذا لم يكونوا من الناجين لزم أن يكونوا من الهالكين. فأجابهم على ذلك بقوله ''و ليس كل من خالف في شيء من هذا الإعتقاد يجب أن يكون هالكاً ، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئا يغفر الله له خطأه ، و قد يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به الحجة ، و قد يكون له من الحسنات ما يمحو به الله سيئاته ، و إذا كانت ألفاظ الوعيد المتناولة له و غير ذلك ، بل موجب هذا الكلام أن من اعتقد ضده فقد ناجياً ، و قد لا يكون ناجيا ، كما يقال '' من صمت نجا ''
وقال أيضا رحمه الله ''هذا مع أني دائما - ومن جالسنني – يعلم ذلك منِّي أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير، و تفسيق، و معصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي مَنْ خافها كان كافراً تارة، و فاسقا أخرى، و عاصيا أخرى، و أني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، و ذلك يعمم الخطأ في المسائل الخبرية والمَسائل العلمية ، و مازال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ، و لم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر و لا بفسق و لا بمعصية كما أنكر شرح قراءة من قرأ '' بل عَجِبْتُ و يَسْخَروُن '' و قال إن الله لا يعجب ، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال : إنما شريح شاعر يُعجبه علمه، كان عبد الله أعلم منه و كان يقرأ '' بَلْ عَجِبْتَ '' / / / و كما نازعت عائشة و غيرها من الصحابة في رؤية محمد - صلى الله عليه و سلم - ربّهُ و قالتْ: من زعم أم محمَّداً رأى ربهُ فقد أعظم الفرية على الله الفِرية، و مع لا نقول لابن عباس و نحوه من المنازعين لها (( أنه مفترٍ على الله )) و كما نازعت في سَماع الميت كلام الحي ، و في تعذيب الميت ببكاء أهله و غير ذلك [ج3.ص.147.مجموع الفتاوى]
و قال في موضع آخر ''...مع أنَّ أحمد لم يُكفِر أعيان الجهمية، و لا كل من قال ، إنه جهمي كفره ، و لا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم، بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم ، و امتحنوا الناس ، و عاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة ، لم يُكفِرهم أحمد و أمثالهم ،بل كان يعتقد إيمانهم، و إمامتهم و يدعو لهم ، و يرى الإئتمام بهم في الصلوات خلفهم ، و الحج و الغزو معهم ، و المنع من الخروج عليهم ما يراه لِأمثالهم من الأئمة . و يُنكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم، و إن لم يعلموا هُم أنه كفر، و كان ينكره و يجاهدهم على رده بحسب الإمكان...''[ج7.ص12 .مجموع الفتاوى]
وقال الشاطبي في الإعتصام '' و إذا ثبت أن المبتدع آثم فليس الإثم الواقع عليه على رتبة واحدة، بل هو على مراتب مختلفة، من جهة كون صاحبها مستتراً بها، أو معلنا و من جهة كون البدعة حقيقية أو إضافية، و من جهة كونها بيِّنة أو مشكلة ، و من جهة كونها كفراً أو غير كُفر ، و من جهة الإصرار عليها أو عدمه ، إلى غير ذلك من الوجوه التي يقطع معها بالتفاوت في عظم الإثم وعدمه أو يغلب على الظن ''[ص121] .
أما إن كان إحتجاجك أخي الحبيب ''صهيب'' بفعل السلف الصالح مع المبُتدِعة من زجرٍ بالهجر ، و عدم الكلام معهم ، و عدم إلقاء السلام عليهم و قتلهم إن تطلب الأمر ، فهذا أحقّ و لكن أخي الحبيب هذا ليس بإطلاقه ، بمعنى آخر هذا مُقيد بالمصلحة ، فإن كان من المصلحة الشرعية هجرة أو حتى قتله كان ذلك أوْلى و هذا ليس خاص بالمبتدع وحده بل بأهل المعاصي و الفجور أيضا و مع ذلك لا ننفي عنهم الأخوة الإسلامية .
ثم إعلم أخي الحبيب أن كثيراً من علماء السنة قد تلبّسوا ببعض البدع العقدية أو العلمية و مع ذلك بقيت الأمة تعتبرهم مراجع و علماء سنة ، فابن حزم - رحمه الله - جهمي في الصفات و أبو بكر ابن العربي المالكي ، و ابن حجر و النووي و غيرهم أشاعرة. إلى غير ذلك . /// بل إن كثيراً من رجال الصحيحين من أهل البدع. كالخوارج و القدرية، و المرجئة و الشيعة و منهم على سبيل المثال عمران بن حطان من الخوارج و هو الذي قد مَدح قاتل علي – رضي الله عنه – و أثنى عليه ،
و لولا الإطالة لفصلت و بيّنت أكثر من هذا كتب أهل السنة و لكن يكفي من ذلك الإشارة .
و في الأخير أقول إنّ منهج أهل السنة أنهم يذكرون مالهم و ما عليهم و أما أهل الأهواء و البدعة و الضلال فلا يذكرون إلا ما لهُم ، و أهل السنة لا يكفرون من كفّرهم و لا من خالفهم و لا يُبدّعون من بدّعهم بخلاف أهل البدع، قال تعالى{ ...وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْهُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8
هذا و اللهُ أعلم

رد مع اقتباس